رئيس مجلس النواب.. منتقدا غياب وزيري المالية والتخطيط خلال مناقشة الموازنة: لا حُجة مقبولة    نشاط مكثف وتوجيهات مهمة للرئيس السيسي خلال النصف الأول من يونيو.. فيديو    رئيس مجلس النواب يعلن قواعد مناقشة الموازنة العامة    تعيين 75 ألف معلم و30 ألف طبيب وممرض في الموازنة الجديدة للدولة (انفوجراف)    رئيس "الرقابة المالية": إصدار منصات صناديق الاستثمار العقاري خلال أيام    وزير الصناعة والنقل يشهد توقيع عقد ترخيص شركة "رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري"    وزير الزراعة: الدولة ملتزمة بما جاء بإعلان كمبالا واستراتيجية وخطة العمل الجديدة    رابع أيام الحرب، سماع أصوات انفجارات متتالية غربي العاصمة الإيرانية    لليوم الرابع.. الاحتلال يغلق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ويمنع الصلاة فيهما    مصدر بالأهلي يرد على أنباء تدخلات النحاس في وضع تشكيل الأهلي أمام انتر ميامي    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة الغربية 2025    انخفاض طفيف بالحرارة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة    محافظ سوهاج يدعو المواطنين للإبلاغ عن وقائع الغش في امتحانات الثانوية العامة بالأدلة    وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشئون الامتحانات: لجنة الفيزياء مستمرة.. وتصحيح عشوائي لقياس دقة الشكاوى    اليوم.. محاكمة 29 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية فى المقطم    في أول زيارة لماسبيرو.. "المسلماني" يستقبل هدى نجيب محفوظ قبل افتتاح استديو نجيب محفوظ    رغم غلق مطار بغداد.. إلهام شاهين وهالة سرحان تعودان للقاهرة وتشكران العراق- فيديو    قصر ثقافة أبو سمبل يشهد انطلاق برنامج "مصر جميلة" لاكتشاف ودعم الموهوبين    أضرار الحرنكش، الطفح الجلدي وتضرر الكلى    الصحة: لا نعاني من أزمة في أعداد الأطباء.. وبدء تحسين أوضاع الكوادر الطبية منذ 2014    وزير التعليم العالى: بنك المعرفة المصري تحول إلى منصة إقليمية رائدة    "علوم جنوب الوادي" تنظم ندوة عن مكافحة الفساد    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    الإعدام شنقا لجامع خردة قتل طفلة وسرق قرطها الذهبى فى العاشر من رمضان    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 16 يونيو 2025    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    بعد ليلة دامية.. صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    صيف 2025 .. علامات تدل على إصابتك بالجفاف في الطقس الحار    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    تفاصيل إنقاذ مريض كاد أن يفقد حياته بسبب خراج ضرس في مستشفي شربين بالدقهلية    تنسيق الجامعات.. اكتشف برنامج فن الموسيقى (Music Art) بكلية التربية الموسيقية بالزمالك    موريتانيا.. مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على إيران وغزة    استكمالا لسلسلة في الوقاية حماية.. طب قصر العيني تواصل ترسيخ ثقافة الوعي بين طلابها    ترامب يصل إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع على خلفية توترات تجارية وسياسية    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    سعر الذهب الآن وعيار 21 اليوم ببداية تعاملات الاثنين 16 يونيو 2025    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    فيديو.. الأمن الإيراني يطارد شاحنة تابعة للموساد    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    عمرو أديب: كنت أتمنى فوز الأهلي في افتتاح كأس العالم للأندية    فينيسيوس: نسعى للفوز بأول نسخة من مونديال الأندية الجديد    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية تنطلق تجاه إسرائيل    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوارات هيكل الجزء الثالث والثلاثون
نشر في الشروق الجديد يوم 31 - 07 - 2010

فى حياة كل إنسان منا تجارب لها معنى خاص، وهى تبقى فى ذاكرته، وإذا ما استدعاها فهى تعود إليه حية دافئة وكأنها حدثت بالأمس، من هذه التجارب فى حياتى، تجربة 3 أيام فى أغسطس، أعتقد أن لها معنى خاصا وقيمة خاصة، لأننى كنت أتصور أثناء معايشتى لها أننى أعيش فى لحظة من لحظات التاريخ التى لا تترك أثرا لدى من يعشونها، و من حسن الحظ انه كان هناك كثيرون عاشوا هذه التجربة، وعشتها معهم، وبالتالى فهذه التجربة تستحق أن تعرض بتفاصيلها.
