رغم ان قوات الدفاع الجوي كانت طوال حرب الاستنزاف مشغولة باقامة حائط الصواريخ الا ان الكمائن التي اقامتها قوات الدفاع الجوي للطائرات الإسرائيلية كانت بروفة لما فعلته كتائب الدفاع الجوي مع الطائرات الإسرائيلية بعد عبور القوات المصرية لقناة السويس واجتياز خط بارليف في أكتوبر .73 العملية الأولي أو الكمين الأول دارت وقائعه أواخر عام 69 حينما اعتادت الطائرات الإسرائيلية ضرب مواقع رادرات الانذار بمنطقة الجبهة في القناة وخليج السويس بغرض فتح الثغرات في مجال الكشف الراداري لكي تتمكن الطائرات الإسرائيلية من الاختراق دون اكتشافها كذلك ضرب مواقع الصواريخ المضادة للطائرات في منطقة القناة لكي لا تتعرض للطائرات الإسرائيلية عند استطلاع الجانب الشرقي للقناة أو المستخدمة في تصحيح نيران المدفعية وتحديد أماكن محطات الرادار اللاسلكي المصرية وتوقيت عملها وتردداتها تمهيدا لاتخاذ الإجراءات المضادة لها سواء بمهاجمتها وتدميرها أو الشوشرة عليها.. كانت اختراقات الطائرات الإسرائيلية تتم من ساحل خليج السويسوالبحر الأحمر من مسافة 50 كيلو مترا شرق القناة علي ارتفاعات من 4 إلي 10 كيلو مترات ونظرا لعدم اكتمال شبكة الدفاع الجوي وجدت القيادة ان أفضل أسلوب لمواجهة الاختراقات الإسرائيلية هو اتباع نظام الكمائن والاطلاق الكاذب. عام 69 كلف الرائد نزيه محمد حلمي قائد سرية النيران باحدي كتائب الصواريخ بعمل كمين لاحدي الطائرات الإسرائيلية طراز سكاي هوك علي ساحل البحر الأحمر وتحركت الكتيبة لموقع الكمين بالذخيرة 300 كيلو متر وتمركزت انتظارا للطائرات التي اعتادت الاختراق من المنطقة إلي أن التقطت أجهزة الرادار في اليوم الأول هدفا يخترق المنطقة فقامت بعملية اطلاق كاذب مرتين إلي ان اطلقت صاروخا اصاب الطائرة واسقطها وحصل الرائد نزيده علي نوط الشجاعة من الطبقة الأولي علي ما بذله من جهد في نجاح أول صاروخ اسقاط طائرة إسرائيلية. أما العملية الثانية التي اطلق عليها 27 رجب فقد دارت يوم الجمعة 17 سبتمبر عام 71 وبدأت وقائعها بزيادة اختراقات الطائرات الإسرائيلية رغم وقف اطلاق النار وطبقا لمبادرة روجر يومها كلف الرئيس أنور السادات الفريق صادق وزير الحربية ابلاغ اللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي باصطياد احدي الطائرات الإسرائيلية علي الفور طلب الفريق فهمي من جميع وحدات الدفاع الجوي المتمركزة علي ساحل البحر الأحمر وخليج السويس اعداد تقارير كاملة عن اختراق الطائرات الإسرائيلية وجاء بالتقارير ان الاختراقات الإسرائيلية تتم بطائرات الفانتوم أو طائرات الهليكوبتر علي فترات متعاقبة بعمق 2- 5 كيلو مترات شرق القناة أو بطائرات الاستطلاع سراز ستراتو كروزر علي الساحل الشمالي المنطقة من البردويل حتي السلوم علي أعماق من 50- 100 كيلو متر داخل البحر علي ارتفاع 7 كيلو مترات علي الفور كلف اللواء محمد علي فهمي كتيبة بمشروع تدريبي بأمر كتابي لتنفيذ الكمين وتحركت يوم الخميس 16 سبتمبر عام .71 في الساعة التاسعة يوم الجمعة ظهرت طائرة الاستطلاع التي كان يطلق عليها المعمل الالكتروني الطائر وكانت إسرائيل تمتلك منها طائرتين وكانت تقوم بالطيران يوميا شرق القناة علي الفور انطلق صاروخ ليسقط الطائرة ويومها منح الرئيس السادات اللواء محمد علي فهمي وسام النجمة العسكرية ومنح قائد الكتيبة نوط الشجاعة من الطبقة الأولي.