أكد الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام بمملكة البحرين وقوف بلاده' قلبا وقالبا' مع مصر في المرحلة الانتقالية الدقيقة الراهنة التي تمر بها. مجددا ترحيب المملكة بتقديم' كل أشكال الدعم والمساعدة للشقيقة مصر, انطلاقا من العلاقات التاريخية بين البلدين'. وقال إن التقارب بين مصر وإيران لن يؤثر علي علاقة البحرين والخليج بمصر, مشيرا إلي أن' هذا الأمر شأن مصري داخلي يتم التعامل معه في إطار احترام سيادة مصر ومصالحها الخاصة'. ورأي أن الأوضاع في البحرين' عادت إلي طبيعتها بعد مرور أكثر من شهرين ونصف علي الاحتجاجات' مشيرا إلي أن المملكة تدخل الآن في مرحلة جديدة بعد دعوة الملك حمد بن عيسي آل خليفة إلي حوار وطني شامل, يبدأ بحلول الشهر المقبل ويستمر لمدة شهر حتي شهر رمضان. وأضاف في ندوة بالأهرام أنه ستتم دعوة جميع الجمعيات السياسية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية علي اختلاف اتجاهاتهم وانتماءاتهم الفكرية بما يقدر بنحو300 شخصية للمشاركة في هذا الحوار' مبينا أنه' من المنتظر أن يطلب رئيس مجلس النواب البحريني ورئيس الحوار الوطني من الجمعيات الوطنية والشخصيات المشاركة رؤاها حول عملية الإصلاح لتبدأ- بناء علي نتائج هذا الحوار- مرحلة جديدة من تطوير العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمملكة البحرين. ورأي رئيس هيئة شئون الإعلام البحريني أن البحرين مرت بأزمة تختلف في طبيعتها عن الثورات التي تشهدها دول العالم العربي حاليا' حيث لم يكن لهذه الاحتجاجات الطابع والبعد الشعبي وإنما كانت احتجاجات فئوية بدعم خارجي'. وقال إنه' مما لاشك فيه أن ما تم في مملكة البحرين خلال السنوات العشر الأخيرة وتبني الملك حمد بن عيسي آل خليفة لمشروع اصلاحي سياسي واقتصادي أثمر مميزات وإيجابيات سياسية في البحرين ربما لاتحظي بها بعض دول الخليج حيث خضع هذا المشروع للاستفتاء الشعبي وحظي بموافقة الأغلبية وفي إطاره جرت الانتخابات النيابية والبلدية لثلاث دورات كما تمت الموافقة علي إنشاء جمعيات سياسية وصلت إلي17 جمعية تمثل مختلف التيارات السياسية, فضلا عن استقلال السلطة القضائية بالإضافة إلي قوانين حرية التظاهر وحرية الصحافة. وأضاف أنه فاز في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت بالبحرين سبتمبر الماضي جميع مرشحي المعارضة بمراكزهم وتمتعت بالنزاهة بشهادة جميع الأطراف وجرت دون أي تدخل من الحكومة' مؤكدا في الوقت نفسه أن' التجربة السياسية البحرينية لم تكتمل بعد بل سيعمل الجميع علي تطويرها من خلال الحوار' سنة وشيعة وتعليقا علي المخاوف من وقوع انقسامات مذهبية وطائفية بالبحرين نفي الشيخ فواز آل خليفة ما يتردد عبر وسائل الإعلام بأن هناك أكثرية شيعية بالبحرين مشيرا إلي أن عدد سكان البحرين مليون ومائتا ألف نسمة يبلغ عدد البحرينيين منهم نحو ستمائة ألف والنسبة بين أعداد السنة والشيعة متقاربة تصل إلي50 بالمائة لكل طرف فيما يضاف إلي السنة أعداد كبيرة من المقيمين والجاليات العربية من مصر وسوريا والسعودية واليمن ومن ثم فالغالبية من السنة, غير أن البحرين لا تنظر لمذاهب مواطنيها وتقف علي مسافة واحدة من كافة الطوائف' مؤكدا أن المملكة معروفة بالتسامح الديني وعدم التفرقة بين الديانات أو المذاهب ففي البحرين توجد أعداد كبيرة من المساجد والكنائس بل معبد يهودي يبلغ عمره أكثر من مائة عام'. أحداث اللؤلؤة وحول رؤيته وتقييم مملكة البحرين لأحداث ميدان اللؤلؤة بالعاصمة المنامة ذكر آل خليفة أن' الاحتجاجات خرجت في البحرين استجابة لدعوة في14 فبراير لم تجد