سوناك محذرا: بريطانيا تواجه أخطر السنوات في تاريخها    وسائل إعلام إسرائيلية: دوي صفارات إنذار في الجليل الأعلى خوفا من تسلل طائرات مسيرة    الترسانة يواجه ديروط في صراع التذكرة الأخيرة لترقي الممتاز    في حفل مهيب.. سان جيرمان يحتفي بالدوري الفرنسي    طلاب الصف الأول الثانوي بالقاهرة يتوافدون على لجان الامتحانات    بدء امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي بالشرقية إلكترونيًا وورقيًا    إصابة 10 أشخاص في تصادم ربع نقل بأخرى ميكروباص في المنيا    فارقا الحياة معا.. أب وطفله يدهسهما قطار    مسابقة الصوت الذهبي تعلن نتائج الدورة الجديدة بدار الأوبرا غدا    "عملات معدنية وحصى".. طبيب عماني يكشف عن أشياء صادمة يأكلها الأطفال في غزة    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 13 مايو 2024 في الأسواق.. كم سعر السمك البلطي؟    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    أخبار مصر: فرص عمل بالسعودية، حقيقة زواج ياسمين صبري، كاف يقرر تعديل موعد أمم إفريقيا، عرض 16 سيارة للبيع في مزاد علني، ماذا يأكل أطفال غزة؟    الرئيس الليتواني: إقالة شويجو إشارة موجهة إلى الشعب الروسي    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 13 مايو    عقد مناظرة بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي حول مركز "تكوين الفكر العربي"    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 13 مايو    تراجع سعر الدولار في البنوك الاثنين 13 مايو 2024    سيناتور أمريكي مقرب من ترامب يطالب بضرب غزة وإيران بسلاح نووي    مناقشة آليات تطبيق رسوم النظافة بمنظومة التخلص الآمن من المخلفات بالإسماعيلية    مؤلفة مسلسل «مليحة»: استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين    الإثنين 13 مايو.. توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    اليوم| محاكمة متهمي قضية اللجان النوعية    مقتل وإصابة 15 شخصا في إطلاق نار خلال حفل بولاية ألاباما الأمريكية    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    صابر الرباعي: أتطلع لمواكبة الأجيال الحديثة.. والنجاح لا يعتمد على الترند    جيجي حديد وبرادلي كوبر يرقصان في حفل تايلور سويفت (فيديو)    وزير التعليم: طلاب المدارس الفنية محجوزين للعمل قبل التخرج    بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    بطولة العالم للاسكواش 2024.. مصر تشارك بسبع لاعبين في الدور الثالث    افتتاح مسجد السيدة زينب.. لحظة تاريخية تجسد التراث الديني والثقافي في مصر    حسام البدري يكشف سبب اعتذاره عن تدريب فيوتشر    أمير عزمي: نهضة بركان سيلجأ للدفاع بقوة أمام الزمالك في الإياب    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    «من حقك تعرف».. هل المطلقة لها الحق في نفقة العدة قبل الدخول بها؟    بعد الخطاب الناري.. اتحاد الكرة يكشف سبب أزمة الأهلي مع حسام حسن    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    سر قرمشة ولون السمك الذهبي.. «هتعمليه زي المحلات»    بسبب سرقة الكابلات النحاسية، تعطل حركة القطارات في برشلونة    كاميرون: نشر القوات البريطانية في غزة من أجل توزيع المساعدات ليس خطوة جيدة    أمير عزمي: نهضة بركان سيلجأ للدفاع بقوة أمام الزمالك في الإياب    المصريين الأحرار يُشيد بموقف مصر الداعم للشعب الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية    «الإفتاء» تستعد لإعلان موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات قريبًا    قصواء الخلالي تدق ناقوس الخطر: ملف اللاجئين أصبح قضية وطن    استثمار الذكاء الاصطناعي.. تحول العالم نحو المستقبل    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد مستشفى الحميات وتوجِّة باستكمال العيادات (صور)    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    أربع سيدات يطلقن أعيرة نارية على أفراد أسرة بقنا    نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    وزيرة الهجرة تبحث استعدادات المؤتمرالخامس للمصريين بالخارج    رئيس جامعة المنوفية يعقد لقاءً مفتوحاً مع أعضاء هيئة التدريس    الأعلى للصوفية: اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت رسالة بأن مصر دولة وسطية    منها إطلاق مبادرة المدرب الوطني.. أجندة مزدحمة على طاولة «رياضة الشيوخ» اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها: فريد إبراهيم

مواجهة الفكر المنحرف أصبحت ضرورة ملحة خاصة أن هذا الفكر صارت له مؤسسات تدعمه وتنفخ فيه وتنشره عبر فضائيات وتروج له.
