أكد البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ان الرد الحاسم والسريع من قبل قواتنا المسلحة. هو وقاية. ليس لمصر وحدها ولكن للمنطقة وللعالم أجمع.. هذه الضربة أثلجت قلوب كل المصريين. وقال في قداس إلهي لتأبين الشهداء المصريين في ليبيا وفي حديث خاص لبرنامج "صباح الخير يا مصر" بالتليفزيون المصري ان حادث قتل 21 مصرياً في ليبيا هو أمر مفجع إلا أن تعازي الرئيس عبدالفتاح السيسي كان له بالغ الأثر في نفوس أسر الشهداء.. وقد تعامل مع الموقف بحكمة ومشاعر صادقة. قال البابا تواضروس في عظته بقداس تأبين الشهداء ظهر أمس في حضور عدد كبير من الشخصيات العامة ووكالات الأنباء العالمية أنه رغم آلام الفراق إلا ان أبناءنا الشهداء يتمتعون الآن بلقاء بالسمائيين في الحضرة الإلهية. وقد استشهدوا وعيونهم شاخصة نحو السماء.. ليست فقط عيون الجسد. ولكن عيون القلب.. وكأن السماء تناديهم وتستعد لهم. قال البابا: إننا نودع اخوتنا بكل قلوبنا وهم أبناء لبلادنا العزيزة.. وقد ظهرت جلياً مشاعر وطنية صادقة من جموع الشعب بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أدلي ببيان عقب الواقعة. وكان يحمل في داخله كل المصريين.. ويشعر بكل مشاعر الغضب والقلق.. يشعر بالحياة الانسانية التي انتهكت والحياة الآدمية التي وضعت في التراب. والكرامة الانسانية التي وضعها الله في مكانة مرتفعة.. لقد تكرم الرئيس السيسي وقدم تعازيه لكل المصريين..وجاء إلي الكاتدرائية لتقديم واجب العزاء.. وعلي نفس الدرب كان المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ومجلس الوزراء في الحكومة.. كلهم قدموا مشاعر فياضة. عبروا فيها عن احساسهم بهذا الجرم في حق أبناء الوطن حتي لو كانوا خارج البلاد وقد أوصوا ببناء كنيسة تحمل اسم الشهداء ال 21 بالقرية التي استشهد أبناؤها. مما يعبر عن وطنية أصيلة. كل الشعب المصري. بكل فئاته. قدم التعزية. سواء بالحضور أو بالتليفون أو بالبرقيات وقد زارنا فضيلة الامام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر مع عدد كبير من شيوخ الاسلام. وعدد كبير من السفراء. ومن بينهم السفير الليبي. وجموع من الفنانين- بمشاعرهم الرقيقة- الي جانب ممثلي الشعب من الجهات التنفيذية والدينية والأمنية. زارنا أيضاً وزير الدفاع وجمع كريم من القادة العسكريين. وقاموا برد سريع علي الجريمة. وشعرنا بالحقيقة بوجود قوي للقوات المسلحة والشرطة كدرع للوطن. أضاف البابا: الصورة نضيف إليها من عزانا من الخارج.. فقد اتصل بي البابا فرانسيس- هاتفياً- لتقديم العزاء وقال انه يصلي من أجل الشهداء.. وكذلك أبونا متياس بطريرك أثيوبيا وأصحاب الغبطة رؤساء الكنائس في الخارج ومن بينهم الكنيسة الألمانية.. وقدموا التعزية للجميع. قال البابا: ان أمس الأول. كان عيد دخول السيد المسيح إلي الهيكل. وفيه سمعنا خبر انتقال أحبائنا بهذه الصورة التي رأيناها جميعاً ونحن أمام الموت لا نملك إلا ثلاث: الأمر الأول: اننا أمام الموت نؤمن بالله ضابط الكل. ويدير كل شيء. وان كان الموت هو العدو الأخير للانسان. إلا أنه لا يزعزع ايماننا.. وتاريخ وطننا يؤكد ان كل شهيد يسقط. يقوي إيماننا أكثر وأكثر. الأمر الثاني: ان إيماننا يعطينا الرضا. وينزع من داخلنا أي تذمر أو اعتراض.. فالله. لا يري فقط بالنهار. ولكن عيونه لاتنعس ولا تنام.. فالله يري مؤامرات الانسان وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين. الأمر الثالث: اننا. بعد الايمان والرضا. نشكره علي كل حال ومن أجل كل حال وفي سائر الأحوال. لأننا نعلم بالحقيقة ان كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الرب". حتي الأشياء المؤلمة والتي لم نتعود أن نراها أو نسمع عنها. هي أيضاً تعمل معاً للخير من أجل الذين يحبون الله. شهداؤنا معظمهم شباب. انتقلوا الي السماء. لكننا وجدناهم ثابتين وصامدين ومسبحين وهم يقتلون.. وما أجمل أن ينتقل الانسان للسماء وعلي فمه وعلي لسانه اسم الله رأيناهم وهم يلقون ربهم يصرخون قائلين: اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك".. و"ارحمني يا الله كعظيم