كان الحوار "عربياً" دافئاً أساسه الصراحة.. والشفافية.. والوضوح. والحقيقة ان وزير الإعلام البحريني علي الرميحي لم يتردد في الاجابة علي أي سؤال مهما كانت حساسيته أو سخونته. وكما بدأ الحوار "ودودا".. انتهي بأن تسلم وزير الإعلام البحريني درع "الجمهورية" من مضيفه الكاتب الصحفي فهمي عنبه رئيس تحرير الجمهورية. سألناه عن دلالات الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك البحرين لمصر.. وما تحمله من آفاق مستقبلية والعمالة المصرية في البحرين.. والاستثمار البحريني في مصر.. ومصر القوية الحريصة علي الأمن القومي العربي.. وخصوصا الخليجي. سألناه عن التدخلات الإيرانية.. ودور الإعلام في تحصين الأمة والشباب من خطر الانزلاق للطائفية.. وماذا حملت زيارة الوداع للرئيس الأمريكي باراك أوباما من رسائل لدول الخليج.. وهل أفلح في تبديد مخاوفها.. وطمأنتها؟ والأوضاع الداخلية للبحرين.. ومواجهتها للتحديات. وهكذا دارت الندوة بدأ الندوة الكاتب الصحفي فهمي عنبه رئيس تحرير الجمهورية مرحباً بوزير الإعلام البحريني علي الرميحي. أشار عنبه إلي عمق العلاقات المصرية البحرينية وخصوصيتها مؤكدا أنها علاقات أخوة وأشقاء.. يحكمها اتفاق في الرؤي بين البلدين وبين الشعبين والقيادتين.. وأشار إلي ان شعب البحرين من أقرب الشعوب إلي مصر مشيدا بالأخوة الصادقة التي تجمع قادة وشعوب دول التعاون الخليجي بقادة مصر وشعبها. وبدأت الندوة بسؤال حول زيارة جلالة ملك البحرين حمدين بن عيسي آل خليفة وما تحمله هذه الزيارة من آفاق جديدة للتعاون بين مصر والبحرين لمصلحة الشعبين؟ ** أجاب الوزير علي الرميحي.. ان زيارة جلالة ملك البحرين لمصر تأتي دعما لمصر في هذه الظروف بالغة الصعوبة.. وان البحرين ترد الدين لمصر قائلاً: "اننا نقف مع مصر كما سبق لمصر أن وقفت معنا".. اننا في البحرين لا ننسي أبدا أن المعلم المصري قد ساهم في تشكيل وجداننا وكان له دوره الكبير في الارتقاء بشعبنا. وأكد وزير الإعلام البحريني أن زيارة جلالة الملك تعني أنه لا يمكن الاستغناء عن دور مصر المحوري في هذه المنطقة لأن مصر هي القلب النابض للعروبة. وقال علي الرميحي.. ان زيارة ملك البحرين تأتي في سياق تقارب خليجي واقعي وحقيقي مع مصر الشقيقة.. انها تأتي بعد أيام قليلة من زيارة خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية.. وبعد ساعات من زيارة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي انها خطوات عملية تؤكد ما بين الخليج ومصر من وشائج وارتباطات. * سألناه عن الاستثمار البحريني في مصر؟ ** أكد وزير الإعلام البحريني أن 40 مستثمراً يمثلون جانب من الوفد الرسمي لمملكة البحرين جاءوا متفتحين علي مصر.. وجاهزين للعمل فيها بأقصي طاقة.. فان مصر والحديث لوزير الإعلام البحريني بلد واعد والاستثمار فيه مضمون.. اننا نشجع الاستثمار في مصر وهذه رسالة منا لكل مستثمر عربي أن استثمر في مصر دعما لاقتصادها.. والعالم الغربي. اتفاقية وقال الوزير البحريني ان زيارة جلالة الملك سوف تساعد في تفعيل ما تم توقيعه من اتفاقات سابقة