الدكتور أسامة الأزهري عضو الفريق الاستشاري لرئيس الجمهورية واحد من أولئك المهتمين بهذه القضية المنظرين لها لذلك كان هذا الحوار الذي تناول ضرورة مواجهة الفكر المغلوط وآليات ذلك بالإضافة إلي حوار الأديان كوسيلة للتعايش العالمي وتجديد الفكر الديني.
* كيفية معالجة الإضطراب الفكري والفهم الخاطئ لأصحاب الفكر المتطرف؟..
** كان هناك منهج عريق عند علمائنا الكبار عبر التاريخ وكانوا يقومون من خلاله بدورهم المأمول في الحماية والحراسة للحدود الفكرية لتحصين العقول والوعي العام للإبقاء علي معالم هذا الدين من غير اضطراب في الفهم..
الخطوة الاولي ان يكون هناك مرصد دقيق يقوم بالحصر والتلخيص والاستخلاص للمرتكزات التي تُبني عليها الفكرة المغلوطة.. هذا الحصر وحده الآن صعب حيث معناه أن أضع تحت يدي نتاج ثمانين عاما من الفكر والكتب والمؤلفات الممتزجة بالظلم والمعاناة والسجون الالام والامال.. ليتم اعتصار كل هذه الأطروحات حتي نضع ايدينا علي المكونات الأساسية التي تشبه أعمدة البناء ثم بعد رصد هذه المكونات الكبري. توضع هذه المكونات الكبري تحت الميزان. ليتم انتاج خطاب علمي عميق رصين مؤصل. يفكك هذه الاطروحات المتشنجة التكفيرية. ويعيد شرح المفاهيم والآيات التي أساءوا فهمها بطريقة واضحة. تبين للناس ما سبب وقعوهم في الخطأ وأين وجه الخطأ وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم.
ثم بعد هذا الحصر لتلك الأفكار الرئيسية وإعادة توجيه وإنتاج خطاب علمي منتشرة ذائع لافت للنظر يصل للناس بكل الطرق والوسائل. لأئمة المساجد من الاسكندرية لحلايب وشلاتين ومراكز الشباب وقصور الثقافة ومواقع التواصل الاجتماعي ويدخل كل بيت ووسائل الاعلام لها الدور الأكبر في هذا.. بحيث يكون الوعي العام للشعب والأمة الاسلامية تبدأ تسمع بيانا علميا واضحا راجحا مقنعا ومفهوما يجعل الناس يفهمون لماذا اخطأ هؤلاء؟ وما وجه الخطأ في حديثهم المملوء بآيات القرآن والأحاديث. وقد قام علماؤنا الكبار بهذا فالغزالي قبل ان يؤلف كتاب ¢تهافت الفلاسفة¢ ألف كتاب ¢مقاصد الفلاسفة¢ الحصر والتتبع والاستخلاص الذي مكنه من إجراء عمل نقدي في كتاب التهافت بصورة جيدة. الإمام الأشعري ألف كتاب ¢مقالات الإسلاميين¢ وهو حصر وليس به كلمة نقد وهو تلخيص واحصاء وليس هذا بالعمل الهين لأننا لا نجري وراء جزئيات وكل ما أردت أن تناقشه في جزئيات وقد يثبت أحدها بطلانه فيكون لدينا عشرات الجزئيات الأخري التي تدلل علي هذا. لكن ما هو المبدأ العام أو الفكرة الكبري أو عمود الخيمة.. هذا وجه الإشكال والصعوبة في الأمر. وكذلك الإمام الرازي في كل نتاجه العلمي الدقيق حارب الافكار المتطرفة في زمانه في كتاب ¢محصل افكار المتقدمين والمتأخرين¢.
