جاءت الرسالة من حدائق القبة تشكو من تسرب مياه الشرب تحت الأقدام وتحذر من وصولها إلي الركبة أو حرمان أبناء المنطقة من كوب الماء النظيف أو العودة إلي عصر السقا والقربة نشرت هذه الرسالة في 2/10/1994 تحت عنوان "شارع حسب الله" بتوقيع المواطن محمد عبدالوهاب من حدائق القبة بالقاهرة. قال إن مياه الشرب تتسرب من ماسورة المياه الرئيسية بشارع حسب الله بمنطقة دير الملاك البحري شارع مصر والسودان. أبلغنا مرفق مياه الزيتون ولم يتم أي شيء حتي الآن. واسم الشارع يذكرنا بأشهر الفرق الموسيقية الشعبية النحاسية التي أحيت الأفراح والليالي الملاح في طول البلاد وعرضها. حتي ان الفرق الموسيقية التي ظهرت بعدها حملت اسم شهرتها "مزيكة حسب الله". أسس الجاويش محمد حسب الله الفرقة سنة 1860 وقبل مطلع القرن العشرين مع عدد من زملائه وأصدقائه وكان يعمل بفرقة موسيقي الشرطة. وكانت فرقة حسب الله مكونة من 11 عازفاً يرتدون زياً موحداً لونه أحمر ثم ظهرت بألوان أخري منها الكاكي والأزرق والأخضر. أحيت الأفراح في القصور الخديوية والملكية وكانت أزرار جاكتة قائدها من الذهب. قدمت فرقة حسب الله للفنون الشعبية التراث الشرقي ووصفتها الصحافة الفرنسية بأنها تقدم الألحان الشرقية بآلاتها الغربية. قدمت أغاني عبده الحامولي وسلامة حجازي وسيد درويش وأم كلثوم وعبدالوهاب ونجوم الطرب الجدد عبر أجيالها. يجلس الجيل الأخير من الفرقة علي مقهي المشير بشارع محمد علي الذي تأسست به مع حفيد حسب الله لابنته "عزت الفيومي" الذي تجاوز السبعين من عمره. زارت الفرقة الدول العربية منها السعودية والإمارات والأجنبية ومنها فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وألمانيا. حمل مؤسس الفرقة لقب حسب الله الأول وظهر الفنان الكوميدي عبدالسلام النابلسي في فيلم "شارع الحب" في دور حسب الله السادس عشر والفيلم من إنتاج سنة 1958 قصة يوسف السباعي وسيناريو وإخراج عزالدين ذوالفقار وبطولة عبدالحليم حافظ وصباح وحسين رياض ويروي قصة موسيقي مغمور بشارع محمد علي يسعي للنجاح وتعزف الفرقة ألحانها بغير نوتة موسيقية بمهارة واتقان. تنسب حدائق القبة إلي حدائق قصر القبة وهي من أشهر الحدائق علي مستوي العالم. بني القصر ابراهيم باشا ابن محمد علي سنة 1838 "قبل توليه الحكم 1848". مساحته 70 فداناً. آل إلي ابنه الأمير مصطفي باشا واشتراه الخديوي اسماعيل وأعاد بناءه. أقام به الملك فؤاد عند توليه الحكم 1917 ومن بعده الملك فاروق الذي ألقي منه بيانه الأول عبر الإذاعة في 8 مايو 1936 بعد وفاة والده. وتحول إلي قصر للضيافة بعد ثورة 23 يوليه .1952 وشارع مصر والسودان من أشهر شوارع الحي العريق. كان اسمه شارع ملك مصر والسودان وأقام به الباشاوات وعلية القوم وامتدت المناطق الخضراء به ومن حوله. أما القبة فيرجع تاريخها إلي سنة 882 ه "عصر السلطان المملوكي قايتباي. كلف قائده الأمير يشبك الداودار بالقضاء علي التمرد الذي وقع شمال الشام " من شاه سوار" ونجح في مهمته سنة 877 ه. أعطاه السلطان قطعة أرض بالمطرية بني عليها قبة ينزل بها إذا خرج من القاهرة للنزهة. آلت إلي السلطان قنصوه الغوري الذي جدد عماراتها وأنشأ الخدمات والحدائق لها وحملت اسم قبة الغوري وبعد ذلك حدائق القبة. حكم قايتباي "1468 1496م. 872 901 ه" وامتدت الدولة من مصر والشام إلي الجزيرة العربية واليمن وهو من السلاطين البنائين. أقام المساجد والأسبلة والقصور والقلاع والمدارس بالقاهرة والإسكندرية والمدينة المنورة.