مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    غير مستقر.. سعر الدولار الآن بالبنوك بعد ارتفاعه المفاجئ    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    خبير اقتصادي: الدولة نفذت 994 مشروعا تنمويا في سيناء بنحو التريليون جنيه    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تحصين 434 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع في الشرقية    بعد مغادرة قادتها لتركيا.. حقيقة غلق مكتب حماس في قطر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    إمام عاشور وديانج بقائمة الأهلي أمام مازيمبي بفرمان كولر    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    نقابة الموسيقيين تنعي مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    آخرهم وائل فرج ومروة الأزلي.. نجوم انفصلوا قبل أيام من الزفاف    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النجوم المكرمون فى عيد الفن: إعادة الاحتفال به بعد توقف 33 عاما رد اعتبار للفنانين ولمصر.. العلايلى ل"الرئيس منصور": أعدت للفنانين شرفا عظيما.. وسميحة أيوب: مصر استعادت عافيتها من جديد

أخيرا وبعد سنوات من التأجيل يعود عيد الفن والتى تقام فاعلياته غدا الخميس، بدار الأوبرا المصرية، وبحضور رئيس الجمهورية الرئيس عدلى منصور، والذى يحتفى بعدد كبير من نجوم الفن ومنهم الراحلون رشدى أباظة، والذى لم يكرم طوال فترة حياته، أو بعد وفاته وتتسلم الجائزة ابنته "قسمت"، كما سيتم تكريم محمد فوزى نجم الغناء والتمثيل ومؤسس شركة صوت القاهرة للصوتيات المرئيات، والكاتب والسيناريست الكبير الراحل عبد الحى أديب، ونجم الطرب والألحان أحمد منيب، مؤسس الأغنية النوبية، والمخرج الكبير الراحل عز الدين ذوالفقار الذين قدموا تجارب أثروا بها الشاشة العربية وأيضا صناع أعمال الذين يعملون خلف الكاميرا سواء مصورين أو كتاب السيناريو.
وعبر الفنانون المكرمون فى حفل عيد الفن ل"اليوم السابع" عن تقديرهم وامتنانهم من ذلك التكريم، حيث وجه الفنان عزت العلايلى تحية للرئيس عدلى منصور، قائلا: "الرئيس عدلى منصور، أثبت أنك قائد يتمتع برؤية محترمة، وأعدت للفنانين شرفا عظيما حرمنا منه الحاقدون فترة طويلة".
وأضاف "فور أن أعلمنى هانى مهنى رئيس اتحاد النقابات الفنية بالخبر، وأنا فرحتى لا توصف ومر أمام عينى شريط تاريخى الطويل، فى الفن وأحسست بالفخر يملأنى" وأوضح فى تصريحاته ل"اليوم السابع" أن إعادة عيد الفن بعد توقف 33 عاما، هو رد اعتبار للفنانين ولمصر كلها التى فقدت من مكانتها الثقافية والفنية الكثير فى العام المظلم للإخوان.
فيما قالت النجمة الكبيرة سميحة أيوب، إنها سعيدة جداً بتكريمها فى عيد الفن، قائلة: أخيراً مصر تستعد عافيتها من جديد، بعد توقف 33 عاماً.
وأضافت أيوب، أنه تشكر القائمين على إقامة هذا العيد، مؤكدة أنه من المهم أن تقيم الدولة عيدا للفن والفنانين، لأن العالم كله يحتفل بالمبدعين فى التاريخ السينمائى.
بينما قال الفنان خالد منيب، ابن الفنان الراحل أحمد منيب، ل"اليوم السابع" بأنه سعيد جداً بتكريم والده من اتحاد النقابات الفنية والذى تأخر كثيرا لمدة 24 عاما، منذ وفاة الفنان الراحل أحمد منيب، مشيراً إلى أنه طوال هذه السنوات الماضية كان يقتصر إحياء ذكرى الراحل من خلال أسرته فقط ولم يكن هناك أى اهتمام من جانب أى جهة تخص الدول مثل وزارة الثقافة، أو أى جهة مختصة بالفنون، وكان يحرص على حضوره ذكراه العديد من الفنانين الذين عاصروه فى حياته والفنانين الذين تغنوا كان لهم نصيب وتغنوا من ألحانه.
ووجهه الفنان الشكر للرئيس عدلى منصور، وكل من ساهم فى تكريم أحمد منيب، وكل فرد كان حريصا، على حضور تكريمه، الذى كانت تقيمه عائلة منيب، فى السنوات الماضية، وتابع أنه متفائل جداً، بالتغيير الذى طرأ على جهات عديدة داخل مجتمعنا المصرى، بعد ثورة 30 يونيو، وأخيراً وجدنا اهتماما، من قبل القائمين على الدولة، بفنانين كبار، لم يكن يعرفهم أحد، أو يلقى الضوء عليهم، حيث لم نجد برنامجا أو ريبورت واحدا تحدث عن حياته، لذلك قام بتكوين فرقة "منيب باند" لتخليد موسيقى الفنان الراحل ليستمتع بها الأجيال القادمة، التى لم تعرف شيئاً عنه.
وعن حياة الفنان أحمد منيب، قال " منيب كان فنانا بالفطرة وكان يهوى الغناء والتلحين، وهو فى الرابعة عشرة، من عمره ولم يكن دارساً للموسيقى، وهو أول من عزف العود فى النوبة بدون أن يعلمه أحد، وحققت جميع أعماله نجاحات كبيرة، وهو حقيقة فنية فى تاريخ الفن المصرى لما قدمه من تغيير فى شكل الأغنية المصرية منذ بداية ظهوره، مع الكينج محمد منير، "بما عرف باسم الأغنية البديلة حيث دمج فى أعماله بين الطابع النوبى والشرقى.
