ماذا حقق التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في العراقوسوريا بعد ثلاثة شهور من بدء عملياته وشن غاراته؟ الشواهد والمؤشرات تقول إن غارات الطائرات الأمريكية والخليجية والأوروبية المعروفة إعلامياً بمهرجان الألعاب النارية لم تحقق شيئاً ملموساً علي الأرض وأبلغ دليل علي فشله ما حدث في مدينة عين العرب السورية علاوة علي فشله الذريع في العراق ولولا المواجهة البرية لالتهم التنظيم ما تبقي من أراض عراقية وما ألحقه الجيش السوري من خسائر بين صفوف عناصر التنظيم في معركة مطار دير الزور التي استمرت يومين يفوق عشرات المرات ما حققته ألف غارة لطائرات التحالف حتي الآن. النتائج بكل صراحة كاشفة لنوايا الدول المشاركة فيه وفاضحة لمخططاتها وعاكسة لما تنوي فعله في المرحلة القادمة وهو إطالة أمد النزاع المسلح في العراقوسوريا كما تؤكد أن من يتحمل محاربة الإرهاب والتصدي له بكل قواها هي سوريا بجيشها وشعبها وقيادتها وتخوض وحدها واحدة من أخطر معارك التاريخ لأنها لا تواجه جيشاً نظامياً له الملامح التقليدية لأي جيش في العالم وإنما تقاتل عدواً عناصره جاءت من 85 دولة يتخفي في المساكن وشوارعها ويتخذ من السكان دروعاً بشرية ويتلقي تمويلاً وتسليحاً هائلاً من أجهزة مخابرات وقوي إقليمية ودولية. الغريب أنه بعد نحو 4 سنوات وانكشاف أبعاد المخطط التآمري الدولي علي سوريا وفشله في تحقيق أهدافه الشيطانية في تركيع سوريا وحملها علي القبول بالإملاءات الصهيوأمريكية مازال عدد من الدول علي رأسها تركيا وقطر مصرة علي المضي في دعم المؤامرة والإرهابيين للاستمرار في اقتراف جرائم التدمير والقتل والذبح والتهجير لملايين المدنيين الأبرياء بينما سلمت أطراف أساسية مساندة للإرهابيين بأنه لا حل عسكرياً للأزمة وأن الحل الوحيد سياسي ولا حل غيره. التشكيل السريع للتحالف وانضواء دول معروفة بمعاداة محور المقاومة والممانعة يوضح أن تلك الدول افلست في خياراتها واحترقت أوراقها وسقطت دعاويها وفشلت محاولاتها للحسم العسكري فلجأت لتلك الحيلة لوقف إنجازات الجيش السوري وعرقلة مبادرات وجهود وضع أسس الحل السياسي الذي تقوده روسيا. بعد التأكد من أن سوريا الدولة عصية علي السقوط والتسليم لم يكن أمامهم إلا إطالة أمد الاقتتال باختراع ذلك التحالف المشبوه لصب مزيد من الزيت علي النار المشتعلة و"تطفيش" عناصر داعش من العراق إلي سوريا لاستنزاف الجيش والسوري وإضعافه وإلحاق أكبر قدر من الخسائر الاقتصادية وتدمير المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة وإثارة النعرات والثأرات الطائفية والمذهبية. الأوضاع الأمنية في سوريا الآن أفضل بكثير من السابق بعد نجاح الجيش في تحقيق انتصارات كبيرة وتحرير مناطق واسعة وطرد الإرهابيين منها وتأمين المنشآت الحيوية وصمود الحكومة في وجه أزمات اقتصادية عصيبة وتأمين متطلبات الحياة لكل المواطنين. دول كثيرة غيّرت مواقفها ومجلس الأمن أقر بوجود إرهابيين ووضع تنظيماتهم علي لوائح الإرهاب أليس ذلك كفيلاً بتحمل المجلس والمجتمع الدولي مسئولية إلزام الدول الداعمة للإرهاب بوقف تمويلها وتسليحها وعرقلتها للحلول السياسية. وكذلك تغيرات المعادلات علي الأرض لصالح الدولة السورية وأصبحت الأجواء مهيأة لحل سياسي علي أسس جديدة غير التي كانت مطروحة سابقاً وتجاوزها الزمن وأصبحت جزءاً من الماضي لا مكان فيه للإرهابيين ومن والاهم ونافقهم.