بوتين يشارك افتراضياً في لحظة تاريخية بمصر.. تركيب وعاء أول مفاعل نووي بمحطة الضبعة    إيهاب الخولي: الرئيس السيسي يثمن إرادة المصريين ويؤكد على الشفافية    وزارة الاتصالات توقع بروتوكول تعاون لتنفيذ مبادرة «الرواد الرقميون»    رئيس جامعة العريش يترأس الملتقى العلمي الثالث لكلية الطب البيطري    مصطفى الفقي: نبارك زيارة بن سلمان لأمريكا.. ونجاحها يصب في صالح المنطقة    التعادل يحسم موقعة البرازيل ضد تونس فى غياب الجزيرى وبن رمضان    بركلة جزاء.. البرازيل تتعادل مع تونس وديا    الكرة النسائية.. أسيك ميموزا يتأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا بعد الفوز على مسار بهدف نظيف    حماية المستهلك يعزز رقابته على الأسواق ويضبط 74 طن لحوم وأضاحي غير صالحة للاستهلاك الآدمي قبل تداولها    حملات لفرض الانضباط في حي العجوزة    أسماء 3 شباب ضحايا حادث تصادم بالقنايات في الشرقية    وكيل تعليم الفيوم يجتمع بموجهي العموم لمتابعة التقييمات والاستعداد لامتحانات الفصل الدراسي الأول 2026    هند الضاوي: إسرائيل لا تحترم إلا القوي.. ودعم السلطة الفلسطينية ضرورة عاجلة    الشركة المسؤولة عن أعمال عمر خيرت: حالة الموسيقار مستقرة وتتحسن يوميًا    أحمد موسى: الرئيس السيسي استلم البلد وكانت كل حاجة على الأرض    رمضان 2026| انطلاق تصوير «اتنين غيرنا» ل آسر ياسين ودينا الشربيني    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    منتخب فلسطين يخسر وديًا أمام كتالونيا وسط تضامن جماهيري ورسائل إنسانية مؤثرة    الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة حتى الأحد    بمشاركة لاعب الزمالك.. السنغال تفوز على كينيا بثمانية أهداف    منافس مصر - بمشاركة شيكو بانزا كبديل.. مابولولو يقود أنجولا لفوز صعب على زامبيا    فعاليات دولية لإحياء اليوم العالمي للصلاة والعمل من أجل الأطفال    ياسر ثابت: إدارة ترامب لا تسعى لمعركة طويلة الأمد في فنزويلا    5 ديسمبر.. مين بيحاور مين؟ جلسة فنية بين وليد طاهر ومايا فداوي بمهرجان توت توت    فليك يلجأ لورقة شبابية لحل أزمة الظهير الأيمن في برشلونة    أطعمة لا يُنصح بتناولها مع القهوة.. تعرف عليها    "تعليم القاهرة" تشدد على أهمية تطبيق لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي    إطلاق الموقع الإلكترونى الرسمى المخصص لمؤتمر اتفاقية برشلونة cop24    بغياب نجمي ريال مدريد والإنتر.. تشكيل تركيا لمواجهة إسبانيا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    لأصحاب المعاشات.. اعرف إزاى تحول وتصرف معاشك لكارت ميزة أو حساب بنكي    اشتباكات عنيفة في كردفان.. الجيش السوداني يستعيد مناطق ويواصل التقدم نحو دارفور    حماة وطن ينظم مؤتمر حاشد لدعم مرشحه محمود مرسي بالقليوبية    «المالية» تمد عمل الدائرة الجمركية المؤقتة لساحات تخزين «قناة السويس لتداول السيارات»    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    على أنغام الحب كله.. أحمد حلمي يتغزل فى منى زكى بعيد ميلادهما.. فيديو    لقاء تنسيقي بين "الكهرباء" و"الأكاديمية الوطنية للتدريب" لتعزيز التعاون وبناء القدرات    «تنمية المشروعات» ينفذ خطط للتحول الرقمي لحصول المواطنين