إذن نحن امام إعادة ترتيب وتأسيس وتفعيل أركان العمل العلمي الذي كانت تقوم به مدارسنا العلمية الاصيلة مثل الأزهر والزيتون والقرويون في فاس. والأزهر اوسع تأثير.. كانت تقوم باستمرار لهذا الدور المتكرر الساري من المتابعة والملاحقة والتحديث والتخليص والحصر لكل أفكار التيارات المتطرفة وايضا الاتجاه الالحادي.. وبعد الحصر يتم توريد الخطاب والمعالجة والبيان.. ثم التوصيل للناس.. يصل الي المثقف والعامي ويطمئن لوجود حمي تدافع عنه علي المستوي الفكري.. مثل الفترة التي عاش فيها المصريون في كنف الشيخ الشعراوي الذي صار الحمي للمصريين.. وهناك كلمة للاستاذ الجليل الشيخ محمد ابوزهرة لشرح حديث المجددين. شرح مفهوم التجديد بانه تنقية الشرع الشريف مما أُلصق به من الافكار المغلوطة حتي يعود نقيا كأصله صافيا كجوهرة.
تنقية المغلطات الشرعية
* هل هناك كتاب موحد يسهل للقاريء العادي من خلاله يفهم تلك الأفكار المتطرفة والرد عليها بردود مقنعه تظهرها وتنقيها؟..
** نعم قمت بالفعل بتأليف كتاب ¢الحق المبين في الرد علي مَنّ تلاعب بالدين¢ و¢صيحة أزهرية في وجه التيارات التكفيرية¢ والان هما تحت التصحيح والمراجعة وسيخرج للناس خلال شهرين.. هذا العمل هو البذرة والركيزة الاولي التي فككت هذا الفكر في جذوره.
الخطوة الثانية يتم اخراج صورة اخري من الكتاب تصاغ علي يد كاتب من الكتاب بصورة سهلة يفهمها رجل الشارع.. الخطوة الثالثة ترجمته وبدأنا بالفعل في ذلك لانجليزية والاسبانية والفرنسية..
الخطورة الرابعة ان يتم وصول هذا الكتاب الي أئمة المساجد ومراكز الشباب وقصور الثقافة وايدي المهتمين..
الخطوة الخامسة الدفع بهذه الأطروحة للنقاش المجتمعي يناقشه الصحفيون والكتاب والاعلاميون حتي يتم توليد عشرات القضايا وتناقش وتفهم للانسان العادي.
الخطوة الاهم كتاب ¢الفهم المنير في الآيات التي أخطأ في فهمها أهل التكفير¢.. التقطت كل آية فهمتها تلك التيارات فهما مغلوطا.. فأوردنا الآية ولخصنا الفهم المغلوط المتطرف.. ثم اعدنا شرحها شرحاً سهلاً صحيحاً للآية وكل آية في صفحة وبلغة سهلة ومفهومة ويكون الكتاب بحجم كتيبات الجيب بحيث يسهل حملة وقرأته في أي مكان مع القاريء والكتاب لا يزيد علي ثلاثين صفحة.. وسوف أرسل هذين الكتابين الي كبار العلماء في المشرق والمغرب ليحصل علي الف توقيع لإعتماد الكتاب والتصديق علي مضمونة..
وهنا انتفع بفكرة اخرجتها المملكة الاردنية فيما سمي برسالة عمان سنة 1426ه. وهي وثيقة للتاريخ اجتمع فيها ممثلو المذاهب الإسلامية المختلفة. لتنصيص علي مباديء احترام كل التيارات الفرعية للمسلمين. المذاهب الفقهية الاربعة والشيعة الزيدية في صنعاء والاباضية في سلطنة عمان والامامية في ايران والظاهرية. حتي لا يكفر بعض تلك المذاهب بعضاً ولا يكون هناك احتقان بين هذه المذاهب. وَقعّ عليه 550 عالماً من ثمانين دولة بدءً من شيخ الازهر ومفتي الديار إلي كبار علماء العالم الاسلامي. وتم اصداره علي تحت اسم ¢اجماع المسلمين علي احترام مذاهب الدين¢. فنحن بصدد تكوين اجماع جديد تؤخذ به توقيعات علماء مصر. والمملكة السعودية. والهند. والمغرب. والدول الإفريقية. والمراكز الإسلامية في الدول الأوروبية. وما اشبه حتي يكون المسلم علي سكينة واطمئنان لكلمة كبار علماء العالم الإسلامي. وحتي يتبين بوضوح الفارق بين التيارات الجزئية الصغيرة التي تحتكر الإسلام. وبين عموم كلمة المسلمين الذين ينتشرون من أقصي المشرق إلي أقصي المغرب.