ثلاثة أيام فى أغسطس
هذه التجربة هى 3 أيام من شهر أغسطس سنة 1970، كانت بالتحديد أيام 6 ،7، 8 أغسطس وهذه الفترة إلى جانب أهميتها وقيمتها، كان لها وضع خاص وغريب للغاية، لأننى ببساطة كنت وزيرا للإعلام، و فى ذات الوقت وزيرا للخارجية، فوقع علىَّ عبء كبير لم أكن أتوقعه.
بدأت قصة هذه الأيام الثلاثة فى يوليو، يوم عودة جمال عبدالناصر من رحلة موسكو.. كنا فى موسكو كما شرحت سابقا فى زيارة مهمة للغاية من وجهة نظر عسكرية وأيضا من وجهة نظر شخصية بسبب الاستفتاء الذى قيل إننا أجريناه حول وجود الخبراء السوفييت فى مصر
والمشكلات التى أثيرت عقب ذلك والتى لم تكن حقيقة على الإطلاق، لكن جمال عبدالناصر استمر فى موسكو بعد انتهاء المحادثات لأجراء بعض الفحوصات الطبية، ثم عاد إلى القاهرة والتقينا يوم 15يوليو، وشمل موضوع لقائنا عدة أشياء، أولها «مبادرة روجرز» إذ كانت الاتصالات بشأنها وصلت إلى مرحلة متقدمة، ونحن كنا مستعدين لقبولها لعدة أسباب، بعضها سوف يتضح فى هذه الأيام الثلاثة الخطيرة من أغسطس.
والموضوع الثانى كان بخصوص الكيفية التى ستعرض بها مبادرة روجرز بعد قبول مصر لها، لأنها سوف تبدو مخالفة لمجرى السياسة العامة التى استقر عليها التفكير التقليدى والسياق الطبيعى المصرى كما كان سائدا فى تلك الأيام حتى إن أنور السادات رفضها دون أن يعرف شيئا عنها بل وأعلن أنها ليست مقبولة من الجانب المصرى دون علمه بالتفاصيل التى تحيط بها.
فنحن كنا نتحدث عما سوف يقوله الرئيس جمال عبدالناصر فى خطاب 23 يوليو القادم، لأن ذلك الخطاب سيعلن فيه قبول مصر ل «مبادرة روجرز»، فنحن رفضنا مشروع روجرز ولكننا قبلنا مبادرته والتى دعت إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، وجارينج سفير الأمم المتحدة المكلف بتنفيذ قرار مجلس الأمن، يقوم بمحاولة أخيرة لإمكانية تنفيذه.
وعند مقابلتى عبدالناصر كانت إجراءات القبول الرسمية للمباردرة انتهت تقريبا، لأن وزير الخارجية المصرى فى ذلك الوقت سيد محمود رياض كان أرسل بالفعل إلى مثيله الأمريكى بقبول مصر للمبادرة، مع بعض التحفظات لأننا نخشى من المناورات الإسرائيلية، فموضوع المبادرة كان انتهى ولكن كيفية عرضه كانت قضية كبرى.
هيكل وزيرًا للخارجية
يوم 19يوليو شاهدت عبدالناصر، أثناء مراجعته النهائية لما سيقوله فى خطبته، وإذا به يفاجئنى بمفاجئة غريبة للغاية قائلا: «جهز نفسك لوزارة الخارجية لأننى سوف أنتدبك وزيرا لها»، حقيقة دهشت للغاية لأنه على علم برأيى فى موضوع توليتى لوزارة الإعلام وزارة الإرشاد القومى وقتها فأنا كنت رئيس تحرير جريدة الأهرام، ووزيرا للإرشاد، والآن يأتى ويبلغنى أنه سوف يضيف إلىّ وزارة الخارجية «لأن محمود رياض مريض، ومضطر للذهاب إلى رحلة علاج تستمر لمدة شهر»، وكان يرى فى هذه الفترة أن ينتدبنى وزيرا للخارجية.
وعندما أعربت له عن دهشتى وصعوبة الجمع بين الوظائف الثلاث ذات الاختصاصات المختلفة، أبلغنى أنه فى ذلك الوقت يخشى أن يعهد بالخارجية إلى رجل آخر فى ظل ظروف متحركة ومتداعية يختلط فيها العمل الإعلامى مع العمل الدبلوماسى، وقال عبدالناصر: «نحن لسنا فى حاجة إلى هذه الحساسيات فى الوقت الراهن، فأنا أعلم أننا فى وضع استثنائى، ولا أرغب فى إثارة المناقشات حول ذلك».
