لم يكن وصف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أثناء تواجده في دمشق عام 1967سوريا بلقب قلب العروبة النابض من فراغ بل يؤكد علي دور الجمهورية العربية السورية في قضايا العالم العربي والاسلامي منذ قرون فالباحث في التاريخ الاسلامي و المعاصر يجد ان سورياپومصرپتولتا حماية الامن القومي العربي فجميع المعارك التي قادتها مصر ضد الحملات الصليبية كانت سوريا الي جوار مصر. وفي العصر الحديث دخلت الي جوار مصر في مواجهة إسرائيل بداية من حرب 48 وانتهاء بنصر أكتوبر 1973فظلت سوريا علي مدار السنواتپالماضية تهتم بقضايا الوطن العربي ولذا كانت سورياوالعراق ومصر هما من يحمل هموم الدفاع عن القضايا العربية ضد اسرائيل وبعد سقوط العراق في بحور دم الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة انتهي دورها للأسف الشديد في الوطن العربي وأصبحت جزءاً من السياسية الايرانية الخارجية وتخلت عن عالمها العربي. واستمرارا لمخططات الغرب لتدمير دول المواجهة مع اسرائيل انقض الغرب علي سوريا عقب الثورة السورية بدعم تركيا وفتح الحدود ليمر تنظيم داعش وجبهة النصرة مبكرا من بداية الثورة وتحويلها لحرب اهلية وأصبح الجيش السوري في مواجهة الثوار من ناحية والجماعات المسلحة المدعومة من الغرب من ناحية اخري وبدلا من حل الازمة سياسيا من الجانبين غابت عن رئيس الجمهورية بشار الاسد الحفاظ علي الدولة ومكوناتها وبدأ المواجهة العسكرية والتي خسر بسببها ما يقرب من 50% من الاراضي السورية التي هجرها شعبها وأصبحت ساحة للجماعات المسلحة والتي وصلت حتي الآن ألف جماعة مسلحة لديها 100ألف مقاتل من جميع الجنسيات أبرزها تنظيم داعش والنصرة والجيش الحر ضد بشار والجماعات المسلحة المؤيدة لبشار أبرزها حزب الله وفيلق القدس الايراني وعصائب اهل الحق العراقي هؤلاء علي الارض في حين هناك الضربات الجوية الروسية والامريكية پوالتحالف الدولي لمحاربة الارهابپمن الجو وعلي مدار مايقرب من ست سنوات حتي الآن لم تسقط قلب العروبة النابض رغم تداعي كل الدول عليها لترابط الجبهة الداخلية التي تشبه كثير الجبهة الداخلية المصرية فلن تحدث في سوريا علي سبيل المثال فتنة طائفية مثل العراق منذ سنوات طويلة. ويؤكد قول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انها قلب العروبة النابض رفض مصر حاليا الدخول البري والاشتراك في الحرب ضد سوريا لأنها جزء من الأمن القومي المصري وسقوط سوريا وتقسيمها إلي عدة دول ستتأثر به مصر بشكل كبير ولذا عليها التحرك بقوة لانهاء الخلاف بين المعارضة والحكومة وهذا ضروري جدا للحفاظ علي وحدتها بدلا من ترك الساحة خاليه لتركيا وإيران.