◄فيما يحتفى "اليوم السابع" بأيقونات الزمن الجميل، والنجوم الراحلين.
◄شادية.. دلوعة السينما المصرية، التى تربعت على عرش الغناء والتمثيل لمدة ربع قرن.
كتبت هنا موسى
عندما نتحدث عنها لابد أن نقول "مين إللى ميحبش شادية"، بالفعل من هذا الذى لا يعشقها منذ النظرة الأولى لها، فهى الفتاة رائعة الجمال الدلوعة الشقية، التى تخطف الأنظار من الوهلة الأولى لها، ورغم كل ما تتمتع به من رقة وجمال ودلع وصوت عذب، كانت أيضا ممثلة قديرة، فعندما قررت أن تمثل أثبتت للجميع أنها فنانة قديرة، ولا تحتاج للغناء فى أفلامها لتضيف لرصيدها، بل قدمت عدة أفلام دون أن تغنى فيها قدمت نفسها، كممثلة فقط فى أفلام "مراتى مدير عام"، و"الطريق"، و"اللص والكلاب"، "كرامة زوجتى" وأثبتت جدارتها فى التمثيل مثل الغناء، وتعد شادية أهم فنانة شاملة ظهرت فى تاريخ الدراما العربية، حيث ظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن.
كانت بوابة دخول شادية إلى عالم السينما بسلاحين هما الذكاء والوجه البرىء، تزينه ملامح الشقاوة، حيث استخدمت السلاح الأول مع والدها أحمد شاكر، الذى كان يرفض دخولها عالم الفن كما فعل مع شقيقتها عفاف، لكنها استغلت وجود المطرب التركى الشهير "منير نور الدين" مع عائلتها، وأقنعت جدتها بأن تطلب على الملأ أن تغنى لهم، ولبت الجدة طلب الحفيدة حيث كانت تحبها بشدة، وفعلا غنت شادية أو "فاطمة" – اسمها حيئنذ قبل احترافها الفن - وأعجب المطرب التركى بصوتها وأقنع والدها بضرورة أن يساعدها لكى تشق طريقها إلى عالم الفن والغناء.
وشهد عام 1947 أول تعارف بين شادية والجمهور من خلال فيلم "أزهار وأشواك"، من خلال دور ثانوى وقفزت إلى أدوار البطولة مباشرة فى نفس العام برفقة محمد فوزى من خلال فيلم "العقل فى أجازة"، والذى قام فوزى بتلحين أغانيه بطريقة خفيفة تتناسب مع صوت شادية الذى أدهش الجميع بأدائها المتميز لهذه الألحان، والذى جعل منها ملكة للأغانى الخفيفة على ساحة الغناء، وتم اطلاق اسم "شادية" عليها للمرة الأولى، على يد المخرج حلمى رفلة عندما اختارها لتقوم ببطولة فيلم "العقل فى أجازة"، الذى كان يعرفها منذ أن كانت تشارك فى اختبارات بدرخان لتشارك محمد فوزى بطولة فيلم «العقل فى أجازة»، وأجادت تجسيد دور الفتاة الشقية ليجد المخرجون ضالتهم وتشارك فى العديد من الأفلام السينمائية بدور الفتاة الدلوعة الصغيرة ومنها: «حمامة السلام» و«عدل السماء» و«الروح والجسد» و«نادية» و«كلام الناس» و«صاحبة الملاليم» و«ليلة العيد» و«البطل» و«ساعة لقلبك» وغيرها من الأفلام.
ولكن المخرج عاطف سالم رأى فى شادية أنها فنانة موهوبة أكثر من وجه جميل، يتمتع بروح الشقاوة، ولم يفكر كثيرا فى الأمر حتى عرض عليها فيلم «ليلة من عمرى» مع الفنان عماد حمدى، حيث جسدت فيه دور فتاة من الريف تقع فى حب مهندس ويتورطان فى علاقة وتنقلب حياتها رأسا على عقب، بعد أن يترك القرية ويسافر إلى أوروبا ويتعرف على فتاة جديدة ويرتبط بها، لتتمرد شادية على أدوار الفتاة الشقية لتقدم أدوارا مختلفة كان أبرزها عام 1962 من خلال دور «نور» فتاة الليل فى فيلم «اللص والكلاب» عن قصة الأديب المصرى العالمى الراحل نجيب محفوظ، وأجادت رسم تفاصيل الشخصية لدرجة أذهلت جمهورها وكاتب الرواية نفسه، إلا واحدا فقط هو المخرج كمال الشيخ، كان يثق فى قدرتها الفنية.
ولم تغن شادية فى العمل كعادتها، وحرص المخرج على إظهار موهبتها التمثيلية، وقدمت النجمة دور الفتاة الغانية دون ابتذال أو إثارة للغرائز، كما ظهرت شادية على أفيش الفيلم بشكل مميز وتصدر اسمها فوق أسماء شكرى سرحان وكمال الشناوى.
ويبدو أن نجاحها فى الفيلم وشعورها بأنها قدمت شيئا مختلفا، جعلها تتحمس لتقديم فيلم ثان مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ أيضا بعنوان "زقاق المدق" للمخرج حسن الإمام، حيث جسدت دور الفتاة المتمردة "حميدة"، لتشبع شادية عشقها للتمثيل من خلال العديد من الأفلام التى كشفت عن موهبة حقيقية تتمتع بها النجمة المعتزلة منها "شىء من الخوف" مع الفنان الراحل محمود مرسى.
