يعرف الأبوريجين علي أنهم سكان استراليا الأصليون. ويقول المؤرخون ان هؤلاء تدافعوا نحو بلادهم منذ 50 الف عام من الاطراف قادمين من عدة مناطق حول أستراليا من جزيرة تسمانيا في الشرق ويسمون ¢ توريس¢. ومن إندونيسيا في الشمال ويسمون ¢ماكاسانس¢. وهناك من وصل عن طريق الإنتاركاتكا أو القطب المتجمد الجنوبي ويسمون ¢سترايت¢. ويشكل الأبوريجين حاليا ما نسبته 2.4% من مجموع سكان أستراليا رغم انهم كانوا قبل 246 عاما اكثر من 90 % من السكان قبل أن يصل اليها الكابتن كوك الإنجليزي الذي ضمها للإمبراطورية البريطانية عام 1770م وتستعمل كلمة الأبوريجين كذلك للإشارة إلي السكان الذين يعيشون في البر الرئيسي من أستراليا وتسمانيا وبعض الجزر الأخري المجاورة. الحضارة الأقدم وتدل آثار الابوريجين علي أنهم استوطنوا القارة بمجموعاتهم المختلفة منذ حوالي خمسين ألف سنة ولهم حضارتهم المميزة وأكثر ما اشتهروا به الرسم الرمزي الذي يروي قصة أجدادهم ومعتقداتهم عن كيفية بدء الكون. وقد أجمع علماء التاريخ علي أن رسوماتهم الموجودة في كهوف وتلال جنوباستراليا تعد الأقدم حتي من تلك الموجودة في الكهوف الأوروبية بستة عشر ألف سنة ولا توجد حضارة في العالم تشبه إرثهم لأنهم ظلوا معزولين تماما ولم يدخلوا فيما عرف بتمازج الحضارات. حياة بدائية والأبوريجنال كمجموعات بدائية عاشت في شكل قبلي ويعيشون علي الصيد وجمع الثمار واتخذوا من الكهوف المطلة علي خلجان شمال استراليا الحالية مساكن لهم. وتتحدث تلك القبائل 250 لغة مختلفة أشهرها ¢الوارلبيري¢ و¢البيتجانجاترا¢. وتتزاوج هذه القبائل في شكل عشوائي جدا فليس هناك ما يعرف عن شكل معين للأسرة فالرجل يصنع الدروع والحراب ويذهب للصيد ثم يطهو الطعام. حرب قذرة ويري بعض الخبراء ان انحسار أعدادهم ترجع الي انهم يتوالدون في شهور معينة من السنة حسب معتقداتهم. ولكن الحقيقة ان اندثارهم كبشر وحضارة يعود الي حروب الابادة الوحشية التي ارتكبها المستعمرون الغربيون الذي وصلوا للقارة في القرن السابع عشر. ويكشف كتاب ¢حرب قذرة¢ للكاتب الاسترالي ¢كليف تور نبل¢ وحشية المستعمر الإنجليزي في احتلاله لجزيرة تسمانيا إحدي جزر القارة الاسترالية وإبادة أهلها ابان القرن التاسع عشر باستخدام أخس وأحط الأساليب وأشدها بربرية. فقد ارتكب الإنجليز تحت شعار تصدير المدنية الغربية أبشع الجرائم أقلها نشر الأمراض وإحداث المجاعات ونشر الفساد من خمور ودعارة حتي تقتل في كل نفس القدرة علي المقاومة. وعبر عشرة فصول كاملة يروي ترونبل ¢الشاهد من أهلها¢ القصة الحقيقية لإبادة السكان الأصليين لجزيرة تسمانيا الأسترالية وكيف حولت المقاصد الاستعمارية الجزيرة إلي مستعمرة حين قامت بتهجير البريطانيين المسجونين والمتشردين والمتسولين إلي استراليا علي مدي 15 عاما. ووصل عددهم في هذه البقعة والتي كان يطلق عليها ¢أرض فان ديمين ¢ إلي 80 ألفاً في هذه الأرض لمنع فرنسا من الوصول إلي الجانب الشرقي للجزيرة والسيطرة علي منتجاتها الطبيعية. استعباد الأطفال والنساء وعن الظلم الاجتماعي- في تلك المرحلة - أشار ترونبل الي ان ¢الاشتغال بالمناجم كان أمرا عاديا بالنسبة للأطفال في سن السادسة والخامسة والنساء ربطوا كالكلاب ساحبين عربات النقل تحت الأرض وبعض الأطفال دفعوا الي مداخن ساخنة فلم تكن مفاجأة ان وحشية الدولة في انجلترا قد نقلت الي المستعمرات فابادة الابروجيني كانت جزءا من سياسة لا ترحم وبدأ المستوطنون في بداية عام 1805 في تنفيذ جرائمهم البشعة من اغتصاب للنساء وقتل للرجال بالرصاص وسحق أدمغة الأطفال. وشجع الاستعمار الإنجليزي المستعمرين علي ارتكاب المزيد من الجرائم ضد السكان الأصليين دون الإلتفات إلي أهل الجزيرة الذي يمكن ان يقطع إصبعه لاستخدامه كسيجار للتدخين أو أن تقطع أذنه مثلا دفاعا عن عرضه. خطة الابادة وفي عام 1828 بدأ المستعمرون بعزم في ابادة أكثر من الثلثين من أهل تسمانيا خلال 12 شهراً فقط. كما استمر اغتصاب النساء وسحق أدمغة رؤساء القبائل بالبنادق وقتل الأطفال. ونقل بقيتهم إلي جزيرة نائية حيث لا يكون هناك حاجة لطعامهم وشرابهم. وأطلق علي مكان التهجير القسري ¢اللاوجونز¢ ويصفه ترونبل بأنه مستنقع مائي مالح أو بحيرة ضحلة والماء العذب الذي يوجد في تجاويف حجر الجرانيت غير صحية تحتوي بالإضافة إلي الملوثات مركبات الصودا بكميات ليست بالقليلة. وتشير الإحصاءات إلي أن السكان الأصليين أكثر عرضة للبطالة وإدمان الخمور والمخدرات والانجراف في الجريمة ودخول السجون مقارنةً بباقي فئات الشعب الأسترالي. ويقدر عدد المسلمين من السكان الأصليين بنحو ألف شخص. بعضهم ينتمي لأسر لا علاقة لها بالإسلام. والبعض الآخر قرر اتباع الإسلام لأن أحد والديه مسلم. وقد عرف السكان الأصليون الإسلام لأول مرة قبل مائة وخمسين عاماً عندما استعين بقوافل إبل قادها أفغان لاستكشاف المناطق الوسطي بالقارة الأسترالية. وفي عام 2008 قدم رئيس وزراء استراليا ¢ كيفن راد¢ اعتذارا رسميا نيابة عن الحكومة والبرلمان والشعب الأسترالي إلي سكان أستراليا الأصليين علي الإساءات والإذلال والمهانات والمذابح التي تعرضوا لها.