أكدت الفنانة الكبيرة لبلبة أنها أمضت سنوات طويلة ترفض قبول أعمال فنية بسبب رعايتها لوالدتها ولم تكن تتصور أنها يمكن أن تتركها لتنشغل بعمل فني قائلة إن أمها كانت هي كل شئ لها في الحياة وقد ثأثرت كثيرا برحيلها وبكيت ولازلت أبكي ولهذا فإنني لم أتمالك نفس وأنا أتسلم درع تكريمي عن مجمل مشواري الفني في حفل افتتاح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية وأهديت درع الكريم لها مشيرة إلي أنها رأت أمامها شريط حياتها ورحلتها السينمائية التي حفلت بالكفاح والمراحل الفنية.وكيف كانت لاتمتلك سيارة عندما تركت شركة نحاس فيلم وتسير مع أمهالتلحق بالمواصلات العادية . قالت الفنانة الكبيرة في ندوة تكريمها في إطار فعاليات المهرجان إنها تزوجت الفن وتفرغت له حيث بدأته في سن الخامسة عندما إكثشفها متعهد للحفلات في مسابقة للهواة حيث كانت تقلد كل شيء تسمعه وتراه في سن الثالثة داخل البيت وحتي أصوات الباعة الجائلين وقد تبناها المخرج الكبير نيازي مصطفي وقدمها في أعمال فنية كثيرة وبسبب قدراتها علي التقليد والرقص والغناء فقد قدمت العديد من الأعمال التي تقلد فيها الفنانين وشاركت في مئات الحفلات في أضواء المدينة وغيرها التي كان يحييها نجوم الغناء في مصر مثل حليم ورشدي وصباح وشادية وهدي سلطان وغيرهم. بالإضافة إلي الحفلات التي كانت تجوب المحافظات لدرجة أنني كنت احيي أكثر من حفل في اليوم اليوم الواحد0 وبسبب تقليدي للكبار وتحدثي مثلهم فقد أطلق علي المخرج الراحل نيازي مصطفي ومن كانوا معه مثل الكاتب أبوالسعود الإبياري لقب لبلبة الذي ظل معي إلي هذا اليوم. وأضافت أنها كانت تجد كل الدعم والرعاية من والدتها التي كانت دائما في صحبتها في كل حفلاتها وأحيانا كانت تنسي جانبا من المونولوجات التي كانت تؤديها وبحركة ذكية كانت تقترب من ستارة الحفل حيث تقف أمها التي كانت تلقنها ما نسيت لتعود منطلقة إلي وسط المسرح. وأوضحت أنها عندما بلغت الثانية عشرة سمعت حوارا بين أمها وأبيها يتحدثان عن ضرورة ابتعادي عن الفن بعد أن ظهرت علامات الأنوثة علي وتأثير ذلك علي مستقبلي وعدم وجود تغيير فيما أؤديه وربما لايكون هناك نجاح مثلما حدث لي وأنا طفلة وهنا تدخلت وحدثتهما عن حبي للفن وقراري الاستمرار فيه وكانت أمي أقرب لتأييدي في ذلك عكس أبي الذي كان رافضا. تحدثت الفنانة لبلبة عن مراحل النجومية في حياتها وهل كانت في فترة الطفولة أو في فترة الشباب أو في الفترة الحالية فقالت إن ملامح وجهها لم تتغير وهو ماجعل البعض يظن انني سأتوقف عند مرحلة ما وهو مالم يحدث لأنني كنت أحب الفن وأبحث عن السيناريو الجيد وهو ماحدث معي مؤخرا عندما شاركت الزعيم عادل أمام في دور زوجته لقد فوجئت به يتصل بي ويقول لي لاترتبطي بعمل فني لرمضان وكنت أدرك أنه قد وضعني في الدور المناسب لي حيث لم أعمل معه شيئا في الفيديو ومع ابنه المخرج رامي إمام لقد كنت أدرك بخبرة السنين أن الدور يحتاج إلي سيدة مسيطرة وعصبية ويخشاها أزواج بناتها وهي في نفس الوقت حنونة وتتابع تحركات زوجها الذي تغار عليه وهكذا قبلت الدور وكنت مرعوبة لأنني في الفيديو أمام عادل إمام ولكن سرعان ماوجدت كيمياء التفاهم معه وتقاربت روحانا وكان سبب الرعب أنني وجدت نفسي أمام أربعة أوخمسة كاميرات وكنت حائرة عكس السينما ولكن في اليوم الثالث من التصوير تغير الحال وأندمجت وبعد شهور من التصويروإنتهائه كنا نبكي لأننا سنفترق والأمل قائم في ان نجتمع في عمل فني جديد لأن عادل إمام عملت معه في أفلام كثيرة منها "عصابة حماده وتوتووخللي بالك من جيرانك الذي إستمر في السينما ثلاث سنوات أكثر من خللي بالك من زوزووكذلك عريس من جهة أمنية وإحترس من الخط وحسن ومرقص" وعادل إمام يعني التميز وبعد عرض هذا المسلسل كنت أجد التصفيق في كل مكان يستقبلني. وقالت إنني بدأت أشعربنقلة جديدة في حياتي الفنية عندما كنت أعثر علي السيناريوهات الجيدة وخبرتي كانت تؤهلني لذلك حيث كنت أشعر بنفسي وأراني في الدور الجديد ولم يحدث أن تدخلت في شغل أي مخرج لقد كانت مهمتي أن أغيش في ستايل الدور. أوضحت أن فيلم "ليلة ساخنة" مرحلة تحول مهمة في رحلتي الفنية وهو الذي أخرجه لي الراحل عاطف الطيب وقد جاءني هذا الدور بعد فيلم "الشيطانة التي أحبتني" الذي أخرجه لي الدكتور سمير سيف لقد كنت في ليلة ساخنة لأول مرة سيدة في الأربعين من عمرها ولهذا غيرت من نفسي لأناسب الدور في الفيلم الذي أخرجه عاطف الطيب ومعه أيضا لعبت بطولة ضد الحكومةمع النجم الراحل أحمد زكي وكنت فيه المحامية الانتهازية التي دخلت معتقلا سياسيا حيث أخذت فلوس في قضايا التعويضات. وتحدثت لبلبة لأول مرة بعد إلحاح من جمهور الندوة عن مأساة المشهدين الإثنين اللذين صورتهما في هذا الفيلم ولم يعرضا حيث كانت تتحدث لأحمد زكي محامي التعويضات بان المسئولين سوف يؤذونك وقد ظهرت صورة الرئيس الراحل حسني مبارك علي الحائط في خلفية هذا الحوار والفيلم كتبه وجيه أبوزكري وسيناريو وحوار بشيرالديك والمشهد الثاني كان في الزنزانة حيث قالت فيه لأحمد زكي مشيرة إلي المسئولين: أنا عارفاهم لأنني دخلت معتقلاً سياسياً ووجهت شتائم كثيرة تقول لبلبة: لقد هدأ عاطف الطيب من غضبي وقال إنه من المستحيل أن يلغي لها مشهدا ولكنها الرقابة هي التي تدخلت في الفيلم وحذفت هذين المشهدين ولولا ذلك ماعرض الفيلم وأضاف لها إنه يعدها بفيلم أفضل منه ودور أحلي وقد كررلها هذا الكلام بعد أن كانت تتوقع أن تحصل علي جائزة أفضل ممثلة عن هذا الفيلم وتهيأت لذلك ثم فوجئت بالنداء علي الفنانة ليلي علوي الفائزة بهذا اللقب عن فيلم "قليل من الحب كثير من العنف" حيث أصابها الإحباط ولكن عاطف الطيب صدق في وعده واختارها لبطولة فيلم "ليلة ساخنة" مع النجم نور الشريف حيث تجولت به في13 مهرجانا دوليا تحصد الجوائز مع نور الشريف شفاه الله في رحلة علاجه الحالية وكان معنا الراحل د. رفيق الصبان وكنا وضعنا علب الفيلم في كرتونة نتنقل بها وفي كل البلاد كانوا يصفقون لي. إنني لا أنسي الطيب الذي وقف بجواري حتي نلت 8 جوائز عن دوري في هذا الفيلم وقد أخذتها بعد أن مات رحمه الله وقالت لبلبة إن الرقابة هي ضمير المجتمع الذي يرفض السيئ وليس جهاز الرقابة الحكومي. وقالت لبلبة في الندوة التي أدارتها الناقدة الكبير ة ماجده موريس: إن كل فترة في مشوار حياتها لها أهميتها حبي للفن هوالذي يجعلني أستمر فيه وربما أستطيع عمل عدة أفلام أخري قبل أن أكبر في السن. تحدثت لبلبة كذلك علي مضض عن نشاطها الإنساني الذي كانت تزور فيه علي مدي 19 عاما جمعيات المعوقين والأيتام وتمضي معهم الساعات الطويلة ولم تكن تشعر بنفسها وهي معهم حيث كان هذا شيئ يسعدها ويقربها من الله.