وكانت المفاجأة التى أذهلت شادية نفسها عندما عرض عليها المخرج فطين عبد الوهاب 1969 تجسيد دور فتاة عانس فى فيلم "نص ساعة جواز"، حيث ضحكت شادية عندما قرأت السيناريو، لكن المخرج أوضح لها أنه سيكسر صورة الفتاة العانس الدميمة التى كانت طاغية على الأفلام السينمائية حينئذ، ووافقت شادية على الفيلم المأخوذ عن قصة "زهرة الصبار"، ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا لدى الجمهور، لتواصل النجمة أفلامها الناجحة واحدا تلو الآخر، حتى جسدت دور الأم المغلوبة على أمرها فى فيلمها الأخير "لا تسألنى من أنا"، وأعلنت بعده اعتزال السينما، راغبة فى أن تحافظ على صورتها لدى الجمهور وتتفرغ للعبادة.
◄ محمد فوزى.. صاحب ال48 عاما والذى ترك لنا ثروة غنائية تقدر ب400 أغنية
كتبت هنا موسى
تيمز النجم الراحل محمد فوزى بأنه سبق عصره وأبهر الجميع بفنه وما زال يبهرهم حتى الآن، فهو واحد من أعظم مطربى وملحنى جيله، والذى سبق عصره بسنوات طويلة، وما زالت موسيقاه تعيش بيننا، ولا نفصلها مطلقا عن موسيقى العصر الحالى، ولم يستطع أحد أن يملأ مكانه، فهو ماركة مسجلة من الصعب تقليدها فهو مطرب وملحن وممثل ويقدم مواهب الثلاث بنفس الروعة رغم أنه كان يصف نفسه بالملحن وليس بالمطرب أو الممثل، رغم أن الجمهور كان وما زال يراه مثال للفنان الشامل، الذى يبدع فى كل ما يقدمه، إضافة إلى التلقائية التى كان يتمتع بها وتجعله ينفذ إلى قلب الجميع دون استئذان، إلا أن مشواره الفنى كان مليئا بالصعوبات والعراقيل ولم يكن سهلا على الإطلاق، فلم يستطع فوزى إكمال تعليمه بمعهد فؤاد الأول الموسيقى، وذلك لقلة النقود التى كانت ترسلها أسرته له من طنطا، حيث كانت لا تكفى أجرة سكنه فى القاهرة، الذى كان عبارة عن غرفة بها مرتبة على الأرض فقط، فدفعه الفقر إلى أن يتفق مع صاحب محل حلوانى مواجه للمنزل الذى يقيم فيه بأن يتناول الوجبات الثلاث يوميا لبن وكنافة فقط على أن يسدد ثمنها فى آخر الشهر.
وبعدها وجد فوزى عملا فى ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدى، ولكنه لم يستمر كثيرا، حيث استدعته الراقصة اللبنانية بديعة مصابنى للعمل فى فرقتها، بعد أن رشحه لها أساتذته فى المعهد ووقعت له عقدا بأجر 5 جنيهات فى الشهر، فكانت بداية انفراج أزمته المالية، حيث شعر أن المستقبل بدأ يبتسم له، إلا أن الحظ عاد ليدير ظهره له مجددا بعد أن علمت بديعة مصابنى بوجود علاقة حب بينه وبين إحدى راقصات الفرقة، وتدعى "لولا"، وكانت لوائح بديعة تمنع قيام أى علاقة حب بين فنانى وفنانات الفرقة، حتى لا يؤثر على سير العمل، مما جعلها تقوم بطرد لولا لتبعدها عن طريق المطرب الجديد، لكن فوزى ذهب إلى بديعة معاتبا إلا أنها قالت له إنه يجب أن يكون سعيدا لأنه لم يفصل هو الآخر، فتقدم فوزى باستقالته تضامنا مع حبيبته ومضحيا براتبه الكبير الذى حصل عليه بعد عذاب.
واتفق فوزى بعد ذلك مع حبيبته على تكوين فرقة استعراضية غنائية تطوف أنحاء الجمهورية لتقديم فنهما للناس، وبالفعل نجحت فرقته الجديدة، وكان فوزى تعرف خلال وجوده فى فرقة بديعة على الفنانين فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط بصداقة متينة معهم، واشترك معهم فى تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد فى أعماله السينمائية، وتقدم فوزى وهو فى العشرين من عمره، إلى اختبار الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذى سبقه إلى ذلك بعامين، فرسب مطربا ونجح ملحنا فقط.
وعرف محمد فوزى بالكرم فى الفن فلم يكن أنانيا فى يوم من الأيام وأكبر مثال على ذلك أنه ضحى بحلمه التلحين، لكوكب الشرق أم كلثوم للملحن الشاب، وقتها بليغ حمدى، حيث طلبت أم كلثوم من محمد فوزى أن يلحن لها وهو ما لم تفعله مع ملحن غيره، وكان فوزى بدأ بالفعل تلحين أغنية "أنساك" لمأمون الشناوى، وكان بليغ فى زيارة لفوزى وتركه يقرأ نوتة على مكتبه لانشغاله مع أحد أصدقائه، وقرأ بليغ الكلمات وسمع بداية اللحن فأعجب بليغ، وأخذ العود وبدأ يدندن وعندما عاد فوزى كان بليغ قد أكمل الأغنية فأعجب فوزى بما لحنه بليغ، وقبل أن يفكر بليغ فى من سيغنيها كان فوزى قد اتصل بأم كلثوم ليخبرها بالمفاجأة وهى أن بليغ لحنها وقال لها: "عندى ليكى حتة ملحن يجنن.. مصر ستغنى ألحانه أكتر من 60 سنة قدام، وأضاف "بليغ قام بتلحين الأغنية أفضل منى"، وتنازل لبليغ عن اللحن رغم أن التلحين لأم كلثوم كان إحدى أمنيات محمد فوزى، والذى رحل دون تحقيقها.
