الانتخابات القادمة.. لا ريب ستجري في أجواء مختلفة عن أن أي انتخابات برلمانية سابقة.. لاختيار مجلس نواب قادر علي القيام بمهامه في الرقابة والتشريع وسن القوانين التي تتوافق مع الدستور الجديد.. ولكن هل الانتخابات في ظل الظروف العصيبة والأحوال الاقتصادية الصعبة ستجري بحرية مطلقة لاختيار نواب جدد لديهم القدرة والكفاءة علي القيام بواجباتهم البرلمانية ودورهم الوطني نيابة عن الشعب الذي يتطلع لحياة أفضل..؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كسب بأعماله ومواقفه ثقة شعبه.. أكد ان الانتخابات القادمة ستجري في نزاهة وحياد.. وانه لا ينتمي لأي حزب سياسي ولا يناصر حزباً علي حساب حزب آخر.. لأنه مع كل المصريين.. ولكنه في ذات الوقت يتحذ موقفاً صريحاً ويحذر من الاتجار بالدين أو خلط السياسة بالدين.. فهو يحذر بوضوح من استغلال الدين لتحقيق أغراض سياسية. ونفس الكلام أكده المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء الذي أعلن صراحة ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستجري بشفافية وحياد تام. فالحكومة تحمل نوايا طيبة لاجراء انتخابات نزيهة.. من منطلق اتاحة الحرية لكل مواطن لاختيار المرشح الذي يريده.. ولكن هل كل مواطن يستطيع ان يستثمر حريته لاختيار الناخب المناسب الذي يمثله تحت قبة البرلمان؟! بالطبع لا.. لأن هناك بعض البسطاء من الناس الغلابة.. يسهل استقطابهم واستغلال حاجتهم للمال إما عن طريق تجار الدين الذين يحترفون خداع الغلابة.. أو كبار رجال الأعمال الأثرياء الذين يوظفون سماسرة لشراء أصوات الناس المحتاجين أو المساكين.. فهناك تجار دين يلعبون علي عوز بعض الناس وفقرهم وجهلهم.. أو دغدغة مشاعرهم بشعارات دينية تخاطب وتنتهز تركيبتهم الدينية.. وهناك حيتان أو غيلان رأس المال الذين يبذلون قصاري جهودهم للفوز بالحصانة البرلمانية والتطلع للجمع بين المال والسلطة أو زواج المال بالسياسة. تجار الدين والحيتان.. يسابقون الزمن وينشطون لجمع أصوات الناس.. بينما للأسف الأحزاب السياسية المدنية تتصارع وتكشف نفسها وتفضح أمرها وتظهر أمام الناس بأنها تتقاتل من أجل الفوز بأكبر جزء من كعكة البرلمان. تجار الدين وغيلان المال ومعهما الطابور الخامس المخادع المناور الذي يخدم أجندات أجنبية لا ريب هؤلاء سيلوثون العملية الانتخابية ويعبثون بحرية المواطن في الاختيار.. ولكن ما يزيل المخاوف أن شعب مصر قد استفاد من الدروس ولم تعد تخدعه الشعارات الكاذبة أو تستقطبه جماعات أو قوي حزبية تتاجر بالدين. قد يري البعض أنه مازال هناك بسطاء وجهلاء ستخدعهم الشعارات الدينية.. أو الاغراءات المالية.. كما ان سماسرة الانتخابات لن يتوقفوا عن ممارساتهم.. وألاعيبهم.. وهنا تبرز أهمية توعية الناس.. وتبصيرهم بالحقائق.. لاختيار الأصلح.