على خدماته    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الشيخ رمضان عبد المعز يبرز الجمال القرآني في سورة الأنبياء    ترامب يستقبل الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض    وكيل تموين الإسكندرية يقود حملات مع رئيس حى المنتزه على الأسواق    مياه الأقصر تبدأ تنفيذ البرنامج التدريبي لمكلفات الخدمة العامة | صور    تعرف على السبب الحقيقى وراء عطل Cloudflare العالمى اليوم    تفاصيل خطة تطوير المطارات ورفع كفاءة إجراءات دخول السائحين    طريقة عمل المكرونة بالفراخ والصوص الأبيض فى الفرن    تحرير 112 مخالفة عدم غلق المحلات في مواعيدها    تقرير "آرسيف 2025": جامعات مصرية تتصدر الجامعات العربية في "الأثر البحثي"    الكنيسة تحتفل اليوم بتذكار تجليس البابا تواضروس ال13    التحقيق في حادث غموض مصرع ميكانيكي بالشرقية    مصر تواصل دعم سكان غزة بخيم ومساعدات عاجلة عبر معبر رفح    دار الكتب يشارك بندوة "المرأة في تراث العلوم والفنون الإسلامية" بمكتبة الإسكندرية    "القاهرة الإخبارية": غارات إسرائيلية على المناطق الشرقية من غزة شمالي القطاع    الرئيس الأمريكي يتعهّد بخفض الأسعار    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    ترامب يستفسر عن أرباح أمريكا من كأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
رجل المهام الصعبة.. والاستنزاف
نشر في الأخبار يوم 25 - 04 - 2010

قبل وقف حرب الاستنزاف أمر الرئيس عبدالناصر بدخول بطاريات الصواريخ إلي جبهة القناة
وتولي الفريق صادق المهمة الصعبة وبدأ تساقط طائرات الفانتوم الاسرائيلية فوق سيناء
إنه واحد من رجال العسكرية المصرية الذين اثبتوا قدرتهم وجدارتهم في المواقع التي شغلوها في مرحلة حرب الاستنزاف.. بل إنه من أكفأ الذين تولوا رئاسة المخابرات الحربية في فترة حرجة قبل يونيو 76 وبعدها.. ويحسب له الفضل في تشكيل مجموعات حرب الاستنزاف التي كانت مفاجأة مذهلة للقوات الاسرائيلية في سيناء.. ويحسب له أيضا تكوين منظمة سيناء وكان رجالها بمثابة رادارات بشرية ترصد تحركات الاسرائيليين في العمق وتقوم بعمليات تخريب للخطوط الخلفية.. وقد عرفت اللواء محمد أحمد صادق رئيس المخابرات الحربية عن قرب خلال تلك الفترة وكان رجل المهام الصعبة في حرب الاستنزاف.. وبنظرة رجل المخابرات المحنك كان اللواء صادق يري أن الاستطلاع ضروري للمواقع الاسرائيلية في سيناء وكيف يمكن اختراق الخطوط الأمامية للقيام بعمليات خاصة في العمق..؟
وأتذكر بعد الخامس من يونيو حين كلف الرئيس عبدالناصر المخابرات الحربية بقيادة اللواء صادق بمهمة البحث عن الجنود المصريين الشاردين في سيناء أثناء الانسحاب وإنقاذهم من الوقوع في الأسر، ووقع الاختيار علي المقدم إبراهيم الرفاعي ومجموعة من رجال الصاعقة للقيام بهذه المهمة الخطرة رغم انتشار القوات الاسرائيلية.. وتم وضع خطة البحث بدون إثارة انتباه الاسرائيليين، وخلال أسبوع من البحث المكثف امكن العثور علي حوالي ثمانية آلاف ضابط وجندي واستعادتهم إلي شاطئ القناة وبينما تم الحصول علي معلومات عن أعداد أخري في حماية قبائل سيناء.. وأدت عملية الانقاذ التي نفذتها المخابرات الحربية إلي عدم وقوع المزيد من الخسائر في الأفراد وسرعة إلتحاقهم بوحداتهم!