وتزوج فوزى من الفنانة مديحة يسرى والتى أحبها بشدة والتى قالت عن علاقتهما أن أول لقاء بينهما عندما شاركت فوزى بطولة فيلم "قبلة فى لبنان" وأحست ولمست فى فوزى نوعاً نادراً من الرجال فهو بسيط جدا وكريم جدا، ويعشق فنه بشدة وبسبب هذه الصفات التى لمستها فيه فى مواقف مختلفة كانت بداية التعارف بينهما فى مطلع الأربعينيات وعرض عليها الزواج ووافقت دون تردد وعاشت معه 8 سنوات كاملة قالت أنهما من أجمل سنوات عمرها، وأضافت أنه كان إنساناً من نوع نادر وهب كل حياته لفنه وجمهوره وكان شديد الالتصاق ببلده طنطا ولم تر فى حياتها إنساناً مرتبطا بمسقط رأسه والبلد التى ينتمى لها وكل أفراد أسرته هناك كما شاهدت هذا الرجل كان دائم الاتصال بأهله هناك يسأل عن الجميع بما فى ذلك الفلاحون والفقراء فقد كان شديد العطف على الجميع.
وعن سبب الانفصال قالت مديحة: "الطلاق تم بناء على رغبتى رغم حبى الشديد له وذلك بعد أن شعرت بجرح عميق فى كرامتى بعد أن دخلت حياته امرأة أخرى، وبعد إتمام الطلاق دون مواجهة قامت بالاتصال به، وقلت له لقد كنا قبل الزواج أصدقاء وأريد أن نظل أصدقاء وبيننا ابننا الجميل عمرو، والذى طلبت منه أن يظل عمرو يعيش معها ووافق وتنازلت له عن كل حقوقه المالية فى الأفلام التى اشتركنا فيها سوياً فأنا أعلم الأقساط المطلوب منه سدادها لمصنع الأسطوانات وهكذا ظللنا أصدقاء حتى آخر يوم فى عمره، ونحن فى منتهى الوفاق والسعادة والصداقة.
فى عام 1944م دخل فوزى عالم السينما لأول مرة من خلال دوره فى فيلم سيف الجلاد، وخلال ثلاث سنوات استطاع فوزى التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات منها "فاطمة ومريكا وراشيل"، و"الأنسة ماما"، و"الزوجة السابعة"، و"بنات حواء"، و"ورد الغرام"، و"ليلى بنت الشاطئ"، و"كل دقة فى قلبى".
وأنشأ فوزى أول مصنع للأسطوانات فى الشرق أسماه مصر فون وأممته الدولة بعد ذلك وكان هذا المصنع نواة لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، إلا أن التأميم تسبب له فى صدمة كبيرة، ودخل بعدها فى صراع المرض الذى حير الأطباء والذى أصدر المستشفى الألمانى الذى كان يعالجه بيانًا قال فيه إنه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقى، ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض بعد أن وصل وزنه إلى 36 كيلو، وفارق فوزى الحياة فى 20 أكتوبر 1966 عن عمر 48 عاما فقط، لكنه ترك خلفه ثروة فنية كبيرة تقدر ب400 أغنية، و36 فيلما غنائيا ما زالت تسعد جمهوره فى مصر والوطن العربى حتى الآن، كما لحن النشيد الوطنى للجزائر "قسما" الذى كتبه شاعر الثورة الجزائرية مفدى زكريا، ومازال يفخر به الجزائريون حتى الآن.
◄ماجدة الصباحى "سينمائية بدرجة مناضلة"
كتبت دينا الأجهورى
يكرم عيد الفن خلال الاحتفالية التى ستقام غدا الخميس بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بعد فترة غياب أكثر من 30 عاما، النجمة الكبيرة ماجدة الصباحى والتى تعد من أبرز نجمات الفن الجميل حيث قدمت النجمة الكبيرة عددا كبيرا من الأفلام التى تعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية بجانب إنتاجها بعض الأفلام أيضا ،وكانت بدايتها الحقيقية عام 1949 فى فيلم "الناصح"إخراج سيف الدين شوكت مع إسماعيل يس، ودخلت مجال الإنتاج وكونت شركة "أفلام ماجدة" لإنتاج الأفلام ومن أفلامها التى أنتجتها "جميلة" " هجرة الرسول" وقد مثلت مصر فى معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة.
وحصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولى وبرلين وفينيسيا الدولى حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد تزوجت عام 1963 من الفنان إيهاب نافع، الذى أنجبت منه ابنتها غادة، وبعد طلاقها لم تتزوج مرة ثانية تقوم بدور بارز فى جمعية السينمائيات تعتبر من أبرز الممثلات فى السينما العربية يتسم أداؤها بالتقمص للشخصية ولا يمكن نسيان دورها فى "أين عمرى" و"المراهقات" و"جميلة " و"بنات اليوم" فاستطاعت أن تمثل بنت عصرها إلا أنها اعتزلت الفن وابتعدت عن الأضواء لفترة طويلة وظهرت مؤخرا فى أكثر من مناسبة منها احتفالات عيد الحب.
ومن أشهر أفلامها "قرية العشاق، الجريمة والعقاب، الناصح، فلفل، أنا وحدى، بلال مؤذن الرسول، الظلم حرام، دعوى أعيش، أين عمرى، دهب، طريق السعادة، أمانى العمر، أرضنا الخضراء، من أجل حبى، بنات اليوم، الآنسة حنفى ،القبلة الأخيرة، قيس وليلى، بين إيديك، هذا الرجل أحبه، حواء على الطريق، المراهقات، قصة ممنوعة، زوجة لخمس رجال، مع الأيام، السراب، النداهة، العمر لحظة، أنف وثلاث عيون، جنس ناعم، ونسيت أنى امرأة".
ومن أشهر الشخصيات التى قدمتها وعرفت بها لفترة بين جمهورها شخصية "ندى" فى فيلم "المراهقات" حيث جسدت دور الفتاة المراهقة الرقيقة، وشخصية "ميتو" فى فيلم "أنف وثلاث عيون"و"مبروكة" فى "الرجل الذى فقد ظله" و"سلوى" فى "بنات اليوم".
وكان للفنانة الكبيرة دور سياسى بارز خاصة أثناء حرب 67، والفترة التى تلتها كما أنها تنتمى لأسرة لها جذور وطنية طويلة، وتاريخ نضالى، ودور أسرتها مسجل ومعروف، وهناك كتاب صدر عام 1952، مع بداية ثورة يوليو عن العائلات الكبرى التى كان لها تاريخ نضالى وبطولى تحدث عن عائلة الصباحى.
◄الفن مفتاح حياة صاحبة النظارة السوداء نادية لطفى
كتب محمود ترك
"الفن هو مفتاح الحياة".. مقولة كانت ترددها النجمة نادية لطفى وعملت بها دائما صاحبة النظارة السوداء، والتى بدأت مشوارها السينمائى بمشاركة قصيرة بفيلم "جميلة" مع النجمة ماجدة عام 1958، وإخراج يوسف شاهين.
وللمرة الثانية يتم تكريم النجمة نادية لطفى فى عيد الفن، حيث سبق أن تم تكريمها فى عيد الفن عندما كان يوسف السباعى وزيرًا للثقافة فى السبعينيات بالقرن الماضى وقت أن كانت متألقة وواحدة من أيقونات السينما المصرية، لكن تكريمها غدا يمثل لها الكثير حيث يأتى اعترافا بمشوارها فى السينما الذى امتد لحوالى 40 عاما قدمت خلالها العديد من الأدوار، والأفلام الهامة فى السينما المصرية.
اسمها الحقيقى "بولا محمد شفيق" لكنها شعرت بأن هذا الاسم لا يستوعبه المشاهد العادى لذا غيرت اسمها إلى "نادية لطفى" وهى اسم شخصية بطلة رواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الشهيرة "لا أنام" التى كانت تعشق قراءتها فى صغرها، ونجحت نادية فى ثانى تجاربها السينمائية بشكل عام، وأول ظهور حقيقى لها فى السينما من خلال فيلم "سلطان" للمخرج نيازى مصطفى، وتقاضت عن ذلك الفيلم 500 جنيه فقط.
وبدأت نادية لطفى تشق طريقها فى السينما عملا وراء الآخر وتعاملت مع مجموعة من أبرز المخرجين فى السينما، كل منهم يضيف إلى موهبتها بإضافات خاصة، حيث عادت للتعامل مع يوسف شاهين مرة أخرى فى فيلم "حب إلى الأبد" ومع الرائع كمال الشيخ فى فيلم "حبى الوحيد"، والتقت بمنافستها فى تلك الفترة النجمة سعاد حسنى فى فيلم "السبع بنات" حيث جمع المخرج نيازى مصطفى نادية لطفى وسعاد حسنى ومعهما زيزى البدراوى وأحمد رمزى فى عمل سينمائى واحد.
وجاء عام 1962 ليشهد التعاون الأول بين نادية لطفى وعبد الحليم حافظ فى فيلم "الخطايا" مع المخرج حسين الإمام، وجسدت دور "سهير" وكان الفيلم بمثابة نقلة فنية فى مشوار نادية لطفى الفنى، خصوصا مع النجاح الكبير الذى حققه العمل، وشاءت الأقدار أن يكون آخر فيلم قدمه حليم، وهو"أبى فوق الشجرة" مع نادية لطفى بعد أن كانت مرشحة لبطولة الفيلم النجمة هند رستم، لكن الدور ذهب فى اللحظات الأخيرة إلى نادية لطفى.
وشهدت فترة الستينيات تألقا غير عادى للنجمة نادية لطفى، بل إنها فى عام 1963 قدمت 7 أفلام دفعة واحدة، منها "حب لا أنساه"، و"جواز فى خطر" و"سنوات الحب" و"حياة عازب" واثتين من أفضل أفلامها فى السينما وهما "النظارة السوداء" و"الناصر صلاح الدين" والمفارقة أن الاثنين قدمتهما مع النجم أحمد مظهر الذى قالت عنه من قبل إنه واحد من أفضل الممثلين الذين تعاملت معهم، وجسدت فى الفيلم الأول دور "ماجى" أما الثانى فجسدت خلاله دور "لويزا".
نادية لطفى بحثت دائما فى أعمالها عن الاختلاف والتنوع، لتقدم تجارب كوميدية تارة مثل "للرجال فقط" مع سعاد حسنى، و"قصر الشوق" مع المخرج حسين الإمام لتجسد فيه دور راقصة شعبية يلهث وراءها الرجال ويقع فى غرامها السيد أحمد عبد الجواد، وأجادت نادية لطفى تجسيد الدور ببراعة فائقة.
واختتمت نادية لطفى مشوارها السينمائى عام 1988 بفيلم "الأب الشرعى" مع المخرج ناجى أنجلو، والفنان القدير محمود ياسين، بينما كان آخر ظهور فنى لها من مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993.
