سوريا تواجه وحدها حربا عالمية تشنها عليها قوي الغرب الامبريالي بقيادة الولاياتالمتحدة والدول التابعة ومن يدور في فلكهم من تجار السلاح وسماسرة الدين والجماعات التكفيرية الارهابية وامراء الحرب ومراهقي السياسة بالمنطقة. المؤامره علي سوريا دخلت عامها الخامس بشكل اكثر شراسة وعنفا يخوض خلالها الجيش السوري مواجهات علي مئات الجبهات داخل وخارج المدن والارياف وعلي الحدود وعلي مدار الساعة مع مليشيات وكتائب ارهابية ومقاتلين من اكثر من مائة دولة يتلقون دعما وتسليحا وتمويلا هائلا من دول خليجية واجنبية يجعلهم لا يتوقفون عن تنفيذ مخططهم في القتل والتدمير والتشريد. الاموال التي انفقت في العدوان علي سوريا كانت كافية لاصلاح واعمار البني التحتية في الدول العربية الفقيرة ورفع مستوي معيشة سكانها الي درجة الرفاهية.. سوريا صامدة في وجه المخطط التآمري بفضل صلابة وتماسك وتلاحم قيادتها وجيشها وشعبها الا ان المتآمرين يضاعفون من حجم تمويلهم وتسليحهم ودعمهم للارهابيين ويجهضون اية مبادرة للحل السلمي أو للحوار السياسي. كشفت احداث الاسابيع الاخيرة ان التحالف الذي شكلته الولاياتالمتحدة من ستين دولة لتوجيه ضربات لتنظيم داعش لم يكن سوي تحالف دولي لدعم التنظيم الارهابي وتمهيد الارض امامه لقضم مزيد من الارض وتوسيع نفوذه والدليل المكاسب التي يحققها في العراقوسوريا منذ تشكل التحالف واخرها استيلاؤه علي الرمادي عاصمة محافظة الانبار اكبر محافظة عراقية مساحتها ثلث مساحة العراق ولها اطول حدود مع سوريا واصبحت الاراضي التي استولي عليها التنظيم في العراق متصلة بالاراضي التي يبسط نفوذه عليها في سوريا. ومنذ ايام قليلة سقطت مدينة تدمر الاثرية السورية بيد داعش وعلي الفور بدأ مقاتلو التنظيم في تدمير الاثار الاكثر شهرة في العالم وارتكاب المذابح ضد كل من يعارض جرائمهم بالمدينة والخطير ماتقول به بعض التقارير الغربية من ان داعش استولي حتي الان علي نصف مساحة العراق ومثلها في سوريا دون ان نري ردود فعل دولية غاضبة ولاحتي من العواصم العربية او الجامعة العربية ورغم هذا النشاط الارهابي الواسع في سوريا والدعم المتواصل لكل من يحمل السلاح فيها الا أن امريكاوتركيا وحلفاءها في الخليج مصرون علي الانتقام من سوريا وتدمير ما تبقي من بشر وحجر وشجر فيها بتشكيلهم ما يسمي معارضه "معتدلة" وتدريبها في معسكرات عربيه وبتمويل عربي ومدربين امريكيين ولم يكفهم اكثر من 2000 مليشيا وتنظيم يكونون جماعة جديدة والاخطر انهم يبحثون توفير غطاء جوي لها وهو مايشير الي تلبية مطلب تركيا الذي طالما طالبت به منذ اندلاع الازمة السوريه وهو فرض منطقة حظر جوي ونشر صواريخ مضاده للطائرات فيها لتحييد سلاح الجو السوري وهو ما يمثل متغيرا خطيرا في معادلة الحرب علي سوريا وهل ستقبل روسيا اي تغيير في موازين القوي وترضخ للضغوط الغربية بقبول منطقة الحظر؟ الدول الراعية للارهاب في سوريا تخلت عن الحلول السياسية للازمة بوأدها كل المبادرات وافشالها كل المحاولات الروسية للحل السياسي وليس ادل علي ذلك من تجاهل تلك الدول لما يسمي الائتلاف الوطني كونته مع اللحظة الاولي لانفجار الازمة من مجموعة من معارضي الفنادق واعيد تشكيله عشرات المرات حسب مزاج الدولة الممولة الي ان تخلي الجميع عنه بعد اكتشاف افلاس اعضائه سياسيا وعدم تمتع اي منهم بنفوذ علي الارض. السؤال بعد تردي الاوضاع وافتضاح المخطط والمؤامره هل ستكون سوريا في مقدمة اولويات القوة العربية المشتركة ام ان لحسابات الحب والكراهية التأثير الاقوي؟