بخلاف 19 اتفاقية جديدة هذه الزيارة تشمل جميع المجالات في الاقتصاد والسياحة والثقافة والرياضة والاعلام. وأكد ان توقيع اتفاقية التعاون الملاحي مع الهيئة العامة للاستعلامات تدعم تبادل الخبرات بين البلدين والتدريب وتبادل المعلومات والتنسيق الكامل مع مصر. أفضل المراحل وقال الوزير البحريني اننا نمر بأفضل مراحل العلاقة مع مصر ونحن نعمل أكثر لتعميقها ويجب ترجمة هذه الخطوات بما يخدم مصالح الشعبين.. وقال احنا بلد واحد.. وهم واحد.. ومصير واحد. وأكد كل ما يمس مصر يمس البحرين.. والعكس صحيح فان ما يمس البحرين يمس مصر أيضا.. وأكد علي الرميحي قناعته بأن الاعلام عليه دور كبير ومسئولية عظمي في دعم علاقات المحبة والتواصل بين الشعوب. وقال الوزير علي الرميحي مؤكدا أوجه التشابه بين البحرين ومصر.. تاريخ مشترك.. وحضارتين كبيرتين.. علاقات راسخة.. وبفضل الله لا يوجد أي اختلاف بين سياسات البلدين وتوجهاتها.. توافق تام.. وتنسيق مستمر. وأكد وزير الإعلام البحريني لا أحد ينسي فضل مصر والمصريين.. فقد علموا أجيالاً كثيرة ولانزال ندين لهم بفضل كبير. وأكد الوزير البحريني ثقته في أن مصر لديها الكثير من المقومات الجاذبة للاستثمار العربي والعالمي. زيارة الوداع * سألناه .. ما الذي حمله أوباما في زيارة الوداع لدول مجلس التعاون الخليجي؟! ** أجاب علي الرميحي .. منذ تم توقيع الاتفاق النووي من أمريكاوايران فاننا نسمع تصريحات صحفية.. لا يقابلها للأسف حقائق علي الأرض. وقال: نقلنا مواقفنا للادارة الأمريكية اننا نراقب الوضع.. لكن المؤشرات الأولية تؤكد أن الوضع غير مطمئن في ظل التدخلات الايرانية في الشئون الداخلية لدول المنطقة.. اننا نرفض هذه التدخلات.. نحن لا نزال نراقب لكننا لم نر حتي الآن رسائل ايجابية. وأكد الوزير أن مملكة البحرين تحترم حقوق الجيرة في محيطها.. وتحترم سائر دول المنطقة لكن ما نراه من ايران انها لا تحترم قواعد الجيرة.. بل تسعي لتسويق معلومات غير وثيقة. * قلنا: لكن ايران أعلنت استعدادها للحوار استجابة لمطلب طرف عربي؟! ** قال الوزير البحريني: المطلوب أولا ان تصلنا مؤشرات ايجابية.. لتتوقف مثلا الهجمة الإعلامية.. ولتتوقف فضائيات الفتنة عن اتهام البحرين الدائم بالأكاذيب والبهتان. وقال الوزير البحريني.. التصريحات مستمرة.. بل انها تتزايد.. وتخرج من مستويات القيادة الايرانية.. اننا نعاني.. وأخطر ما نعاني منه "ولاية الفقيه" التي تريد ان تسلخ المواطن من بلده. أكد الوزير علي الرميحي اننا مهما أحسنا النية بايران.. فإن الواقع أصدق.. انه يؤكد بالأرقام والاحصاءات ان التدخلات الايرانية في تزايد من عام 2011 وحتي 2016 ولم تتوقف تصريحات قيادات ايران ضد مملكة البحرين.. وسائر دول المنطقة. وقال الوزير البحريني .. لدينا أدلة علي التدخلات الايرانية في البحرين وبشكل يومي.. والهجوم ضدنا في الفضائيات بشكل دائم. * سألناه .. هل قدم لكم أوباما ضمانات تعزز ثقتكم في الصديق الأمريكي؟! ** أجاب علي الرميحي.. ان لقاء أوباما بقادة دول مجلس التعاون جاء استكمالا لاجتماع كامب ديفيد.. لقد تم ادانة كل أشكال التدخل في الشأن الداخلي للدول. وقال.. أمريكا تبرر الاتفاق النووي مع ايران بأنه جاء في اطار محاولة أمريكية لاحتواء ايران لكن ما رأيناه شيئا آخر.. التدخلات الايرانية.. لم تتوقف. مصر الرائدة ** قلنا للوزير البحريني.. ان الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد في أكثر من مناسبة ان الأمن القومي الخليجي جزء من الأمن القومي المصري.. كيف تنظرون إلي "مصر القوية" كداعم أمين ونقي لاستقرار بلادكم؟! ** قال الوزير علي الرميحي ان مصر هي الرائدة بحق في الدفاع عن الأمة العربية مشيرا إلي موقف مصر في حرب تحرير الكويت وفي عاصفة الحزم وفي رعد الشمال وفي التحالف الاسلامي. وقال الوزير الرميحي لولا عاصفة الحزم لاختطفوا اليمن.. مشيرا إلي ان البحرين عندما تحدثت منذ أكثر من 3 سنوات عن التدخلات الايرانية ودور حزب الله بوصفه حزبا ارهابيا لم يأخذ الكثير من هذا التوجه بالجدية المطلوبة لكنهم وبعد هذه السنوات.. عادوا فأكدوا ما نادينا به وسبقتنا إلي اكتشافه وكشفه مدللا بما حدث في سوريا.. وفي العراق وليبيا.. الخ. الإعلام المسئول * سألناه .. كيف تري دور الإعلام في مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس؟! ** أجاب الدكتور علي الرميحي.. أنه في ضوء التأثير الكبير للإعلام.. فإن هناك مواثيق شرف اعلامي.. وهناك الجرائم الالكترونية لكن أري ضرورة تبني "الإعلام المسئول" اننا نرفض أي عمل اعلامي يستهدف جر البلد إلي صراعات طائفية. وأكد وزير الإعلام البحريني حاجة الدول العربية جميعها لما يسمي "توحيد الخطاب الإعلامي" بما يحافظ لكل دولة علي قيمها الثابتة والأصيلة ولا يسعي لبث بذور الفتنة والفرقة ويدعو لوحدة الصف في مواجهة التحديات. الانزلاق الطائفي * سألناه .. كيف يمكن تحصين المواطن العربي من خطر الانزلاق الطائفي؟! ** قال الوزير علي الرميحي.. ان البحرين لا يوجد بها تقسيمات طائفية.. فالمواطن مواطن بحريني.. سني أو شيعي لا فرق مؤكدا ان هذه التقسيمات ما هي الا مصطلحات "إعلامية" تستهدف جر البلاد العربية إلي أتون الصراعات الطائفية وإحداث شروخ في أوصال الجسد العربي.. انها مصطلحات مرفوضة عندنا. اننا نستهدف حماية الشباب من الوقوع في هذا "الفخ".. وهذا التحدي مسئوليتنا جميعا. مراجعة السياسات * قلنا لوزير الإعلام البحريني.. هل حان وقت قيام دول مجلس التعاون الخليجي بمراجعة سياساتها تجاه أمريكا في ضوء مواقفها غير الحاكمة؟! ** قال الوزير علي الرميحي ان منطقة الخليج تربطها علاقات طيبة مع الجميع وتحترم الجميع.. مؤكدا أيضا دعم البحرين بجامعة الدول العربية التي يحاول البعض اضعافها.. ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة مؤكدا رفض دول مجلس التعاون الخليجي لأي سلوك يمثل تدخلا في شئون الدول الأخري. 20 ألفا * سألناه عن دور العمالة المصرية حاليا .. وفرص التوسع فيها؟! ** أجاب .. لا أحد يسطتيع انكار دور العمالة المصرية في الخليج.. مشيرا إلي وجود 20 ألف مصري بدولة البحرين.. لهم من الحقوق ما للمواطن البحريني.. وعليهم أيضا ما عليه.