كانت نقطة البداية للعمليات المصرية خلف الخطوط الاسرائيلية عندما فكر اللواء صادق في حرمانهم من الاستفادة من مخزون الذخيرة الذي خلفته القوات المصرية في سيناء قبل إنسحابها، ومنع اسرائيل من استخدام هذه الذخيرة، ورأي ضرورة تدميرها وقام بعرض الخطة علي الرئيس عبدالناصر الذي وافق عليها، وتم تحديد مواقع المخازن.. وفي الساعات الأولي من صباح 5 يوليو سمعت أصوات انفجارات مدوية في سيناء، وبينما كان إبراهيم الرفاعي عائدا مع مجموعة الصاعقة الذين نفذوا العملية، وكان الانفجار هائلا مثل قنبلة ذرية صغيرة وشوهد اللهب والدخان من مسافة 001 كيلو مترا من موقع التفجير، وسقط مئات من جنود المظلات الاسرائيليين في الانفجار الهائل والمفاجئ، كما دمرت المدرعات والدبابات الموجودة في الموقع أو بالقرب منه!
وأسند اللواء صادق جنرال المخابرات إلي إبراهيم الرفاعي مهمة تشكيل مجموعة قتالية للعمل خلف خطوط العدو وتكون تابعة للمخابرات الحربية وذلك حرصا علي سرية المعلومات وخطط العمليات، وفي نوفمبر 76 كان الاسرائيليون قد أدخلوا نوعا جديدا من الصواريخ إلي جبهة سيناء في مواجهة المواقع المصرية علي القناة وفشلت كل الوسائل في معرفة نوعية هذه الصواريخ، وكذا لم تقدم المخابرات السوفيتية أي إجابة.. وكان مدير المخابرات الحربية أمام اختبار آخر.. وبعد منتصف ليلة 31 نوفمبر تمت عملية سرية وعبر الرفاعي ورجاله القناة وعادوا بثلاثة صواريخ اسرائيلية دفعة واحدة!
تصاعدت حرب الاستنزاف علي الجبهة المصرية وبلغت ذروتها في يوليو 96 وازدادت الخسائر الاسرائيلية- تكبد العدو 051 قتيلا وجريحا- ولذلك بدأت اسرائيل بالتوسع في استخدام الطيران علي طول جبهة القناة بعدما تبين عدم قدرة المدرعات والمدفعية الاسرائيلية علي مواجهة نيران المدفعية المصرية وغارات وحدات الصاعقة علي الخطوط الاسرائيلية في سيناء..
وكانت القوة المدافعة عن جبهة القناة لا تزيد عن ست كتائب صواريخ سام 2 ووحدات من المدفعية المضادة للطائرات ولم تستطع مواجهة الهجمات الجوية بدرجة أنه في 52 ديسمبر نفذت 291 طائرة اسرائيلية غارات مركزة استمرت ثماني ساعات متواصلة ضد المواقع المصرية واستخدمت فيها الطائرات الفانتوم الأمريكية، فتقرر إخلاء الجبهة مؤقتا من الصواريخ بعد تدمير معظم منصاتها..
ووقعت إغارة اسرائيلية علي موقع الزعفرانة وأنزلوا الدبابات والتقطوا الصور- علي ساحل البحر الأحمر- وتصادف أن عبدالناصر كان في مناورة شرق القاهرة في نفس اليوم- ومعه الفريق محمد فوزي وأحمد إسماعيل رئيس الأركان وغضب بشدة لاسيما ان المخابرات الحربية حذرت من عمليات إبرار بحري للمدرعات الاسرائيلية علي ساحل خليج السويس، وقرر عبدالناصر إقالة رئيس الأركان وتعيين اللواء صادق بدلا منه.. وكان ما يشغله كيفية الرد علي غارة الزعفرانة!
