مع حلول عيدالفطر المبارك تتحول الاكشاك والمحال التجارية لأسواق زاخرة بجميع أنواع الصواريخ والبمب والهاون الاطفالي والالعاب النارية والشماريخ المضيئة والحارقة والطائرة والزاحفة التي تعادل انفجاراتها طلقة آلي 7مم أو خرطوش 8مم فتتحول الشوارع لساحات حرب تصيب الكبار بالخوف والصغار بالرعب ولتزداد اعداد الضحايا سنويا رغم التحذيرات الدائمة وحملات التفتيش التي لا تنقطع لتظل الالعاب النارية كوارث كل عيد خاصة وان فاتورتها بلغت 700 مليون جنيه طبقاً لآخر تصريحات الغرفة التجارية. تقول نادية محمود - ربة منزل من شبرا - إن طفلها الصغير يظل يبكي ويصرخ طوال الليل عندما يسمع صوت الألعاب النارية "صواريخ وبمب" العيد من شدة الفزع. مطالبة بمنع بيع هذه الصواريخ في العيد أو غيره من المناسبات بسبب الرعب والازعاج الذي تتسبب فيه للمواطنين. يتفق معها كامل محمد - معاش - أنه يقضي أيام العيد أمام منزله لملاحقة الذين يقومون باشعال الصواريخ والبمب لطردهم من الشارع خوفا علي ابنائه وأبناء الجيران. متسائلاً عن سبب انتشار هذه العادة المزعجة التي تضر بالمواطنين والمارة. وتروي ابتسام فؤاد - ممرضة - مأساتها مع الصواريخ قائلة ان نجلها فقد نظره بعدما حدث تهتك شديد في القرنية بأحد عينيه بسبب شظية من صاروخ اشعله احد اصدقائه. مطالبة الأسرة المصرية بمنع ابنائهما من اللهو بصواريخ وبمب العيد أو حتي الوقوف مع من يلهون به. تشاركها اسماء إبراهيم - ربة منزل - وتطالب المسئولين بغلق أبواب تهريب الصواريخ وبمب العيد والقبض علي كل من يقوم ببيعها لأنها اصبحت خطراً علي كل الموجودين في محيطها وليس مستخدميها فقط. بالاضافة الي تسببها في بعض الحرائق بالمنازل. ويري محمود إسماعيل استخدام الألعاب النارية والمفرقعات احتفالا برمضان والاعياد يعد من الظواهر الجديدة علي المجتمع المصري ويسبب تلوثاً ضوضائي لدي الكثيرين خاصة في الاحياء الشعبية. مطالبا بالقبض علي بائعيها ومصادرتها من الاسواق درءاً لحدوث الكثير من المشاجرات بسبب استخدام البمب والصواريخ. يوضح أحمد النجار - تاجر العاب نارية - ان الألعاب النارية عبارة عن متفجرات ضعيفة الانفجار نسبيا تصنع من مواد كيميائية شديدة الاشتعال ويصدر عند انفجارها صوت قوي وروائح ملوثة للجو فيزيائيا وكيميائيا تؤدي للعديد من الاضرار بالاضافة الي الاضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجارها اذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة. ويؤكد الدكتور أحمد حسن - استشاري أمراض العيون - ان الشرر أو الضوء الناتج عن استخدام الالعاب النارية يضر الجسم خاصة منطقة العين الحساسة عند التعرض لها بشكل مباشر حيث تصاب العين بحروق في الجفن او انفصال في الشبكية واحياناً يصل الأمر لفقدان كلي في النظر. وتري الدكتورة سامية الجندي - استاذ علم النفس والاجتماع - ان استخدام الالعاب النارية بات خطرا يهدد حياة المواطنين في مصر وكثيرا ما شاهدنا حوادث واصابات ووفيات بسبب سوء استخدامها بما يمثل تجاوزا واستهتارا بأبسط حقوق الإنسان وهو عدم تعرضهم للازعاج. كما تستخدم في ترويع الابرياء من قبل البلطجية واللصوص مشيرة الي انه في الخارج يمثل استخدام اداة التنبيه بالسيارة بدون مبرر اختراق للقانون له عقوبة. وتضيف الجندي. ان استخدامها في الاعياد والمناسبات الدينية اصبح للأسف ثقافة مجتمعية سائدة تعبر عن الفرحة والاحتفال بكافة المناسبات والاعياد خاصة شهر رمضان الذي تتعاظم فيه الاجواء الايمانية والروحانية لكنهم حولوه لشهر ازعاج وتلوث ضوضائي وترهيب ورعب للمواطنين. مطالبة كل الجهات المعنية بالدولة بعمل حملة كبيرة للحد من انتشار هذه الظاهرة. وتغليظ العقوبات علي كل من يقوم بتهريبها للبلاد او الاتجار فيها. ويؤكد الدكتور أشرف السعيد - الخبير الأمني - ان استخدام هذه الألعاب النارية يشكل خطراً علي مستخدميها لأنها يتم تهريبها وتقوم وزارة الداخلية بمطاردة وملاحقة التجار الذين يستوردون ويهربون هذه المواد الخطرة ويبيعونها للأطفال ويؤذون الكثير. مشيراً الي انه في دول مثل أمريكا وأوروبا يتم استخدام الألعاب النارية في الاحتفالات بدون ان تتسبب في اذي لأي شخص لأن مصدرها معروف ومكتوب عليها طريقة استخدامها حتي لا تؤذي مستخدميها وتباع بمنافذ معروفة.