كشف حساب منتخبنا الوطني الكروي في معسكره الأسواني الذي تخلله مباراتان وديتان دوليتان كما يزعمون يؤكد حقيقة واحدة أن منتخبنا في أمس الحاجة إلي حملة تنشيطية لتوعية جميع لاعبيه بأنه يستعد لتصفيات كأس الأمم الإفريقية والأهم التصفيات المونديالية.. وكل المخاوف أن يعتقد البعض أن هذا المعسكر المضروب استعداداً لتصفيات البطولة العربية!! خسرنا أمام الأردن بهدف وفزنا علي ليبيا بهدفين.. وسيناريو كل مباراة يستحق حكاية ورواية لاسيما وأن المنتخب كان أشبه بفرقة مدرسية وحضرة الناظر كوبر كانت تنقصه الخرزانة للتلويح بها.. بل واستخدامها لمد كل لاعب علي رجليه عشر خرزانات.. ولا يمنع أن يمد نفسه هو الآخر ومعاه المشرف علي المنتخب طبعاً أقصد الكابتن لهيطة وليس أبوالعربي!! حدوتة هذا المعسكر ماسخة ودمها تقيل جداً لأننا بصراحة كما وضح من كتيبة اللاعبين الذي اختارهم كوبر وجهازه الفني ينقصهم بالفعل حاجات كتيير أوووي.. وأتصور أنهم اعتقدوا أنها رحلة للأقصر وأسوان كالتي تقام علي مستوي المدارس والجامعات في إجازة نصف السنة ومن ثم غلب عليها العشوائية.. وأكبر دليل علي ذلك أن أداء نجوم الدوري الساخن جداً مع أنديتهم أفضل مائة مرة من أدائهم مع منتخب بلادهم!! حضرة الناظر كوبر ساعته تقريباً واقفة والزمن لا يتحرك عنده وربما لا يعلم أن الوقت يمر سريعاً وكان يجب عليه في هذا المعسكر اختيار 22 لاعباً أو 25 علي أقل تقدير ليبدأ بهم الإعداد الحقيقي استعداداً لنيجيريا وربما لا يدري الأرجنتيني من هي نيجيريا؟! ان تجاربه واختياراته خلال المعسكر الأسواني الأخير كانت خارج كل التوقعات بالعدد الذي قرر ضمه لاختيار اللاعب رقم 2 أو أفضل الاحتياطيين أو البدلاء وهو أمر يثير الدهشة والغرابة لأنه أساساً لم يختر اللاعب الأول أو رقم واحد أو المجموعة الأساسية للمنتخب.. ربما لاحظنا أن كلاً من الأردن وليبيا لهما التشكيلة الأساسية وعدد محدود من اللاعبين علي عكس منتخب مصر الذي كان لاعبوه يشغلون كل مقاعد دكة الاحتياطي بل وجلسوا واحتلوا المدرج الذي وراه!! لم يفطن المدير الفني أو حتي المشرف من الباطن أو المشرف الكبير ولديه كل الخبرة والعلاقات الخيالية بحكم منصبه وهو الكابتن هاني أبوريدة علي أن مباراتي الأردن وليبيا لن تكونا مفيدتين علي الاطلاق لمواجهاتنا في تصفيات المونديال أو أمم إفريقيا.. وكان من باب أولي أن يتم الاتصال بالمنتخبات القوية التي تفيدنا خلال تلك المرحلة الاعدادية من أجل إعلان تشكيلة المنتخب خلال الفترة المقبلة والثبات عليها نظراً لأن الجهاز الفني أصبح علي دراية تامة بجميع إمكانيات لاعبي الأندية ولم يعد هناك أي اكتشافات جديدة بل يجب أن نكون واقعيين ونعترف بأن نجوم مصر في جميع الأندية أصبحوا علي طريقة أحمد زي ازدحمد لامؤاخذة.. فاللوم لا يقع علي اتحاد النوم في العسل بمفرده الذي دمر كل إنجازاتنا ومكتسباتنا السابقة ولا علي الجهاز الفني بقيادة حضرة ناظر مدرسة الامكانات المتواضعة.. بل صادف أن البيض الفاسد كله في سلة واحدة لأن مجموعة النجوم المختارة منهم من لا يصلح للعب الدولي ومنهم من يستعرض علي أمل الاحتراف ومنهم من يخشي الإصابة ومن ثم يلعب بعضهم علي الواقف كما يقولون وبحرص شديد!! ومن ثم ظهرنا علي حقيقتنا في المباراة الأولي وساعد علي ذلك الحكم الجريء البنا الذي كان محايداً إلي أقصي درجات الحياد وقدم المنتخب أسوأ عروضه الودية أمام المنتخب الأردني الشقيق في الوقت الذي أنقذ القدر منتخبنا بالحكم جهاد جريشة في مباراة ليبيا واحتسب كل لعبة ومنها ضربة الجزاء التي كان من الممكن التغاضي عنها وسددها مؤمن زكريا وارتطمت بالقائم وضاعت لأنها عدالة السماء!! بالطبع اختلف الأداء العشوائي في مباراة ليبيا عن الأداء خلال مباراة الأردن.. لأن ضربتين في المنتخب توجع وبعد فضيحة الهزيمة أمام المنتخب الأردني الشقيق الذي قدم لنا وجبة كروية دسمة في إحراج المنتخبات وأثبت أن الكرة الأردنية تطورت بشكل مذهل وعرفت لماذا