عندما تزدهر صناعة البمب والصواريخ تحت بير السلم والمقابر لابد أن نسأل لماذا؟ وعندما تحقق أرباحاً تعادل أرباح تجارة المخدرات لا بد أن نسأل كيف؟ وعندما تحدث كوارث تصيب وتقتل الأطفال والشباب وتضر الصحة العامة للمواطنين لابد أن نسأل ما الحل؟ وخاصة مع الانفلات الأمني والذي جعل صناعة الصواريخ وتهربيها وبيعها أمرا عاديا . في السنوات الأخيرة بدأ انتشار أنواع جديدة من المفرقعات وتحول بمب العيد إلي صاروخ العيد وكان هناك تضييق علي بيعها إلا أن العامين الأخيرين شهدا رواجا كبيرا لها وخاصة مع تعدد أنواعها وأشكالها خاصة منذ أن بدأ تصنيعها في مصر وبدأ أنتشار مصانع بير السلم مع عدم الرقابة علي تهريبها إلي مصر. وتتعدد أسماء الصواريخ وأشكالها وألوانها والتي بدأ أسعارها من جنيه وتصل بعض الأنواع منها إلي خمسين جنيها. كما تحمل الصواريخ أسماء مثل بكار. كما أن هناك صاروخ صدام حسين وهو المشهور بطوله وتعدد الطلقات الصوتية بداخله والتي تصل إلي 03 طلقة ويصل سعرها إلي 01 جنيهات.. وظهر هذا العام صاروخ أطلق عليه الباعة صاروخ القذافي وهو يشبه القنبلة الصغيرة ويحدث صوتا مرتفعا للغاية ويصل سعره إلي 3 جنيهات. وهناك صاروخ أعلي ثمناً ويعرف باسم علبة المهرجانات وهي التي يخرج منها أوراق ويبلغ ثمنها 05 جنيها، ويطلق عليها أحيانا اسم البازوكا. من جانبه أكد الدكتور أحمد رفعت أستاذ طب العيون بجامعة القاهرة أن الرماد الناتج عن عملية احتراق هذه الصواريخ والمفرقعات يؤذي الرئة ويتسبب في حالات اختناق للأطفال، كما يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، كما قد يؤدي اللعب بهذه الألعاب النارية إلي دخول أجسام غريبة (الزلط الصغير الذي يخلط ببارود البمب) في العين قد يسبب انفصالا في الشبكية وربما يؤدي الأمر إلي فقدان كلي للعين، فضلا عن التلوث الضوضائي الذي يؤثر علي طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ. الدكتور عبده مهدي الخبير الاقتصادي يؤكد أن تلك التجارة تندرج تحت ما يسمي الاقتصاد السري أو الخفي الذي يمارس من قبل البعض دون تراخيص، أو سجلات توضح حقيقة تلك التجارة وما يحققونه من أرباح، ولذا فإن الدولة لا تجني من ورائها إلا الضرر البالغ، فهي تحقق أرباحا تصل إلي ثلاثة أضعاف سعرها الأصلي، وهو ما يشير إليه الدكتور أحمد النحاس أستاذ الطب النفسي- موضحاً أن الألعاب النارية لاسيما البمب وراء تزايد حالات الإصابة بانفجار مقلة العين بالنسبة للأطفال تحديدا في الفترة الأخيرة. ومن جانبه أوضح د. بشير سعد زغلول أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة أن القانون المصري لا يتضمن في نصوصه مواد تجرمّ التاجر أو الحائز أو المستخدم للألعاب النارية بصورة صريحة، إنما هناك بعض المواد التي تتعرض لعقوبة من يتسبب استخدامه لها في ضرر يلحق بالغير. وأوضح الدكتور أشرف حسنين أستاذ طب الأطفال أن تراجع مساحة البهجة في حياتنا والترفيه أديا إلي أن يختزل الكثيرون فرحتهم في فرقعة البمب أو تفجير الصواريخ والتي تعرف في بعض البلدان العربية بالشماريخ والتلذذ بسماع صوت الانفجار وتطاير الشرر والألوان الزاهية منه لاسيما في الأفراح ومباريات كرة القدم. وتعرفنا من أحد أصحاب المصانع علي أسباب إنتاجهم لهذه المفرقعات، فأكدوا أن كيس البمب تتكلف صناعته أقل من 05 قرشاً ويباع ب 5 جنيهات، وأن تجارة البمب والصواريخ قدرت هذا العام بمليار جنيه. وأضاف أن البارود المستخدم في تصنيع الصواريخ يهرب من الخارج وخاصة من الصين ويباع بأسعار رخيصة للغاية كما أن البعض يقوم باستغلال المحاجر في تصنيع البارود. وقال آخر: المشكلة الأكبر هو تجميع كمية كبيرة من البارود المستخدم في هذه الصواريخ في تصنيع قنبلة صغيرة وهناك متطرفون يقبلون علي شراء البارود الخام لتكوين قنبلة قابلة للتفجير وهو ماتم في تفجيرات الأزهر بحسب ما أكده اللواء فؤاد علام الخبير الأمني وكانت حادثة بسيطة ولم تحدث وفيات ولكن من الصعب أن تستخدم في تفجيرات كبيرة والتي تتكون من مواد قوية الاشتعال ولكن للأسف فإن قدرتهم علي تصنيعها ليست بالصعبة وخاصة مع أنتشار المواد المساعدة للاشتعال في كثير من المناطق القريبة من الجبال وكان في الماضي يتم التعامل معهم أمنيا ولكن بعد الثورة وبعد تردي الأوضاع الأمنية لم يتم السيطرة عليهم بعد ومن الممكن أن يشكلوا خطرا حقيقيا علي الأمن القومي المصري. وهناك العديد من الحوادث التي نجمت عن استخدام البارود. وقال مصدر أمني رفض ذكر اسمه إن الجهات الأمنية تكثف نشاطها لضبط المصانع التي تخصصت في إنتاج المفرقعات والبمب والشماريخ، خاصة في أيام الأعياد والمناسبات المهمة. أضاف المصدر أننا نجحنا في إغلاق عدد كبير من المصانع خاصة بمنطقة المرج والبساتين وغيرهما من الأماكن وتم تشميع هذه المصانع بالشمع الأحمر وجار التحقيق مع أصحابها، خاصة أن هذه المفرقعات تحتوي علي مواد كيميائية تحدث أضراراً بالغة لما تحويه من مواد، فضلاً عن الإصابات التي تحدث جراء استعمالها ونتيجة لأحداث الثورة استغل التجار ماتتعرض له البلاد ونشأ العديد من المصانع غير المرخصة لتجارة الصواريخ كما يتم تهريب كميات كبيرة من خارج مصر وتأتي عن طريق ليبيا والصين . وأضح أنه خلال الأيام الماضية تم ضبط مخزن يحتوي علي 6 ملايين صاروخ و004 كرتونة محدثا صوت »بمب« وألعاب وكمية كبيرة من الألعاب النارية وذلك في عقار تحت الإنشاء بمنطقة ترب اليهود استعدادا لعيد الفطر المبارك. كما نجحنا في ضبط مصنع كبير بمنطقة المرج يعمل في مجال تصنيع الألعاب النارية والمفرقعات بعد أن تعددت البلاغات لدي مأمور قسم شرطة المرج بقيام المصنع بإنتاج كميات كبيرة من المفرقعات وأكد أن الأيام المقبلة سوف تشهد العديد من الحملات التفتيشية المفاجئة لضبط الصواريخ .