المهرجانات.. اسم كبير لا يطلق إلا علي الاحتفاليات الكبري وهي أعلي درجات التنافس التي تتضمن مسابقات أو فعاليات فنية أو ثقافية أو رياضية أو علمية أو أدبية وتشارك فيها عدة دول أو في الدولة الواحدة ويتنافس فيها النجوم والمواهب وتوزع فيها الجوائز. * فجأة وجدنا اسم المهرجانات يطلق علي موجه من الغناء الشعبي وصار كثير من الشباب من مدمنين له ويطلقون عليه "اغاني المهرجانات" وتعلقت أذانهم به يستمعون اليه ليلا ونهارا ويرقصون علي انغامه واكتفي عشاق الطرب الأصيل ورعاة الغناء بادانات شفهية واستنكار هذه الموجه مؤكدين انها سرعان ما تتبخر وتذوب في الوقت الذي ينتشر فيه هذا اللون من الغناء ويحيي اصحابه الحفلات والافراح في كل ربوع مصر بل وحاز بعضهم علي نجومية في العديد من دول أوروبا. ألحان مسروقة والغريب ان هذا اللون من الغناء بلا مؤلف وبلا أصوات حلوه وبلا مزيكا للحن بل هو لحن واحد متكرر ومسروق من أغنيات متفرقة فكأنك تتعامل مع كيان هلامي فرض نفسه علي أذواق الجيل ولم يعد يستمع إلي غيره. والغريب أيضا أن اصحاب هذا اللون يسجلونه في حجرات صغيرة بعيدا عن الاستديوهات وبالتالي لا يتكبدون أي نفقات بل انهم يلجأون إلي برامج التوزيع وهندسة الصوت المشهورة علي الكمبيوتر يسرقون منها التوزيعات والمؤثرات الصوتية المصاحبة لاغنياتهم وهناك برنامجان شهيران علي النت هما "أسيد بروة" و "ميكس كرافت" ويضعون فلتراث معينة لتحسين جودة الصوت ثم يضعون ما سجلوه علي مواقعهم التي تستقبل عشاق هذا اللون الذين يقومون بتحميله علي فلاشات ويتم تشغيلها في التوك توك أو الميكروباصات وقد تطور الحال بالنسبة لبعض مطربي أغاني المهرجانات بعد أن تيسر حالهم وصاروا يسجلون أعمالهم في ستديوهات مثل أوكا وأورتيجا وشحته كاريكا وصارت أسماء كثيرة شهيرة في هذا المجال والغريب أنه رغم ذلك فإنهم لا يتحدثون إلي الصحف ويقولون بلا خجل إن ثقافتهم محدودة ولهذا لا يتحدثون ومن النجوم الآخرين في هذا المجال "السادات- فيفتي- وليد دالاس- صاحبة فرقة أزعرينا- اسلام شبيسي وفرقة شارع 3 التي تضم بدر وخالد ترك- والدخلاوية في الإسكندرية ومنها أيضا شبيك لبيك الشهيرة بأغنية "مفيش صاحب يتصاحب" وأوكا وأورتيجا اصحاب فرقة 8% وفرقة شارع 3 من ابناء المطرية ووليد دالاس في بولاق الدكرور وبعضهم اصبح له اكثر من مدير أعمال ولا تستطيع الوصول إليهم وأصبح متعهد الحفلات وليد منصور وشقيقه ينظمون حفلات مطربي المهرجانات وهم الذين ينظمون حفلات كبار النجوم. والمتصفح للنت.. يجد لحن أغنية "دلع بنات" قد سرق من أغنية للمطرب الأمريكي إيني كاموزي ثم غناها المطرب الشعبي "رفيق" ثم غنتها فرقة أوكا "8%" وهذه الفرقة غنت لمطرب الراب العالمي فاريل ويليامز أغنية "هابي" أما فريق الدخلاوية فقد غني اغنية ديانا حداد "امشي ورا كدبهم" واختار لها اسم "اسلام فانتا" وكان فيلم "الالماني" بطولة محمد رمضان اول من أدخل أغاني المهرجانات في السينما حيث غني فيه شحته كاريكا أغنية "حارة عجيبة" وتبعته أفلام جيم أوفر ومهمة صعبة وعبده موته وكلبي دليلي وقلب الأسد والقشاش ودخلت هذه الاغاني المسلسلات ايضا حيث بدأت بمسلسل "خرم إبره ومزاج الخير" وبدأ مطربو المهرجانات ينافسون نجوم الطرب في الاجور حتي وصلت أجورهم إلي 15 ألف في الليلة أو الفرح الواحد وتزيد عن ذلك أو تقل حسب موقع الفرح. ننافس في أوروبا وتحدث بعض نجوم هذا اللون "للجمهورية" يقول إسلام شيبسي وهو عازف أورج لهذا الغناء انه تعلم من أخيه عمرو السعيد العزف وهو صاحب الأغنية المشهورة المرجيحة وقد اشتهر بالعزف في الأفراح واحيا أول حفلاته في الأزهر وشاركه زميلاه خالد نجم واسلام أحمد بالعزف علي الدرامز وأحيا حفلات في لندن ونيوكاسل وكتبت عنهم صحف فرنسية وبريطانية ولقوا استحسان الجمهور هناك وتم اختيارهم أحسن مزيكا من بين عازفين من 40 دولة ثم ذاع صيتنا لنعزف في سويسرا والسويد والنرويج ثم في لبنان والمغرب وبلجيكا ورومانيا وايطاليا وهولندا وقال ان "مزيكتي بالنسبة للشباب إدمان". لا نتحدث في الصحف أما أوكا وأوروتيجا فقد رفضا التحدث وأخبرني مدير أعمالهم بذلك وقد اعتقدوا في البداية أنني زبون وناقشني في الأجر. 