ضربة جوية بعد الزعفرانة
بعد غارة الزعفرانة بيومين قامت مائة طائرة مصرية »ميج 71 وميج 12« في تشكيل أسراب قتالية بضربة جوية طوال اليوم لقصف الأهداف الاسرائيلية علي المحور الشمالي والمحور الجنوبي داخل سيناء وكانت أول ضربة جوية مصرية منذ يونيو 76.. وبعدها أغارت قوات خاصة محمولة جوا علي المواقع الاسرائيلية في منطقة مصفق وأوقعت خسائر فادحة فيها، وكانت تطورا جديدا في طرق مواجهة العدو.. وتتابعت الهجمات واتسع نطاقها وأغارت قوات الصاعقة المنقولة بحرا علي منطقة المساعيد وهاجمت القوات الاسرائيلية في شمال سيناء، وبعدها توالت الضربات في رمانة وبالوظة! وهكذا بعدما تولي الفريق محمد صادق رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة تم تنفيذ عمليات استنزاف بالغة الجرأة في العمق الاسرائيلي مثل عملية إيلات التي قامت بها الضفادع البشرية وكانت ضربة قاصمة من نوع جديد.. وكان الهدف تدمير ناقلة الدبابات »بيت شيفع« التي شاركت في عملية الزعفرانة أثناء وجودها في ميناء إيلات وأي قطع بحرية اسرائيلية أخري باستخدام الألغام البحرية.. وفي ذات الوقت قامت اللنشات البحرية بعمليات خاطفة في شرم الشيخ وأبورديس وسدر بمعاونة الضفادع البشرية!
قبل ان يقوم الرئيس عبدالناصر بالسفر إلي الاتحاد السوفيتي في نهاية يونيو 07 - للحصول علي الصواريخ والطائرات الحديثة - أعطي توجيهاته إلي الفريق صادق بدخول بطاريات الصواريخ إلي الجبهة فقد كان الفريق فوزي وزير الحربية برفقته في هذه الرحلة المهمة.. وبدأ صادق جنرال المهام الصعبة تنفيذ المهمة بدخول أربع كتائب صواريخ سام2 مدعمة في سرية تامة وأعقبها في اليوم التالي دخول أربع كتائب للعمل كنسق ثان وكانت هذه هي »الوثبة الأولي« علي مسافة خمسين كيلو مترا غرب القناة ومع أول ضوء 03 يونيو كان التجمع جاهزا للتعامل مع الطائرات الاسرائيلية وبدأ تساقط »الفانتوم« لأول مرة وكانت مفاجأة غير متوقعة للمخابرات الاسرائيلية.. وبعد ذلك تم دفع عدد آخر من كتائب الصواريخ من النسق الخلفي إلي التجميع الأمامي له علي مسافة 03 كيلو مترا غربي القناة وكانت »الوثبة الثانية«.. واستمر تساقط الطائرات الاسرائيلية حتي وصل إلي تدمير 71 طائرة واصابة 43 طائرة أخري خلال 83 يوما..!
وقبل منتصف ليلة 7-8 أغسطس »موعد بدء سريان وقف اطلاق النار« أعد الفريق صادق مفاجأة أخري للمخابرات الاسرائيلية.. وتحركت كتائب صواريخ من النسق الخلفي إلي الأمام علي مسالفة 01-81 كيلو مترا غرب القناة لكي تغطي الصواريخ كل منطقة القناة وتفرض سيطرتها علي المجال الجوي فوقها وكانت الوثبة الثالثة.. وهكذا تمت إقامة »حائط الصواريخ« الذي كان يسيطر علي الرئيس عبدالناصر وبذل كل جهده وإصراره لتجهيزه وتزويده بأحدث الصواريخ والمعدات الالكترونية الحديثة، وبذل كل قدراته السياسية لإقناع القادة السوفيت بإرسال العدد المطلوب من الصواريخ والأطقم والخبراء السوفيت للمساعدة في تشغيله!
وبعد قبول عبدالناصر لمبادرة روجرز وإيقاف إطلاق النار لم يكن الفريق صادق موافقا علي وقف حرب الاستنزاف.. وكما سجل في شهادته: كنت أصغر الموجودين مركزا في المؤتمر العسكري الذي عقده عبدالناصر ووافقه كل الحاضرين ولكنني عارضت وشرحت للرئيس النتائج المترتبة علي إيقاف هذه الحرب ولكن كان للرئيس رأي آخر.. وخطة أخري!
