دعا د. عماد أبو غازي وزير الثقافة شباب المسرحيين والمستقلين وأعضاء الفرق الحرة للاجتماع عصر اليوم لبحث مطالبهم وإمكان تنفيذها في المرحلة المقبلة علي أثر الدعوات المتتالية للاحتجاجات. روجت لها مجموعة من فناني الفرق الحرة علي موقع الفيس بوك وإعلان وقفة احتجاجية كان من المفترض أن تبدأ في موعد هذا الاجتماع نفسه أمام مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية. وأصحاب الدعوات وضعوا لحملتهم شعار وقفة احتجاجية لمحاربة الفساد والاحتكار داخل وزارة الثقافة, وبدأت الحملة منذ ما يقرب من أسبوع من قبل مجموعة من فناني الفرق الحرة والمسرحيين الشباب لأنها مرت ببعض التطورات حيث كان عنوانها وقفة احتجاجية أمام مركز الإبداع ليترك الديكتاتور عزبته لكل فنان حر, وتم تغييره بعد الكثير من المجادلات علي الصفحة, واتهام منظميه بأنهم منذ النجاح الذي حققه مركز الإبداع الفني وورشته المسرحية التي أفرغت العديد من المواهب التي كان أغلبها من قبل طلبة ورشة مركز الإبداع وبعض خريجيها, وهو ما دعا منظمي الحملة إلي توضيح أنها ضد الاحتكار بشكل عام وليست ضد خالد جلال بشكل شخصي. وأكد المخرج هشام السنباطي من فرقة الأوركيدا المسرحية الحرة أن الحملة ليست لها علاقة بشخص خالد جلال, وإنما بتطهير وزارة الثقافة بالكامل من الفساد ورفض الاحتكار بجميع أشكاله داخل مؤسسات الوزارة قائلا: إنه المركز الوحيد من مراكز الإبداع التابع لصندوق التنمية الثقافية الذي يسيطر عليه فرد واحد ولا يقبل دخول الفرق الحرة هو مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا حيث اقتصر علي عروض الورشة فقط التي يديرها خالد جلال علي مدار سنوات العقد الأخير, بينما علي الجانب الآخر مركز إبداع الإسكندرية يحتوي الفرق الحرة باستمرار وعروضهم المسرحية, وتساءل: لماذا يتبع مركز الإبداع الفني نظاما مختلفا؟!. كما أصر السنباطي علي تأكيد أن الحملة لا تستهدف الورشة كما قال الكثيرين منهم, مشيرا إلي أن طلبة الورشة وخريجيها أيضا عليهم المطالبة بحقوقهم, فقد مروا بالعديد من الاختبارات حتي يحصلوا علي هذه الفرصة, والتدريبات والدراسة التي حصلوا عليها لابد أن تؤهلم للمطالبة بكارنيه نقابة المهن التمثيلية, والعمل في مؤسسات الدولة أسوة بطلبة المعاهد الفنية, لأنه ليس من المنطقي أن تفرخ الورشة مواهب ولا يكون لها مستقبل حقيقي. وعلي الجانب الآخر يقول المخرج خالد جلال مدير مسرح مركز الإبداع الفني: إن هذا الهجوم متوقع وطبيعي نتيجة للنجاح الكبير الذي حققه مركز الإبداع الفني, مؤكدا أن المركز لم يكن في يوم من الأيام للفرق الحرة منذ بداية تأسيسه وتوليه لإدارته في عام2002, مشيرا إلي أنه تسلمه وهو مازال تحت الإنشاء بالطوب الأحمر, وإنما الهدف منه تفريخ المواهب الشابة, منبها إلي أن مؤسسات وزارة الثقافة المختلفة تعمل بفكرة التخصص والمؤسسة المسئولة عن دعم الفرق الحرة وتقديم عروضها حتي من قبل تأسيس مركز الإبداع هي مركز الهناجر للفنون, الذي ترأسه د. هدي وصفي منذ أوائل التسعينيات, في حين أن مركز الإبداع لم تكن له أي علاقة بالفرق الحرة, واهتم فقط بتفريخ المواهب, وانطلق منه العديد والعديد من الفنانين, وتحول بعضهم إلي نجوم, وحقق كذلك مجموعة من الجوائز كان آخرها حصول شباب مركز الإبداع علي خمس من جوائز المهرجان القومي للمسرح العام الماضي, وكذلك حصول مصر علي جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي علي يد محمد فهيم أحد شباب مركز الإبداع في عرض من إخراج شاب وهو هاني عفيفي. ويري جلال أن هذه الحملة قامت بها الفرق الحرة التي لا تجد فرصة للعمل مع أعضاء من نقابة المهن التمثيلية ويعتبرون ورشة مركز الإبداع تهديدا لهم, لأن طلبتها ليسوا من أعضاء النقابة, وموهبتهم جعلتهم يحصلون علي فرص أفضل في العمل, بينما من المفترض أن يطالب هؤلاء نقابتهم بتشغيلهم والا يطالبوا الإبداع بإغلاق أبوابه في وجه الموهوبين.