"محمد شافعي" مخرج مسرحي كبير يحمل شهادتي بكالوريوس الفنون المسرحية وأول دفعته 1988 وليسانس حقوق 1990 دفعة خالد صالح وخالد الصاوي ودراسات عليا وتمهيدي ماجستير وعضو في لجان التحكيم ومخرج مسرحي بالمسرح الكوميدي وأخرج العديد من المسرحيات أهمها "دليلة وشربات" للمسرح الحديث و"ليلة القبض علي شاعر الجندول" ومن إسهاماته إعادة تطوير وتجديد مسرح حفر الباطن التعليمية بالسعودية وإعادة وتجهيز مسرح التحرير بقنا وكذلك مسرح رمسيس ومدير عام لدور عرض مسارح الحديقة الدولية والعايم وبيرم التونسي وحالياً مسرح ميامي وله بصمات واضحة في هذا المجال.. وفي نفس الوقت نقدمه للوزير كأحد القيادات الهامة الفاعلة فكان لنا معه هذا الحوار. * لماذا نجح الهناجر في عهد مؤسسته ورائدته د. هدي وصفي وفشل في كل العهود التالية؟ وهل بسبب إنشاء مراكز الإبداع ثم إهمال مركز الهناجر؟! ** قال المخرج محمد شافعي: في أوائل 2009 طالب وزير الثقافة "هدي وصفي" بالبقاء وعدم المغادرة. مركز الهناجر وبتكلفة "83" مليون جنيه ارتدي مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية ثوبه الجديد بعد أن ظل عارياً قرابة الثماني سنوات تعرض خلالها لشبه مؤامرة لوقف نشاطه الذي كان يهدد بعض النفوس الضعيفة في وزارة الثقافة ورغم ذلك أصرت رائدته د. هدي وصفي أن تدافع عنه وتحدت الذين حاربونها حتي تحقق لها ما تمت. صحيح أن تحقيق الحلم تأخر إلا أنه في النهاية قد تحقق عملاً بالمثل الانجليزي القائل "أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي أبداً". قال شافعي الخبير في دور العرض وتجهيز المسارح والمخرج: التكلفة التي تكلفها مركز الهناجر هي قيمة التجديدات التي تولت القيام بها جهاز الخدمة الوطنية العامة بالقوات المسلحة وتم الانجاز. حالة الموات خلال أربع سنوات كان قبلها المركز في حالة موات وتوقف بسبب الفضيحة المالية التي تورط فيها "أيمن عبدالمنعم" أحد رجال "فاروق حسني" وزير الثقافة الأسبق الأقوياء والذي كان يتولي منصب مدير صندوق التنمية الثقافية وأوكل مشروع التجديدات منذ حوالي ثماني سنوات إلي بعض الشركات التي افتضح أمرها من خلال عمليات الرشاوي. قال شافعي: مركز الإبداع الذي بدأ نشاطه عام 1992 كان منبراً تنويرياً هدفه الارتقاء بذوق الناس وزيادة وعيهم الثقافي والفني. قدم المركز خلال هذه الفترة أكثر من "200" مسرحية لمبدعين من مختلف الأجيال الفنية والمراحل العمرية وإن كان النصيب الأكبر منها كان للشباب الذين يعتبرون هم الهدف الرئيسي من إنشاء المركز. أضاف: الغريب أن د. هدي وصفي بعد كل هذا الانجاز الذي حققته قررت الانصراف ومغادرة رئاسة المركز بعد كل هذه المجهودات التي بذلتها والمعارك التي خاضتها رغبة في الحصول علي استراحة أشبه باستراحة المحارب لكن حب الجميع الذي ظهر في حفل الافتتاح الذي طال انتظاره جعل د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة آنذاك يطالبها بالبقاء والعدول عن قرارها. قال محمد شافعي: جاء إلي رئاسة المركز العديد من الاسماء ولكنها لم تستمر طويلاً منهم: أشرف فاروق وهشام عطوة وتوفيق عبدالحميد ود. أماني يوسف وسامح مجاهد ولكن هل حقق أحدهم ما حققته د. هدي وصفي للهناجر والآن جاء إليه محمد دسوقي ويظل السؤال مطروحاً للمناقشة.. وهل هو مركز لاكتشاف المواهب والمبدعين مثل: خالد الصاوي وخالد صالح ومصطفي شعبان وغيرهم الكثير وايضا هناك مخرجون ومهندسون أم أصبح مثل مراكز الشباب لتشغيل الشباب بدون فكر أو هوية؟!! دور العلاقات الثقافية * كيف تري دور العلاقات الثقافية الخارجية في علاقة المسرح المصري بالخارج وخاصة المهرجانات الدولية؟!! ** قال محمد شافعي: هناك شخصيات مصرية علاقاتها الخارجية الدولية أقوي من وزارة الثقافة من أجل هذا تأتي لها دعوات شخصية للمهرجانات واللقاءات والمعارض الدولية وخصوصاً العربية. وكان وزارة الثقافة ليس لها أي علاقات دولية لاختيار من يمثل