ورجوت عبدالناصر فى شىء واحد فقط، قلت له: أنا فى وضع حرج، ومحمود رياض صديق قريب وعزيز على، وأخشى أن يتسبب فى مضايقته أن يحل محله أحدا أثناء سفره للعلاج فى ظل وجود طاقم وزارة الخارجية الذين يثق بهم، ولديهم القدرة على تسيير الأمور على ما يرام خلال فترة غيابه».. لكن عبدالناصر كان يرى غير ذلك، لأنه يحتاج إلى شخص فى الخارجية يستطيع الاتصال به فى أى وقت، ويكون على علم بطريقة تفكيره ويتصرف دون محاذير أو خوف وإن وصل به الأمر أن يوقظه من النوم حين يستدعى الأمر.
وطلبت من عبدالناصر الامتناع عن نشر خبر توليتى لوزارة الخارجية ولكن عبدالناصر اعتبر ذلك «ليس سرا حتى يخفى»، ورغم أنه أظهر لى اقتناعه بوجهة نظرى، إلا إننى فوجئت بعد مرور عدة أيام بسماع الخبر تذيعه الرئاسة فى بيان رسمى، وعندما ذهب الخبر إلى «ديسك الأهرام» لتحضير الطبعة الأولى من الجريدة، إذ أشاهد فى صدر الصفحة الأولى خبرا على عمودين عن تعيينى وزيرا للخارجية بجانب ما لدى من وظائف، واعترضت على كبر حجم الخبر وطلبت وضعه فى سطرين فى صفحة داخلية، ووضع بالفعل فى صفحة الدولة وكان نص الخبر «ندب هيكل وزيرا للخارجية خلال غياب محمود رياض».
وأبلغنى عبدالناصر أنه أعطى لرياض فكرة عن الموضوع، ولكن رياض لم يتوقع حدوث أى تطورات كبرى أثناء غيابه لأنه سيُبلغ بموعد وقف إطلاق النار ولأن المسائل تسير هادئة فيما تبقى من شهرى يوليو وأغسطس، خاصة أننا فى ظل شهور صيفية ولا يتوقع حدوث مشكلات خلالها، وبالفعل سافر رياض لتلقى علاجه، وأنا دُعيت لاجتماع تحدثت خلاله مع السفير محمد رياض وكيل وزارة الخارجية آنذاك و هو رجل فى منتهى الكفاءة وطلبت منه استدعاء طاقم مكتب الوزير للحضور إلى مكتبى فى مقر جريدة الأهرام، وبالفعل جاء ومعه أعضاء المكتب ورؤساء الإدارات، ولم يكن لدى الكثير لأقوله، ولكنى أبلغتهم بمعرفتى لحدودى وأصول المسائل، وأننى لا أنوى الذهاب لوزارة الخارجية فى غياب محمود رياض، بالإضافة إلى ابتعادى عن إجراء أى تعديلات فى الوزارة خلال فترة مسئوليتى عن إدارتها، وكلهم كانوا على علم برأيى فى عمل وزارة الخارجية، وكانوا على علم بسير مختلف القضايا، وأبلغتهم أنه فى أى وقت يرغبون فى استشارتى سيجدوننى بمكتبى بالأهرام، وطلبت من محمد رياض الاتصال بى يوميا لإبلاغى بجميع مجريات الأمور وأظن أن ذلك كان تصرفا معقولا.
خرج محمد رياض من مكتبى وبعد مرور أقل من ساعة، اتصل بى وأبلغنى بوجود جديد يستعد لمقابلتى، وكان ذلك يوم 19 يوليو، وعندما حضر إلىّ أبلغنى أن السفير الأمريكى دنن برجس طلب مقابلته بشكل عاجل، وسلمه مذكرة تتضمن وقف إطلاق النار حين قدوم اللحظة المقدرة لوقف إطلاق النار طبقا ل«مبادرة روجرز».
وقف إطلاق النار
عندما قرأت نص المذكرة لفت نظرنا أن وقف إطلاق النار سيحدث فى «ساعة سوف نبلغ بها»، ونحن سنتابع وقف إطلاق النار لأنه من نوع غريب للغاية «وقف إطلاق النار فى المواقع والمواضع كما هى لحظة إبلاغنا»، أى أنهم سيبلغوننا بموعد كل وقف إطلاق النار الذى سيتوقف عنده كل شىء على الجبهة وهم سيتابعون، ولكن الجدير بالذكر أنهم أعطوا حق التحليق بالطيران للأطراف المختلفة (إسرائيل ومصر) فى جبهة القتال فوق أرض الطرف الآخر لمسافة 10 كيلو مترات، لكى يتأكدا من أن وقف إطلاق النار يتم من خلال الثبات فى المواقع، وهذا يعنى أنهم (إسرائيل) سيحلقون بطائراتهم فوق مواقعنا، ولكن الامريكان كانوا متنبهين لهذه النقطة.