خطر السحابة البركانية
الأربعاء:
لم تعد مصر تنفرد وحدها بالسحابة السوداء- التي تظهر كل صيف مع موسم حرق قش الأرز- وإنما ظهرت سحابة رمادية أخري محملة بالغبار البركاني فوق شمال وغرب أوروبا ومكونة من ذرات الزجاج والمعادن من بركان أيسلندا الذي ثار بعدما ظل خامدا قرابة مائتي عام، ومع الفارق بأن تلك السحابة البركانية ظاهرة طبيعية وليست من صنع الإنسان مثل السحابة السوداء.. فقط نتج عن ثورة البركان الخامد سحابة من الدخان الكثيف والغبار الرمادي المنبعث من باطن الأرض والناتج من انصهار المعادن والكبريت مع الغازات، وارتفعت السحابة إلي اثني عشر كيلو مترا و انتشرت فوق شمال أوروبا وامتدت إلي بريطانيا وفرنسا..
وتوقفت الطائرات العملاقة والطائرات الحربية النفاثة بسبب ذرات الرماد البركاني التي تنفذ إلي المحركات وتعطلها في طبقات الجو العليا.. ولذلك ألغيت آلاف الرحلات من مطارات أوروبا إلي الولايات المتحدة وبالعكس حتي تنقشع الغيوم البركانية ويزول خطر ذرات الزجاج وغيرها.. وتراوحت خسائر شركات الطيران بين مائتي مليون دولار وخمسين مليون يورو يوميا.. وكما أدي ذلك إلي احتجاز آلاف الركاب العالقين بالمطارات في فرانكفورت وباريس ولندن وبروكسل ولم يجدوا مأوي لهم غير افتراش الأرض أو التحول إلي ركوب القطارات السريعة التي تربط الدول الأوروبية والتحول إلي مطارات أخري في اليونان واسبانيا..
وتردد في البداية أن ثورة البركان قد تستمر لمدة ستة شهور وهي في حد ذاتها كارثة اقتصادية لما يمثله النقل الجوي بالنسبة لحركة ملايين الركاب ونقل البضائع، وأصيبت شركات الطيران بالشلل والارتباك ولم تجد حلا آمنا غير إلغاء الرحلات وإغلاق المطارات وايقاف الطائرات التي لابد ان تتخذ هذا المسار في شمال المحيط الاطلنطي مرورا بجزيرة أيسلندا الكبيرة لأنه يختصر المسافة إلي أمريكا ويوفر استخدام الوقود.. وتبادر سؤال: لماذا لم تتحول الطائرات إلي مسار آخر بديل وسط المحيط أو جنوبه؟ والجواب: أن ذلك المسار الآمن المعروف عن طريق أيسلندا لا يضطر الطائرات إلي النزول في مطارات أخري في جزر المحيط للتزود بالوقود وسط المسافة إلي القارة الأمريكية!
وتذكرت حينما كنت في رحلة العودة من نيويورك مع زميلي سمير رجب، وحجزنا علي طائرة إير إنديا إلي لندن وعندما توجهنا لتأكيد الحجز لم نجد أماكن علي الرحلة ووضعونا علي قائمة الانتظار، ولذلك قمنا بتغيير السفر إلي شركة أخري في اليوم التالي، وشاء القدر ان تسقط طائرة إير إنديا في المحيط قرب ايسلندا في كارثة جوية مروعة، وحينما عرفنا حمدنا الله فإن في العمر بقية!
المهم أنه كان يمكن ان تقع كوارث جوية لو استمرت الرحلات وسط العاصفة البركانية، لان الرماد مادة حادة كاشطة تحتوي علي شظايا زجاجية وتكشط سطح أجنحة الطائرات وتشل محركاتها كما تؤدي إلي الإضرار بالمعدات الألكترونية والزجاج الأمامي وبما يؤدي إلي سقوط الطائرة.. والغريب في هذه الظاهرة هو امتزاج ثورة بركان وانهار جليدية وحدوث هزات أرضية قوية.. وسبحان الله!