ومن خلال هذين الكتابين سيتم توليف صور مختلفة. وصياغات مختلفة ما بين مستوي متخصص يقرأه العالم. ومن مستوي ميسر للعامة.
بواكير عودة الحوار
* كيف تقرأ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الفاتيكان؟.. وهل هذا مقدمة لعودة العلاقات واستئناف حوار الأديان؟
** الأزهر الشريف علق علي زيارة السيد رئيس الجمهورية إلي الفاتيكان. بأنه مؤشر لاستئناف قضية الحوار التي كانت معلقة قبل مدة. والحقيقة أن الأزهر الشريف قبل نحو عامين أو ثلاثة تقريباً كان قد أعلن تعلق الحوار مع الفاتيكان علي خلفية التوتر. بسبب تصريحات بابا الفاتيكان. وهذه الزيارة مؤشر علي وجود تطور في الرؤية الخارجية لمصر والتي تتمثل في التوجه إلي العمق الأفريقي من جديد. ولاسميا استقباله للرؤساء الأفارقة تبعاً في القاهرة مثل رئيس غينيا وتشاد. والتوجه إلي إعادة العلاقات السياسية والاقتصادية مع كل الدول الصديقة في المشرق والمغرب. التي تقطعت بيننا وبينهم الروابط والعلاقات ومن بينها الفاتيكان علي مستوي الحوار الديني. ونحن في حاجة إلي ربط الخطوط والجسور التي تهدمت في الفترة الماضية. وكانت هناك مبادرة تستحق الإشادة علي مستوي الحوار الإسلامي المسيحي. وهي مبادرة ¢كلمة سواء¢ والتي كانت برعاية مؤسسة آل البيت في الأردن التي يرعاها جلالة الملك عبد الله بن الحسين. بالتعاون مع مؤسسة طابا المشرف عليها الحبيب علي الجفري. ونجحت مبادرة ¢كلمة سواء¢ علي مدي عامين ونصف العام في إيجاد حوار حقيقي تم في أثنائه لقاء بين وفد المسلمين وبابا الفاتيكان أكثر من مرة. وعقد لقاء بين عدد من كبار العلماء. وعدد من ممثلي الكنائس المختلفة في أوروبا وأمريكا. ونجحوا في إصدار وثائق مشتركة. وقع عليها زيادة علي أربعمائة من الطرفين. ولأول مرة منذ عقود مضت أن يأخذ المسلمون بدفة المبادرة لوضع أطروحة للحوار بين الإسلام والمسيحية. وأنا أشيد بهذه المبادرة وأري أنها لم تأخذ حظها ليشعر بها الناس في مصر. بينما هي جديرة بالإهتمام.
زيارة الرئيس للفاتيكان لفتة ذكية التقطها الأزهر الشريف. وعبر وكيل الأزهر عنها بقوله أنها بواكير عودة الحوار مرة أخري بالفعل.
* ما صيغة الحوار الخاص بحوار الأديان بين علماء الإسلام والفاتيكان؟
**هناك بنود للمبادرة وهي متاحة بالعربية والإنجليزية ولها موقع رسمي خاص بها. ولكن الفكرة أن هناك نقاط احتقان علي امتداد العالم بين المسلمين والمسيحيين. تحتاج إلي دراسة وتحقيق. وإطفاء للحريق. وأن يضع الرجال الكبار في الديانتين خطوطاً للتفاهم تجعل هذه المواجهات علي أرض الواقع تدخل إلي حيز الاستقرار والتعايش وحسن الجوار فالنزول من النقاش العقائدي بين الديانتين إلي دراسة الإشكاليات الجزئية التفصيلية علي الواقع مع مختلف الكنائس أمر شديد الأهمية ويساهم في إطفاء بؤر متوترة كثيرة.
