تصدر كبار السن من الرجال والنساء المشهد الانتخابي مؤخراً وخرجوا جماعات وفرادي لاختيار نوابهم ومن يمثلهم في مجلس النواب الجديد وذلك في المرحلة الأخيرة للانتخابات واستكمالاً لخارطة الطريق لإصلاح الحياة في مصر اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. غاب الشباب كالعادة عن الإدلاء بصوتهم الانتخابي ولا أفهم سبباً واحداً لهذه المقاطعة وهذا الموقف الغريب والذي ينم عن عدم وعي حقيقي بأهمية المشاركة الإيجابية في صنع المؤسسات السياسية والنيابية والاجتماعية في بلادهم. عزوف مزعج لا يبشر بمشاركة حقيقية للشباب في تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم. لن نصدق ما يقول بعض المسئولين إن الشباب شارك في العملية الانتخابية فقد رأينا بأنفسنا طوابير كبار السن من الرجال والنساء يدلون بأصواتهم وشاهدنا لجاناً أخري خاوية علي عروشها تشكو قلة بل انعدام المشاركة الإيجابية الانتخابية للمواطنين. والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة.. لمن المستقبل وهل هو للشباب وصغار السن أم أنه لكبار السن من الآباء والأمهات والأجداد؟! الإجابة معروفة مسبقاً من أن المستقبل في مصر وفي أي بقعة في العالم هو للشباب الذي يجب أن يصنعه ويشارك فيه بفاعلية حتي لا يندم بعد ذلك. طوال 4 سنوات مضت صدع الشباب رؤوسنا بضرورة الاحتواء والتمكين والمشاركة في الحياة السياسية والحراك المجتمعي. ونراهم اليوم وهم يتقاعسون عن ممارسة أبسط حقوقهم التي كفلها لهم الدستور والقوانين المختلفة.. يتراجعون.. يتقوقعون.. ويختبئون تحت حجج وأسباب واهية غير مقنعة علي الإطلاق. ماذا يريد الشباب في مصر؟! واضح أنهم يريدون الكلام والحديث والانتقاد والهجوم علي أية خطط إصلاحية في المجتمع وبث الشكوي من التجاهل والتغييب من الكبار.. نراهم بارعين فقط في التطاول والسخرية من عمل الكبار ولا نجد لهم يداً فاعلة ومشاركة في العمل والإصلاح. والحقيقة أنه لولا المشاركة الإيجابية الكبيرة لكبار السن من الرجال والنساء لخرجت الانتخابات البرلمانية بفضيحة عالمية عندما تصبح نسب الحضور صفراً أو رقماً هزيلاً لا يرقي لمستوي الاهتمام العالمي بتلك الانتخابات باعتبارها الاستحقاق الأخير في خارطة الطريق المصرية والتي طالما نادي بإجرائها الدول الأوروبية وأمريكا والمنظمات العالمية باعتبارها تأكيداً للديمقراطية وحقوق المواطن. ما فعله الشباب من مقاطعة يجعلنا نعيد النظر في مدي مشاركتهم في العمل العام والتطوعي والسياسي فلم تعد تخيفنا اتهاماتهم أو عباراتهم الرنانة أو انتقاداتهم للنظام أو للمسيرة التنموية في البلاد.. فقد انكشف مدعو الثورية منهم ونشطاء السبوبة وغيرهم من المنتفعين.. ولهذا لا نرحب بأمثال هؤلاء للمشاركة الفاعلة معنا ومرحباً بالشباب الجاد المحب لوطنه والساعي لبذل الجهد من أجل رفعة شأن مصر وتجاوز الأزمات والمشاكل سعياً وراء مزيد من الازدهار والتقدم للمصريين.. الشباب الجاد فقط هو من يستحق التقدير.. الشباب الجاد المخلص والذي يشارك في العملية السياسية ومنهم من نجح في انتخابات البرلمان وهم باكورة شباب واع مثقف ينتظره بالتأكيد مستقبلاً مشرقاً ومناصب عليا عندما يحصل علي الخبرة والتجربة اللازمة للمهام التي سيكلف بها مستقبلاً. لقد فرحنا بهؤلاء الشباب و3 منهم تحت سن ال 30 عاماً وبنجاحهم في الانتخابات ليصبحوا نواباً للشعب ونتمني المزيد من هؤلاء الشباب المخلص في كافة الانتخابات والمشاركات السياسية القادمة. متي نصلح أخطاءنا أولاً؟! أخطاءنا كثيرة ومتعددة في مجالات مختلفة ولكننا أصبحنا لا نطيق النقد.. أي نقد من أي أحد سواء كانت صحيفة أو قناة تليفزيونية أو موقعاً إخبارياً أو حتي من شبكات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر. ولا أعرف من هو العبقري الذي أعطانا هذا الحق كي نرفض الانتقاد أو تسليط الأضواء علي أخطاء تصبح قاتلة في بعض الأحيان. لا أدافع عن قناة بعينها ولا عن صحيفة بعينها ولكن ما أن يجد بعض المسئولين وبعض من رواد شبكات التواصل الاجتماعي قناة ما تسلط الضوء علي سلبيات جهاز الشرطة مثلاً حتي ينبري هؤلاء وأولئك بالدفاع المستميت عن أخطاء بعض الضباط الصغار وأمناء الشرطة الذين يرتكبون حماقات علنية علي مرأي ومسمع من الجميع دون خوف من عقاب أو محاسبة من أحد. ليس هذا فقط بل يحول المدافعون عن الأخطاء الحوار إلي هجوم شامل ساحق علي الطرف الآخر سواء قناة تليفزيونية أو صحيفة أو موقع إخباري متهمين إياه بالعمالة والخيانة ونكران افضال الشرطة علي المواطنين وما يتيسر لهم من عبارات حادة ضد الناقد أياً كان هو ومن هو أياً كانت قناة صالحة أم فاسدة أو كارهة لنا. لماذا لا نفتش عن العيوب والأخطاء الجسيمة التي يرتكبها بعض صغار الضباط وأمناء الشرطة ولماذا لا نتحدث عنها بأمانة وموضوعية وإصرار علي عقاب المخطئ وإعادة الحق لصاحبه حتي ولو كان أقل الناس شأناً ووظيفة وحيثية اجتماعية. لا يجب أن نخبئ رؤسنا في الرمال ونقول إن كل شيء تمام وعلي ما يرام.. لا ليس كل شيء علي ما يرام هناك سلبيات واضحة ومعروفة للجميع ولكن البعض يريد إخفاءها لفرض ما ولكن إخفاء المشاكل والتستر علي الأخطاء لاشك يزيد الطين بلة وهو جريمة في حق الوطن ويزيد مساحة الغضب والكراهية والحنق لدي المواطن وينذر بعواقب وخيمة لسنا مؤهلين لتقبلها ونحن نخطو خطوات واسعة ومهمة نحو تطوير المجتمع وحل المشاكل المزمنة وتحقيق معيشة أفضل وحياة كريمة عادلة وديمقراطية صحيحة العافية للمواطنين وهذا حق لهم لقلة الدستور. ثورة 25 يناير ياسادة قامت في بدايتها وأول هتافاتها كانت ضد شرطة حبيب العادلي وتجاوزات رجالها في الأقسام والشوارع مع المواطنين لا نريد أن نكرر نفس الأخطاء من نفس الأشخاص ولنعي الدرس جيداً حفاظاً علي سلامة الوطن!!