* صحيح ان لم تستح افعل ما شئت أو بمعني أدق إن لم تستح قل ما شئت. هذا ما أراه ينطبق تماماً علي ما قاله الرئيس الامريكي أوباما في كلمته عقب انتهاء قمة العشرين التي استضافتها مدينة انطاليا التركية هذا الاسبوع. حيث أكد أوباما مواصلة بلاده مع دول التحالف ملاحقة عناصر داعش في سورياوالعراق وليبيا وكأنه بعيد عن صناعة هذا "البعبع" الذي يخوفون به العالم ويتخذونه ذريعة لتقسيم وغزو الأقطار والدول العربية. * من منا ينسي ما حدث مع أفغانستان وباكستان حينما أرسلت الولاياتالمتحدة قواتها لمحاربة طالبان والقضاء علي تنظيم القاعدة ودحر الارهاب وكانت النتيجة تشريد وقتل الملايين والارهاب مازال باقيا والقاعدة لم تنته وانما تغيرت المسميات فقط. وعلي نفس المنوال سارت الدولة العظمي وحلفاؤها في أعقاب أحداث 11 سبتمبر وقامت بغزو العراق بدعوي ملاحقة الارهاب والقضاء علي الاسلحة الكيماوية والنووية وبعد خراب ودمار العراق وتقسيمه وتسريح جيشه اتضح للعالم أن هذه الاسلحة الكيماوية والقنابل النووية مجرد أوهام وتخيلات في أذهان أمريكا وحلفائها. أعتقد أن العالم كله يعلم جيداً الآن من هو الراعي الرسمي والرئيسي للارهاب والمسئول عن صناعته ودعمه بشتي الصور وبكل الوسائل. فعلي مدي 18 شهراً تقريباً ظلت دول التحالف بقيادة أمريكا تدعي أن تضرب داعش في سورياوالعراق وليبيا بعشرات وربما مئات الطلعات الجوية يومياً ولكنها لم تصل إلي حد أو نهاية لهذا الكيان الإرهابي التي بات ينتشر مثل السرطان في دول المنطقة. وعندما ذهبت القوات الروسية لغرب داعش في سوريا وخلال أيام معدودة ظهرت النتائج وبدأت داعش تهتز وتتواري وعندها شعرت أمريكا وحلفاؤها بالحرج وأن اللعبة أوشكت علي الانكشاف فكان لابد من احداث وقيعة هنا أو هناك لجذب الانظار بعيداً عن سورياوالعراق وليبيا ولو مؤقتا وحاولوا ذلك بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء واستبقوا النتائج والاحكام وعندما لفظهم العالم وشعر الجميع بنواياهم كان لابد من التفكير في حدث آخر ولكن أشد وطأة وعنفاً فكانت أحداث يوم الجمعة الدامي في فرنسا. * نعم أذكر أن أيادي أمريكاوبريطانيا وتركيا وأجهزتها ليس ببعيد عما حدث في باريس. فداعش من صناعة أمريكا تماماً كما كانت القاعدة من قبل ثم انقلب السحر علي الساحر وعانت أمريكا وحلفاؤها من ارهاب القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن وهو ما سيحدث من داعش وزعيمها أبوبكر البغدادي وهذا ما جاء في الفيديو الذي أذاعته عناصر داعش في أعقاب أحداث باريس حيث أكدوا أنهم سيفعلون نفس الكارثة وربما أشد في دول أوروبا خاصة بريطانيا وايطاليا وأن أمريكا وواشنطن لن تكون بمنأي عن أيدايهم وأحزمتهم الناسفة وقنابلهم الفتاكة علي حسب وصفهم في الفيديو"!! العالم كله أصبح يعرف جيداً الأن أن أمريكا هي الصانع الأكبر للارهاب في الشرق الأوسط وتستغمل في ذلك مثل هؤلاء الموتورين من مدعي الدفاع عن الاسلام والمسلمين وهي بذلك تضرب كل العصافير بحجر واحد تنفذ مخططاتها لتفكيك دول المنطقة وتشويه الاسلام والمسلمين والصاق التهمة بالعرب والأهم من ذلك كله افساح المجال كما ذكرنا مراراً أمام طفلها المدلل في المنطقة ذلك الكيان الصهيوني دون أن تطلق رصاصة واحدة أو ترسل جندياً إلي المنطقة فهي تسعي إلي زرع الفتن بين أبناء الوطن ليقتل كل منهم الآخر دونما أن تظهر في الصورة نهائياً!!