الحراك الآمن
* لماذا نفتقد الحوار مع الآخر وتقبله؟
** أنادي دائماً في جميع حواراتي التليفزيونية لصناعة عقد إجتماعي جديد تنفتح فيه كل قوي المجتمع علي بعضها البعض. ولابد من وجود صالون ثقافي أوفكري يجمع علماء ورجال الأزهر برجال الإعلام أو الفنانين أو الروائيين والمبدعين أو السياسيين والإقتصاديين بحيث يخرجنا هذا الصالون من حالة العزلة والجزر المنعزلة التي يستبطن فيها كل طرف ريبة وإتهاما للآخر. فرجل الدين ينظر إلي الفنان علي أنه هادم للقيم مثلاً والفنان ينظر لرجل الدين علي أنه متخلف خارج التاريخ ويبقي كل طرف لما يضمره للآخر. وإذا التقي الطرفان اكتفيا بسلام عابر ثم يمضي كل طرف إلي طريقه.. إذا كيف نستطيع تذويب هذا الجمود؟.. وكيف يستمع كل طرف للإشكاليات الحقيقية التي هي عند الآخر ويسمع منه الأطروحة التي تولد العمل المشترك الذي يقوم فيه الفن بصناعة الشخصية الوطنية. ويقوم فيه الدين بالتضافر والترشيد والمساعدة.. كيف يمكن إجراء هذه الحلقة من التفاعل بين كل قوي المجتمع المختلفة التي تؤدي لتحقيق توافق مجتمعي؟.. ومن ثم خلق وطن يختلف يتفق ويختلف ولكنه لا يصطدم ويعادي فيه بعضه البعض الآخر. ويمكن أن تجلس أطرافه معاً لاستماع عميق لما يطرحه الآخر من إشكاليات أو مفاهيم وأفكار.. وكنت ألح في هذا وأنه ليس من الهم أن نخرج بقرار أو نتيجة ويكفي أن تتاح حالة من الإستماع الجيد والتقدير المتبادل ثم نتركها تتفاعل تلقائياً وتفضي بنا إلي تحقيق حالة من الحراك الآمن الذي يخرج الوطن من حالة الصدام والصراع.
الإسلام كما وعيناه
* هل يصح هذا مع البوذي والهندوسي وجميع الملل غير السماوية؟
**مع كل إنسان علي ظهر الأرض.. الإسلام كما فهمناه ووعيناه وكما ربانا الأزهر الشريف. أن الإنسان المسلم شعاره قول الله تعالي في حق نبيه "صلي الله عليه وسلم "حَرِيصى عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفى رَحِيمى" حريص عليكم هذا شعار أنه يحمل قبس من الرحمة والراحة لكل إنسان علي ظهر الأرض.
عرفى مستقر
* هل أنتم مع فكرة انتخاب شيخ الأزهر من بين هيئة كبار العلماء؟
** هناك عرف مستقر علي اختيار من يتولي مشيخة الأزهر ونحن الآن لدينا قانون يجعل اختيار شيخ الأزهر من بين هيئة كبار العلماء وهذه آلية جيدة يمكن التعويل عليها.
مناهج تفكير
* من هم العلماء المجددون.. وهل التراث العلمي بالازهر يحتاج الي تجديد؟
** أري أن هناك منهجية معينة ربما تكون غير واضحة وبها شئ من الخفاء. وطبيعة هذا الدين وعلومه أنه يعتمد علي الوحيين الشريفين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهما نصوص محصورة فالقرآن 6236 آية وقد جعله الله هداية للبشرية عبر ألوف الأعوام فلابد من وجود عدد من العلماء الأمناء المجتهدين الذين يمتلكون أدوات الفهم والمدركين لواقعهم فيستطيعون في كل مرحلة زمنية أن يأخذوا مشكلات زمانهم ليعيدوا عرضها علي الوحي ليستخرجوا من الوحي ما يجيب علي إشكلات زمانهم. فيسمي هذا تجديدا. ويسمي هذا قيام من العلماء بواجب الوقت. ولنتخيل أن هؤلاء العلماء كانوا يعيشون قبل قرنين من الزمان فإلي قرنين من الزمان قاموا بواجب زمانهم من خلال إدراك عميق للواقع واستخرجوا الخطاب العلمي الذي يجيب عن واقع زمانهم فهذا الطرح قبل قرنين من الزمان كان مناسباً وإذا انسحب هذا الطرح علي قرنين متتاليين فإن عدداً من المسائل العلمية التي اختلفت فيها الأعراف والثقافات واختلفت المشكلات فستصبح غير مفهومة وملتبسة ولا علاقة لها بالواقع وغير متفقة مع ثقافة العصر. فالتراث العلمي الموجود بين ايدينا سواء الذي يدرس في الأزهر أو عموم التراث العلمي نحن اشد الحاجة إلي ما فيه من مناهج تفكير دون التوقف عند مسائله الجزئية التي هي مرتبطة بطبيعة زمانهم.
