رغم وجود بعض الخلافات بين الحكومتين السودانية والمصرية في ملفات عدة. إلا أن قيادة البلدين ممثلة في الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. والسوداني عمر البشير. قطعت بأن الخلافات لا تعيق مسار تقدم وتنامي علاقات البلدين والشعبين الشقيقين. ويقف معهما في ذلك كل الممسكين بالملفات الثنائية. وزيرا الخارجية السوداني البروفيسور إبراهيم غندور. والمصري سامح شكري. ووزيرا المياه المصري د.محمد عبدالعاطي والسوداني معتز موسي. ووزير التعاون الدولي السوداني الدكتور كمال حسن علي. ونظيره المصري. ووزراء الزراعة والتجارة الخارجية والإعلام. وسفيرا البلدين السوداني عبدالمحمود عبدالحليم. والمصري أسامة شلتوت. والطاقمان المعاونان لهما في القاهرةوالخرطوم. ومع ذلك تطل حيناً بعد حين مظاهر سالبة يمكن أن تؤثر علي مسار العلاقات. أو علي الأقل تخلف بعض الظلال غير المطلوبة في هذه المرحلة. ورغم أني لا أخلط بين التصرفات الشخصية. والسياسات العامة. ولا أحمل أي أمر أكثر مما يحتمل. إلا أن بعض المظاهر لابد من الوقوف عندها من أجل معالجتها قبل أن تستفحل. فقبل يومين اتصل بي سودانيون من مصر سافروا إلي القاهرة براً عبر معبر قسطل أشكيت يشتكون سوء معاملة من الجانب المصري. تمثلت في تعطيل إجراءات الدخول. حتي دخول الظلام وتوقف العبارة الأمر الذي جعلهم يبيتون في مدينة قسطل غير المهيأة لاستقبال تلك الأعداد من البشر قاربت الخمسمائة. فيهم المرضي وكبار السن. والأطفال. والعجزة. وأكد لي المتصلون أن هذه العملية تكررت كثيراً. لا أود أن أحكم علي هذه الممارسة بأنها توجه عام مقصود. رغم أنه في أزمان سابقة كانت العلاقات بين القاهرةوالخرطوم متوترة شهدت ممارسات هنا وهناك أسوأ من تلك. ولعل الناس يذكرون ما عرف حينها بحرب المطارات. وكان في بعض الأحيان يعاد ركاب طائرة كلهم من مطاري القاهرة أو الخرطوم. والحالات الدالة علي ذلك كثيرة. وبرغم أن الراجح في هذه الحالة أن يكون سلوكاً فردياً. أو حالة مزاجية. لكنها لا تستقيم في ظل الإرادة السياسية الغالبة في البلدين لتجاوز كل محطات الخلاف. ومن غرائب الأشياء أن اتصلت بي الزميلة زينب من إذاعة وادي النيل في القاهرة في نفس اليوم تسألني عن رأيي في الاتفاق السوداني المصري لتنشيط الاستثمارات الزراعية في السودان. عبر الشركة المصرية التي خصصت لها مساحة مميزة شرق النيل. فهل يستقيم هذا التوجه مع تلك الممارسات غير المسئولة. ولذلك ندعو الممسكين بملفات علاقات البلدين. لاسيما السفيرين أسامة شلتوت. وعبدالمحمود عبدالحليم. الاهتمام بهذه القضية. ومتابعتها مع سلطات الجوازات. وكل من له صلة بالأمر. قبل أن يستفحل.