طلبت من محمد رياض أن يطلب من السفير الأمريكى إيضاحات حول ذلك، لأنه قد يؤدى إلى مشكلات، وبعد فترة أبلغنا رياض أن برجس (السفير الأمريكى) أبلغه انه سيذهب إلى واشنطن وسيرد عليه، وبعد مرور يومين أبلغوننا بأنه لا داعى للقلق لأن الطائرات الخاصة بالجانبين لن تحلق فوق مواقع الطرف الآخر، وإنما كل منهم سوف يجرى الاستطلاع من مواقعه ولكنه سوف يرتفع بطائراته لمدى أعلى يمكنه من كشف المنطقة التى نتحدث عنها وهى منطقة عرضها 50 كيلو مترا على جانبى القناة، وإلى هذا الحد كانت المسائل تسير بهدوء.
كان الجميع يتابع الموقف إلى يوم 6 أغسطس وبدأت الايام الثلاثة من أغسطس التى كانت بالفعل غريبة للغاية كما ذكرت، لأن محمد رياض كلمنى يوم 6 الساعة 9.30 تقريبا، وأبلغنى ان برجس فى هذه اللحظة أبلغه أنهم سوف يبلغونه (أى رياض) غدا، أن وقف إطلاق النار سيكون فى ذلك اليوم، وأنه فى تمام الساعة 12 بتوقيت القاهرة «لابد من أن يتوقف كل شىء على الجبهة فورا ودون مناقشة»، وهذا الموضوع كان لابد من البحث فيه، أثناء مناقشة مذكرة برجس الخاصة بوقف إطلاق النار، ودعيت إلى اجتماع مع الفريق محمد فوزى والفريق صادق رئيس أركان الحرب و بحثنا موضوعا واحدا وهو كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار عندما نبلغ به، اكتشفت أننا فى حاجة إلى إدخال صواريخ.
وقبل ذلك بحوالى شهر قبل زيارتنا لموسكو وكان الدفاع الجوى استطاع الدخول إلى الجبهة وإدخال صواريخ سام 3 ونجحت فى إحداث أثر كبير، ولكن الذى تمكن من الدخول إلى الجبهة كان جزءا صغيرا من حائط الصواريخ، واكتشفت خلال اجتماعى مع الفريق محمد فوزى والفريق صادق أن القوات المسلحة ترغب فى إدخال بقية حائط الصواريخ خاصة أن هناك صواريخ جديدة جاءت منذ أسبوعين مضت وهم يرغبون فى دخولها.
التخوف من غدر إسرائيلى
وجه الرئيس عبدالناصر تساؤلا للقوات المسلحة خلال الاجتماع، كان مفاده «الكيفية التى سيدخلون بها هذه الصواريخ»، ثم طالب عبدالناصر بعقد اجتماع آخر فى اليوم التالى بوزارة الدفاع، وعند ذهابى إلى وزارة الدفاع وجدت الفريق فوزى هناك واصطحبنى إلى مكتبه الذى كان يضم الفريق صادق وبعض القيادات العسكرية ومنهم الفريق محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى وكنت أول مرة ألتقى به، وتحدثنا.. وطرح الفريق محمد فوزى تساؤلا حول الموعد المناسب لإدخال حائط الصواريخ، وعبدالناصر كان ذكر فى اجتماعنا السابق معه أنه «من الصعب إرسال هذه الصواريخ مبكرا دون وقف لإطلاق النار، لأن هذا سيؤدى إلى تركيز إسرئيل على هذه الصواريخ ويوجهون إليها ضربة قاتلة، يضيعون بها كل جهدنا»، ولذا طلب عبدالناصر منا أن نفكر فى وضع آخر.
وتساءلنا خلال اجتماعنا بوزارة الدفاع: إذا استبعدنا إمكانية دخول بطاريات الصواريخ إلى الجبهة بالوقت الراهن، فما هو الوقت المناسب.. وهنا رد الفريق صادق، طارحا حلا سهلا ولكنه صعب التطبيق قائلا: «على أى حال نحن علينا أن نطمئن فاسرائيل هى التى ستخرق وقف إطلاق النار، ما يمدنا بفرصة لإدخال بطاريات الصواريخ إلى جبهة القتال»، وكنا هنا نواجه مشكلة وهى انه عندما توقف إسرائيل إطلاق النار سيكون من المفترض علينا إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة السفير يرنج بذلك، ولكن إذا أبلغنا سنصبح شاكين وسنفتقد حقنا فى القيام بذات الشىء وحتى إذا بدأنا نحن بخرق وقف إطلاق النار ستُضرب بطاريات الصواريخ أيضا.