◄رشدى أباظة.. دنجوان السينما المصرية ومعشوق النساء عانى كثيرا من المرأة فى حياته
كتب محمود التركى
رشدى أباظة الدنجوان الذى كان وما زال فتى أحلام الكثير من الفتيات والنساء، ويضرب به المثل كنموذج ل"الرجولة المتكاملة"، ومازلنا نتناقل حكاياته وعشق النساء له، فيكفى مقولة الفنانة صباح الشهيرة "اللى ما اتجوزتش رشدى أباظة ما اتجوزتش راجل"، كما قالت عنه أيضا "من بين زيجاتى المتعددة كان زوجى رشدى أباظة هو الوحيد أقوى منى، ولذلك انفصلت عنه أيضا ولكنه ظل يحبنى ويرسل لى ورودا حتى آخر يوم فى عمره" وعند زواج رشدى منها قالت له "أنت لا تتجرأ أن تتزوجنى لأنك تخاف من سامية".
ووقع فى حب أباظة العديد من جميلات السينما المصرية والعربية، وكانت علاقته مع الفنانة كاميليا مليئة بالشجن والحزن، حيث قابلها فى فيلم "'المليونيرة الصغيرة" وكانت فى ذلك الوقت على علاقة بالملك "فاروق" وتعرض رشدى أباظة بسببها للكثير من الأذى بسبب هذه العلاقة، وكان أيضاً سببا فى ابتعاد كثير من المنتجين والمخرجين عنه خوفا من أذى الملك، وعندما قدم دور دوبلير للنجم "روبرت تاليور" فى فيلم "وادى الملوك" وقعت "اليانور باركر" بطلة الفيلم فى حبه وقدمت له دعوة لزيارة هوليود، لكنه رفض دخول عالم التمثيل عن طريق علاقة بامرأة، لكن الضغوط المستمرة عليه من الملك وحاشيته أرغمته على السفر، فسافر إلى إيطاليا بحثا عن النجومية العالمية، وخلال ال53 عاماً الذى قضاها الدنجوان فى عالم التمثيل، وقعت العديد من النساء فى غرامه، فبعد "كاميليا" كانت الراقصة "تحية كاريوكا" التى تزوجها لمدة عامين وبعدها المضيفة باربرا الأمريكية التى أنجب منها ابنته "قسمت أباظة".
وبدأت علاقته بالفنانة تحية كاريوكا فى أكبر محلات المجوهرات، يملكه صديق له يدعى 'إيزاك'، وفى يوم كان جالسا مع صديقه داخل المحل وفوجئ بسيدة سمراء تجمع بين الدلال والرقة، وكانت من أكثر نساء مصر جمالا وإثارة، وبلا مقدمات بدأ قلبه ينبض بحب تحية كاريوكا، فتعمد تكرار زياراته لصديقه الجواهرجى، ويبدو أنها أيضا تعمدت الذهاب إليه، فتكررت اللقاءات، وأصبح هو زبونا دائما فى الملاهى التى ترقص فيها، وذات ليلة قال لها دون مقدمات 'تتجوزينى يا تحية' فنظرت إليه نظرة فاحصة ثم قالت له "قوى.. قوى" وكان زواجهما فى ديسمبر 1950، لكن هذا الزواج لم يستمر طويلا، وأكد المقربون منهما أن انهيار هذا الزواج كان بسبب عصبية كل منهما الشديدة، وغيرة تحية التى لم يكن لها حدود لدرجة أنها اتهمته باطلا بعلاقة حب له مع قريبة لها، وحاول رشدى إقناعها بعدم صحة هذا الاتهام، لكن دون جدوى، فقرر أن يترك لها منزل الزوجية، وتوجه إلى أسيوط حيث عاش مع قريب له فترة ليست قصيرة، وانقطعت خلالها صلته بالفن والسينما، وبعد طول تردد أرسل رشدى أباظة ورقة طلاقه ل"تحية" من أسيوط، وكتب فى الورقة خمس كلمات فقط: "تحية.. أنت طالق.. رشدى أباظة".
ورغم أنه يبدو للبعض ك"هارون الرشيد" الذى تحيط به النساء من كل جانب، وأنه كان يعيش فى سعادة خاصة أنه ينتمى لعائلة عريقة ويملك "النجومية والشهرة والمال" ولكن المفارقة أن "الدنجوان" الذى يحقد عليه الكثير من الرجال ويغارون منه، وتعشقه الكثيرات كان شديد التعاسة فى حياته الشخصية، وكانت المرأة هى سر عذاباته حتى آخر أيامه، بدءاً من والدته التى كانت تعامله بقسوة شديدة، رغم حبه الشديد لها، وخوفه المستمر منها، وصولا لابنته الوحيدة قسمت والتى رباها كولد، لأنه كان يتمنى أن يرزق بذكر، وعانى كثيراً من نزواتها وشقاوتها و"كسرت ظهره" نظرا لكثرة اختياراتها الخاطئة.
وولد رشدى سعيد أباظة فى 3 أغسطس من عام 1927 من أم إيطالية وأب مصرى وقد بلغت زيجاته 7 زيجات 4 منها من الوسط الفنى و2 من خارجه، ولم تسفر كل هذه الزيجات إلا عن ابنة وحيدة هى قسمة رشدى أباظة، ورحل رشدى أباظة فى 27 أغسطس عام 1980 عن عمر يناهز (53 عاما)، تاركا تراثا من الأفلام يبلغ 153 فيلما.
◄سميحة أيوب .. سيدة المسرح العربى والكلمة
كتب جمال عبد الناصر
هى سيدة المسرح .. وسيدة الكلمة .. وصاحبة أقوى صوت مسرحى .. ولذلك لم يكن منحها لقب (سيدة المسرح العربى ) من فراغ وتكريمها فى عيد الفنان واجب من الدولة فتلك الفنانة العبقرية عشقت المسرح منذ طفولتها ولذلك توجهت للمعهد العالى للفنون المسرحية عام 1953 وتتملذت فيه على يد الفنان المسرحى زكى طليمات، وفى بداياتها أخفت اسمها خوفا من الأسرة تحت اسم سميحة سامى فى أوبريت (عذراء الربيع).
