تألمنا جيمعا لنشر مقاطع فيديو توضح همجية نائب في البرلمان الأردني. تملص من كافة أعراف الدبلوماسية والشعبية التي يجب أن يتحلي بها للتقرب من ناخبيه. وتحسين صورته أمام الجميع ليتحول. لقائد عصابة منعدمة الضمير ليتكالبوا علي مصري هاجر بلده ليحصل علي لقمة العيش. لا نريد أن نخوض في تفاصيل وملابسات الحدث المأسوي الذي أغنت عن شرحه. تلك الهمجية. وتلك الصفعات المتوالية والخالية من أي ذرة شجاعة حينما يتكالب الجمع العظيم علي شخص واحد ضيف في بلدهم - والعكس صحيح إن كانوا هم في مصر - بقدر ما بتنا سعداء ببدء تغيير الصورة الذهنية القابعة في وجداننا فيما يتعلق بتعامل حكومتنا مع المغتربين من بني جلدتنا. بالأخص بعد مرور ثورتين وتولي قائد غيور علي أبناء بلده. وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم. والذي أقر في أحد تصريحاته بأن المصريين عانوا كثيرا وكثيرا طيلة العقود الماضية ولم يجدوا من يهتم بهم. ما يهم في ذلك الأمر. اننا مع تقديرنا أيضا لجهود وزارة الخارجية. وأيضا جهود وسائل الإعلام المصرية مشكورة والتي أثارت القضية من منطلق الغيرة الوطنية. وكذلك مع توجيه الشكر لجهود الحكومة الأردنية والتي حسمت الأمر بسرعة بتوجيهات عليا. مع استنكار كامل أطياف الشعب الأردني الشقيق. فإنه لابد من تغيير شمولي في معايير تأمين مستوي لائق من الكرامة والاحترام للمصريين المغتربين في بلاد الدنيا. قبل تأمين مستويات رواتبهم وقيمة عقودهم. وان ينطلق الأمر بإنشاء لجنة عليا مشتركة بين وزارة الخارجية. ووزارة القوي العاملة والهجرة. وأيضا وزارة العدل. لصياغة تلك المنظومة والعقد الاجتماعي. والتي تحفظ للمصريين حقوقهم. والتي منها علي سبيل المثال لا الحصر. ضمان دفع التعويضات الملائمة للعامل أو حتي السائح المصري في حال تعرضه لمعاملة مجحفة أو امتهان لكرامته. وعدم الانسياق لتغرير الطرف المعتدي بدفع دية أو تعويض. إذا كما نري ونسمع حالات كثيرة يتعرض المصري فيها في بلاد الغربة لمعاملة مجحفة من بعض أبناء تلك الدول من ضعاف النفوس حيث يقبل في نهاية المطاف عبر دروب جانبية - علي سبيل الترضية - حصوله علي تعويض مالي زهيد ممن تعدي عليه وينسي الأمر والواقعة برمتها لتبقي في ذاكرة بعض ضعاف النفوس من أبناء الدول المستقبلة للمصريين. أن المصريين كرامتهم رخيصة ويمكن شراؤها بالمال. ما نريد أن نقوله لمن يتولون زمام مسئولية العمالة المصرية في بلدنا. وغيرها من الجهات التي تجعل ودن من طين وودن من عجين - بحجة أنها ليست جهة اختصاص. بأن المصري باني الحضارة الإنسانية كلها وأن تبني ضوابط واستراتيجيات معايير حاكمة لتوفير مظلة من الحماية لكرامة المصريين قبل مستحقاتهم المالية مهمة عاجلة لا تقبل التأخير. ولنا في الدول الأخري عبرة ونموذج حينما يمس بالسوء أحد مواطنيها بالإساءة والضرر المتعمد. نري استنفارا وشحذا وتنسيقا للجهود الحكومية والشعبية والإعلامية وأيضا الدبلوماسية. لأن كرامة المواطن من كرامة الدولة كلها. وفي نهاية المطاف فإن تلك الحادثة رغما من كونها حادثة فردية. من بعض ضعاف النفوس. ولكن لا نريد أن يؤثر حادث واحد علي سمعة كرامة مصر كلها. وأن يتخطي الأمر أن يقوم كل مسئول جديد يهل علينا في بداية عهده. بإعطاء المزيد بالوعود البراقة. لتتلاشي تلك الوعود في خلال أشهر قلائل. لأنها لم تكن سوي شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من هدر كرامة المصري. أقول من باب الاعتراف بالتحول الايجابي. إننا بدأنا نلحظ تغيير في موجة وهوجة تعامل الأجهزة المختصة لدينا في التعامل مع قضايا المصريين في الخارج. فمصر بفضل الله. وبعد طول تثاؤب ونوم وغفلة مقبلة علي عصر جديد تستمد فيه قوتها بفضل الله من رؤية قائدها الغيور الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله لمصر وللمصريين. وختاما نسجل بالغ تقديرنا للشعب الأردني وقيادته السياسية التي استنكرت بقوة تلك التصرفات الهمجية ولكن ينبغي أن يكون هناك خطي واقعية لكي يتعامل العالم مع المصريين باحترام أكثر. لا لشيء سوي أن كرامة أي مصري من كرامة مصر كلها.