أكد الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وزير الخارجية البحرينى أن أمن البحرين وعروبتها مصلحة استراتيجية مصرية، نافيا بشدة ما تردد عن أن للبحرين مواقف ضد ثورة 25 يناير، وقال إن هذا كلام عار من الصحة تماما، متوقعا أن تكون الثورة بداية نهضة مصر وإنطلاقه للعرب لأن ثورات العرب كانت تبدأ دوما من مصر. وقال وزير خارجية البحرين في مؤتمر صحفي عقد بمناسبة زيارة عاهل مملكة البحرين حمد بن عيسى لمصر- إن عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى أعرب خلال لقائه المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس عن سعادته الكبيرة بزيارة مصر. وأكد آل خليفة عمق العلاقات بين مصر والبحرين ، مشيرا إلى وجود تكامل دائم بين مصر ودول مجلس التعاون منذ زمن طويل وسيستمر هذا التكامل ، وقال إذا رأينا أى شئ يهدد مصر سترون دول الخليج تهب هبة واحدة وهذا شئ ملتزمون به وضد أى تهديد خارجى . وأضاف أن مصر دائما هي منبع الثورات فى الدول العربية، وأية ثورة حدثت فى مصر أثرت على باقى دول المنطقة، لافتا إلى أن التحولات التى تشهدها دول المنطقة وما يسمى بالربيع العربى بدأ مع ثورة 25 يناير لأن مصر هى قلب العالم العربى وإذا تحركت تحرك العالم العربي . وشدد على ضرورة أن يكون أي تحول في العالم العربى بمنأى عن أي تدخل أو إساءة أو استغلال يأخده إلى الطريق الذى يرفضه المواطن العربى، فالشعوب العربية هى التى تقول ما تريد من إصلاح وديمقراطية ولن تقبل أن يفرض عليها شئ. وفى سؤال عن إمكانية انضمام مصر لدول مجلس التعاون الخليجى.. وأضاف وزير خارجية البحرين :"عندما طرحت فكرة انضمام الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجى كان أول شعور يخالج البحرين هو "أين مصر" لأن دول مجلس التعاون جميعها عندما تفكر فى التوسع فإن أول دولة تفكر فيها هى مصر لأن لا أحد يستطيع أن يفكر أن يسير أية خطوة في التكامل فى المنطقة دون مصر، لكن الأردن قدمت طلب للانضمام ، ثم جاء اقتراح انضمام المغرب أيضا. وعن مدى قدرة مصر على الوقوف بجانب دول الخليج فى ظل انشغالها بشؤونها الداخلية ، أكد وزير الخارجية البحرينى أن مصر قادرة وبقوة على التأكيد أن أمن البحرين خاصة والخليج بشكل عام هو خط أحمر ولا نرى مصر فى نقطة ضعف ، وزيارة الملك هى رسالة من بلد عربى شقيق لدعم مصر ولنهضتها وانطلاقتها من جديد . وتابع :"لا يجب أن نقلل من قدرة مصر نتيجة لانشغالها بأمورها الداخلية، فمصر دائما تكون منشغلة فى أمور داخلية ولكنها ترى الصورة بوضوح وتعلم مصالحها الاستراتيجية جيدا ، والبحرين وأمنها وعروبتها هى مصلحة استراتيجية لمصر ". وحول مخاوف البحرين ودول الخليج من حدوث تقارب مصري إيراني في حالة سيطرة قوى سياسية معينة على البرلمان المقبل في مصر، قال وزير خارجية البحرين: ليست لدينا أية مخاوف من نتائج الانتخابات التي ستسفر عن البرلمان الذي سيختار الجمعية التأسيسية ، لكن كل ما نطالب به أنه عندما تتخذ أية خطوة في هذا الاتجاه أن تأخذ في الاعتبار وضع دول الخليج. ورفض وزير خارجية البحرين ما يتردد عن أن قوات درع الجزيرة هي بمثابة قوات احتلال، وقال إن هذه قوة خليجية مشتركة، وسبق أن تواجدت هذه القوة أثناء حرب الخليج في حفر الباطن بالمملكة العربية السعودية وكانت تضم قوات بحرينية وعمانية وغيرها فهل كانت هذه قوات احتلال. وأضاف أنه إذا تعرضت أية دولة في منطقة الخليج لتهديد فإن قوات درع الجزيرة سوف تتحرك.. وقالوا: "ثقوا لو تعرضت مصر لأي تهديد سوف ترون أخوتكم الخليجيين يهبون هبة واحدة". وفيما يتعلق بسوريا.. قال آل خليفة :" أرجو ألا يفشل الخيار العربي ، وإن كان هناك شيء يصعب على الأخوة في سوريا القيام به فليجعلوا إخوانهم العرب يساعدونهم عليه، فنحن يهمنا استقرار سوريا ومساندتها.. واستدرك قائلا إن دعمنا لبعضنا البعض لا يعني إبقاء الوضع عليه.. نريد أن نوقف حمام الدم في هذا البلد الشقيق . وفيما يتعلق بالوضع في البحرين .. قال إن الحكومة بدأت الحوار لمعالجة الأزمة ، ووصلت إلى نتائج، غير أنه اعتبر أنه من غير المقبول أن تقاطع جمعية الوفاق (الشيعية)، مشيرا إلى أنها جمعية بحرينية مسجلة حسب القانون البحريني .