البعد الخليجي في السياسة الخارجية لمصر مهم جدا.. وتسعي القاهرة دائما وأبدا لتطوير هذا البعد وتعزيزه وصولا الي دعم العلاقات بين مصر ودول الخليج بما يحقق مصالح الشعوب علي جميع المستويات وفي شتي المجالات. وانطلاقا من هذا المفهوم المستقر والثابت في سياستنا الخارجية تأتي الجولة الخليجية الثانية التي يقوم بها د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء اليوم الي كل من الشقيقتين دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والتي تستمر يومين وتستهدف تحقيق التواصل وشراكة جديدة في شتي المجالات وفتح محاور مهمة في التعاون الثنائي بين مصر وشقيقاتها الخليجيات. ففي هذه اللحظات الراهنة وعقب ثورة 52 يناير تشكل العلاقات المصرية الخليجية حجر الزاوية في العلاقات العربية العربية ودونها لا يستقيم اقرار السلام في المنطقة ولا اقرار التنمية فصانع القرار في مصر ودول الخليج ادرك من زمن طويل اهمية الدور المصري والخليجي. فالعلاقات المصرية الاماراتية تتسم بانها نموذج هام يحتذي به في العلاقات العربية العربية سواء من حيث متانتها أو عمقها وقيامها علي اسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة أو من حيث استقرارها ونموها المستمر.. وقد ادي ذلك في مجمله الي زيادة التعاون بين مصر والامارات في جميع المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الامر الذي جعل الاستثمارات الاماراتية في المركز الأول وزادت المجالات التي تشارك فيها الامارات لتشمل اكثر من 51 مجالا وهناك 81 اتفاقية متنوعة بين البلدين وأصبح عدد الشركات الاماراتية بمصر 064 شركة وشاركت الامارات في رأس المال المصدر ب456 شركة بمصر بحوالي 2 مليار جنيه كما تنوعت المجالات الخاصة بالتعاون لتشمل شتي مناحي الحياة ويتطلع الجميع الي مباحثات شرف والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات لما ستحققه من دفع جديد في العلاقات وشراكة متقدمة لدعم التنمية في مصر.. يضاف الي ذلك لقاءات رئيس الوزراء مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي عهد أبوظبي.. ولقاء شرف مع محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي ثم اخيرا مع المستثمرين الاماراتيين اعضاء الغرفة التجارية. فهذه الزيارة تأتي في توقيت مهم وتكتسب اهمية بالغة. وانطلاقا من هذا المفهوم تأتي زيارة شرف والوفد الوزاري رفيع المستوي المرافق له الي مملكة البحرين تأكيدا لعلاقات متميزة تحقق المصلحة العربية عامة والخليج خاصة.. فلقد اتخذ التعاون بين مصر والبحرين اشكالا متعددة ومتنوعة تشمل جميع الانشطة التنموية فلقد قفز حجم التجارة البينية مع مصر إلي اكثر من 001 مليون دولار.. وتسعي مصر ومملكة البحرين بتوجيهات من الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البحرين الي تشجيع القطاعات الخاصة بالسياحة وتشجيع رجال الاعمال في البلدين مع انشاء مشروعات سياحية مشتركة في مناطق التنمية السياحية بمحافظات مصر بما في ذلك المشاركة في مشروعات البنية الاساسية.. هناك اكثر من 71 اتفاقا مشتركا يؤكد أننا علي اعتاب مرحلة جديدة لمصلحة البلدين في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة العربية والخليجية.. يضاف الي ذلك ان مباحثات رئيس الوزراء مع نظيره الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.. ومع ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة هي رسالة للعالم اجمع بان هناك تناميا في العلاقات المصرية البحرينية تؤكد متطلبات النجاح في القريب. ان زيارة شرف وجولته الخليجية الثانية تدفع مبدأ التعاون وتفعيله وزيادته لفتح آفاق اكبر وخطوة مهمة لتضافر الجهود لصنع مستقبل افضل يعود بالخير علي الجميع.. بهذا تتعمق العلاقات التاريخية بين مصر ودول الخليج.