كتبت الأسبوع الماضي تحت عنوان "الفاشلون" الأسباب الحقيقية لانهيار الكرة المصرية الحاد. بعد أن كان منتخبنا هو البطل المتوج لكأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية. وتحول إلي فريق يكافح من أجل التأهل لنهائيات البطولة بين أفضل 16 فريقاً دون جدوي لثلاث دورات متتالية. وطالبني بعض الأصدقاء عبر البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي بوضع حلول سريعة لإعادة الكرة المصرية بأسرع وقت إلي الساحة. ورداً علي هذا الواقع الأليم. وبداية أعتقد أن العودة ليست بهذه السهولة التي يمكن أن تتضمنها كلمات قليلة في مقال. ولكنها استراتيجية طويلة الأمد نسبياً. تشمل كل أطراف منظومة اللعبة. وكيفية تعديلها لمجاراة ما يحدث حولنا في العالم من تطور. ويشمل هذا الأمر عدة بنود أساسية ألخصها فيما يلي: * أولاً: رحيل الإدارة الفقيرة لاتحاد الكرة أياً كانت الطريقة. وبعيداً عما يسمي بالتدخل الحكومي الذي أصبح حجة لكل الاتحادات للجوء دولياً إلي الاتحادات الدولية لمحاربة بلدهم. كما فعلت وتفعل اللجنة الأولمبية الفاشلة. ورحيل المجلس الحالي الفاشل إدارياً بكل المقاييس هو أول بنود الحل. لأنه بلا إدارة ناجحة وناجزة. لا يمكن أن تتحقق البنود التالية لعودة الكرة المصرية. * ثانياً: الدوري.. وهذه المسابقة هي الأساس الكروي لأي دولة.. وفي بعض الدول الأوروبية يكون الدوري أكثر أهمية من أي شيء آخر في مجال الكرة. واحترام المسابقة ومواعيدها الأساس في هذا البلد لتطوير الكرة لأن الدوري هو العنصر الأساسي لإفراز الموهوبين للمنتخبات المختلفة. والدوري عندنا لا يحمل أي صفقة من صفقات الانتظام. * ثالثاً: لجنة أندية محترفة. تعمل من أجل إنجاح مسابقة الدوري. وليس من أجل "الشو الإعلامي". وقد فهمنا مضمون هذه اللجنة فهماً خاطئاً. فتكونت لدينا لجنة كان أهم اختصاصاتها النزاع مع اتحاد الكرة نفسه. اللجنة عندنا كادت تقوم بكارثة عندما أقرت زيادة الفرق إلي 26 نادياً في دوري هذا الموسم. بما يعني القضاء تماماً علي الباقية الباقية للكرة المصرية. لولا تصدي الإعلام. واللجنة التي أقصدها تعمل بمحترفين وليس رؤساء أندية. وهدفها تسويق المسابقة. وبحث عناصر تطويرها من ملاعب وأجهزة وخلافه. * رابعاً: منتخبات الناشئين والشباب هي مستقبل أي بلد كروياً وهي تحظي لدينا بالفتات من الاهتمام. وتم تشكيل أجهزة هذه المنتخبات لدينا بالمجاملات لأصدقاء أعضاء الاتحاد وحتي اختيار اللاعبين. شابه العديد من المجاملات. ففشل الفريقان في التأهل لكأس الأمم. كما فعل الكبار. ويجب أن تشمل المنظومة بطولات لهذه المراحل السنية. تشمل كل أرجاء مصر. وتديرها أيضاً لجان محترفة. * خامساً: الملاعب. ولا تطوير بدون وجود ملاعب جيدة تستقبل المباريات من نواحي: الأرضية والمدرجات وغرف خلع الملابس. والعناصر التأمينية وخلافه.. فلا كرة في أي بلد بدون ملاعب نموذجية تحمل المواصفات الدولية. * سادساً: الجمهور.. ولا أبالغ إذا قلت إن الجماهير كانت أهم أسباب تراجع الكرة المصرية. ليس بغيابها فقط في الأعوام الماضية. ولكن حتي بحضورها وشغبها. الذي أدي إلي توقيع الكثير من العقوبات علينا في السنوات الماضية. ويجب أن تكون عودة الجماهير بالشكل الذي كنا عليه في الماضي. عندما كان يطلق علي ستاد القاهرة "الجحيم" من المنافسين الذين كانوا يرون أن الجماهير في هذا الملعب هي بمثابة الجحيم لأي منافس يلعب عليه.