أمال وىلام

عكس اتجاهات الدولة

يُعد "مترو الأنفاق" المنفذ الوحيد للمواطن البسيط من "مافيا الميكروباص" وازدحام الشوارع وملل الاشارات وتكدس السيارات علي كل الطرق وخاصة مع بداية كل عام دراسي. هذا بالاضافة لأنه أرخص وأسرع وسيلة مواصلات ورغم كل ذلك فوجئنا بالمهندس سعد الجيوشي وزير النقل يعلن عن انه سيتم رفع تذكرة "المترو" بعد تحسين الخدمة أثناء جولته داخل ورش صيانة الخط الثاني لمترو الأنفاق بشبرا الخيمة في حين أن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي أكد خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف في أغسطس الماضي علي عدم رفع أسعار تذاكر المترو وستظل الدولة في دعمها للمواصلات العامة بما فيها "مترو الأنفاق" تقديرا للصعوبات التي يواجهها من يستخدمون "المترو" في الوقت الحالي وبتصريح "الجيوشي" وإعلانه رفع سعر تذاكر المترو بعد تحسين الخدمة يكون قد سقط في الاختبار لأنه يسير عكس اتجاهات القيادة السياسية والرغبة الشعبية حيث انطلقت دعوة من بعض الشباب المستقلين ضد ارتفاع ثمن تذكرة المترو تحت شعار "انتفاضة مترو الغلابة" وبدأت الحملة بالنزول الي محطات المترو لحث المواطنين علي رفض غلاء التذكرة لان ذلك يثقل كاهل المواطن في ظل تدني "المرتبات" لغالبية المصريين .
أوضح أعضاء هذه الحملة أيضاً انه ليس هناك ما يبرر تصريح الوزير برفع سعر تذكرة المترو بعد تحسين الخدمة لأن ذلك يضر بالكادحين ولن يصب في صالح المواطن البسيط بالاضافة ان التوقيت غير مناسب مطالبين الوزير بترشيد التكاليف المتمثلة في أمور الصيانة والتشغيل ويجب عليه استغلال تذاكر "المترو" في طبع اعلانات علي الوجه الآخر غير الممغنط للتذكرة لأي منتج مما يعود ذلك بزيادة ايرادات المترو الامر الذي يمكن استغلاله في تطور الخدمة وشراء قطاعات جديدة وزيادة رواتب الموظفين وتخفيض ثمن التذكرة بدلاً من زيادتها مما يعود ذلك أيضاً بالنفع علي المواطن البسيط وتحويل القيمة المهدرة من التذكرة الي قيمة مضافة وخاصة ان هناك أكثر من 3 ملايين و600 ألف مواطن يترددون علي "مترو الأنفاق" يوميا وهذا يتعدي أي نسبة مشاهدة لأفضل "القنوات الفضائية"
ومن هنا أتساءل ما فائدة رفع تذكرة "المترو" وسط اقتصاد منهار وشباب رفض الخروج للتصويت في المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية ومازال يعاني من البطالة وكل حياته أما النوم أو الجلوس علي المقاهي منتظرين الفرج.
أعتقد ان تصريح سيادة وزيرالنقل استفزازي ولابد من لفت نظره لذلك حتي نحمي هذا الوطن وعدم اعطاء فرصة للمتربصين بهذا الشعب لخلق "أزمة جديدة" "غير أزمة الدولار" التي أصبحت حديث الشارع وبسببها تم تعيين طارق عامر محافظاً للبنك المركزي.
ويجب علي المهندس سعد الجيوشي النظر الي هيئة الانفاق التي تهدر مليارات الجنيهات بالغائها لخطوط المترو السطحية واقامة أنفاق جديدة بدلاً منها وإياك أن تعيد تجربة النقل العام التي أثبتت فشلها حين تم الدفع بالاتوبيسات ذات التذكرة الأعلي والخدمة الأفضل حيث اكتشف المواطنون ان الاتوبيس لا فرق بينه وغيره سوي في سعر التذكرة.
وفي النهاية أطالب وزير النقل ومحافظ القليوبية بحماية حرم مترو الانفاق بمحطة كلية الزراعة بداية من كوبري المظلات بشبرا البلد امتداد طريق اسكندرية الزراعي حتي مدخل الكلية حيث يستغله بعض المواطنين وأصحاب المقاهي كأنه "ساحة انتظار" مؤجر من مجلس مدينة شبرا الخيمة أول وهذا يهدد الملايين من المواطنين الذين يستخدمون "مترو الانفاق" في الذهاب والعودة لقضاء أعمالهم ومصالحهم حيث من الممكن ان تستغله الجماعة الارهابية في زرع ووضع المتفجرات في بعض السيارات الموجودة بحرم المترو أقصد "ساحة الانتظار" المزعوم تأجيرها من محافظة القليوبية حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر