اقتربت مواعيد امتحانات التيرم الأول بالجامعات التي حددها المجلس الأعلي في الأسبوع الأول من يناير القادم.. فتحولت المكتبات المحيطة بجامعة عين شمس إلي خلية نحل. الملازم والملخصات هي الهدف الأول للمترددين علي تلك المكتبات.. بعد أن تحولت الكتب الجامعية إلي مجرد مراجع وكتب علي أرفف الطلاب لا ينظرون إليها إلا لتذكر اسم مؤلفها وهو أستاذ المادة!! وتنتهي مهمة الطالب عند هذا الحد بمجرد تسليم أصول ما كتب من محاضرات إلي صاحب المكتبة الذي يبدأ مرحلة جديدة بإرسالها إلي المطبعة البدائية المجاورة لمكتبه لتحول في أقل من ساعة إلي ملزمة مطبوعة بما يطلق عليه طباعة البالوظة التي تطبع ما لا يقل عن 500 ملزمة في الساعة الواحدة. شارع الزعفران خلف جامعة عين شمس يطلق عليه شارع المكتبات التي يعملون بها لمدة 24 ساعة يوميا علي فترات وهي مسخرة حاليا لاستقبال الطلاب وبيع وشراء الملازم والملخصات استعداداً لامتحانات التيرم الأول. أصحاب المكتبات رغم الثروات التي يجنونها من بيع الملازم إلا أنهم يؤكدون أنها ليست كل شيء لديهم ومع اقتراب مواعيد الامتحانات أكثر وأكثر.. تبدأ المكتبات في طباعة نوع آخر من الملازم هي المراجعات النهائية التي تتضمن خلاصة ما يتم شرحه في المحاضرات الأخيرة والأسئلة المتوقعة وهذه لا تعتمد علي الطلاب المجندين لكتابة المحاضرات فقط بل تستعين أيضا بالمعيدين والمدرسين المساعدين الذين يدعون كذبا - أو صدقا - أنهم يعملون علي الأسئلة المتوقعة من أستاذ المادة.. أضاف أحد الأشخاص أننا أحيانا نتعامل مع الأستاذ أو الدكتور نفسه ونلخص المادة له علي شكل سؤال وجواب وهذه تكون ملازم المراجعات أما عن ملازم الشرح فهي تأتي عن طريق التعامل مع أحد الطلاب الذين يدونون المحاضرة ويعطونها لنا مقابل مادي بسيط أحيانا يتراوح ما بين 20 ل 50 جنيها وهذه تعامل بالقطعة أما بالنسبة للتعاون المتكامل أي أنه يقوم بإعطائه راتب كل شهر يكون ما بين 500 و700 جنيه. أوضح صاحب مكتبة أخري أن الطلبة تقبل علي تلك الأنواع من الملخصات من أجل الاختصار الموجود فيها وكثير من الطلاب لا يشترون الكتب من الأساس. إلا في حالة ارتباط الشيت بالكتاب فيجبر الطلاب علي شرائه ولكنه يوضع علي الرف ويأتون إلينا مشيرا نحن نتفق مع الطلاب لتدوين المحاضرات لإعداد ملازم الشرح ويحصل الطالب في مقابل المحاضرة علي 20 جنيها!! وبالنسبة للمراجعات النهائية قبل الامتحانات فإننا نتفق مع معيدين داخل الكلية لإعداد ملخص شامل للمنهج. ومن أجل أن يخبر الطلاب عن مكان الملزمة في مقابل ذلك يحصل المعيد علي 3000 جنيه وتصل أحيانا إلي 5000 جنيه لإعداد ملزمة المراجعة وتكون حصرية للمكتبة بالاتفاق مع أستاذ المادة الذي يحصل علي النسبة الأكبر من سعر بيع الملزمة ونضع اللوجو الرسمي للمكتبة علي الملازم. قال أحمد حسن طالب: نقوم بشراء الملازم ليس بسبب غلو أسعار الكتب فبعض الكليات تقدم أسعار الكتب مدعمة. قال محمد إمام إن كل طلاب الكلية يعتمدون علي الملازم في الامتحانات والشرح. وفي بعض الأحيان يعملون مع إحدي هذه المكتبات في إعداد الملازم والترويج. أضاف مصطفي عبدالرحمن خريج كلية الآداب جامعة عين شمس يري أن القائمين علي طرح تلك الملازم بالمكتبات يهدفون فقط إلي الربح دون النظر إلي استفادة الطلاب. قال دكتور عبدالعظيم صبري أستاذ طرق المناهج والتدريس بكلية التربية جامعة حلوان أن المشكلة تفوق طاقة الجامعة وتحتاج لتدخل شرطة المصنفات لأن كل الملازم والكتب التي تُباع خارج أسوار الجامعة مسروقة ومصورة ويجب تفعيل دور الدكتور في الشرح. أكد محمد أحمد إسماعيل رئيس قسم التشريعات الاجتماعية لحقوق بني سويف أن عمل الملخصات ليس بالعمل الجديد علي طلاب الجامعة فالطلاب يقومون بشراء الملازم الملخصة بسبب تكتل محتوي الكتاب الجامعي الذي لم يتغير منذ سنوات وعن نفسي لا أتعامل مع تلك المكتبات لأنها تلخص المنهج بشكل غير علمي للطالب.