عطاؤها زاخر بالأعمال فقد بلغ رصيدها على المسرح على مدار مشوارها الفنى ما يقرب من 170 مسرحية، منها (رابعة العدوية وسكة السلامة ودماء على أستار الكعبة وأجاممنون ودائرة الطباشير القوقازية)، وأخرجت للمسرح مسرحيتين هما (مقالب عطيات وليلة الحنة)، كما تولت سميحة أيوب إدارة المسرح القومى وقدمت للمسرح فى فترة رئاستها أجيالا جديدة من الممثلين والمخرجين والمؤلفين وأدارت العمل الفنى بكل حنكة ومقدرة.
وبرغم سيطرة الأعمال المسرحية على غالبية مساحة أعمالها الفنية إلا أنها كان لها مشاركات عديدة فى السينما والتليفزيون ففى السينما تميزت من خلال أفلام (أرض النفاق وفجر الإسلام ومع السعادة وبين الأطلال)، وفى التليفزيون قدمت العديد من الأعمال البارزة من أهمها (الضوء الشارد وأوان الورد وأميرة فى عابدين والمصراوية ومزاج الخير).
نالت سميحة أيوب العديد من التكريمات من عدة رؤساء منهم جمال عبد الناصر وأنور السادات والرئيس السورى حافظ الأسد، والرئيس الفرنسى الأسبق جيسكار ديستان.
لقد استطاعت سميحة أيوب بلا تعمد ولا مباهاة، المشاركة فى حركة التغيير الاجتماعى، فى مصر ليس من اختيارها لأدوارها فقط، ولكن لإدارتها للأزمات وموقفها بجانب الفن والفنانين وقد واجهت انتصار الجيش فى أكتوبر فحولت خشبة المسرح إلى نبض يواكب ويؤازر ما يحدث فى الجبهة وأدخلت الفنان محمد نوح دائرة الضوء بمسرحية غنائية (مدد...مدد شدى حيلك يا بلد)، وجعلت مصر تغنيها معه ،ثم قدمت مسرحيتى (العمر لحظة)، و(رأس العش)، ولم تترك الوجدان المصرى فارغا مستقبلا فقط لنشرات الأخبار ولكنها كأى سياسى محنك جهزته للتفاعل مع الحدث العظيم، ولم تكن سميحة بعيدة عن فكرة العروبة، فكانت لديها حركة جغرافية للفن المسرحى، فى الوطن العربى ووقفت على خشبات مسارح الأردن والعراق وتونس والمغرب ولبنان والجزائر وسوريا، والكويت واليمن ثم أوصلتنا مسرحيا إلى أوروبا وإلى أم المسرح فرنسا حيث قدمت مع الفنانة أمينة رزق رائعة جان راسين " فيدرا " وسميحة لم تكن فى باريس سميحة أيوب كانت مصر.
أما عن حياتها الشخصية فقد تزوجت من الفنان محسن سرحان، ثم انفصلت عنه وتزوجت من الفنان محمود مرسى، وبعد انفصالها عنه تزوجت من الكاتب سعد الدين وهبة.
◄أحمد منيب أول من أدخل الأغنية النوبية للإذاعة المصرية
كتبت هنا موسى
أحمد منيب مطرب وملحن مصرى نوبى، أعظم ما قدم النوع النوبى فى الغناء والألحان وهو الذى استطاع التأريخ لها، ودمجها بالفن المصرى ولم يغير أبدا انتماءه النوبى، أو يلحن أى ألحان غير نوبية وكان من أول من عزف على العود فى النوبة، وعند قيام ثورة يوليو واهتمامها بتوطين العلاقة مع السودان، وجنوب مصر، وجه منيب رسالة شخصية للرئيس جمال عبد الناصر طالب فيها بالسماح للموسيقى النوبية بمساحة فى الإذاعة المصرية واستجاب الرئيس لندائه وجاء برنامج "من وحى الجنوب" ليسمع المصريين اللغة النوبية بلسان الشاعر عبد الفتاح والى وألحان العازف الشاب أحمد منيب.
وهكذا نجح منيب فى إنطاق الإذاعة بلغة النوبة كأولى خطوات الانتشار للغة وموسيقى النوبة، وكانت عين منيب متجهة نحوالشمال، بحثا عن توليفة تمزج الموسيقى النوبية التى لا يفهمها أهل الشمال بالموسيقى الشرقية المسيطرة شمالا، وبدأ نجم منيب فى السطوع فى نهاية السبعينيات بعد رحيل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وتراجع الموسيقار محمد عبد الوهاب للتلحين، وظهور أنواع موسيقى جديدة مثل الفنان الشعبى أحمد عدوية، الذى ظهر بموسيقى الحارة الشعبية وهبوط طبقات مثقفة وواعية وتواريها وابتعاد الأضواء عنها، لذلك كان المناخ وقتها مناسبا بشدة لسطوع نجم أحمد منيب وبداية انتشار فنه.
والتقى أحمد منيب مع الشاعر الشهير عبد الرحيم منصور ولتقيا مع الصوت النوبى الأصيل محمد منير عام 1978، ليكونوا أعظم فريق غنائى استطاعوا من خلاله انتشار الكلمة واللحن النوبى فى ربع مصر، وانضم لهم الموزعان هانى شنودة ويحيى خليل فهانى شنودة صاحب تجربة غناء فرقة المصريين وثورة آلة الأورج الكهربائى، ويحيى خليل ملك جاز السبعينيات الإيقاعى ذوالثقافة العالمية، لتبدأ مسيرة النجم محمد منير والتى استطاعت تكوين قاعدة جماهيرية عريضة فى الوطن العربى، حيث استطاع الثلاثى دخول كل بيت مصرى.
