ما يحدث في سوريا من قصف جوي من القوات المتحالفة بقيادة امريكية له شقان اساسيان، الاول هو ضرب تنظيم داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى التي وجدت من حالة الاقتتال في سوريا ارضا خصبة لوجودها وتنفيذ مخططها في اقامة الدولة التي يطمحون لها في العراق والشام. وينفذون من اجل ذلك مذابح جماعية لم يشهدها العالم من قبل، ويهددون بها امن واستقرار منطقة الشرق الاوسط باكملها بل العالم بأسرة، فالضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي مطلوبة لتدمير القدرة العسكرية لهذا التنظيم الممول من جهات ترعى الارهاب في منطقة الشرق الاوسط. والشق الثاني من هذه العمليات هو محاولة من الولاياتالمتحدةالامريكية للتدخل بشكل اوسع من خلال تسليحها لجماعات تطلق على نفسها الجيش الحر السوري، وغير المعروف حتى الآن كيانه وتشكيلة وافراده وانتماءاتهم، من أجل تقويتة للدخول في صراع مسلح مع الجيش العربي السوري لاسقاط النظام السوري وتفكيك الجيش، من أجل مخطط غربي لتدمير الدولة السورية واعادة تقسيمها من جديد، ولتكون سوريا هي تكملة لمسلسل اسقاط الدول بدءا من العراق مرورا بليبيا واليمن. ان سوريا تمثل لمصر عمقا استراتيجيا من الجهة الشرقية، والحفاظ على وحدتها واستقرارها وتماسكها هو اكبر داعم للامن القومي المصري، وايضا الحفاظ على تماسك جيشها هو يعد قوة ردع حقيقية في المنطقة، فهذا الجيش الذي يتم التشكيك في قدراته يخوض حربا ضروسا ضد جماعات ارهابية مسلحة ومن جنسيات مختلفة وصلت الى 83 جنسية حتى الآن، وتمويل قطري تركي لهذه التنظيمات من اجل اسقاط الجيش وتدميره، إلا ان القوات السورية اثبتت حتى الآن انها قادرة على حماية امنها القومي والدفاع عن اراضيها ضد موجة الارهاب المنظم الذي يضرب المنطقة، مع العلم ان الجيش السوري لم يكن مدربا في يوم من الايام على حرب الشوارع التي تنفذ حاليا، إلا انها اكتسبت تلك الخبرة بعد اكثر من 3 سنوات من القتال في المدن، وحققت من خلاله الكثير من المكاسب على الارض. ان سوريا تشهد الآن حربا دولية على اراضيها ومؤامرات تحاك من اجل تدميرها وتقسيمها ليتكرر سيناريو العراق مرة اخرى ولكن بصورة ابشع بكثير، لطبيعة التركيبة السورية، والاختلافات الطائفية والاثنية، لتضع من جديد الولاياتالمتحدةالامريكية يدها على المنطقة بهدف حماية مصالحها، واعادة الاستقرار والأمن من جديد، وهو الكلام الذي قيل من قبل في العراق. المحرر