أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    وزير الاستثمار: نستهدف مضاعفة صادرات الملابس المصرية 3 مرات بحلول 2030    قليل من الدعم كثير من التعقيد، بريطانيا تجري أكبر تغيير في سياسة طالبي اللجوء بالعصر الحديث    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    رئيس قصور الثقافة يتابع حالة طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    حبس المتهم بسرقة المتاجر في النزهة    رئيس هيئة قصور الثقافة يزور الطلاب المصابين في حادث طريق إسنا بمستشفى طيبة (صور)    اللواء أحمد جودة يحصل على الدكتوراه بتقدير امتياز عن السياسة الأمريكية تجاه الأزمة السورية في عهد ترامب    وزير الصحة ينفي شائعات نقص الأنسولين: لدينا 3 مصانع واحتياطي استراتيجي يكفي 4 أشهر    رئيس قناة السويس: ارتفاع العائدات 20%.. وتوقعات بقفزة 50% في 2026    طقس خريفي مستقر وتحذيرات من الشبورة الكثيفة صباحًا.. الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو الأحد 16 نوفمبر 2025    غرق 4 وفقد آخرين في انقلاب قاربين يقلان مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل ليبيا    كمال درويش يروي قصة مؤثرة عن محمد صبري قبل رحيله بساعات    حامد حمدان يفضل الأهلي على الزمالك والراتب يحسم وجهته    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية تستضيف وفدًا من قيادات مجموعة ستاندرد بنك    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    دعاية يتبناها الأذرع: "أوبزرفر" و"بي بي سي" و"فورين بوليسي" نماذج لإعلام "إخواني" يهاجم تدخل الإمارات في السودان!    الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد لمحاكمة إمام الأقصى بتهمة التحريض على الإرهاب    إيران تحذر من تداعيات التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الكاريبي    الدفاع الروسية: إسقاط 36 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق    البنك الأهلي المصري يقود تحالفاً مصرفياً لتمويل «مشارق للاستثمار العقاري» بمليار جنيه    الداخلية تضبط المتهمين بسرقة أبواب حديدية بإحدى المقابر بالشرقية    القبض على أبطال فيديو الاعتداء على شاب ب"الشوم" في المنيا    أسفرت عن إصابة 4 أشخاص.. حبس طرفي مشاجرة في كرداسة    بدون إصابات.. السيطرة على حريق في برج سكني بفيصل    قائمة أكبر المتاجر المشاركة في البلاك فرايداي وأسعار لا تُفوَّت    أهلي جدة يبدأ خطوات الحفاظ على ميندي وتجديد العقد    فيران توريس بعد دخوله نادي العظماء: الطموح لا يتوقف مع الماتادور    ليفربول يحسم موقفه النهائي من بيع سوبوسلاي    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    المستشار ضياء الغمرى يحتفل بحفل زفاف نجله محمد علي الدكتورة ندى    السفارة المصرية تضيء روما.. فعالية كبرى للترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير.. صور    العرض العربي الأول لفيلم "كان ياما كان في غزة" فى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    آسر محمد صبري: والدي جعلني أعشق الزمالك.. وشيكابالا مثلي الأعلى    تريزيجيه: الأهلي سألني عن بنشرقي.. وهذا ما دار بيني وبين زيزو قبل مواجهة الزمالك    "ضد الإبادة".. ظهور حمدان والنبريص والدباغ في خسارة فلسطين أمام