كشف وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد الخليفة عن بدء حوار جديد بين إيران ودول الخليج لإذابة الثلوج بين الطرفين لافتاً إلي أنه التقي وزير الخارجية الإيراني مرتين خلال شهر تقريباً في نيويورك والكويت إلا أن الاجتماعين لم يحرزا أي تقدم. أوضح بن أحمد في تصريحات صحفية أمس خلال زيارته لمصر أن مواجهة إيران ليست مسئولية الخليج وحده ولكنها مسئولية الدول العربية ككل، مشددا علي أن البحرين قادرة علي رد أي اعتداء مباشر. وأضاف أن إيران تنظر إلي البحرين علي أنها لؤلؤة تاج التوسع والمدخل غير الشرعي إلي الوطن العربي، وتريد أن يظل الربيع عربيا فقط وألا يصل ربيع الثورات إلي شواطئها مؤكدا ترحيب بلاده بالوساطة القطرية لحل الأزمة الخليجية الإيرانية، كما كشف عن أن بلاده ستمتنع عن التصويت ضد أي قرار محتمل لمجلس الأمن ضد إيران بسبب برنامجها النووي. وأوضح أن لجنة تقصي الحقائق المعنية بكشف الحقائق في البحرين ستعلن تقريرها يوم 23 الشهر الجاري وأن النظام سيقبله مهما كانت مرارته، مرجحا أن يكشف التقرير كثيرا من الحقائق والتدخلات الخارجية. وشدد علي أن أحداث البحرين ليست ثورة وإنما هي اختطاف للمطالب الشرعية للشباب وتحريفها عن مسارها، مؤكدا أن المشكلة تكمن في التدخل الإيراني وولاية الفقيه الذي يعتقد الإيرانيون بمقتضاه أن شيعة العالم تحت رايتهم، قائلا: "نحن أدري بشعبنا ومسئولون عنه". وشدد علي أن عمل قوات درع الجزيرة ليس تدخلا في شئون البحرين حيث أنه بموجب الاتفاقيات المشتركة بين الدول الخليجية، كما أنها لم تحتك بأي مواطن بحريني. وحول الإصلاحات الدستورية في المملكة البحرينية قال إن العاهل البحريني لا يحكم بشخصه و إنما عبر ثلاث سلطات "تشريعية - تنفيذية -قضائية" منوهاً إلي أنه لم يحدث حتي الآن توافق علي جعل منصب رئيس الوزراء بالانتخاب وليس بالتعيين من قبل الملك. في شأن آخر، قال الوزير البحريني إن الوضع في سوريا مقلق للغاية ونطالب النظام السوري أن يبقي علي الحلول العربية، وأن يظل الحوار قائما مع الأنظمة العربية القائمة وجامعة الدول العربية . وعلي الصعيد المصري قال الوزير البحريني إن مصر ستظل عمقاً إستراتيجياً لكل البلاد العربية مشيراً إلي أن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة اتفق مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين والاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين البلدين من الآن فصاعداً من خلال تكثيف برامج تدريب القوات العسكرية والأمنية البحرينية في مصر. وأوضح أن انشغال مصر بأحداثها الداخلية شجع بعض الدول علي التدخل في شئون الخليج وخصوصاً البحرين. ونفي الوزير البحريني أن تكون البحرين قد امتنعت عن إقامة مقارات انتخابية علي أراضيها لتصويت المصريين في الخارج، كما نفي وجود عروض رسمية لانضمام مصر للتعاون الخليجي، موضحاً أن وضع الأردن يختلف عن مصر لأن عمَان هي التي طلبت الانضمام للمجلس بعكس القاهرة. وقال: البحرين ليس لديها فيتو علي العلاقات المصرية الإيرانية.. فقط نصحت مصر بالانتباه للتدخل الإيراني في شئونها الداخلية كما حدث في العراق وشدد علي محورية مصر، قائلاً: "إذا وقفت مصر وقف العالم العربي وإذا تحركت تحرك". من جهة أخري أكد وزير الخارجية البحريني أن بلاده ليس لديها أي قلق من وصول أي حركة سياسية أو دينية إلي حكم مصر لأنها ستصل عبر الانتخابات والصناديق.