* يدهشني أن الدولة لا تزال تتعامل بسعة صدر وربما تراخي مع أفعال الإرهاب ودعواته للخروج بالمصاحف في مظاهرات لا أدري لها سبباً إلا عرقلة مسيرتنا واستنزاف مواردنا وتعطيل مصالحنا وجرجرتنا للفوضي والعنف وشق الصف الوطني. وإقحام الدين في أهواء السياسة وخدمة مصالح تنظيم الإخوان وأشياعهم الذين لا يهمهم إلا العودة للحكم ولو علي دماء وأنقاض هذا الوطن. لكن سوف يثبت المصريون كعادتهم قدرتهم علي التصدي لمحاولات التخريب إن حدثت ووعيهم بما يجري حولهم من مخاطر كثيرة. ليس أقلها دعوات الفتنة التي يتبناها من يسمون أنفسهم ¢جماعة السلفية¢.. وليس أدري عن أي سلفية يتحدثون.. أهي سلفية حزب النور.. أم جماعة برهامي في الإسكندرية أم سلفية الإخوان وخلاياهم النائمة التي اخترقت ما يسمي ب ¢السلفيين¢.. ولست أدري لماذا يصر البعض علي تصدير دعوات بالخروج للتظاهر غداً 28 نوفمبر.. هل جاء ذلك استباقاً لما طالب به البعض من ضرورة تطبيق الدستور وحظر الأحزاب الدينية قبل انتخابات مجلس النواب المنتظرة أم أنها الحرب النفسية التي لا يكف الإخوان عن افتعالها لاستنزاف الدولة التي تسارع بالتعبئة الأمنية المتواصلة تجعلنا في توتر واستنزاف اقتصادي يبعث برسائل سلبية للخارج. بعدم الاستقرار. ومن ثم التشويش علي جهود "المؤتمر الاقتصادي" المزمع عقده في مارس المقبل.. ولماذا السلفيون الآن.. هل هذه حيلة جديدة للتنظيم الدولي للإخوان بعد ما فشلت مساعيه ومؤامراته في سيناء وعلي حدودنا الغربية والجنوبية وفي أروقة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة..؟! كيف تسمح ضمائر السلفية بالدعوة للخروج بالمصاحف في 28نوفمبر. وهي الدعوة التي يريدها البعض خروجاً بالسلاح في وجه الدولة والمواطن.. هل هذه هي مبادئ السلفية التي ترفض الخروج علي الحاكم ما هذا التغير المفاجئ.. ولصالح من؟. * لست هنا في حاجة للقول إننا جميعاً إعلاماً ومواطنين ومجتمعاً مدنياً وحكومة مطالبون باليقظة والتصدي بحسم لدعاوي الفتنة التي يريد أصحابها إغراقنا في جحيم العنف والفوضي من جديد. حتي يسهل تنفيذ المخطط الشيطاني بتفتيت وحدة هذا الشعب. والوقيعة بين أبنائه بتقسيمهم شيعاً وطوائف يحارب بعضهم بعضاً.. فهذا سلفي وذاك إخواني وآخر علماني ورابع ليبرالي. والقصد في النهاية هو إشعال بؤر التوتر وإسقاط الدولة..؟! * ألا تذكرنا دعوات رفع المصاحف في المظاهرات بمآسي التاريخ وكوارث الفتنة.. ألم ترفع المصاحف في الفتنة الكبري أيام الإمام علي كرم الله وجهه ومعاوية.. فماذا كانت النتيجة.. ألم تكن أولي وأعظم المحن في تاريخ الإسلام والتي سالت فيها دماء المسلمين بأيدي بعضهم بعضاً.. فماذا يبغي أصحاب دعوات الخروج بالمصاحف في يد والسلاح في يد أخري إلا لقتل والدمار والتخريب والفوضي.. لماذا خلط الدين بالسياسة.. أنتم تريدون عودة سلطة وهمية لجماعة إرهابية لفظها الجميع.. فلماذا التمسح برداء دين مقدس تضرون صورته وتسيئون إليه بتلك الأفعال.. هل من الدين كراهية الأوطان وتصنيف المواطنين بعيداً عن قواعد العدل والحق والقانون.. هل يدعو الدين للطائفية البغيضة التي يشعلها الإسلام السياسي الذي فشل بامتياز في إدارة الدولة حين صعد للسلطة. ورأي الناس ممارسات متهافتة لأناس لا يفقهون معني الوطن ولا الدولة. ولا حتي روح الدين الذي يتشحون بردائه. ويحتكرون لأنفسهم حق الكلام باسمه..؟! * الحرام بيّن.. والحلال بيّن.. ولا تجتمع الأمة علي ضلال.. وحين يتدافع المواطنون علي صناديق الانتخاب لاختيار الرئيس السيسي. وحين يتدافعون لشراء أسهم قناة السويس الجديدة بحماس أشد أليس ذلك مؤشراً علي إرادة الشعب الرافضة لعودة الإخوان بأوهامهم وافتراءاتهم. ومؤشراً في الوقت ذاته برضاهم عن الحكومة الحالية ورئيسها؟! * كفاكم تعطيلاً للدولة وتشويشها للإسلام وتعويضاً للتقدم والاستقرار. وتنفيذا لمخططات أجنبية تستخدمكم كأدوات ومخلب قط لتنفيذ مخططها الشرير الذي يتطلع لنهب مواردنا وتمكين أعدائنا وتمزيق وحدتنا. وجعلنا دولاً فاشلة في منطقة مضطربة. كما يجري في دول محيطة بنا.. نأسف لما أصابها. ونبكي علي ضياع وحدتها وأمنها علي يد طائفة ضالة للأسف من أبنائها تتبني التطرف والعنف والاقتتال الأهلي وتدمير وحدة الصف.. هل داعش هو النموذج الذي تحاكونه؟ * إن دعوات الفرقة تحت ستار الشعار المخادع ¢الثورة الإسلامية¢ لهي نصب واغتيال باسم الدين الحنيف وهو منهم براء. واستنبات لبذرة التطرف والخراب التي يلفظها الشعب المصري بوعيه وذكائه حتي لو اندس فيها نفرى من كارهي مصر ممن يسمون أنفسهم "نشطاء" أو حقوقيين أو حتي نخبة تأكل علي جميع الموائد. وتغازل الخارج فيما تأتي من سلوكيات وما تدع من فضائل.. فهل بعد صون الوطن من الفوضي فضيلة.. وهل بعد خراب الأوطان ذنب أوخطيئة..؟! * ثمة دعوات موتورة يحاول أصحابها صب الزيت علي النار. إذ أشعل حقدهم ما يرونه من نجاحات. تتحقق علي الأرض يوماً بعد يوما في مصر. تعيد الدولة لمكانها ومكانتها التي فقدتها أيام الإخوان وبعد ثورة يناير بسبب الفوضي.. لقد جن جنون التنظيم الدولي وحلف الشر من جهات أجنبية ودول معادية حينما رأوا مصر تتعافي من محنة الإسلام السياسي ومن الفتن ومن الإرهاب وتستعيد دورها وقوتها الاقتصادية.. فتفتق ذهنهم عن مظاهرات 28 نوفمبر لإعادة مصر لنقطة الصفر. وهناك للأسف نفر من أنصار الدولة المدنية يحاول المزايدة بتشجيع تلك الدعوات. ناسين أنهم يهيئون الفرصة للخارج كي يتدخل في شئوننا بذرائع واهية لكن هيهات..هيهات!! ولا أدري كيف يغيب عن هؤلاء ما تتميز به مصر من تسامح تاريخي وتنوع ثقافي وشخصية حضارية متفردة تجافي وترفض الطائفية البغيضة. فليس فيها مسلمون غزاة ولا مسيحيون كفار بل إخوة متحابون تحت راية الوطن اختلطت دماؤهم فوق سيناء في 73. العودة للعب بورقة الدين خداع لا ينطلي علي أحد رغم أنها لا تخلو من استفزاز لأجهزة الدولة المعنية بحفظ الأمن ومحاولة جرها للعنف لتصدير صورة سلبية للخارج لخدمة أغراض سياسية وتصوير مصر علي أنها تعادي حقوق الإنسان.. هؤلاء الداعون للتظاهر والمؤيدون له يضمرون لمصر شراً.. ولا أجد سبباَ يجعل الدولة تسمح لهؤلاء بإصدار بيان حرب ضدها.. كيف تتركهم ينسقون ويحرضون عليها جهاراً نهاراً. ويكرسون للانقسام والفتنة وتقويض دولة المواطنة التي يأتلف الجميع تحت رايتها لا فضل لأحدهم علي أخيه إلا باحترام القانون والعمل والإنتاج. * الفتنة نائمة لعن الله موقظيها من الإخوان أو السلفيين أو حتي أدعياء الدولة المدنية الذين يخذلون وطنهم في ساعة الشدة بالتجاوب مع دعاوي الإفك والبهتان من معدومي الضمير والوطنية.. لكني علي يقين وبرغم الحرب النفسية التي يجيدها التنظيم الإرهابي بأننا متجاوزون لهذا العبث الموتور.. فتلك هي حكمة المصريين الذين يعلو ولاؤهم للوطن فوق ما عداه ولا مكان بينهم لعصبية طائفية ولا انتماء لغير تراب الوطن.. وعلينا أخذًا بالأسباب وحماية للدولة أن نتكاتف نخبة وإعلاماً للدفاع عن وجودنا ضد أعداء الحياة. وعن وطننا حفظاً لمقاصد الشرع الكريم وكلياته الخمس الدين والنفس والعقل والمال والنسل.. فحماية الوطن ليست وجهة نظر ولا يجوز الاختلاف عليها. * المؤسسات الإعلامية والثقافية والتعليمية والأحزاب والمجتمع المدني مدعوة لوأد الفتنة في مهدها. وعدم الوقوف في مقاعد المتفرجين تاركين الدولة وحدها للاستنزاف والاستهداف بل علينا خوض المعركة ضد العنف والتخريب والتطرف والإرهاب بالفكر والعلم والتوعية والاستنارة وتجديد خطاب عقلي يجفف منابع التشدد والجمود..!! مصر لا تزال في خطر وكلما حققت نجاحاً واستقراراً اغتاظ أعداؤها واشتد عداؤهم لها.. وتماسك النسيج الوطني قادر وحده علي تحصين الوطن ضد رياح الفتنة ودرء المفاسد ووقف محاولات المتاجرة بالدين وخداع البسطاء بشعارات خادعة وأوهام ثبت فشلها.. أيها المصريون.. اتحدوا ضد الفرقة فالنار إذا اشتعلت لا قدر الله فسوف تمسك في رداء الجميع..!!