مصر ويشرفها دولياً مثلما كان في الماضي. خصوصاً من يجهل حقيقة دور وريادة الثقافة المصرية في كل أنحاء العالم. أكد الشافعي متسائلاً: هل وزارة الثقافة المصرية لا يعرفها أحد في الخارج أم لا يعترف بها أحد. ومن أجل هذا الدعوات تأتي دائماً شخصية ومع هذا - وللأسف - وزارة الثقافة هي التي تدفع ثمن التذاكر وبدلات السفر. بروتوكولات للتعاون وقال كان في الماضي هناك بروتوكولات تعاون وتبادل ثقافي وكانت الدول في الخارج تتعامل مع الوزارة وكانت الدولة والجهات الرسمية هي التي ترشح العروض لتمثيلنا في الخارج ولكن الأمر اختلف وأصبح الأمر شديد الخطورة علي مصر وثقافة وفنون مصر ويظل السؤال من المسئول عن هذه المهزلة؟!! * ما هي معايير اشتراك العروض المسرحية في المهرجانات الخارجية الدولية؟!! ** قال المخرج محمد شافعي: في البداية الاحترام للجميع كبير أو صغير بذل مجهوداً إبداعياً في أي عمل مسرحي. حيث المعاناة ومخاض الولادة لأي عرض مسرحي وكم المعاناة التي يعيشها المشتركون في أي عرض. ولكن منذ بداية ثورة يناير. بل وقبلها بعدة سنوات ايضا انهالت الدعوات علي كل من له صديق أو علاقة في إدارة أي مهرجان خارجي للمشاركة في المهرجان؟ أي مهرجان.. وحان الوقت لوقف الدعوات الشخصية التي تتلقاها الفرق المسرحية الرسمية للدولة وغير الرسمية لفرق الهواة والمستغلين والتي تطالب - دائماً - وزارة الثقافة بتحمل مصاريف سفرها لتشارك في هذه المهرجانات دون أن يكون هناك أي علم للوزارة وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية عن هذه المهرجانات أو الدعوات الشخصية لهذه الفرق. قال شافعي: وإذا ما رفضت وزارة الثقافة سفر هذه الفرق علي نفقة الدولة المدعوة بشكل شخصي تقوم الدنيا ولا تقعد. الأمر الصحيح هو أن تلتزم وزارة الثقافة بتسفير عروض الفرق المسرحية من خلال دعوات رسمية تتلقاها الوزارة والعلاقات الثقافية الخارجية من إدارات المهرجانات الرسمية بعد أن تتيقن الوزارة من أن هذه العروض سوف تمثل مصر بشكل مشرف في هذه المهرجانات. لا بشكل يسيء إلي مصر والمسرح المصري. فبينما مستوي بعض هذه العروض التي تسبب لنا فضائح تكتب عنها الصحف المحلية في هذه الدول والمقام بها هذه المهرجانات.. ولنا في ذلك سوابق في بعض الدورات وكان أعضاء بعض هذه اللجان من أبناء مصر واستبعدوا بعض العروض!!. وكان آخرها في تونس تقريباً في العام الماضي وما كتب في صحافتها عن أحد هذه العروض سافر بترشيح لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة وعندما سافرت الدكتور كاميليا صبحي إلي تونس تحدث معها المسئولون هناك عن المسرح بشأن تدني مستوي بعض العروض التي أرسلتها مصر للمشاركة في المهرجان وقد نقلت رئيسة العلاقات الثقافية الخارجية ما قيل لها هناك إلي أحد الوزراء السابقين خلال اجتماعه برئاسته وموثق ذلك في الاجتماع وايضا في الجزائر والمغرب والأردن والشارقة والكويت الخ. الفوضي والعشوائية سأل الشافعي: متي تتوقف هذه الفوضي والعشوائية وشغل المجاملات وسياسة المصالح تتصالح علي حساب وكرامة وشكل مصر وإذا كان هناك مهرجان قومي للمسرح المصري يفرز ويكشف عن عروض قوية وخصوصاً اللجنة التي رأسها الفنان محمود الحديني اختارت العروض المميزة والحاصلة علي جوائز أو العروض التي رشحت للجوائز وينبغي علي وزير الثقافة أن يأخذ برأي هؤلاء الكبار في العروض التي تمثل مصر خارجياً لتشرف مصر وترفع من شأن المسرح المصري. قال محمد شافعي: نحن لا نمانع من الدعوات الشخصية لبعض العروض ولكن تسافر علي نفقة المهرجان الذي أرسل الدعوة وليس من المنطقي أن تتحمل الدولة "94000" أربعة وتسعون ألف جنيه مصري نفقات سفر ثلاثة عروض لمهرجان واحد. في حين هناك مسارح وهي البنية الأساسية لوزارة الثقافة تحتاج صيانة وترميماً وإصلاحاً.. أعتقد أن الإجابة عند الكاتب حلمي النمنم والمطلوب منه تصحيح كل هذه الأخطاء وتصحيح المسار للمسرح المصري واليوم قبل غداً.