تستمد السينما وجودها من الحياة ولكل مبدع سينمائي مصادره التي يستمد منها الافكار والقصص التي يقدمها علي الشاشة. في العدد الجديد من مجلة "ابداع" التي تصدرها هيئة الكتاب ويرأس تحريرها الأديب الكبير المنسي قنديل. خصص العدد كله عن "الكوميكس في مصر" وهو واحد من الأعداد الجميلة التي يحتاجها طالب السينما علي وجه التحديد. مجلات القصص المصورة "الكوميكس" ظهرت في الولاياتالمتحدة خلال ثلاثينيات القرن العشرين. وفيها الفنان يسرد قصته عن طريق سلسلة من الصور الثابتة وأخذت السينما من هذه المجلات الشخصيات الخارقة مثل: سوبرمان وباتمان وكات وومان وسبايدرمان وأخيرا أيرون مان "الرجل الحديدي". انها شخصيات خيالية ولكن لا غني عنها للأولاد والبنات في سنين المراهقة "تحت العشرين" تحقق أحلامهم في القوة والنجاح وتحقيق الأماني المستحيلة وظهرت تلك الشخصيات في الأفلام الروائية وأفلام التحريك أيضا. من كان يتصور ان تكون القصص المصورة في تلك المجلات مصدرا لإلهام مؤلفي سيناريوهات الافلام الجماهيرية أما الواقع فهو المصدر الأساسي لمخرجي الواقعية مثل فيلم "الفتوة" لصلاح أبوسيف عن حياة تجار الخضراوات في سوق روض الفرج أو "اللص والكلاب" التي استلهمها نجيب محفوظ عن قصة سفاح حلوان في الستينيات. أما الأدب فانه معين لا ينضب للكثير من مخرجي السينما. من يصدق ان بريطانيا تعرض الشهر القادم فيلما جديداً عن مسرحية "ماكبث" لشكسبير وسوف يظهر أكثر من فيلم عن روايات شكسبير في اطار الاحتفال بمرور 400 عاما علي وفاته العام القادم 1616 - 2016 كذلك الحياة الشخصية للمخرج قد تكون مصدرا عظيما للسينما كما فعل يوسف شاهين في رباعية الاسكندرية الشهيرة ..لكن المبدع السينمائي يحتاج نمطا انتاجيا مستقرا يعمل في اطاره ومن خلاله يستطيع تنويع مصادر ابداعه وهذه قصة أخري.