وأثناء تفكيرنا فى حل آخر سألت الفريق محمد على فهمى حول عدد البطاريات التى يود إدخالها إلى الجبهة، وذكر الفريق فهمى فى أحد الاجتماعات أنه «تم إدخال 16 بطارية إلى الجبهة فى 30 يونيو ومع هذه البطاريات تم إدخال بطاريات هيكلية وهى عبارة عن خشب على شكل بطاريات مموهة يمكن ملئها فيما بعد ببطاريات حقيقية، كما وضعنا بها بعض أجهز الإرسال الإلكترونى حتى تعطى إحساسا أنها بطاريات حية عاملة»، وفاجأنى بعد إلقائه نظرة على ورقة أمامه قائلا: «نحتاج لإدخال 40 بطارية، تُحمل كل واحدة منهما على 3 عربات لورى، بالإضافة إلى ما تحتاجه من صيانة»، وبعد تفكير طويل تركنا القرار بشأن عملية إدخال الصواريخ مفتوحا لحين مجىء فرصة نستغلها.
يوم 6 أغسطس أبلغنى محمد رياض أن برجس أبلغه أن غدا سوف يبدأ وقف إطلاق النار فى المواقع بالجبهة فى حدود الساعة 12 منتصف الليل، ومن خلال اتصالاتى بالرئيس عبدالناصر والفريق محمد فوزى أجمعوا على أنه فى حالة دخول بطاريات الصواريخ، سيمتلئ حائط الصواريخ ويصبح جاهزا مما يسهم فى أن تأخذ المعركة مسارا آخر، و عملية العبور ستكون مؤمنة دون مشكلات حتى لو كنا بمفردنا وحتى فى ظل حدوث خسائر فى جسور العبور، ولكن إذا امتلأ حائط الصواريخ بجميع البطاريات الموجودة، سنكون امام موقف عسكرى آخر يساوى كل المخاطرات.
فى صباح يوم 7 أغسطس حدثنى الفريق فوزى ودعانى لحضور مكتبه بوزارة الدفاع الجوى، وبعد فترة وجيزة كلمنى جمال عبدالناصر من المعمورة بالإسكندرية وأبلغنى عن سبب لقائى بفوزى وهو حدوث تغيير فيما تم الاتفاق عليه مسبقا، وبالفعل ذهبت إلى وزارة الدفاع فى تمام الثامنة صباحا، وتوجهت إلى مكتب الفريق فوزى ووجدت به تقريبا نفس الشخصيات التى حضرت الاجتماع الأخير منهم صادق والجمصى والفريق فوزى، إلا أن الفريق محمد على فهمى تغيب عن الحضور لأنه كان مشغولا فى قيادة الدفاع الجوى.
وأبلغنى الفريق فوزى بالتعليمات التى تلقاها من الرئيس والتى نصت على دخول بطاريات الصواريخ منذ اليوم ،فى ظل سريان وقف إطلاق النار بمنتصف الليل وكان هذا الحديث فى الساعة الثامنة والنصف صباحا، وأوضح لى العسكريون صعوبة تحركهم خلال النهار، فرغم أن وقف إطلاق النار سيكون بمنتصف الليل إلا أنهم لا يستطيعون التحرك خلال النهار، فلابد وأن ينتظروا حلول آخر ضوء إلى أن يسود الظلام، ثم تبدأ تحركات القوافل إلى الجبهة.
وقتها كان التوقيت الصيفى وكان النهار طويلا والمساء يبدأ حوالى الثامنة مساء ما يعنى أن أمامنا 4 ساعات فقط لبلوغ ساعة إدخال البطاريات التى يبلغ عددها 40 بطارية، بالإضافة لطواقم الصيانة والتركيب اللازمة للصواريخ قبل الفجر لتكون جاهزة ومطلوب ألا يشعر الإسرائيليون بشىء.
عندما سالت الفريق فوزى عن إمكانية القيام بكل ذلك خلال هذه المدة القصيرة قال لى: «نحن قد نتجاوز فى ساعة أو اثنين» وطلب منى أن نغطيهم بالدبلوماسية والإعلام من خلال وزارتى الإرشاد القومى والخارجية، وأبلغته أن ذلك فى إمكاننا، وسألت: «لكن كيف نستطيع اختصار هذه المدة والقيام بها فى الموعد المحدد»، إلا انه أكد لى استحالة ذلك، وخرجت من عنده وانا لدى مشكلة كبيرة، وتوجهت إلى مكتبى بالأهرام وكنا جميعا نشعر بأننا جنود.