وأضاف أن مسألة الدوائر التي اشترطتها الجمعية كان من الممكن أن تناقش في الحوار، مشيرا إلى أن الوفاق تقول إن هناك دوائرًا شيعية تنال نفس حصة الدوائر السنية رغم أنها أكبر حجما منها. وقال إن النظرة المستقبلية تقول إن اليد الواحدة لاتصفق ، ويجب أن يسود الحوار، مشددا على ضرورة قبول تقرير لجنة تقصي الحقائق التي يسميها البحرينيون لجنة بسيوني ، وقال: أرجو عدم مهاجمة اللجنة لأنها ذات مصداقية عالية. وأكد آل خليفة ضرورة التركيز على تقوية اللحمة الوطنية تعزيز التماسك الاجتماعي، مشيرا إلى أن المجتمع البحريني كان متجانسا سواء كان الفقير أو الغني أو ابن المدينة أو القرية. وردا على سؤال حول هل تصل البحرين في عملية الإصلاح إلى أن تتحول إلى ملكية دستورية يرأس السلطة التنفيذية بها حكومة منتخبة.. قال وزير خارجية البحرين إن أنواع الملكيات الدستورية تختلف باختلاف الدول، والبحرين تعتبر حاليا ملكية دستورية ، فالملك لا يحكم بشكل مباشر بل من خلال السلطتين التنفيذية والتشريعية ومن خلال الشعب، وفي الوقت الحالي فإن مجلس النواب يرفع التشريعات للملك الذي قد يضيف إليها تعديلات ثم تعاد للمجلس الذي يقر القانون ويمكنه تعديله مرة ثانية دون تدخل الملك. وأضاف أن الدستور الحالي ينص على أن الملك يعين رئيس الوزراء، وتعديل الدستور يتم من خلال آلية موجودة وهي مجلس النواب، ولكنه أمر غير مطروح، ولم يتم مناقشته في الحوار الوطني لأنه غير متوافق عليه. وحول الأزمة الأخيرة التى تمر بها البحرين والتدخل الإيرانى فى شؤون البحرين الداخلية.. قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة: إيران دائما تنظر إلى البحرين كجوهرة التاج ،فهي المدخل إلى الجزيرة العربية ، وفى الفترة التى كانت مصر مشغولة فى شؤونها الداخلية فى يناير وفبراير الماضى ازدادت التدخلات الإيرانية لأن مصر دائما هي التي تقف بجوارنا . وتابع قائلا " لا يجب أن تقف دول الخليج وحدها أمام إيران ولكن تلك مسؤولية الدول العربية ، ويجب أيضا أن تنتبه الشعوب العربية قبل الحكومات إلى خطر إيران لأنهم يأتون تحت ألف غطاء وغطاء ولكن الخطر كبير. وأشار إلى أن الفتنة الطائفية فى البحرين لا ينظر إليها كشيعة وسنة لأنها كانت شيء سهل وموجود منذ زمن ولكن اليوم أصبح هناك شيء اسمه ولاية الفقيه في إيران التي تسعى إلى أن يتبعها كل الشيعة فى العالم، ويجب أن نواجه هذه المسألة وننتبه إليها جيدا ،لأنها خطة سياسية إيرانية تستغل المذهبية الدينية. وأضاف: نحن لسنا ضد الحوار مع إيران لأنهم جيراننا، عندنا خلاف معهم الآن ولكن هذا لا يمنع إنه كانت عندنا علاقات طيبة فيما قبل.. وأردف "كان هناك دائما خط ساخن بينى وبين وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متكى ،ولكن منذ 14 فبراير إلى الآن لم يعد هناك خط ساخن ،فلأول مرة يكون هناك خلاف مستحكم ومستمر بين البحرين وإيران ولا نعلم متى ستكون نهايته" . وتابع: "نريد أن تعي طهران أن لدينا مصالح ومصلحتها أن يكون لديها علاقات طيبة مع جيرانها وليس في أى أمور أخرى ،ولكن ما نراه من تدخلات في كثير من الدول العربية لا يبشر بأن تكون تدخلاتهم هى تدخلات حميدة ،مشيرًا إلى أن الشعب البحريني سواء سنى أو شيعي يرفض التدخلات الإيرانية لأن هؤلاء هم أبناء البحرين وأن المسألة ليست سنة وشيعة بل هي مسألة سياسية. وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة إن البحرين رقم 37 على مستوى العالم فى التنمية البشرية والبطالة 3.5 % ورغم محدودية الموارد فثروتنا الحقيقية فى المواطنين، وقد يظل الخلاف المذهبى فى المجتمع البحرينى بعض الوقت لكن فى نهاية الأمر الشعب البحرينى هو شعب مسالم. وأضاف أن لجنة تقصى الحقائق ستقدم تقريرها إلى الملك ولكن سيكون فى نفس اللحظة موجودًا على شبكة الانترنت ولن يكون تقريرًا سريًا ،وإذا أدان التقرير الحكومة البحرينية سنلتزم به مهما كانت مرارته ، لأنه بالفعل هناك اتهامات وجهت للحكومة ونريد أن نعلم الحقيقة، وإلا فما كان هناك داع لأن ننشئ لجنة تقصى حقائق وندعو فيها شخصيات عالمية ونعطيها كل الصلاحيات والإمكانات للخروج بتقرير شامل ليبين لنا الحقيقة كاملة. وأكد أن السبل المتاحة لحل الأزمة فى البحرين هى ضرورة وجود تعاون بين الجميع لأخذ الوطن إلى الأمام سواء من خلال الحوار أو من خلال قبول نتائج تقرير لجنة تقصى الحقائق وعدم مهاجمتها لأنه سيتعامل مع الجميع بكل عدالة سواء الحكومة أو الأطراف الأخرى إلى جانب التطوير السياسي وتحقيق مطالب الشعب هو ضرورة تحقيق التجانس الوطنى وأى حكومة لا تتولى هذه المسؤولية ستكون مقصرة تجاه شعبها .