الباسك    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. إسرائيل: لا إعادة إعمار لقطاع غزة قبل نزع سلاح حماس.. قتلى وجرحى فى انزلاق أرضى فى جاوة الوسطى بإندونيسيا.. الجيش السودانى يسيطر على منطقتين فى شمال كردفان    رئيس الوزراء المجرى: على أوروبا أن تقترح نظاما أمنيا جديدا على روسيا    فوري تعلن نتائج مالية قياسية للأشهر التسعة الأولى من 2025    البنك الأهلي يقود تحالف مصرفي لتمويل المرحلة الأولى من مشروع "Zag East" بقيمة مليار جنيه    تساقط أمطار خفيفة وانتشار السحب المنخفضة بمنطقة كرموز في الإسكندرية    اختتام المؤتمر العالمي للسكان.. وزير الصحة يعلن التوصيات ويحدد موعد النسخة الرابعة    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مؤتمر السكان والتنمية.. وزير الصحة يشهد إطلاق الأدلة الإرشادية لمنظومة الترصد المبني على الحدث    مؤتمر جماهيري حاشد ل"الجبهة الوطنية " غدا بستاد القاهرة لدعم مرشحيه بانتخابات النواب    (كن جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا) موضوع خطبة الجمعة المقبلة    حبس والدى طفلة الإشارة بالإسماعيلية 4 أيام على ذمة التحقيقات    جامعة قناة السويس تنظم ندوة حوارية بعنوان «مائة عام من الحرب إلى السلام»    دعت لضرورة تنوع مصادر التمويل، دراسة تكشف تكاليف تشغيل الجامعات التكنولوجية    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
رجل المهام الصعبة.. والاستنزاف
نشر في الأخبار يوم 25 - 04 - 2010

قبل وقف حرب الاستنزاف أمر الرئيس عبدالناصر بدخول بطاريات الصواريخ إلي جبهة القناة
وتولي الفريق صادق المهمة الصعبة وبدأ تساقط طائرات الفانتوم الاسرائيلية فوق سيناء
إنه واحد من رجال العسكرية المصرية الذين اثبتوا قدرتهم وجدارتهم في المواقع التي شغلوها في مرحلة حرب الاستنزاف.. بل إنه من أكفأ الذين تولوا رئاسة المخابرات الحربية في فترة حرجة قبل يونيو 76 وبعدها.. ويحسب له الفضل في تشكيل مجموعات حرب الاستنزاف التي كانت مفاجأة مذهلة للقوات الاسرائيلية في سيناء.. ويحسب له أيضا تكوين منظمة سيناء وكان رجالها بمثابة رادارات بشرية ترصد تحركات الاسرائيليين في العمق وتقوم بعمليات تخريب للخطوط الخلفية.. وقد عرفت اللواء محمد أحمد صادق رئيس المخابرات الحربية عن قرب خلال تلك الفترة وكان رجل المهام الصعبة في حرب الاستنزاف.. وبنظرة رجل المخابرات المحنك كان اللواء صادق يري أن الاستطلاع ضروري للمواقع الاسرائيلية في سيناء وكيف يمكن اختراق الخطوط الأمامية للقيام بعمليات خاصة في العمق..؟
وأتذكر بعد الخامس من يونيو حين كلف الرئيس عبدالناصر المخابرات الحربية بقيادة اللواء صادق بمهمة البحث عن الجنود المصريين الشاردين في سيناء أثناء الانسحاب وإنقاذهم من الوقوع في الأسر، ووقع الاختيار علي المقدم إبراهيم الرفاعي ومجموعة من رجال الصاعقة للقيام بهذه المهمة الخطرة رغم انتشار القوات الاسرائيلية.. وتم وضع خطة البحث بدون إثارة انتباه الاسرائيليين، وخلال أسبوع من البحث المكثف امكن العثور علي حوالي ثمانية آلاف ضابط وجندي واستعادتهم إلي شاطئ القناة وبينما تم الحصول علي معلومات عن أعداد أخري في حماية قبائل سيناء.. وأدت عملية الانقاذ التي نفذتها المخابرات الحربية إلي عدم وقوع المزيد من الخسائر في الأفراد وسرعة إلتحاقهم بوحداتهم!