تغطية إعلامية ودبلوماسية
كان النهار طويلا جدا ولدينا كثير من العمل وطلبت من محمد رياض ومعه 3 من وزارة الخارجية تشكيل فريق مهمته متابعة الموقف السياسى والسفارات، وفريق آخر يضم تحسين بشير ومحمد حقى من الأهرام مسؤليتهما تولى المهام الإعلامية الخاصة بالتغطية على عملية إدخال بطاريات الصواريخ، وطلبت منهم ألا ننتظر ونأخذ نحن المبادأة، وقلت لهم أنا على علم بالصحافة وأنه إذا ظل الصحفيون ليس لديهم شاغل غير متابعتنا فنحن فى مشكلة، وإذا ظل الدبلوماسيون أيضا بلا عمل سوى مراقبتنا فسنكون أمام تعقيدات لا حدود لها، لذا طرحت على الفريقين الكيفية التى يمكن من خلالها إشغالهم بقدر ما يمكن، حتى نرسل إليهم المعلومات ونثير القضايا.
وطلبت من مجموعة الخارجية عمل مذكرة وافية عن الاختراقات السابقة لإسرائيل خلال وقف إطلاق النار، لأننا تعودنا باستمرار على كسر إسرائيل المعتاد لقرارات الهدنة، وحاولت خلال هذه الفترة التعرف على وجهة نظر الفريق محمد فوزى، خاصة ونحن مقبلين على مرحلة معقدة، وبالفعل اتصلت به وأبلغته برغبتى فى الحديث معه فأبلغنى بأنه سيزورنى بمكتبى بالأهرام، وجاء بالفعل وعرضت عليه الأمر، وهو أنه بعد هبوط الليل سنحرك 40 بطارية صواريخ توجه إلى الجبهة، فوجه لى نصيحة فى منتهى الأهمية قائلا: «اعملوا ما ترونه فى الصالح، ولكن عليكم ألا تقبلوا بأن يلعب الأمريكان دور الحكم، لأن حكم وقف إطلاق النار سوف يعطى نفسه الحق بأن يحكم».
وكان الفريق محمد على فهمى قسَّم المنطقة خلال اجتماعنا الأول إلى 3 مناطق وهى منطقة (1) خارج نطاق الجبهة ومنطقة (2) ما وراء الجبهة وأخيرا منطقة (3) وهى جبهة القتال التى من المفترض الخوض بها خلال هذه الليلة، وشدد فوزى على أنه «إذا ضبطت مخالفة خلال عملية إدخال بطاريات الصواريخ والأمريكان فى وضع الحكم، فقد يتدخل الحكم بهدف تصحيح المخالفة»، وأكد على بالتصرف كما نشاء مع الحرص على ترك الأمريكان بعيدا عن المراقبة وأن تتولى الأمم المتحدة باستمرار عملية المراقبة.
وبعد انتهاء مقابلتى مع الفريق فوزى طلب مقابلتى على الفور السفير الإنجليزى ريتشارد بومون وأبلغنى أن الأمريكان طلبوا منهم استخدام مطار أكروتيرى فى قبرص لطائرتى استطلاع وتجسس يو تو ستطيران فوق الجبهة قبل وبعد وقف إطلاق النار ليرصدا، وهنا كانت القضية الأساسية فى كيفية إخفاء تحركاتنا، وعندما علمت بذلك من السفير الإنجليزى وجدت انها فرصة مهمة لإشغال الصحفيين بها، وطلبت من تحسين بشير إبلاغ الصحفيين الأمريكان وكأن الأمر ليس سرا، وكان هناك انشغال بهذه القضية طوال الوقت.
وكان فى انتظارى مشكلة أصعب.. حضرت اجتماعا فى الصباح بالقيادة، ثم التقيت بمكتبى بالدكتور فوزى، بالإضافة إلى اجتماعى بالفريقين الإعلامى والدبلوماسى، ثم تلقيت مكالمة تليفونية من عبدالناصر عبر خلالها عن رغبته فى سفرى إلى الإسكندرية خلال وقف إطلاق النار لأن توحيد جهة العمل ووجودنا فى مكان واحد مسألة مهمة للغاية لما قد ينشأ من تطورات، فى أول الأمر فكرت أن سفرى إلى الإسكندرية فى يوم مثل ذلك يتطلب أن أكون على اتصال دائم بالفرقين.
