"أزمة مصر" أزمة قيادات وهي أزمة قديمة جديدة وتنحصر في طبيعة المرحلة السياسية وهي أزمة متوارثة منذ الفراعنة أو بعد فترة حكم الأسرات في مصر الفرعونية القديمة. والمصري بطبيعته يضع كل السلطات بين قبضتيه. ينبغي أو كما يري أن يكون هو مصدر السلطات الوحيد وهذه قضية خطيرة وجسيمة أفقدت مصر توازنها السياسي والاقتصادي. والاجتماعي وحتي الديني وما أدراك ما السلطة الدينية التي أهدرت الدماء في السنوات الأخيرة. أزمة القيادات مازالت تعاني منها مصر وستظل تعاني منها لسنوات قادمة حال بقاء الوضع علي ما هو عليه بنفس المفاهيم المتوارثة وهذا ما يضع مصر "في مأزق" حقيقي حال البحث عن قيادات. إلا أن الأزمة قد وصلت ذروتها في زمن المخلوع الذي جثم علي أنفاس مصر ما يربو علي الثلاثين عاما شهدت فيها الفوضي الإدارية والتي كان من نتائجها طوفاناً من الفساد الإداري والذي ولد بطبيعة الحال طوفان من الفساد المالي الذي أكل الاخضر واليابس ومازال مما أحال مصر بكل ثرواتها إلي دولة فقيرة ينهش في "لحمها" و "تاريخها" و "تطورها" و "وجودها" الفقر والفقراء وانحسار الثروة في أيدي القلة من أصحاب رءوس الأموال ومن أصحاب اللصوص والحرامية الذي أصبحوا أصحاب رءوس أموال من "سرقة الدولة" وهنا ما السبب في الأزمة؟.. وما حلها؟.. السبب "القيادات الأبدية" فهناك من يمكث في المنصب سنوات طويلة دون حدود لبقاء القيادة في المنصب وكان هذا في كل مؤسسات الدولة وعلي رأسها "وزارة الثقافة" أو من اتبعت فكرة القيادة الأبدية والانتدابات والخبراء الوطنيين وكأن ما دون ذلك خونة الأمر الذي شكل "اللوبي القذر" الموجود منه بقايا حتي الآن والذي يتحكم في مقادير الأمور في الوزارة. كذلك الغياب الدائم من الصف الثاني والثالث والرابع والذي من شأنه "تربية القيادات" وكذلك غياب الرجل الثاني في جميع مؤسسات الدولة وهو ما نسميه "بالنائب" فلا يوجد "نائب" في جمع القيادات العليا. فلماذا لا يوجد مثلا نائبا لرئيس قطاع الإنتاج ونائبا لرئيس البيت الفني للمسرح ونائبا لرئيس البيت الفني للفنون الشعبية ونائبا للمدير ونائبا لمدير الإدارة وهكذا. فإذا بحثنا عن قيادات وجدنا كوادر مدربه. كذلك لابد من وضع ضوابط "للمنصب" علي ألا يزيد بقاء القيادة في منصبها أكثر من ثلاث سنوات فقط وفقط دون تغير تحت أي مسمي من المسميات الشيطانية وتتم عمليات تدوير المناصب وحتي يجد الجميع حظهم في الإدارة وهذه طبيعة الحياة وزارة الثقافة والوزير الدكتور عبدالواحد النبوي واقع حاليا في فخ البحث عن قيادات لمواقع كثيرة وهو معذور لأنه لا يعرف أحداً وبعض المحيطين به يضللونه وبخاصة من "اللوبي الوسخ" والذي اخفق في الفكاك منهم. لكن عليه أن يسأل أهل الخبرة من النقاد وهناك أسماء كثيرة لم يلتفت لها أحد واللوبي الوسخ يضع أمامهم العراقيل ويحيطهم بسياج من الظلام واستطيع وضع اكثر من مائة اسم أمام الوزير ليختار منهم وكلهم من الأكفاء وبعيدا عن اللوبي الوسخ هذا وإذا أراد. لكنه دائما يبحث في عش الدبابير وظني انه حتي الآن لم يفلح في الفكاك منهم. لأنهم نسجوا حوله خيوطهم العنكبوتية والقرارات التي صدرت والتي ستصدر والقيادات "المبقي عليها" تؤكد مظاننا وحدثنا.. الوزير في ورطة ليس هو فقط ولكن كل وزير أتي لهذه الوزارة في الفترة الأخيرة. لكن ظني إذا جمع الوزير قواه النفسية والعصبية والعقلية والثقافية وهو يملكها جميعا سوف يصدر قرارات توافقية. خاصة في مواقع في منتهي الأهمية والخطورة وكلها تحدد شكل وطبيعة ومصير ومستقبل الثقافة في مصر وعليه في هذا الزخم أن يبرئ ساحته من تهمة "إنه إخواني" بالتخلص من القيادات المنتمية للإخوان ولا يأتي بقيادات لها انتماء إخواني. واؤكد له أن بالوزارة مرتعاً من المنتمين للإخوان ولاسيما بالمسرح هذا قول فصل ولك القرار الذي ستتحمل وضميرك مسئوليته؟!!