كانت نقطة البداية للعمليات المصرية خلف الخطوط الاسرائيلية عندما فكر اللواء صادق في حرمانهم من الاستفادة من مخزون الذخيرة الذي خلفته القوات المصرية في سيناء قبل إنسحابها، ومنع اسرائيل من استخدام هذه الذخيرة، ورأي ضرورة تدميرها وقام بعرض الخطة علي الرئيس عبدالناصر الذي وافق عليها، وتم تحديد مواقع المخازن.. وفي الساعات الأولي من صباح 5 يوليو سمعت أصوات انفجارات مدوية في سيناء، وبينما كان إبراهيم الرفاعي عائدا مع مجموعة الصاعقة الذين نفذوا العملية، وكان الانفجار هائلا مثل قنبلة ذرية صغيرة وشوهد اللهب والدخان من مسافة 001 كيلو مترا من موقع التفجير، وسقط مئات من جنود المظلات الاسرائيليين في الانفجار الهائل والمفاجئ، كما دمرت المدرعات والدبابات الموجودة في الموقع أو بالقرب منه!
وأسند اللواء صادق جنرال المخابرات إلي إبراهيم الرفاعي مهمة تشكيل مجموعة قتالية للعمل خلف خطوط العدو وتكون تابعة للمخابرات الحربية وذلك حرصا علي سرية المعلومات وخطط العمليات، وفي نوفمبر 76 كان الاسرائيليون قد أدخلوا نوعا جديدا من الصواريخ إلي جبهة سيناء في مواجهة المواقع المصرية علي القناة وفشلت كل الوسائل في معرفة نوعية هذه الصواريخ، وكذا لم تقدم المخابرات السوفيتية أي إجابة.. وكان مدير المخابرات الحربية أمام اختبار آخر.. وبعد منتصف ليلة 31 نوفمبر تمت عملية سرية وعبر الرفاعي ورجاله القناة وعادوا بثلاثة صواريخ اسرائيلية دفعة واحدة!
تصاعدت حرب الاستنزاف علي الجبهة المصرية وبلغت ذروتها في يوليو 96 وازدادت الخسائر الاسرائيلية- تكبد العدو 051 قتيلا وجريحا- ولذلك بدأت اسرائيل بالتوسع في استخدام الطيران علي طول جبهة القناة بعدما تبين عدم قدرة المدرعات والمدفعية الاسرائيلية علي مواجهة نيران المدفعية المصرية وغارات وحدات الصاعقة علي الخطوط الاسرائيلية في سيناء..
وكانت القوة المدافعة عن جبهة القناة لا تزيد عن ست كتائب صواريخ سام 2 ووحدات من المدفعية المضادة للطائرات ولم تستطع مواجهة الهجمات الجوية بدرجة أنه في 52 ديسمبر نفذت 291 طائرة اسرائيلية غارات مركزة استمرت ثماني ساعات متواصلة ضد المواقع المصرية واستخدمت فيها الطائرات الفانتوم الأمريكية، فتقرر إخلاء الجبهة مؤقتا من الصواريخ بعد تدمير معظم منصاتها..
ووقعت إغارة اسرائيلية علي موقع الزعفرانة وأنزلوا الدبابات والتقطوا الصور- علي ساحل البحر الأحمر- وتصادف أن عبدالناصر كان في مناورة شرق القاهرة في نفس اليوم- ومعه الفريق محمد فوزي وأحمد إسماعيل رئيس الأركان وغضب بشدة لاسيما ان المخابرات الحربية حذرت من عمليات إبرار بحري للمدرعات الاسرائيلية علي ساحل خليج السويس، وقرر عبدالناصر إقالة رئيس الأركان وتعيين اللواء صادق بدلا منه.. وكان ما يشغله كيفية الرد علي غارة الزعفرانة!
