"الواد" جونيور الدجلاوي أشعل الدوري من جديد وضخ في عروق المسابقة الدماء وأعاد إليها الحياة بعد أن سجل هدف الفوز القاتل لفريقه في مرمي الأهلي في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع وتحديدا في الدقيقة "95" ليصيب جماهير ولاعبي الأهلي بالحسرة والمرارة والذهول.. فلم يصدق أحد ان الوقت حان لأن يشرب الأهلي من نفس كأس الوقت بدل الضائع فطالما حقق انتصارات قاتلة في الثواني الأخيرة أصابت منافسيه بالحزن والسكتة القلبية محليا وإفريقيا.. وأعتقد أن وادي دجلة يستحق الفوز عن جدارة لأنه نجح في استغلال احدي الفرص القليلة التي اتيحت له بالاضافة إلي نجاحه في تأمين منطقة مرماه نتيجة لحسن تنظيم وتمركز خطوطه الدفاعية أمام المنطقة الخطرة ونجاح لاعبيه في تعطيل مفاتيح اللعب في الأهلي وتألق السد العالي عصام الحضري حارس المرمي العملاق الذي أنقذ شباكه من أكثر من هدف محقق بينما لم يوفق شريف إكرامي في التصدي لتسديدة جونيور وتسابق هجوم الأهلي في المقابل في إهدار بعض الفرص الخطيرة التي اتيحت لهم أحيانا فرغم وصول الأهلي كثيرا لمنطقة جزاء وادي دجلة ولكن أغلب هذه الهجمات تم القضاء عليها نتيجة لصلابة دفاع دجلة وانقضاضه السريع علي الكرة والضغط عليها.. وهنا يظهر النجم الفرنسي مالودي والذي يفاجئ دفاع الأهلي بتمريرة سحرية إلي النجم النفاثة جونيور الذي خدع ببراعة ومهارة عالية رامي ربيعة ونجح في المرور منه بعد أن وضعه في ظهره وانطلق بسرعة الصاروخ حتي انفرد بشريف إكرامي وأسكن الكرة في الشباك الحمراء معلنا فوز وادي دجلة بهدف أصاب مارتن يول المدير الفني الهولندي للأهلي في مقتل سيظل شبحه يطارده سنوات طويلة.. والمهم في تلك الأحداث الدراماتيكية لهذا اللقاء الذي شهد تلك النهاية المأساوية للأهلاوية قد أثبت حقيقة جديدة ألا وهي براءة حكامنا في الدوري المحلي فطالما اتهمهم المدربون والجماهير من غير المنتمين لقطبي الكرة المصرية بأنهم يتعمدون إعطاء وقت اضافي لاتاحة الفرصة للاعبي الأهلي أو الزمالك من أجل الفوز إذا كانت نتيجة التعادل هي السائدة لنتيجة المباراة التي يخوضونها.. وأعتقد ان ما فعله وادي دجلة أثبت أكذوبة هذه المقولة وعدم صحتها وأكد براءة الحكام من هذا الاتهام الباطل لأن الوقت الضائع يسري علي الفريقين يستطيع أي منهما استغلاله لصالحه وليس المقصود به خدمة فريق الأهلي أو الزمالك كما يحلو لمدربي الفرق المنافسة وجماهيرهم أن يرددوا النغمة الوهمية الساذجة ليبرروا فشلهم في التفوق علي القطبين الكبيرين الزمالك والأهلي بالفعل ان لاعبي الزمالك أصبح من حقهم أن يتمسكوا بالأمل في الدفاع عن لقب البطولة طالما مازال درع الدوري في الملعب وطالما ان الساحرة المستديرة لا أمان لنتائجها وكل الاحتمالات قائمة مثلما فعل وادي دجلة لأن الفرق المنافسة لديها طموح فيما تبقي من عمر المسابقة خاصة التي تسعي لاقتحام المربع الذهبي وبالتالي فإنها ستقاتل من أجل تحقيق حلمها مثل سموحة والإسماعيلي ووادي دجلة والمصري وبتروجت وهنا لابد أن نتفق ان الأداء العام للزمالك يشهد طفرة وصحوة بعد نجاح الجهاز الفني بتشكيله الجديد في إعادة الروح والثقة للاعبي الزمالك ولم شمل الفريق وإجراء تعديل في طريقة اللعب أحدثت تطويرا في الشق الهجومي بالاعتماد علي رأس حربة صريح وثلاثة لاعبي وسط مهاجمين وبدأ الفريق يجني ثمار تثبيت بعض النجوم مثل مايوكا ليبدأ اللاعب في ارتقاء مستواه وأثبت انه هداف من الطراز الأول سيكون اضافة لهجوم الزمالك القادم بقوة.