كان الأشقاء يعشقون الراحل الكابتن محمود الجوهري الذي لعب دوراً كبيراً في إحداث تلك الانتعاشة الكروية هناك وما أحوجنا لمثلها خلال تلك الأيام التي بالفعل بدأنا نفقد فيها هويتنا الكروية!! كشفت مباراتا الأردن وليبيا عن حقيقة يجب ألا نغفلها أن لدينا جهازاً فنياً ومن قبله اتحاد كرة وأيضا مجموعة من النجوم غارقون في المحلية ويحتاجون لحصص وكورسات ومحاضرات لإخراجهم من المحلية إلي العالمية أو الدولية.. أتصور أن هناك منتخبات كثيرة كان من الممكن أن نتفق علي اللعب معها خارج القاهرة أو مصر كلها وأقصد منتخبات إفريقية تساهم في كشف عيوبنا وثغراتنا ونستطيع أن نحكم علي امكاناتنا بصدق وواقعية بدلاً من الاختيار العشوائي للعب مع أي منتخبات لن تفيدنا من ناحية الإعداد.. بل ستحرجنا علي اعتبار أنهم يضعون في حساباتهم أنهم يلعبون وسيواجهون منتخب الفراعنة أو المنتخب المصري.. وفي المقابل كان لدي نجومنا اهتمامات أخري أهم من الأداء والمستوي وهي قصات الشعر الكابوريا والجمبري وقصات كوميدية زي مستواهم في المباراتين!! مستر كوبر أو حضرة الناظر في حالة توهان.. واجتماعاته لا حصر لها مع المسئولين عنه وأخشي أن يفوته ميعاد القطار أو الطائرة ويفاجأ أنه مازال يجري تجاربه واللقاءات الرسمية علي الأبواب والواضح أنه وقع في مطب كبير لأنه بالفعل يتعامل مع مجموعة من الهواة لا تجيد الاتفاق علي مباريات ودية.. ويجب الاعتراف بحقيقة أن مستوانا الحالي لا يشجع أي منتخب آخر علي اللعب معنا لأننا بلا فخر أصبحنا ألعوبة كل المنتخبات الأخري!! كنا مطمعاً لجميع المنتخبات فيما مضي يطلبون اللعب معنا ويدفعون آلاف الدولارات وكانت منتخبات أوروبية كبيرة.. اليوم تحول بنا الحال لاستجداء مباريات ودية تجريبية دولية.. وأشعر بقلق رهيب وخوف بسبب ما نلمسه من اهتمام المسئولين في المنتخب والاتحاد بتسجيل المباريات لدي الفيفا واعتبارها دولية.. ظناً أن ترتيب مصر دولياً هو الأهم أو هدفنا الحقيقي.. وليس تصفيات المونديال أو أمم إفريقيا!! المنتخب الأردني أحرجنا تلك حقيقة.. وكان يستحق الفوز بأكثر من هدف.. ورغم أنها تجربة لم تفيدنا بل أفادت المنتخب الشقيق بطبيعة الحال وكسب مليون بنط علي قفانا!! أما اللقاء الثاني مع المنتخب الليبي الشقيق أيضا فكانت موقعة السحابة السوداء أطرف ما فيه بسبب الأحداث التي أدت إلي توقف المباراة في الشوط الأول بسبب تجمعات بعض الجماهير الأسوانية خارج الاستاد ومحاولة دخولهم الملعب لمشاهدة المباراة وأطلقوا بعض الصواريخ والمشاريخ التي وحشتنا.. وحدث وهرج ومرج في المدرجات وجري اللاعبون وكأن هناك حرباً أو زلزالاً ثم هدأت الأوضاع وتم استئناف اللعب.. وللأسف مازالنا لا نتعلم من الدروس الماضية.. لتكون موقعة السحابة السوداء موقعة جديدة في مبارياتنا الودية الدولية رغم كل ما عانيناه من أحداث جماهيرية مؤسفة والجماهير غائبة ولكن يحدث دائماً ما يؤكد من ضرورة عدم حضورها المباريات والسبب عدم وضع القوانين التي تجرم تلك التصرفات!! لا أعتقد أن كوبر أو حتي أي مشرف علي هذا المنتخب سيكلف نفسه بالبحث عن أي عناصر جديدة ومن يشاهد المباراتين يقرر لو كان الأمر بيده تغيير الجميع وليس اللاعبين فقط.. أشرك كوبر أكثر من 32 لاعباً في كل مباراة وتم الاتفاق علي إجراء أكثر من خمسة تغييرات في كل فريق.. في اللقاء الأول أجرينا التغييرات وحتي آخر عشر دقائق قبل النهاية لم يجر المنتخب الأردني أي تغيير في صفوفه للاستفادة الكاملة من كل لاعبيه حتي آخر دقيقة.. الموقف تكرر من جانبنا في لقاء ليبيا أيضا أشرك كوبر كل ما في جعبته من لاعبين بل كان ينقصه استدعاء الفريق الأسواني كله لاشراكه هو الآخر في المباراة.. الحصيلة رغم فوزنا علي ليبيا وهزيمتنا أمام الأردني ضاد جيم لامؤاخذة.. لأن منتخبنا من المفروض أن يكون أكبر من هذا بكثير.. نتمني ألا يفوتنا القطار ويحدث ما حدث في التصفيات الإفريقية والمونديالية وأصبحنا بالفعل في حاجة لمعجزة لنعود كما كنا!!