ضربة جوية بعد الزعفرانة
بعد غارة الزعفرانة بيومين قامت مائة طائرة مصرية »ميج 71 وميج 12« في تشكيل أسراب قتالية بضربة جوية طوال اليوم لقصف الأهداف الاسرائيلية علي المحور الشمالي والمحور الجنوبي داخل سيناء وكانت أول ضربة جوية مصرية منذ يونيو 76.. وبعدها أغارت قوات خاصة محمولة جوا علي المواقع الاسرائيلية في منطقة مصفق وأوقعت خسائر فادحة فيها، وكانت تطورا جديدا في طرق مواجهة العدو.. وتتابعت الهجمات واتسع نطاقها وأغارت قوات الصاعقة المنقولة بحرا علي منطقة المساعيد وهاجمت القوات الاسرائيلية في شمال سيناء، وبعدها توالت الضربات في رمانة وبالوظة! وهكذا بعدما تولي الفريق محمد صادق رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة تم تنفيذ عمليات استنزاف بالغة الجرأة في العمق الاسرائيلي مثل عملية إيلات التي قامت بها الضفادع البشرية وكانت ضربة قاصمة من نوع جديد.. وكان الهدف تدمير ناقلة الدبابات »بيت شيفع« التي شاركت في عملية الزعفرانة أثناء وجودها في ميناء إيلات وأي قطع بحرية اسرائيلية أخري باستخدام الألغام البحرية.. وفي ذات الوقت قامت اللنشات البحرية بعمليات خاطفة في شرم الشيخ وأبورديس وسدر بمعاونة الضفادع البشرية!
قبل ان يقوم الرئيس عبدالناصر بالسفر إلي الاتحاد السوفيتي في نهاية يونيو 07 - للحصول علي الصواريخ والطائرات الحديثة - أعطي توجيهاته إلي الفريق صادق بدخول بطاريات الصواريخ إلي الجبهة فقد كان الفريق فوزي وزير الحربية برفقته في هذه الرحلة المهمة.. وبدأ صادق جنرال المهام الصعبة تنفيذ المهمة بدخول أربع كتائب صواريخ سام2 مدعمة في سرية تامة وأعقبها في اليوم التالي دخول أربع كتائب للعمل كنسق ثان وكانت هذه هي »الوثبة الأولي« علي مسافة خمسين كيلو مترا غرب القناة ومع أول ضوء 03 يونيو كان التجمع جاهزا للتعامل مع الطائرات الاسرائيلية وبدأ تساقط »الفانتوم« لأول مرة وكانت مفاجأة غير متوقعة للمخابرات الاسرائيلية.. وبعد ذلك تم دفع عدد آخر من كتائب الصواريخ من النسق الخلفي إلي التجميع الأمامي له علي مسافة 03 كيلو مترا غربي القناة وكانت »الوثبة الثانية«.. واستمر تساقط الطائرات الاسرائيلية حتي وصل إلي تدمير 71 طائرة واصابة 43 طائرة أخري خلال 83 يوما..!
وقبل منتصف ليلة 7-8 أغسطس »موعد بدء سريان وقف اطلاق النار« أعد الفريق صادق مفاجأة أخري للمخابرات الاسرائيلية.. وتحركت كتائب صواريخ من النسق الخلفي إلي الأمام علي مسالفة 01-81 كيلو مترا غرب القناة لكي تغطي الصواريخ كل منطقة القناة وتفرض سيطرتها علي المجال الجوي فوقها وكانت الوثبة الثالثة.. وهكذا تمت إقامة »حائط الصواريخ« الذي كان يسيطر علي الرئيس عبدالناصر وبذل كل جهده وإصراره لتجهيزه وتزويده بأحدث الصواريخ والمعدات الالكترونية الحديثة، وبذل كل قدراته السياسية لإقناع القادة السوفيت بإرسال العدد المطلوب من الصواريخ والأطقم والخبراء السوفيت للمساعدة في تشغيله!
وبعد قبول عبدالناصر لمبادرة روجرز وإيقاف إطلاق النار لم يكن الفريق صادق موافقا علي وقف حرب الاستنزاف.. وكما سجل في شهادته: كنت أصغر الموجودين مركزا في المؤتمر العسكري الذي عقده عبدالناصر ووافقه كل الحاضرين ولكنني عارضت وشرحت للرئيس النتائج المترتبة علي إيقاف هذه الحرب ولكن كان للرئيس رأي آخر.. وخطة أخري!