سألت وكيل وزارة الإرشاد القومى سيد فرج عما إذا كانت سيارة الوزارة تحتوى على هاتف يمكن إجراء الاتصالات من خلاله، فقال لى سأتحرى ذلك الأمر وأرد عليك، ثم أبلغنى أن الهندسة الإذاعية ستعد جميع الترتيبات بحيث تكون السيارة مجهزة وبها جميع الاتصالات، وبالفعل فى حوالى الساعة 5 كانت سيارة الوزارة جاهزة فى انتظارى، وكانت مزودة بخطوط تسمح لى بالاتصال بوزارة الدفاع طوال فترة الطريق على تردد معين لا يتم اكتشافه سوى بعد عدة ساعات، بالإضافة إلى خط اتصال يوصلنى بمكتب الرئيس جمال عبدالناصر وآخرين متصلين بوزارة الخارجية وجريدة الأهرام، وكان موجودا بالسيارة فى السابق خط تليفونى خاص بوزارة الإعلام.
فى قصر الصفا
فى حياتى لم أمر برحلة إلى إسكندرية مثل هذه، حيث كانت بجوارى زوجتى، وخلال قيادتى للسيارة، كانت بجوار رجل فى حالة هستيريا من كثرة الاتصالات التى أتلقاها من وزارة الخارجية والسفارة، اتصالات من الدكتور عبدالملك عودة الذى وليته مهمة بين الفريقين، ووزير الخارجية الأمريكى روجرز، وكان وكيل وزارة الخارجية الأمريكية على اتصال بمحمد رياض طوال الوقت، وفى طريقنا إلى الإسكندرية اتصل بى روجرز وأبلغنى أن وقف إطلاق النار على وشك أن يبدأ سريانه وترجانى بعدم حدوث مخالفات من قبل الجانب المصرى حتى تسير الأمور على ما يرام،
محمد رياض أبلغنى بأن برجس أفصح له عن تأكدهم أن الطرفين فى الغالب سيطالبون بوقف إطلاق النار، لأنه حتى سفارة أمريكا فى إسرائيل سمعت من الجنرال ديان أنهم أجهدوا من حروب الاستنزاف وتصورا أننا نعانى من ذات الإجهاد، لذا وقف إطلاق النار سيحترم من الطرفين، كنت حريصا على وصول الإسكندرية قبل بداية عملية دخول بطاريات الصواريخ ولكن كان جو الاتصالات بالسيارة يتسم بحالة من الجنون، وطلبت إرسال ما تضمنه أى اتصالات جديدة بوزارة الخارجية إلى الفريق محمد فوزى ومكتب الرئيس عبدالناصر، وكنت أرغب فى الاستفادة من خبرة رجل مثل فوزى على علم بالمشكلات الشائكة المتوقع مواجهتها، ومجرد وجودة قريبا من ساحة الاتصالات والمشاورات كان مطمئنا فى حد ذاته، مع أننا لم نلجأ إليه فى النصحية الأولى فيما يتعلق بالأمريكان.
وصلت الإسكندرية فى الليل وبالطبع ذهبت إلى الرئيس عبدالناصر وعرض علىَّ الجلوس بالمعمورة فى مكتب قريب من مكان إقامته، ولكنى رفضت وأبلغته أن شعور الجميع بأنه يحيط بهم طوال الوقت سيتسبب فى إرباكهم، واوضحت له أن معى مستشارا بوزارة الخارجية، وضابط اتصال مع وزارة الدفاع، وأبلغته أننا سنذهب للعمل بمكان آخر، وكان فى ذهنى وقتها مقر وزارة الخارجية فى الإسكندرية، إلا أنه اقترح علينا مكانا آخر وهو قصر الصفا لأنه مجهز باتصالات أفضل كثيرا من الخارجية.
فهذا القصر فى الأصل كان بيت مصيف الأمير محمد على ولى العهد بالإسكندرية واستخدم عبدالناصر القصر فى بعض الاتصالات والأعمال التى كان من المطلوب كتمانها، فعلى سبيل المثال اجتمع به الفريق الذى تولى إعداد مرسوم ومذكرات تأميم قناة السويس سنة 1956، ومن الغريب أننى رجعت من المعمورة ومررت على بيتى لمدة دقائق وتلقيت تليفونا من حسن يوسف وأبلغنى أنه يقضى الصيف فى الإسكندرية وسألنى إذا كان هناك ما يقدر على فعله فقلت له تعالى، ورأيت أن وجوده بجانبنا قد يكون مفيدا، وعندما ذهبت لقصر الصفا لم تتوقف التليفونات عن الرنين.
معجزة الدفاع الجوى
بدأت حركة الصواريخ وأنا أمامى خريطة وأحاول أن أتابع عملية إدخالها، فمعنى أن يؤكد لى الفريق فوزى أن عملية إدخال حائط الصواريخ تمت بنجاح، أن العبور أصبح ممكنا وأن أوضاع الجبهة اختلفت والموازين تغيرت، والناس جميعا وقتها كانت مستعدة لبذل أى مجهود والاستغناء عن راحتهم.