تنوير طه حسين
الخميس:
الدكتور طه حسين وجيله أتيحت لهم الفرصة أن يعملوا في الصحافة إلي جانب الأدب، وهنا يطل سؤال هو: هل أفادت الصحافة الأدب أم هل أفاد الأدب الصحافة في ذلك الحين؟ ويرد الدكتور طه حسين: أما عندما كانت الصحافة تلتقي هي والأدب فقد أفادته كل الفائدة، وأذكر انني كنت أكتب في الصحف وفي جريدة السياسة أحاديث أدبية بعنوان »حديث الأربعاء«.. ويقول: »إنه علي الرغم من التطور المذهل الذي دخل علي صحافة اليوم فهي تخضع لعدة مآخذ منها: كانت لدينا صحافة تهتم بتثقيف عقول القراء أما اليوم فإن الصحافة تهتم بالأخبار الخارجية والداخلية وكرة القدم وتفسح مكانا بارزا لأخبار الجرائم والحياة الخاصة بأهل الفن وكأن الصحف لا تكتب إلا للعامة، إن الصحف اليوم نكبة علي الأدب بل وعلي الثقافة عامة، إنها تشغل الناس عن قراءة الكتب وتدعوهم إلي الاهتمام بسفاسف الأمور! إن الصحف تكتب بالألفاظ العامية وأين هذا من صحافة الأمس.. تلك التي كانت تثقف العقول وتغذيها وتقوم الألسنة علي اللغة العربية السليمة! ويقول طه حسين: إنها تحللت من الوقار والجدية وجنحت إلي الخفة والتفاهة، واهتمت بنشر أنباء لا تهم إلا الاقليات من الشعب فماذا يهم الناس من الفنان الفلاني الذي ترك عشيقته أو المطربة الفلانية التي طلبت الطلاق أو لاعب الكرة الذي يعمل تاجرا.. وهو لا يجوز لصحافة الرأي والوقار«!
لقد ناقش سامح كريم هذه القضية وغيرها في كتابه القيم عن »تنوير طه حسين« صاحب الجملة المأثورة »التعليم كالماء والهواء« فقد رأي أن الإنسان يجب ألا يكف عن التعليم طيلة حياته.. وهكذا أتاحت الزميلة نوال مصطفي رئيس تحرير كتاب اليوم لنا الفرصة للتعلم من طه حسين صحافة الوقار والجدية!
ضلع أحمد رجب
الجمعة:
انزعجت حينما عرفت أن أخي غير الشرعي الكاتب الساخر أحمد رجب أصيب بكسر في أحد ضلوعه واتصلت للاطمئنان علي صديق العمر ورفيق مشوار الصحافة في أخبار اليوم وعرفت أنه تماثل للشفاء بعد عشرين يوما من الألم الذي حرمه من الضحك وبينما هو يكتب لإضحاك القراء، وحدث ذلك بعد تعثره في كرسي خشب.. وضحك أحمد رجب وقال: أنا كتبت إن حواء خرجت من ضلع آدم ولكن الظاهر أنها بقيت في ضلعي المكسور! ورغم أنه يميل إلي العزلة في بيته ولا يظهر إلا في مناسبات قليلة بإلحاح من اصدقائه المقربين ولكنه يشعر بالونس مع رفيقه الرسام مصطفي حسين في »كفر الهنادوة« ويتبادل الضحكات معه في زمن الهم والنكد! إن أحمد رجب ابن بلد اسكندراني وهو ساخر بطبعه مع اصدقائه وزملائه وقال لي: لقد تعبت بعد هذا العمر في الصحافة وفي 2/1 كلمة، وأقول لنفسي ما قاله الشاعر »ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب«! فقلت له مداعبا: يا أخي يكفي ان تنظر إلي هيفاء وهبي وتسمع أغنيتها »الواوا«!
وجلجلت ضحكة أحمد رجب الذي يكتب نموذجا راقيا من الكتابة الساخرة ولكن قلمه لا يجرح ولا يدمي المشاعر وإنما يزغزغ الحواس فتنطلق الضحكة من القلب! وهو لا يعرف المجاملة ويدافع عن الغلابة ويواجه المسئول الذي يخطئ حتي ولو كان رئيس الوزراء بالنقد الساخر!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.