مردودا واسع النطاق لدي الشعب البحريني فخرجت مجموعات صغيرة في بعض القري حتي وقعت حادثة في التاسعة مساء من اليوم نفسه حين تعرضت سيارة دورية تابعة للشرطة للاعتداء من جانب محتجين مما اضطر رجل الأمن لاستخدام سلاحه ليسقط قتيل بين المتظاهرين الأمر الذي أطلق الشرارة الأولي للأزمة التي شهدتها المملكة. وأضاف أنه' في اليوم التالي وأثناء تشييع الجنازة تجددت الاحتكاكات مع الشرطة وسقط قتيل ثان لتتسع دائرة الاحتجاجات وصولا للاعتصام بدار اللؤلؤة وخلال الاعتصام تقدمت الدولة بأكثر من عرض للحوار الصادق بلا أي شروط أو سقف ولكن دون استجابة لمدة استمرت لأكثر من شهر وخلال هذه الفترة تمت الاستجابة لمطالب المحتجين لإنشاء أرضية للحوار ولكن بلا جدوي مما اضطر الحكومة لإخلاء دوار اللؤلؤة بالقوة وتأمين منطقة المنامة باعتبارها الشريان الاقتصادي لدولة البحرين'. وأشار إلي أن الاحتجاجات لم يكن لها مطالب سياسية أو اجتماعية محددة لاسيما وأن دخل الفرد في البحرين يفوق بعض دول الخليج كما أن نسبة البطالة تبلغ7 ر3 بالمائة فقط فضلا عن أن المشاركة السياسية والشعبية تعد الأفضل علي المستوي الخليجي. تدخل إيراني وأعرب الشيخ فواز آل خليفة عن شكر بلاده لدول مجلس التعاون الخليجي لموافقتها علي إرسال قوات درع الجزيرة للبحرين وذلك بعد أن تيقنت القيادة البحرينية من وجود خطر خارجي يتهددها من خلال المعلومات التي أفادت بتلويح إيران بإرسال سفن وقوات للمملكة لافتا إلي قوات درع الجزيرة تركزت مهمتها في حماية البحرين من الأخطار الخارجية ولم تستخدم في أي عمل داخلي ولم تخرج عن إطار مهمتها' مؤكدا أن هذه التجربة زادت من الترابط الخليجي في مواجهة الأخطار المحدقة به. وأوضح أن هذه الأزمة أكدت حرص البحرينيين بمختلف مذاهبهم وانتماءاتهم علي هويتهم الوطنية والعربية ورفض البحرينيين لدعاوي الانفصال أو قيام دولة إسلامية علي غرار إيران. وأضاف رئيس هيئة شئون الإعلام بمملكة البحرين أن الدور الإيراني في احتجاجات البحرين' كان واضحا ومتكررا ومتعدد الأشكال حيث تم توجيه الاتهام لبعض المنظمات الموالية لإيران التي أسهمت في هذه الاحتجاجات بالتدريب والدعم كما شنت وسائل الإعلام الإيرانية منذ بدء الاحتجاجات هجمة علي المملكة لا تزال متواصلة عبر قنواتها حتي الوقت الحالي وتواصلت تصريحات المسئولين الإيرانيين خلال الأحداث كاشفة عن تدخل في شئون دول الخليج عامة ومملكة البحرين خاصة. وشدد علي' رفض كل دول الخليج لهذا التدخل مؤكدا ضرورة أن تحترم إيران دول الجوار لدعم الاستقرار والتنمية خاصة في ظل وجود علاقات تجارية قائمة بالفعل بين دول خليجية وإيران'. وقال إنه' في ظل حرية الإعلام بالبحرين كان لبعض وسائل الإعلام ولاسيما القنوات الفضائية دور في تصوير الأحداث بالبحرين علي غير حقيقتها ونقل تقارير إخبارية مغلوطة تهدف لتشويه الحقائق, مشيرا إلي أنه علي دول الخليج أن تعي أنها في قارب واحد وتعمل سويا من أجل ما يحقق أمنها الإقليمي' ومؤكدا عزم المملكة علي الاستمرار في التواصل والتعاون مع المنظومة الإعلامية المصرية الأمر الذي يأتي في مقدمة أهداف زيارته لمصر' لافتا إلي أنه بحث مع المسئولين بالتليفزيون المصري أوجه التعاون مع تليفزيون البحرين وتم الاتفاق علي شراء بعض البرامج والأعمال الفنية المتميزة التي سيتم بثها خلال رمضان المقبل. شارك من الجانب البحريني: * خليل ابراهيم الزوادي عضو مجلس الشوري * طارق نصف القائم بأعمال سفارة البحرين بالقاهرة * محمد القوتي مدير الأخبار بهيئة شئون الإعلام * الشيخ عبدالله بن نزار القائم بإدارة الصحافة بالإعلام الخارجي