خطر السحابة البركانية
الأربعاء:
لم تعد مصر تنفرد وحدها بالسحابة السوداء- التي تظهر كل صيف مع موسم حرق قش الأرز- وإنما ظهرت سحابة رمادية أخري محملة بالغبار البركاني فوق شمال وغرب أوروبا ومكونة من ذرات الزجاج والمعادن من بركان أيسلندا الذي ثار بعدما ظل خامدا قرابة مائتي عام، ومع الفارق بأن تلك السحابة البركانية ظاهرة طبيعية وليست من صنع الإنسان مثل السحابة السوداء.. فقط نتج عن ثورة البركان الخامد سحابة من الدخان الكثيف والغبار الرمادي المنبعث من باطن الأرض والناتج من انصهار المعادن والكبريت مع الغازات، وارتفعت السحابة إلي اثني عشر كيلو مترا و انتشرت فوق شمال أوروبا وامتدت إلي بريطانيا وفرنسا..
وتوقفت الطائرات العملاقة والطائرات الحربية النفاثة بسبب ذرات الرماد البركاني التي تنفذ إلي المحركات وتعطلها في طبقات الجو العليا.. ولذلك ألغيت آلاف الرحلات من مطارات أوروبا إلي الولايات المتحدة وبالعكس حتي تنقشع الغيوم البركانية ويزول خطر ذرات الزجاج وغيرها.. وتراوحت خسائر شركات الطيران بين مائتي مليون دولار وخمسين مليون يورو يوميا.. وكما أدي ذلك إلي احتجاز آلاف الركاب العالقين بالمطارات في فرانكفورت وباريس ولندن وبروكسل ولم يجدوا مأوي لهم غير افتراش الأرض أو التحول إلي ركوب القطارات السريعة التي تربط الدول الأوروبية والتحول إلي مطارات أخري في اليونان واسبانيا..
وتردد في البداية أن ثورة البركان قد تستمر لمدة ستة شهور وهي في حد ذاتها كارثة اقتصادية لما يمثله النقل الجوي بالنسبة لحركة ملايين الركاب ونقل البضائع، وأصيبت شركات الطيران بالشلل والارتباك ولم تجد حلا آمنا غير إلغاء الرحلات وإغلاق المطارات وايقاف الطائرات التي لابد ان تتخذ هذا المسار في شمال المحيط الاطلنطي مرورا بجزيرة أيسلندا الكبيرة لأنه يختصر المسافة إلي أمريكا ويوفر استخدام الوقود.. وتبادر سؤال: لماذا لم تتحول الطائرات إلي مسار آخر بديل وسط المحيط أو جنوبه؟ والجواب: أن ذلك المسار الآمن المعروف عن طريق أيسلندا لا يضطر الطائرات إلي النزول في مطارات أخري في جزر المحيط للتزود بالوقود وسط المسافة إلي القارة الأمريكية!
وتذكرت حينما كنت في رحلة العودة من نيويورك مع زميلي سمير رجب، وحجزنا علي طائرة إير إنديا إلي لندن وعندما توجهنا لتأكيد الحجز لم نجد أماكن علي الرحلة ووضعونا علي قائمة الانتظار، ولذلك قمنا بتغيير السفر إلي شركة أخري في اليوم التالي، وشاء القدر ان تسقط طائرة إير إنديا في المحيط قرب ايسلندا في كارثة جوية مروعة، وحينما عرفنا حمدنا الله فإن في العمر بقية!
المهم أنه كان يمكن ان تقع كوارث جوية لو استمرت الرحلات وسط العاصفة البركانية، لان الرماد مادة حادة كاشطة تحتوي علي شظايا زجاجية وتكشط سطح أجنحة الطائرات وتشل محركاتها كما تؤدي إلي الإضرار بالمعدات الألكترونية والزجاج الأمامي وبما يؤدي إلي سقوط الطائرة.. والغريب في هذه الظاهرة هو امتزاج ثورة بركان وانهار جليدية وحدوث هزات أرضية قوية.. وسبحان الله!
