أكد الأثري أحمد عبدالعال مدير عام منطقة آثار الفيوم أن حوادث سياحة السفاري بالفيوم تعد علي أصابع اليد الواحدة علي مدي العشرة عاما الماضية. وتعود إلي غرز السيارات أو فقدان الطريق. ويتذكر عندما استدعي للمعاونة في إنقاذ سائح ألماني وزوجته وابنه وصديقة زوجته الذين تعطلت سيارتهم بسبب نفاذ طاقة البطارية وعثرنا عليهم بمنطقة ديمية السباع بصحراء كوم أوشيم. والمرة الثانية عندما ضل 12 مصريا الطريق عندما كانوا يقومون بعملية استكشاف لطريق سياحة السفاري وكانوا يعتزمون تنظيم رحلات. ويضيف أن سياحة السفاري تبدأ بالفيوم للقادم من الجيزة أو الإسكندرية أو الواحات بمنطقة شمال بحيرة قارون مرورا بمنطقة وادي الحيتان ثم منطقة قصور العرب بوادي الريان عند العيون الطبيعية التي تتعرض حاليا لمشكلة وجودها داخل نطاق منطقة تعديات رهبان الدير المنحوت وإقامة سور حولها حجب العيون الطبيعية عن الزائرين. أضاف أن هناك شركات متخصصة تقوم بتنظيم سياحة السفاري بالفيوم بالتعاون مع بعض الأفراد وبعد الحصول علي الموافقات اللازمة من الجهات المعنية كالآثار والمحميات والقوات المسلحة إذا كان خط سير الرحلة يتضمن آثارا أو محميات أو مناطق عسكرية. ويؤكد أن حوادث فقدان الطريق قلت بصورة كبيرة بعد تطور أجهزة الاتصال الحديثة التي ترتبط بالأقمار الصناعية أو أجهزة التليفون المحمول التي تستخدم تطبيق الجي بي اس والتي تسهل الاتصال ومعرفة مكان المفقودين علي وجه الدقة. ويقول الخبير السياحي محمود مصطفي عبدالكريم: إن الفيوم تتمتع بمحميتين طبيعيتين تمثلان نحو 40% من المساحة الإجمالية للمحافظة. ورغم وجود أول منطقة للتراث الطبيعي العالمي بها وهي منطقة وادي الحيتان إلا أن نصيبها من سياحة السفاري والتخييم بها لم تصل بعد إلي الحد الذي يتناسب مع إمكانياتها. أما الخبير السياحي محمد كمال فيقول إن الفيوم تتميز عن غيرها بوجود محميتين طبيعيتين هما قارون. والريان التي تضم بحيرات وشلالات وادي الريان وبها أعلي معدلات من مختلف أنواع الحياة النباتية والحيوانية والطيور والأسماك والزواحف. وتتميز بوجود أول منطقة للتراث الطبيعي العالمي وفقا لتصنيف منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وهي "محمية وادي الحيتان" إحدي أهم مناطق الحفريات في العالم وهي عبارة عن متحف مفتوح يقع في الطرف الشمالي الغربي لوادي الريان ويضم أكثر من 400 هيكل عظمي لحيوان البازيلوصور إحدي سلالات الديناصورات والذي يعتبر جد الحيتان المعروفة الآن. ويتميز هذا الوادي بوجود تلال رملية صغيرة ونتوءات صخرية متنوعة الأشكال ويرجع تاريخها إلي ملايين السنين. أما محمية قارون فمساحتها 1555 كيلو مترا مربعا وتضم بحيرة قارون والمناطق المحيطة بشواطئها. كما تضم جبل قطراني الذي يحوي ثروات متعددة من حفريات العصور الحجرية كالغابة المتحجرة. ومواقع أثرية قديمة مثل كرانيس وكوم أوشيم وديمية السباع وقصر قارون. ويقول الدكتور محمد عبدالوهاب مرسي - نائب رئيس جامعة الفيوم وعميد كلية السياحة والفنادق السابق: إنه ينبغي وضع الشروط والقواعد التي تكفل سلامة الزائرين وفي نفس الوقت الحفاظ علي المحميات والمناطق الأثرية والطبيعية. وأن يكون هناك التزام بخطوط السير مع تشديد رقابة الجهات المعنية للالتزام بهذه الشروط وخطوط السير لتوفير الجو الآمن واستثمار هذه المناطق بما يعود علي الاقتصاد الوطني بالنفع ويوفر فرص عمل جديدة. ويقول الدكتور عمرو سيد عبدالفتاح استشاري التوعية والإعلام البيئي إن المحميات الطبيعية المصرية من أفضل المواقع في العالم وتجمع بين السياحة البيئية وأنواع كثيرة من السياحة ومنها سياحة السفاري والتخييم لاحتوائها علي مواقع جيولوجية نادرة وبحيرات ومناظر طبيعية خلابة إلي جانب ما تتمتع به من تنوع بيولوجي وتاريخي ثقافي وحسن ضيافة ومجموعة من عناصر الجذب والتقاليد الحية التي تجعلها قطاعا سياحيا بيئيا فريدا من نوعه علي المستوي العالمي. ومنها منطقة جبل قطراني بمحمية قارون بالفيوم والمنتظر إعلان منطقة تراث طبيعي وثقافي عالمي قريبا. ووادي الحيتان بمحمية وادي الريان الذي أعلن كأول موقع للتراث الطبيعي العالمي. ويضيف رغم ذلك فإن أعداد السائحين الذين نستقبلهم حاليا لا تتناسب مع إمكانياتنا السياحية. ويطالب الإعلامي مصطفي محمد حسن منسي بضرورة وسرعة إزالة التعديات التي تقع علي محمية وادي الريان وأبرزها تعديات رهبان الدير المنحوت علي آلاف الأفدنة بالمحمية وإقامة سور حولها يضم داخله عيون المياه الكبريتية التي كانت ترد إليها الحيوانات النادرة ما يهدد الحياة البرية بالمحمية التي كان يحضر السائحون لمشاهداتها وكان يعمل علي خدمتهم العشرات من أبناء المنطقة الذين توقف مصدر رزقهم بعد الاعتداء علي العيون والمنطقة المحيطة بها وإحاطتها بسور.