رحمتك".. و"ياربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطيء" وهنا يقول الكتاب المقدس: "طوبي لمن اخترته يارب ليسكن في ديارك إلي الأبد" نعم الله يختار شهداءه حسب نقاوة قلوبهم ويقول بولس الرسول: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح" ف "ذاك أفضل جداً". وأضاف البابا تواضروس:لقد نال كل شهيد منهم إكليلين: الإكليل الأول اكليل الوطنية واسم الوطن الذي يحملونه- مصر- والاكليل الثاني لتمسكهم بإيمانهم ورفضهم التخلي عنه.. وربما يكونون قد تعرضوا لضغوط شديدة للتخلي عن إيمانهم. لكنهم ظلّوا باتين. ورغم الغموض الذي أحاط بالأمر إلا ان الدولة- بكل مؤسساتها- تتابع عن كثب.. و"ليس كل ما يصنع يقال" اتصالات مستمرة لاستجلاء الأمر والوصول لمعلومات. لكن كان الغموض هو سيد الموقف وهذا العمل لا يقبله الانسان ولا الأديان.. لكن شهداءنا عاشوا بالايمان.. ربما لم يتعلموا في كليات اللاهوت وقد تكون ظروفهم قد منعتهم من الصلاة بانتظام في الكنيسة لكن الله رأي في قلوبهم أنهم يستحقون إكليل الشهادة. وكنيستنا هي "أم الشهداء".. تقدم للوطن شهداء للدفاع عنه... وهؤلاء شهادتهم أمام الله غالية.. وفي مقدمة الشهداء الذين يلقون ربهم باستمرار رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يقفون في الصفوف الأمامية باستمرار أشار البابا- مؤيداً- إلي قرارات الحكومة بالتأكيد علي عدم السفر الي ليبيا وتسهيل إجراءات العودة الي أرض الوطن وهذه أمور مهمة جداً. أضاف: ان الله يعطي الشرير فرصة لكي يتوب.. والكنيسة تصلي من أجل هؤلاء المعتدين والأشرار لكي يتوبوا ويعودوا قبل أن يلقوا الديان العادل في يوم الحساب وهو المصير الأبدي الذي يتناسونه.. حينئذ. كما يقول الكتاب: "يقول هؤلاء الأشرار للجبال عظينا". اختتم البابا كلمته بوصايا ودعوات لكل شرير. قائلاً له: انتبه.. فإن العنف والظلم والشر. حتي لو تستر باسم الدين- فهو مكشوف أمام الله.. انتبه.. فان الحياة لا تدوم أبداً مهما بديت في قوة.. انتبه.. جسدك هذا سيوضع في التراب ولن تأخذ معك إلا إيمانك الصالح وعملك الصالح ونحن نثق في ان مصر بكل قياداتها وعلي رأسهم الرئيس السيسي أصحاب حق في محاربة الفكر الضال والشر والارهاب.. حفظ الله مصر وقادتها وكنيستها. حضر اللقاء عدد كبير من الشخصيات العامة والوزراء الأقباط السابقين وسفراء الدول العربية والأجنبية وفي مقدمتهم سفير ليبيا بالقاهرة. وفي حديثه للتليفزيون المصري أوضح البابا تواضروس ان الرئيس السيسي تعامل مع الموقف بحكمة وبمشاعر صادقة. معرباً عن تقديره في الوقت نفسه لزيارة ابراهيم محلب للمنيا لمقابلة أسر الشهداء.. وأوضح البابا تواضروس ان هذا التقارب بين أبناء الشعب في وقت المحن هو أمر معهود في الشارع المصري. داعيا الله ان يديم هذه المشاعر الطيبة والاحساس بالآخر.. وأشار الي ان الأمر لم يتوقف عند المشاعر فقط ولكن إجراءات لمساندة أهالي الضحايا حيث قدمت وزارة التضامن معاشا لأهالي الشهداء. كما تعهدت وزارة الصحة بتوفير تأمين صحي لهم.. فيما قامت وزارة التربية والتعليم بتحمل نفقات تعليم أبناء الشهداء. القائد العام ورئيس الأركان يلتقيان رئيس أركان الجيش الفرنسي كتب عبدالرازق توفيق: التقي الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بالفريق أول بيير دي فيلي رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً. تناول اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء التقارب والعلاقات المتميزة بين القوات المسلحة لكلا البلدين. وتبادل الرؤي تجاه ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات تلقي بظلالها علي الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط. وكان الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة قد استقبل رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع. وعقد الفريق محمود حجازي والفريق أول بيير دي فيلي جلسة مباحثات ثنائية تناولت زيادة أوجه التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات والمعلومات بين القوات المسلحة لكلا البلدين في العديد من المجالات. حضر اللقاء عدد من كبار قادة القوات المسلحة.