تواجه القضية الفلسطينية تحديات خطيرة بعد فوز حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست الأخيرة وإطلاقه تصريحات عنصرية تهدف إلي زيادة بناء المستوطنات والتأكيد علي يهودية الدولة والقضاء علي الحلم الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والاستمرار في الإجراءات التعسفية بتجميد أموال الضرائب والاعتداء علي المقدسات واستمرار حملات المداهمات والاعتقالات ضد الفلسطينيين والمراوغة في المفاوضات. "الجمهورية" ناقشت الخبراء والمتخصصين في نتائج انتخابات الكنيست. وهل كان مستغرباً فوز نتنياهو وكيفية تعامل القيادة الفلسطينية خلال المرحلة القادمة؟ تقول د. هدي درويش مدير مركز الدراسات الإسرائيلية جامعة الزقازيق: لم يكن فوز الليكود برئاسة نتنياهو مفاجئاً. فبين الحين والآخر تعاد نفس العبارات ونفس الكلمات في الاعتراف الإسرائيلي بدولة فلسطينية من عدمه. ولتحقيق الانتصار في الانتخابات يتم اللعب علي الوتر الحساس لحلفائه بتحقيق رغبتهم وطمأنتهم بأنه لا دولة لفلسطين. ثم عندما يواجه ضغطاً دولياً خاصة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا نجده يعاود القول بأنه يسمح بإقامة دولة فلسطينية.. وهكذا تسير القضية إلي اللانهاية.. ويتواصل الخداع والمراوغة. أضافت أن الفلسطينيين تلقوا خبر فوز نتنياهو بحالة من اللامبالاة وعدم الاكتراث لأنهم علي يقين بأن حل قضيتهم لن يأتي من الداخل الإسرائيلي. مشيرة إلي ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وتقديم قضية الاستيطان للمحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جريمة حرب مكتملة الأركان لأن المجتمع الدولي لن يسمح بأن تظل إسرائيل فوق القانون أو المحاسبة. يقول الدكتور ماهر خضير. قاضي المحكمة العليا الشرعية بفلسطين إن ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الإسرائيلية من التقارب بين الحزبين الكبيرين متوقع. لأن المجتمع الإسرائيلي في الأونة الأخيرة انقسم إلي معسكرين وهما وجهان لعملة واحدة بالنسبة للقضية الفلسطينية ونتنياهو عاد من جديد حتي يكمل مشروعه الصهيوني الذي أعلنه ونقول لمن كان يراهن علي المعسكر الصهيوني لا تنزعجوا كثيراً فقد يكون حزب الليكود أفضل السيئين لأننا كفلسطينيين عرفنا آخرته ولن يفعل أكثر مما فعل من دمار لغزة واستيطان للضفة. يري خضير أن المفاجأة أن تحل القائمة العربية في المرتبة الثالثة وهي تمثل شعبنا الفلسطيني في الداخل 48 الذي يعتبر عمقنا ورأس حربتنا فقد استطاعوا أن يتوحدوا ويتقدموا علي باقي الأحزاب وهذا سيجعل منهم قوة ورأي في الكنيست ويقفوا في صلابة لمحاولات نتنياهو وليبرمان اللذان يسعيان لطردهم بإدعاء يهودية الدولة.. مشيراً إلي أن القيادة الفلسطينية لم تنظر إلي نتائج الانتخابات الإسرائيلية وتعتبرها شأن داخلي لا يجب التعويل عليه. أكد الدكتور جمال نزال المتحدث باسم حركة فتح بأوروبا أن فوز القائمة المشتركة وظهور العرب الفلسطينيين ككتلة تصويت فاعلة ينزع أي شرعية كانت متبقية في دوائر مضللة بالتعاطف غير المبدئي مع مطلب ساقط ديمقراطياً كطرح "الدولة اليهودية". مطالباً المجتمع الدولي والأوروبي بشكل خاص بالضغط علي إسرائيل الآن للإقلاع عن فكرة الدولة اليهودية واتخاذ قرار التحول التاريخي نحو الديمقراطية لكل المواطنين. أضاف "نزال" أن القوي التي تتغني بالشراكة في القيم والمبادئ مع الاحتلال الإسرائيلي ستكون أمام امتحان عسير لمصداقيتها إن مضت قدماً في تعزيز مطالب المتطرفين الخطيرين بدولة يهودية حيث يشغل 14 نائباً فلسطينياً فيها مقاعد برلمان تعداد نوابه اليهود 106 فقط خصوصاً وأن أغلبهم رافض لفكرة الدولة اليهودية خوفاً علي الديمقراطية. أوضح أن الأحزاب والدول التي تستخدم تعبير الدولة اليهودية ستعرض للخطر حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة كما ستكون في حالة استعداد غير مقصودة للحقوق المدنية والسياسية لما يناهز مليونين من شعبنا في إسرائيل.