سألوا سيدة الغناء العربي:"الناس كلها تسمع أم كلثوم.. طيب أم كلثوم بتسمع مين؟".. فأجابت بدون تردد:"شادية" ومن الطبيعي أن تشير أم كلثوم إلي شادية في تلك الفترة فقد كانت نجمة السينما المحبوبة منذ عام 1947 وحتي السبعينات تغني وتمثل وتدخل الفرحة إلي قلوب الملايين فأصبحت صانعة البهجة والسعادة من خلال 112 فيلماً ومئات الأغاني.. وهذا الأسبوع حصلت شادية علي الدكتوراه الفخرية من اكاديمية الفنون وتحلم د.أحلام يونس رئيس الاكاديمية أن تحضر شادية يوم 27 ابريل الحالي وتتسلم الدكتوراة بنفسها. ولو حدث لانقلبت الدنيا ليصبح أهم أحداث العام بلا منازع. لأن شادية قررت الاعتزال منذ 30 عاماً ولم تخرج للأضواء ولو مرة واحدة. حتي عندما كرمها مهرجان القاهرة السينمائي في التسعينات. شاهد الجمهور شادية لأول مرة في فيلم "العقل في أجازة" وهو أول أفلام المخرج حلمي رفلة عام 1947 وقامت ببطولة الفيلم أمام محمد فوزي وصنعت معه "دويتو" فني في أفلام "الزوجة السابعة" و"صاحبة الملاليم" و"بنات حواء" واشتهرت بالدويتو مع كمال الشناوي وعماد حمدي في الخمسينات وقدمت أفلام:" عدل السماء" و"الروح والجسد" و"ساعة لقلبك" و"أشكي لمين" و"أقوي من الحب" و"ارحم حبي" كما ظهرت مع إسماعيل ياسين في تلك الفترة. وفي الستينيات شكلت دويتو مع صلاح ذوالفقار في أفلام:"أغلي من حياتي" و"مراتي مدير عام" و"كرامة زوجتي" و"عفريت مراتي" وهي من أفلام الكوميديا الاجتماعية الراقية فأصبحت صانعة سينما البهجة إلي جانب ذلك قدمت أدواراً من الصعب نسيانها في تاريخ السينما المصرية منها دورها في فيلم "المرأة المجهولة" اخراج محمود ذوالفقار عام 1959 أمام كمال الشناوي في دور عباس أبوالدهب وكذلك كل أعمالها مع الأديب الكبير نجيب محفوظ في أفلام: "اللص والكلاب" و"زقاق المدق" و"الطريق" و"ميرامار" ومع قصة ثروت أباظة في "شيء من الخوف" اخراج حسين كمال أمام محمود مرسي ومع قصة يوسف السباعي "نحن لا نزرع الشوك" وكانت المطربة الوحيدة التي ظهرت في بعض الأفلام كممثلة دون أن تغني رغم انها اشتهرت بلقب "دلوعة السينما" ولكن هذا اللقب يرتبط بالمرحلة الأولي في حياتها الفنية خلال الخمسينيات وتنوعت أدوارها بعد ذلك وعملت مع يوسف شاهين في فيلم "إنت حبيبي" أمام فريد الأطرش. ومن تجارب شادية الفريدة في السينما فيلم "أضواء المدينة" اخراج فطين عبدالوهاب عام 1972 وشاركها مجموعة ضخمة من النجوم أحمد مظهر وعادل أمام وحسن مصطفي وعبدالمنعم إبراهيم وسمير غانم وجورج سيدهم وإبراهيم سعفان وقدمت في هذا الفيلم 9 أغنيات من ألحان بليغ حمدي. عندما نقول عن شادية انها صانعة البهجة فإن هذه هي الحقيقة التي جسدتها شادية علي الشاشة في رحلتها الطويلة من البنت الدلوعة أمام محمد فوزي وإسماعيل ياسين وفريد الاطرش إلي العاشقة الجميلة مع عبدالحليم حافظ في "لحن الوفاء" و"معبودة الجماهير" إلي بطلة روايات نجيب محفوظ في الستينات ثم فؤاده في "شيء من الخوف" والتي اعتبرها النقاد مصر التي تبحث عن الحرية والخلاص.