مصر والسودان.. ليست علاقة سياسة بين حكومتي دولتي جوار فقط ولكنهما شعبان شقيقان بكل ما تحمله الكلمة من معان فهما يحملان تاريخاً ومصيراً مشتركاً وتربطهما أواصر عميقة من علاقات النسب والمصاهرة.. كان يجب أن تتطور للأفضل وفتح مجالات تعاون أكثر لكن للأسف ما مر به القطر الشقيق في السنوات الأخيرة وما زرعه المغرضون من فتن بين البلدين عرقل ذلك.. فهناك أطراف يزعجها هذا التقارب فتقوم ببث سمومها كل فترة حتي تعود العلاقات للخلف.. وحيلتهم الدائمة في ذلك اللعب علي وتر مشكلة الحدود التي حسمت منذ سنوات بإطلاق تصريحات سواء رسمية أو غير رسمية بأن حلايب سودانية حتي أصبحت مسمسار جحا التي تثيره كلما رغبوا في زغزعة وضرب العلاقات المصرية السودانية مستغلين أزمة الجزيرتين تيران وصنافير لفتح الملف الذي حسم أمره منذ سنوات بصدور بيان للخارجية السودانية دعت فيه مصر للجلوس للتفاوض المباشر لحل قضية منطقتي حلايب وشلاتين أسوة بما تم مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية حول جزيرتي تيران وصنافير أو اللجوء إلي التحكيم الدولي امتثالاً للقوانين والمواثيق الدولية باعتباره الفيصل لمثل هذه الحالات كما حدث في إعادة طابا للسيادة المصرية فجاء رد فعل أهالي حلايب وشلاتين حازماً يقطع الشك باليقين رافضين تماماً هذه الادعاءات مؤكدين مصرية أرضهم وهويتهم. يقول محاسب أدم سعد من أبورماد لم نتفاجأ بهذه التصريحات فقد اعتدنا عليها من الجانب السوداني وردنا غالباً علي هذه الادعاءات "التجاهل" وعدم الاكتراث لأنها عارية من الصحة تماماً ولا يجب أن نعطيها اهتماماً ونترك الأهم وهو الاتجاه نحو تنمية منطقتنا والنهوض بها والتكاتف مع الدولة في جهودها لتنفيذ خطتها التنموية. ويشير إلي أن من يثيرون موضوع أن حلايب سودانية من وقت لآخر يستهدفون دائماً شيئين لا ثالث لهما إما التغطية علي مشكلات وأزمات وأحداث في بلدهم وإشغال المواطن السوداني عنها بقضية حسمت علي المستويين الدولي والإقليمي أو عند ملاحظتهم عودة العلاقات العميقة بين البلدين وأن هناك تحركات نحو التعاون المتبادل خاصة في التجارة. يضيف محمد حامد مدرس إعدادي ورئيس مجلس إدارة مركز شباب أبورماد قائلاً: لدينا ثقة شديدة في القيادة السياسية في إدارتها لكافة الأزمات والرد الحاسم حين يستوجب الأمر الرد وهي تراعي صلة الجوار وأن الشعبين أشقاء فلا تريد تصعيد الموقف.. ولكن رأينا كأبناء حلايب وشلاتين ما يثار حول تفاوض أو تحكيم دولي "كلام فارغ" واعتدنا مثل هذه الادعاءات ولا نعير لها اهتماماً فهذه المنطقة أرض أجدادنا ولماذا غادرها السودانيون مادامت تخصهم. يؤكد ممدوح عمارة نائب مجلس النواب عن حلايب وشلاتين أن المنطقة العربية بأكملها تمر بمرحلة غاية في الصعوبة ومخططات تفكيك وزعزعة للعلاقات ما بين الدول وداخلها أيضاً ولابد من مواجهة هذه المؤامرات وألا ننجر وراءها.. خاصة أن بلدين تربطهما أواصر الدم فهناك علاقات نسب ومصاهرة مع الشعب السوداني لا يمكن إلغاؤها ولا تسمح بتجريح أي طرف للآخر ونحن من جانبنا أبناء حلايب وشلاتين نحاول بقدر الإمكان أن نبعد عن هذه المهاترات حفاظاً علي هذه العلاقات خاصة أن الأمر محسوم منذ سنوات وأي خوض في حديث يتعلق بتفاوض أو تحكيم دولي فهو نوع من الهراء هدفه زعزعة الاستقرار وضرب العلاقات بين الدولتين والتفرقة بين الشعبين. أشار نائب حلايب وشلاتين إلي أن تخصيص الحكومة دائرة مستقلة للمنطقة الجنوبية والمشاركة غير المسبوقة في انتخابات مجلس النواب الأخيرة والتي بلغت 60% نسبة الإقبال.. رد قاطع من الدولة والأهالي علي مثل هذه الادعاءات التي يجب ألا نلتفت إليها كثيراً وليكون تركيزنا في النهوض بالمنطقة والتوسع في عملية التنمية التي بدأت تظهر بشائرها.