جسور محطمة
* هل نضبت الأمة من وجود العلماء الذين يجددون للناس دينهم؟
** موجودون ولكننا نعاني من جسور محطمة. وعلاقات مكسورة بين دوائر صناعة المعرفة. فلدينا دائرة العلم وهي حافلة وموجودة ولم تنقطع ومنتجها الأخير يصب في دائرة الفكر. فيوسع المفكرون مجال النظر في المنتج العلمي ثم تنتقل إلي الدائرة الثالثة التي هي الثقافة الشائعة.. والآن المشكلة الموجود أن دائرة العلم تعمل بمفردها ولا يسمع بها أحد ويظل العلماء عكوفا بمعاهدهم العلمية لسنوات دون أن يسمع بهم أحد. ونتاجه يعطل عنده والفكر والثقافة صاروا يعملون بمفردهم.. الإشكالية التي نحن بصددها الآن إعادة بناء الجسور لتلك الدوائر حتي نشعر بوجود العلماء الأمناء الذين يلبون احتياج كل مرحلة من مراحل التاريخ.
الإسلام حارب الشائعات واعتبرها أداة لضرب الاستقرار
سورة الحجرات وضعت الحل وطالبت بالتأكد من صدق الخبر
جمال حمزة
الهجوم علي الإسلام قديم قدم الإسلام نفسه حيث اتهم الرسول - صلي الله عليه وسلم - بالجنون والسحر وغير ذلك من اتهامات لكن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - واجه هذه الاتهامات بمنهج نبوي أفقدها قيمتها فاكتسب الإسلام أنصارا بدلا من أن يكتسب خصوما.
حول المنهج الامثل لمواجهة هذه الإساءات تحدث العلماء:
** في البداية يقول الدكتور حامد طاهر - نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق وأستاذ الفلسفة الإسلامية - إن الشائعات نوعان: أول هذه الشائعات يضلل الرأي العام.. وثاني هذه الشائعات يقوم بنشر الحديث عن الرذيلة.. وكلاهما حاربه الدين الإسلامي.. واعتبر من يروج للشائعات آثما أكثر ممن يقدم علي الفعل ذاته.
.. ويبين د.طاهر ان من يتحدث عن شيء يقصد أن ينشره بين الناس خطأ أو أن ينشر الفعل لكي يسلك الناس نفس الطريق مذنب أكثر ممن يرتكب الفعل ذاته قال تعالي: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة".
.. وأكد د.حامد طاهر علي ضرورة وجود تشريعات ونصوص بقانون العقوبات تردع مروجي الشائعات.. وإذا لم تتوافر هذه النصوص فلابد أن يصدر عن الحاكم من القرارات ما يكون أشد من العقوبة نفسها حتي نقضي علي الشائعات من منابعها.
.. أما الدكتور محمد عبدالمنعم البري - أستاذ الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر - فيؤكد ان الشائعات في كل عصر وكل بلد تقترن بالتجمع البشري الذي لا يكاد يخلو منها خاصة مع تعقد الأمور سياسيا واقتصاديا وتشعب العلاقات الاجتماعية.
أوضح ان إطلاق الشائعات يعبر عن انسان مستضعف يريد أن يحقق كسبا أو مكسبا بطريقة سلبية بأن يختلق شيئا ويشيعه أو أن يكبر أمرا صغيرا وينشره.. وأحيانا قد تكون الشائعة مبرمجة سياسيا لضرب استقرار مجتمع حيث تستخدم شعوب كثيرة سلاح "الاشاعة" في اضعاف معنويات الشعب الذي تحاربه.
.. وأشاد د.البري إلي شائعة في حياة سيد الخلق - صلي الله عليه وسلم - فقال: في مكة لم تكن هناك شائعات بالمعني المتعارف عليه لأن عرب الجاهلية كانوا هم الطرف القوي لذلك فقد كانت الشائعات في مكة بسيطة وليست بالحجم الذي ظهرت به في المدينة المنورة والتي كانت أكبر شائعة بها هي حادثة الإفك التي تخص السيدة عائشة - رضي الله عنها - وروجوا للشائعة حتي ملأت المدينة فحزن الرسول حزنا شديدا حتي نزل القرآن الكريم بتبرئة السيدة والتي برأتها السماء وتوعد الله المرجفين الذين يروجون الشائعات في الدنيا والآخرة.
