خبراء الإعلام: البرنامج يُعيد مجد البرامج الدينية ويعزز الانتماء الوطنى

فى إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية لإحياء التراث القرآنى وتأصيل فن التلاوة، أطلقت الوزارة مؤخرًا برنامج دولة التلاوة ، والذى يذاع على قنوات «الناس»، و«الحياة»، و«CBC»، و«مصر للقرآن الكريم»، بالإضافة إلى عرضه عبر منصات وزارة الأوقاف المصرية ومنصة «Watch It».
برنامج «دولة التلاوة» حقق نجاحًا كبيرًا مع الجمهور على كافة المستويات، خلال الفترة الماضية، الذى أصبح ينتظر حلقاته، ويمر البرنامج بعدة مراحل، منها اختيار المقرئين الجدد، وتأهيلهم لتقديم التلاوة القرآنية بشكل متميز، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات تلاوة القرآن الكريم، وتكريم المقرئين المتميزين.
اقرأ أيضًا | وزير الأوقاف منبهر بيه.. الطفل عمر يخطف القلوب بتلاوة خاشعة فى دولة التلاوة
وتتكون لجنة التحكيم من الشيخ حسن عبد النبى، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، والدكتور طه عبد الوهاب، خبير الأصوات والمقامات، بالإضافة إلى الداعية الإسلامى مصطفى حسنى، والقارئ الشيخ طه النعمانى، وأن المسابقة شهدت مشاركة وفود أكثر من 70 دولة.
وقامت وزارة الأوقاف برصد جوائز مالية قدرها 13 مليون جنيه مصرى، وهو أكبر دعم تقدمه الوزارة فى تاريخ المسابقة، ويحظى الفائزون بتكريم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، وذلك خلال الاحتفالية الكبرى التى تقيمها وزارة الأوقاف احتفالًا بليلة القدر فى شهر رمضان المقبل.
وأثارت النجاحات الكبيرة التى حققها برنامج «دولة التلاوة» إشادة واسعة من خبراء الإعلام، الذين أثنوا على فكرة البرنامج ومضمونه، مؤكدين أنه يسهم فى نشر الثقافة القرآنية وتعزيز الانتماء الوطنى، وقامت «أخبار اليوم» برصد بعض من تلك الآراء.
حيث أكد الدكتور حسن عماد مكاوى الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون والعميد الأسبق لكلية الإعلام، أن برنامج «دولة التلاوة» أثبت أن الجمهور يبحث عن البرامج الجيدة والمفيدة، وليس البرامج الترفيهية والسطحية كما كان يُشاع دائمًا.
حيث قال دكتور حسن عماد مكاوى: «برنامج «دولة التلاوة» أكد أن الجمهور لديه وعى كبير ويريد أن يتعلم ويستفيد، وقام بقلب الموازين الشائعة بخصوص تمسك الجمهور بالبرامج السطحية فقط، وهذا ما يجب أن يتم تشجيعه الفترة المقبلة تحت رعاية الدولة، وهو تقديم برامج تفيد الناس وتسهم فى بناء المجتمع وليس شرطًا أن تكون فى الإطار الدينى فقط، المهم تكون برامج تساعد على بناء عقول الأفراد والمجتمع، وتقوم بتطويره بشكل بنّاء وفعّال، فالبرنامج يعد كنزًا لاكتشاف المواهب النادرة وفخور جدًا بما يقدمه».
ويضيف دكتور حسن عماد مكاوى: «البرنامج يحمل رسالة هادفة وروحانية كبيرة، وأن الفطرة البشرية الطبيعية تجرى وراء الروح النبيلة، وأن الجمهور يبحث عن البرامج التى تضيف قيمة إلى حياته، وليس البرامج المبتذلة والمخففة، وعنوان البرنامج «دولة التلاوة» يعكس حقيقة أن مصر دولة تلاوة، وأن القرآن الكريم هو جزء أساسى من الهوية المصرية طوال تاريخها».
ويستطرد مكاوى قائلًا: «الرهان كان خسران بكل صراحة، أن كل ما هو مبتذل ومخفف هو الكسبان، ولكن الحقيقة أن الجمهور يبحث عن الجيد دائمًا والبرنامج كسب الرهان، وكشف عن الجمهور الذى لديه درجة عالية من الوعى، وأتمنى فى الفترة المقبلة أشاهد برامج كثير تساعد على نشر الوعى المجتمعى والثقافى والفنى وغيره بشكل لائق مثل هذا البرنامج الذى أعاد لبرامج المسابقات مجدها».
من ناحية اخرى، أشارت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إلى أن برنامج «دولة التلاوة» يكشف عن مواهب تملك الصوت الجيد والتلاوة الصحيحة للقرآن الكريم.
وقالت عبد المجيد: «مصر منذ القدم وهى القوة الناعمة للقرآن الكريم وشيوخها الذين يملكون صوتًا جيدًا فى التلاوة، مثل كبار الشيوخ محمود صادق المنشاوى، ومصطفى إسماعيل وغيرهم الكثير الذين تربينا على أصواتهم».
وأضافت: «اكتشاف جيل جديد من المقرئين المتمكنين فى التلاوة، ورعايتهم بشكل سليم ومهنى، هو فرصة جيدة جدًا لمساندتهم، فهو برنامج فكرته جيدة جدًا وأستطاع من الحلقة الأولى أن يجذب شريحة كبيرة من المجتمع»..وأوضحت «عبد المجيد» أن إذاعة القرآن الكريم من أهم الإذاعات المسموعة فى العالم، مشيرة إلى أن البرنامج يسهم فى نشر الثقافة القرآنية وتعزيز الانتماء الوطنى.