24 ساعة دون ملل اما وليد دالاس صاحب فرقة أزعرينا فيقول ان اغاني المهرجانات تحتاج إلي موهبة في هذا اللون وهناك فرق بينها وبين الطرب وهو موهبة من عند ربنا. وقال ان تأثير اغاني المهرجانات علي الأطفال اكثر من الشباب وهناك أشخاص يستمعون اليها 24 ساعة دون ملل وأخرون يستمعون إليها في الافراح فقط وأغاني المهرجانات لها مستقبل لأن الثقافة تغيرت والتكنولوجيا تقدمت ووفرت كل الخدمات لهذا اللون. ويقول بدر مؤسس "فرقة شارع 3" الذي غني مع خالد ترك الأغنية الشهيرة "انت معلم" إنه "غني مكس" بين الطرب واغاني المهرجانات حيث غني لسيد مكاوي "هتجن حكاية" وعالم الفن كلمات أحمد فؤاد نجم وقال إن اغاني المهرجانات تمثل جيلاً ولا يمكن محاربتها حيث يغنيها الصغار والكبار معا وأفراد أسرتي يغنونها وهي ليست عشوائيات. ثقافة جيل ويقول خالد ترك عضو فرقة شارع 3 أنا أحب هذا اللون وقد اشتركت مع أوكا منذ 10 سنوات في أغنية كلمة ومكتوبة.. وأغاني المهرجانات ثقافة جيل بأكمله ولا أحد يستطيع منع الشباب من الاستماع اليها حيث سيطرت علي عقولهم وأختاروها رمزا لجيلهم وعلي من يغنون هذا اللون أن يطوروا فيه مؤكدا أن الطرب لا يتعارض مع أغاني المهرجانات وقد تواجد الشعبي مع الطرب منذ زمن طويل. أغاني بيئة ذهبنا إلي الموسيقار الكبير حلمي بكر ليقول لنا رأيه في أغاني المهرجانات فقال إنه لا يمكن اطلاق كلمة مهرجانات علي تلك الاغاني البيئة بل انها دجل حيث يستخدمون النصب وانتحال صفه مطرب حتي يجبروا الناس علي سماع هذه الاغاني ويجب علينا عدم السماح لهم باستخدام كلمة مهرجان للترويج لبضاعتهم التي لا تحتوي علي مكتملات الاغنية المحترمة واكد ان شعب مصر راق منذ القدم وسوف تختفي هذه النوعية من الاغاني في القريب العاجل ومعظم الشباب الذي يستمع إليها غير مدركين عقليا وهم مغيبون تسيطر عليهم المخدرات وقد تربوا في العشوائيات وهي بلا مبادئ أو تربية صحيحة وهذا النوع يفرز الأغاني العشوائية والفن الفاسد وأوضح أن سماع تلك الاغاني يكشف نوعية الشخص الذي يستمع اليها والشخص المحترم يستمع إلي الاغنية المحترمة التي تليق به والشخص العشوائي يستمع إلي العشوائيات من الاغنيات التي تشبهه وطالب الجمهور بعدم سماع الاغاني البذيئة التي لا تمثل عادات وتقاليد الشعب المصري الراقي الذي يتميز بالنجاحات الكبيرة علي المستوي العربي والعالمي. مطلوب قنوات أمنية وقال مسئول بالرقابة علي المصنفات الفنية بان الرقابة لا يمكن ان تحكم قبضتها علي مطربي المهرجانات فهم يسجلون أعمالهم في بير السلم وليس في ستديوهات مرخصة خاضعة للوائح وقوانين الرقابة وقد تعدوا بالضرب علينا في عدة حملات قمنا بها ونحن نحتاج إلي قوة أمنية تدعمنا وناشد وزارة الداخلية تنظيم حملات أمنية بالتنسيق مع الرقابة لوضع حد لهؤلاء المطربين الذين لا يمثلون الفن المحترم. منتجون يروجون لها ويقول الموسيقار حسين فوزي أن هذه النوعية من الأغاني لم تتواجد من قبل في الغناء المصري وأنا كموسيقار لم أعرف سوي عبدالمطلب وشفيق جلال ومحمد قنديل ومحمد رشدي في الغناء الشعبي ولم أسمع أسماء مغنين المهرجانات الشعبية وليس بالضرورة أن يكون كلمات الأغنية الشعبية هابط ومأخوذ من العشوائيات والعادات والتقاليد الشعبية حتي تحقق النجاح. وأضاف: دائماً بعد أن ثورات وحروب تظهر النفايات ويبدأ ظهور بعض الفنانين الهابطين وهذا ما حدث بعد ثورتي 25 يناير و 30 يونيه ظهرت هذه الأغاني بقوة علي الساحة الفنية لتخاطب أشخاصاً معينة واذا عرضت علي الملحنين في الزمن الجميل كانت قد رفضت لان الفن وقتها كان راقياً والشعب أيضا وكل فترة زمنية تظهر أغاني وتأخذ وقتها مثال أغنية "لولاكي" للمطرب علي حميدة التي ظهرت في بداية التسعينات وحققت نجاحاً كبيراً بين الشباب وعلق الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب قائلاً أن الشباب يسمع بجسده عن طريق الرقص.