واكتشفت أننى لم أكل طوال النهار وطلبت إحضار طعام، وكنت جالسا بالمكتب الذى هو فى الأصل مكتب ابن محمد على والاتصالات كانت جارية وخارج المكتب يوجد عدد من مسئولى وزارة الخارجية وحسن باشا يوسف الذى قام بترجمة بعض البرقيات والرسائل من التى أرسلت إلينا عندما وجد فرصة لمساعدتنا فى شىء، والفريق فوزى، الذى طلب منى تغطيته لمدة ساعة أو ساعة ونصف على أكثر تقدير.. وجدت ساعات الليل تمضى والفريق فوزى يمد الأجل إلى أن وصلت مدة التغطية إلى 3 ساعات.
واتصل بى روجز مرة أخرى قبل وقف إطلاق النار بحوالى نصف الساعة مؤكدا ما ابلغنى به خلال مكالمته الهاتقية السابقة، وأكدت له تنفيذ ما اتفقنا عليه وأبلغته برغبتى فى الحصول على عدة دقائق رغبة فى حل مشكلة لدى وهى وجود بعض الدوريات فى سيناء نحاول استعادتها بكل وسيلة، بالإضافة إلى وجود قائد قوات البحر الأحمر الفريق الشاذلى بنفسه فى مهمة داخل سيناء، وأبلغته بأننى طلبت من وزارة الدفاع ابلاغه بموعد وقف إطلاق النار.
وفى العاشرة مساء قمنا ببعض الشقاوة، إذ طالب محمد رياض بإرسال مذكرة على الفور إلى برجس يطالبه بتأمين مصر مما تذيعه إسرائيل من أغان تحمل استفزازات من خلال الميكروفونات، والقيام بصيد الأسماك فى مياه القناة وطالبت الجميع بإرسال نسخ من هذه المذكرات للصحف الأجنبية حتى نشغلهم بعيدا بقدر ما هو ممكن، وأعتقد أن الفرقين اللذين توليا عملية إشغال الأمريكان والإسرائيليين بعيدا عن منطقة الجبهة نجحا فى تحقيق ما يفوق الجهد الإنسانى.
وكان من وقت لآخر يؤكد علىَّ الفريق فوزى قائلا: «يا استاذ غطى الموقف من فضلك»، وكنت أرد عليه قائلا : «حاضر يا فندم سنغطى كل شىء ولكن عليكم اختصار وقت التغطية لأن الوقت يأخذ فى المضى وعقارب الساعة تقترب، ولابد من الاعتراف بأن الدفاع الجوى وقتها عمل معجزة، لأنه نجح فى إخفاء التحركات التى صاحبت إدخال بطاريات الصواريخ، ولكن مع أول سطوع لأضواء الصباح شعر الإسرائيليون بأن شيئا ما قد تغير على جبهة القتال.
حوارات هيكل (الجزء الأول)
حوارات هيكل (الجزء الثاني)
حوارات هيكل (الجزء الثالث)
حوارات هيكل (الجزء الرابع)
حوارات هيكل (الجزء الخامس)
حوارات هيكل (الجزء السادس)
حوارات هيكل (الجزء السابع)
حوارات هيكل (الجزء الثامن)
حوارات هيكل (الجزء التاسع)
حوارات هيكل (الجزء العاشر)
حوارات هيكل (الجزء الحادي عشر)
حوارات هيكل ( الجزء الثاني عشر)
حوارات هيكل (الجزء الثالث عشر)
حوارات هيكل (الجزء الرابع عشر)
حوارات هيكل (الجزء الخامس عشر)
حوارات هيكل (الجزء السادس عشر)
حوارات هيكل ( الجزء السابع عشر)
حوارات هيكل (الجزء الثامن عشر)
حوارات هيكل( الجزءالتاسع عشر)
حوارات هيكل (الجزء العشرون)
حوارات هيكل (الجزء الواحد والعشرون)
حوارات هيكل الجزء(22)
حوارات هيكل الجزء الثالث والعشرون
حوارات هيكل الجزء الرابع والعشرون
حوارات هيكل الجزء الخامس والعشرون
حوارات هيكل الجزء السادس والعشرون
حوارات هيكل الجزء السابع والعشرون
حوارات هيكل الجزء الثامن والعشرون
حوارات هيكل الجزء التاسع والعشرون
حوارات هيكل الجزء الثلاثون
حوارات هيكل الجزء الواحد والثلاثون
حوارات هيكل الجزء الثانى والتلاثون


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.