رياح معاكسة عاتية تضرب في جذور الشجرة المصرية التليدة تحاول اقتلاعها تلك الشجرة المباركة التي ظلت عصية علي الاقتلاع لآلاف مؤلفة من السنين. فها هي المؤامرة البريطانية الأمريكية تتبدي ملامحها واضحة للعيان استغلال مأساة الطائرة الروسية وضحاياها لفرض الحصار علي مصر وهز استقرارها وضرب اقتصادها وتركيعها والانتقام من شعبها الذي ثار علي جماعتهم العميلة. جماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو 2013 فأطاح بأوهامهم وبدد أحلامهم في ان يستعيدوا استعمار مصر. لا بالقوة العسكرية التقليدية كما كان في الماضي علي امتداد نحو ربع القرن حتي طردوا من أرضنا شر طردة وإنما عبر نظام حكم من العملاء يلبون الأوامر ويطيعون التكليفات! وفي هذا السياق يجب ان نتذكر ان: * انجلترا كانت موئلا رغيدا لكل قادة جماعات الإرهاب والتطرف الديني من شتي بلاد العرب والمسلمين قدمت لهم الرعاية واسبغت عليهم الحماية مقابل النأي بها عن الأنشطة الإرهابية وليس بغريب علي ذلك ان انجلترا كانت الدولة الأوروبية الوحيدة التي حفظت نفسها عن ان تكون ميدانا لأي انشطة ارهابية بفعل هذا التعاقد الذي احترمه الجانبان فيما تعرضت دول أخري كفرنسا واسبانيا وغيرهما لهجمات ارهابية عديدة. * اندفاع انجلترا لاعلان موقف مبكر للغاية بحسم سبب سقوط الطائرة نتيجة لعمل ارهابي رغم ان التحقيق الرسمي الذي تشارك فيه مصر مع العديد من الدول الأوروبية منها انجلترا ذاتها كان لم يبدأ بعد أمر غريب للغاية ويثير علامات استفهام عديدة من اين لانجلترا هذا اليقين إذا كان الصندوق الأسود الذي يوضح أسباب السقوط كان مازال لم يتم تحليل بياناته ولجنة التحقيق لم تنته لنتيجة؟! فهل كان لدي أجهزة الاستخبارات البريطانية معلومات مسبقة عن هذه الجريمة بحكم علاقتها العميقة بجماعات الارهاب التكفيري من كل حدب وصوب؟! وإذا كان هذا الأمر صحيحا فلماذا لم تبلغ الادارة المصرية لاجهاض هذه الجريمة وانقاذ الأبرياء الذين قتلوا فيها؟ وإذا كان غير صحيح فلماذا بادرت بتوجيه هذه الضربة الغادرة إلي مصر واستقرارها واقتصادها وسمعتها؟ * ولمن يستبعد هذا الاحتمال لا يجب ان ننسي أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الارهابي كانا صناعة أمريكية خالصة من الألف إلي الياء استخدمتهما لضرب جيش الاتحاد السوفيتي في افغانستان في مقتل تحت زعم الجهاد ضد الكفر والالحاد وبعد ان سقطت الاتحاد السوفيتي تخلصت من بن لادن بمنتهي البرود وببضع مئات من الرصاصات مزقت جسده ثم سلسلته وألقت به في اليم العميق حتي لا يبين له اثر وتختفي حكايته إلي الأبد. * مبادرة انجلترا لاتخاذ تدابير قاسية تجاه السياحة في مصر وشرم الشيخ لم يتوقف عندها وحسب وإنما امتد للتأثير علي دولة أوروبية أخري وتحريضها لاتخاذ ذات الموقف وموقف الولاياتالمتحدة الذي بدأ يرفض فكرة ان تكون الطائرة المنكوبة قد سقطت بصاروخ اطلقته جماعات التخريب في سيناء ثم تحول إلي ذات الموقف البريطاني والضغوط التي مارستها الدولتان امريكاوانجلترا وعلي روسيا الأمر الذي احرج قيادتها ودفعها لاتخاذ نفس الموقف ولو من قبيل ذر الرماد في العيون وتهدئة خواطر عائلات الضحايا لفترة.. لماذا وبهذه الدرجة من الغل والعدوانية؟ الا ينم ذلك عن استهداف فاضح وتعهد ممنهج لايذاء مصر وحشرها في ركن ضيق والانتقام منها ومن شعبها؟! * لماذا وجهت هذه الضربة إلي روسيا بالذات؟ ولماذا لم تسقط طائرة أمريكية أو غربية رغم ان هذه الدول شكلت تحالفا عرمرما تحت زعم مواجهة ارهاب داعش في المنطقة الا يكون ذلك انتقاما مزدوجا: أولا: لدورها في دعم مصر بعد ثورتها علي عصابات الاخوان. العملاء المباشرين للغرب وانجلترا بالذات وللولايات المتحدة. وثانيا لموقفها القوي والمؤثر الداعم لسوريا في مواجهة عصابات المتمردين العملاء: داعش والنصرة وجيش الإسلام.. الخ الخ! *** الخلاصة: مصر تتعرض لمؤامرة واضحة من الأعداء التاريخيين لأمتنا وشعبنا تستوحب من أجل احباطها أعلي درجات الحذر واليقظة وهي مؤامرة يشارك فيها اطراف دولية واقليمية ومحلية توجب الانتباه التام خاصة بعد نتائج الانتخابات التركية وفوز حزب العدالة والتنمية الأردوغاني والتحركات الداخلية المريبة التي لا يخفي علي لبيب دور جماعة الاخوان الارهابية فيها وهي تحركات تحرض علي هدم النظام القائم واطلاق سراح الارهابيين المسجونين واعتبار يوم 25 يناير القادم يوما ل "الثورة الثالثة" المزعومة!