جامع قوصون بناه خارج باب زويلة الأمير سيف الدين قوصون الساقي الناصري سنة 730ه- 1330م، وافتتحه للصلاة السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وكان قوصون قد حضر إلى مصر ضمن من وفد اليها من بلاد بركد في بخارى صحبة خوند ابنة أوزبك التي تزوجها الناصر محمد بن قلاوون سنة 720ه (1320م). وقد شاهده السلطان الملك الناصر فسأل عنه فدله عليه أحد حراسة الإسطبل السلطاني، و اعجب به السلطان الناصر فاشتراه وكان قوصون في سن الثامنة عشر من عمره وكان جميل الطلعة، فأحبه السلطان وضمه إلى مماليكه وبمرور الأيام جعله قائدا على مائة من الجنود وبلغ أعلى المراتب في القصر السلطاني، ثم زوجه السلطان ابنته وعزز مركزه، فأحضر إخوته وأقاربه وقد تزوج السلطان أخته . ولما بدأ الناصر في النزع الأخير جعله وصيا على أولاده وذلك في عام 727ه – 1327 م . عقب موت السلطان أقام كجك ابن السلطان سلطانا على مصر وله من العمر خمس سنين. ثم تولى قوصون أمر الدولة فابتدأ عمارة المسجد الأمير قوصون 730ه وكان بجوار حارة المصامدة من جانبها الغربي تعرف بدار الأمير أقوس نميله، ثم عرفت بدار الأمير جمال الدين قتال السبع الموصلي، فأخذها الأمير قوصون وهدمها وتولى بناء هذا الجامع في 21 رمضان 730 ه. وبعد ذلك وضع على باشا مبارك تصميما لتجديده وشرعت الأوقاف في تنفيذه . ولم تتم عمارته إلا في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني 1311ه – 1893م . وهو مبنى بالحجر من الداخل والخارج ويتكون من أربعة إيوانات يتوسطها صحن بقبة من الخشب المنقوش كما يعلو المحراب قبة، فهو مزخرف بالبوية الملونة و بجواره منبر من الخشب المجمع بأشكال هندسية ولا يبقى من المسجد القديم إلا الباب البحري وهو مع ضخامته تسوده البساطة تجاوره بقايا الزخارف والشبابيك التي تلاصق المسجد الجديد من بحرية ولعلها جزء من الإيوان الشرقي للجامع القديم، كذلك يوجد باب بشارع السروجية يتوصل منه حارة خلف المسجد يوصل بها إلى شارع محمد على تعرف باسم عاطفة المحكمة وهو من الأبواب الضخمة مبنى بالحجر وأعتابه مكسوة بالرخام ومكتوب عليه : أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك بكرم الله تعالى العبد الفقير إلى الله تعالى قوصون الساقي الملكي الناصري في أيام مولانا السلطان الملك الناصر أعز الله أنصاره وذلك في سنه ثلاثين وسبعمائة بدأ أحمد بن قلاوون المقيم في الكرك يراسل الأمراء للقضاء على قوصون وقد نجحوا في الإمساك به في القلعة، ثم نهبوا قصوره وبعثوا به إلى الإسكندرية وهناك قتلوه . وفى يوم الجمعة 29من ذي القعدة 1357ه حضر الملك فاروق الأول وأم المصلين في صلاة الجمعة وكان حدث له أهمية كبيرة في تاريخ مصر والمنطقة.