.. وبين د.البري ان أكبر علاج للشائعة جاء من عند الله عز وجل في قوله تعالي في سورة الحجرات: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين" لذلك كان من الواجب أن يستوثق الانسان مما ينقل إليه بأن يعرضه علي عقله.. ويسأل نفسه.. هل يمكن أن يكون ذلك صحيحا؟.. ثم يستعلم من أهل العلم ويجمع الآراء ولا يترك عقله صفحة بيضاء لكل من يمسك بقلم.. ولا يسلم أذنه لكل صوت يصرخ فيها.. فالشائعة لها مردود سلبي يتعدي الفرد إلي المجتمع كله.
.. وقال د.محمد عبدالمنعم البري هناك نوع خطير من الشائعات الاحترافية يعمد صاحبه إلي التأثير علي المرأة حتي تستسلم لهواه فيختلق حولها الشائعات والشبهات الكثيرة أو يهددها باثبات الشائعة عليها إن لم تستجب له لتفاجأ المرأة بنفسها تقع ضحية للابتزاز الذي يقوم به بعض الرجال لضرب عفتها والعفاف المجتمعي ككل ولهذا فإن الإسلام نهي عن ذلك كله وحذر منه تحذيرا شديدا وحرم كل ما يؤدي إليه.. والانسان يحاسب علي كل ما يقول.. كما ان المسلمين استحدثوا قوانين جديدة لمعاقبة مروجي الشائعات هذه القوانين مبنية علي أبواب مكتملة في الفقه تؤكد ان مواجهة الشائعات تكون بتحصين الإيمان والتأكد من الخبر الذي نتلقاه تجنبا للأثر البغيض للشائعة علي الفرد والمجتمع.
.. ويلقي الشيخ خلف إسماعيل أحمد - الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف - الضوء علي شائعة أخري حدثت في عهد الرسول - صلي الله عليه وسلم - عندما أرسل أحد الصحابة إلي بني المصطلق ليجمع منهم الزكاة أو ليأتي له بخراج الأرض.. وتقول الروايات ربما جبن الرجل ان يجمع منهم أموال الزكاة وروايات أخري تقول ربما أتاهم فمنعوه.. فلما عاد قال: يا رسول الله إن بني المصطلق منعوني الزكاة.. ويجمعون لحربك.. فما كان من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إلا أن أرسل لهم صحابيا يتحسس أخبارهم من بعيد كما نصحه النبي - صلوات الله وسلامه عليه - فسمع آذانهم ورأهم وحضر صلاتهم ثم سألهم عن النبي فذكروه بخير فعاد الرجل وقال للنبي - صلي الله عليه وسلم - إن بني المصطلق بخير وهم عند عهدهم معك في الدين.
.. لهذا فقد عالج - صلي الله عليه وسلم - الشائعة بأن تحسس الخبر ولم يسلم بها مثلما يسلم الناس الآن بكل الأخبار التي يتم تداولها هنا وهناك.
تعليق مجلس إدارة هيئة الأوقاف إنتظارا لقرار السيسي
علق وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة اجتماعات مجلس إدارة هيئة الأوقاف لحين إعادة تشكيل مجلس الإدارة الجديد للهيئة. واعتماد رئيس الجمهورية تعيين رئيس مجلس إدارة الهيئة ومدير عام الهيئة وفق ما ينص عليه قانون إنشائها.
وأوضح بيان للأوقاف أنه يجري التنسيق بين رئيس الوزراء ووزير الأوقاف حول الأسماء المرشحة لرئيس مجلس إدارة الهيئة ومدير عام الهيئة وثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة الذين يرشحهم وزير الأوقاف. إضافة إلي الأعضاء الممثلين بصفاتهم الوظيفية وفق ما ينص عليه قانون الهيئة.
وأشار بيان الأوقاف أن مجلس إدارة الهيئة الجديد يختار ممثلي الهيئة في مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستثمارات الأوقاف "المحمودية" سابقا. وذلك بعد اجتماعه بتشكيله الجديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.