وقام منيب بتلحين 45 أغنية لمحمد منير وحده، فى أول عشرة ألبومات، وقام بتلحين كلمات عمالقة الشعر فى مصر والوطن العربى فؤاد حداد، صلاح جاهين، عبد الرحيم منصور، مجدى نجيب، أحمد فؤاد نجم، سيد حجاب، جمال بخيت، وسيد حجاب، محمد العساس، عبد الرحمن أبوسنة، عصام عبد الله وغيرهم.
وقدم أحمد منيب مع منير أجمل أغانى الثمانينات والتى كانت بوابة النجاح لمحمد منير والتى مر منها منير بمنتهى القوة والثقة، ومن تلك الأغنيات التى صنعت نجاح الاثنين "أم الضفاير، الليلة يا سمرا، شجر الليمون، بعتب عليكى، حدوتة مصرية، شبابيك، فى دايرة الرحلة، فى عنيكى غربة، عقد الفل والياسمين" وتلك الأغنيات التى مازال الجمهور يطالب بها منير لغنائها فى حفلاته حتى الآن ولم ينسها مطلقا، فتلك الأغنيات هى التى صنعت نجاح النجم محمد منير.
كما قدم العديد من الأغنيات لمطربين آخرين منهم عمرو دياب "يا طير يا متغرب"، وإيهاب توفيق أغنيتى "اكمنى"، و"علمى علمى"، ومحمد فؤاد" صدقنى يا صاحبى"، وعلاء عبد الخالق "الحب ليه صاحب"، وكتكوت الأمير "ماشى غريب"، و"فارس "هاكتبلك"، وحسن عبد المجيد "ربك هوالعالم"، وشاهندة "مشتاقين"، كما قدم لحميد الشاعرى 4 أغانى "ليلة وصديق ونص طريق ويخيلك".
وفارقنا أحمد منيب فى عام 1991 عن عمر يناهز خمسة وستين عاماً بعد رحلة حافلة بالعطاء والتجديد الموسيقى، وقدم خلال مشواره الفنى الذى اقترب من ال30 عاما 96 لحناً غنى منها بصوته 51 لحنا ضمتها ألبوماته السبعة: "مشتاقين، ويا عشرة، وكان وكان، وبلاد الدهب، وراح أغنى، وقسمة ونصيب، وحدوتة مصرية".
◄عبد الحى أديب المبدع الذى بدأ مشواره من باب الحديد
كتبت شيماء عبد المنعم
عبد الحى أديب من أشهر كتاب السيناريو، بمصر والوطن العربى تعامل مع العديد من كبار المخرجين، ومنهم الراحل يوسف شاهين، نيازى مصطفى وصلاح أبوسيف، وعاطف سالم، وهنرى بركات، وغيرهم، ورغم بعده عن القاهرة حيث إنه من مواليد مدينة المحلة، أثر على للالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية الذى درس من خلاله فى قسم التمثيل، وهن هنا فتح له يوسف شاهين أبواب الشاشة الفضية من خلال فيلم "باب الحديد " حيث عمل فيه أديب كمخرج مساعد .
ومن ناحية أخرى تأثر عبد الحى أديب بأستاذه المؤلف الكبير أبوالسعود الإبيارى والذى سانده وساعد فى اكتشافه ككاتب بعد أن جعله يشارك معه فى كتابة العديد من أشهر أفلام السينما المصرية، وقدم بعد ذلك المزيد من الاعمال التى تميزت بالرصد الاجتماعى لكافة ظواهر المجتمع وهوما بدا فى جميع أفلامه ومنها «الخبز المر» عام 1982، و«بيت القاضى» عام 1984، و«البدروم» عام 1987
وأيب له أكثر من 150 فيلماً، معظمها يعد علامات بارزة فى تاريخ السينما أشهرهم باب الحديد، أم العروسة، امرأة فى الطريق، بناء على النيل، سوق السلاح، أنا الهارب، الخبز المر، البدرون، بيت القاضى، سعد اليتيم، ديسكوديسكو، استكوزا، مذكرات مراهقة، امرأة واحدة لا تكفى، ليلة البيبى دول .
وحظى أديب بالكثير من مظاهر التقدير، كما حصل على الكثير من الجوائز منها جائزة أحسن سيناريو عن فيلم «سعد اليتيم» فى مهرجان جمعية الفيلم، وجائزة أحسن سيناريو من المهرجان القومى للأفلام الروائية عن فيلمه «ديسكو ديسكو»، وشارك فيلمه «باب الحديد» فى مهرجان برلين السينمائى الدولى فى مطلع الستينيات.
وعن حياة أديب الأسرية تزوج من السيدة "بسيمة محمد الفخرانى" فى عام 1949 ورزق منها بثلاثة أولاد الأكبر، هو الإعلامى والكاتب الصحفى عماد أديب الذى يرأس الآن شركة جود نيوز للإنتاج الفنى، والأوسط فهو المذيع عمرو أديب مقدم برنامج القاهرة اليوم على قناة أوربت، أما الابن الأصغر فهو المخرج السينمائى عادل أديب الذى أخرج واحدا من أعمال والده وهو فيلم ليلة البيبى دول، والذى انتهى من إخراجه فى 2008 بعد وفاة والده.
وتوفى أديب الأحد 10 يونيو 2007 عن عمر يناهز 80 عاما، فى سويسرا حيث كان يعالج من مرض فى القلب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.