تنوير طه حسين
الخميس:
الدكتور طه حسين وجيله أتيحت لهم الفرصة أن يعملوا في الصحافة إلي جانب الأدب، وهنا يطل سؤال هو: هل أفادت الصحافة الأدب أم هل أفاد الأدب الصحافة في ذلك الحين؟ ويرد الدكتور طه حسين: أما عندما كانت الصحافة تلتقي هي والأدب فقد أفادته كل الفائدة، وأذكر انني كنت أكتب في الصحف وفي جريدة السياسة أحاديث أدبية بعنوان »حديث الأربعاء«.. ويقول: »إنه علي الرغم من التطور المذهل الذي دخل علي صحافة اليوم فهي تخضع لعدة مآخذ منها: كانت لدينا صحافة تهتم بتثقيف عقول القراء أما اليوم فإن الصحافة تهتم بالأخبار الخارجية والداخلية وكرة القدم وتفسح مكانا بارزا لأخبار الجرائم والحياة الخاصة بأهل الفن وكأن الصحف لا تكتب إلا للعامة، إن الصحف اليوم نكبة علي الأدب بل وعلي الثقافة عامة، إنها تشغل الناس عن قراءة الكتب وتدعوهم إلي الاهتمام بسفاسف الأمور! إن الصحف تكتب بالألفاظ العامية وأين هذا من صحافة الأمس.. تلك التي كانت تثقف العقول وتغذيها وتقوم الألسنة علي اللغة العربية السليمة! ويقول طه حسين: إنها تحللت من الوقار والجدية وجنحت إلي الخفة والتفاهة، واهتمت بنشر أنباء لا تهم إلا الاقليات من الشعب فماذا يهم الناس من الفنان الفلاني الذي ترك عشيقته أو المطربة الفلانية التي طلبت الطلاق أو لاعب الكرة الذي يعمل تاجرا.. وهو لا يجوز لصحافة الرأي والوقار«!
لقد ناقش سامح كريم هذه القضية وغيرها في كتابه القيم عن »تنوير طه حسين« صاحب الجملة المأثورة »التعليم كالماء والهواء« فقد رأي أن الإنسان يجب ألا يكف عن التعليم طيلة حياته.. وهكذا أتاحت الزميلة نوال مصطفي رئيس تحرير كتاب اليوم لنا الفرصة للتعلم من طه حسين صحافة الوقار والجدية!
ضلع أحمد رجب
الجمعة:
انزعجت حينما عرفت أن أخي غير الشرعي الكاتب الساخر أحمد رجب أصيب بكسر في أحد ضلوعه واتصلت للاطمئنان علي صديق العمر ورفيق مشوار الصحافة في أخبار اليوم وعرفت أنه تماثل للشفاء بعد عشرين يوما من الألم الذي حرمه من الضحك وبينما هو يكتب لإضحاك القراء، وحدث ذلك بعد تعثره في كرسي خشب.. وضحك أحمد رجب وقال: أنا كتبت إن حواء خرجت من ضلع آدم ولكن الظاهر أنها بقيت في ضلعي المكسور! ورغم أنه يميل إلي العزلة في بيته ولا يظهر إلا في مناسبات قليلة بإلحاح من اصدقائه المقربين ولكنه يشعر بالونس مع رفيقه الرسام مصطفي حسين في »كفر الهنادوة« ويتبادل الضحكات معه في زمن الهم والنكد! إن أحمد رجب ابن بلد اسكندراني وهو ساخر بطبعه مع اصدقائه وزملائه وقال لي: لقد تعبت بعد هذا العمر في الصحافة وفي 2/1 كلمة، وأقول لنفسي ما قاله الشاعر »ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب«! فقلت له مداعبا: يا أخي يكفي ان تنظر إلي هيفاء وهبي وتسمع أغنيتها »الواوا«!
وجلجلت ضحكة أحمد رجب الذي يكتب نموذجا راقيا من الكتابة الساخرة ولكن قلمه لا يجرح ولا يدمي المشاعر وإنما يزغزغ الحواس فتنطلق الضحكة من القلب! وهو لا يعرف المجاملة ويدافع عن الغلابة ويواجه المسئول الذي يخطئ حتي ولو كان رئيس الوزراء بالنقد الساخر!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.