قشطة.. بيس.. جدي فاكس.. استمورننج.. مهيس انجز جامدة.. دبابة.. باكرهك أمن دولة.. كلمات ومفردات لا علاقة لها باللغة العربية الفصحي.. ولا هي من مفردات العامية التي يستخدمها المصريون.. وانما لغة جديدة يتداولها الشباب وخاصة في الجامعات بينهم وبين بعض. كنا نتابعهم في الماضي القريب يتحدثونها فنحاول مجاراتهم كنوع من التهريج ومعايشة اللحظة.. أما الآن فقد انتشرت بصورة غريبة بين الشباب. اصبحت هذه اللغة لا تقال علي سبيل المزاح فقط بل تتداول علي أنها لغة أساسية في حياتهم ولكننا مجبرون علي سماعها ممن حولنا والمحيطين بنا علي الرغم من عدم تناسبها مع طبيعة العديد من الأشخاص الذين ينطقونها. علي الرغم من اتهام هؤلاء الشباب بأنهم شباب لا يتحمل المسئولية وأن لغتهم هذه ليس لها أهمية إلا أنهم مصرون علي استخدام هذه اللغة ولكنهم لا يستخدمونها أمام جميع الأشخاص فذلك علي حسب الشخص فإذا كان الشخص يتحدث اللغة استخدمها معه وإذا كان يتحدث بالطريقة العادية فأتحدث معه علي هذا الأساس. أوضح علي عمر طالب بكلية الحقوق أننا في الجامعة ننقسم للأسر واتحاد الطلاب ولكل منا شلته الخاصة بها ومن هنا ظهرت بعض الألفاظ المتعارف عليها "قشطة" وهي تعني اتفقنا "وفاكس تعني سيبك". "وانته مش في المود" وهناك العديد من الألفاظ الأخري المتداولة بيننا نتكلم بها وهذه الفكرة اتت من أساس عمل لغة خاصة بنا لنتعامل بها. أضاف محمد حسن طالب بكلية الهندسة أن انتشار الثقافة الغربية وأغاني الهيب هوب التي غزت مجتمعنا اصبحت هي اللغة الأساسية لنا وهي لغة مختصرة أي يعني أننا جميعا نعلم معني كلمة "جود مورننج" اصبحت "استمورننج عليكو" وهي تحل محل كلمة السلام عليكم وأيضا كلمة "الأجزام" تعني الامتحان وكلمة "أوك يا ماو" تعني اتفقنا يا زميلي. تضحك لميس النجار علي اللغة الجديدة التي ظهرت وانها صدمت عندما تقدمت للجامعة وانتهت من دفع المصروفات ونقل الجداول ليخرج عليها أحد الزملاء ويقول لها كدا "تماموز" ومن هنا اكتشفت عالم اللغة الخاصة ككلمة "اتكنسل الميعاد" وهي تعني الغاء الميعاد و"سايلنت الموبيل" تعني الغي الصوت و"حد يأستت" وتعني طب المساعدة وهي تستعمل أثناء أداء الامتحان كنوع من "السيم بيننا". أكد مصطفي عبدالرحمن طالب بكلية حاسبات ومعلومات أن هذه الألفاظ لم تغز الجامعة بل الشوارع وأكبر دليل علي ذلك أن هذه اللغة اصبحت لغة عامية وليست خاصة بفئة الشباب فقط ككلمة "جامدة دبابة" و"بكرهك أمن دولة" و"أنت فاكس كنتاكي" وهذه الألفاظ مقتبسة من الثورة. أشارت ولاء بكر إلي أن الغريب أننا بدأنا نلاحظ أن هذه اللغة لم تؤثر علي كلام الشباب فقط بل وعلي عاداتهم وتقاليدهم وشكله وملابسه حيث نري الحظاظات والبناطيل والشعر الكنيش ولهذا اصبحنا بعالم منفتح ولكن يجب وضع رقابة حتي لا تزداد هذه الظاهرة. أوضح ياسر أحمد طالب بكلية العلوم أن هذه الألفاظ الآن مجمعة بقاموس يسمي قاموس "روش طحن" واصبحت هذه اللغة لغة سهلة وانتشرت بشكل واسع وانها تعبر عن مواقف يصعب التعبير عنها بالألفاظ الأصيلة وهي تكون مختصرة بمبدأ "خير الكلام ما قل ودل" ومع التغيرات الزمنية التي عاشها استبدل الطلاب كلمات ككلمة مش هينفع لكلمة فاكس وكلمة اختصر الكلام تحولت لانجز ومزج اللغة الفصحي بالعامية. رأي الخبراء أوضح د. عبدالعظيم صبري أستاذ المناهج وطرق التدريس بحلوان اننا اصبحنا نفتقد للغة التفاهم ما بين الكبار والشباب وهذا سبب التباعد الذي حدث نتيجة غلق الشباب أبوابهم أمام الكبار واتهامهم انهم شباب غير واع وليس علي قدر المسئولية مما أدي لخلق لغة جديدة متداولة بين الشباب كأنهم دولة بداخل الدولة. أكد أن هذه اللغة تعتبر لغة عمرية ترتبط بسن المراهقة وخاصة بالسن المتراوح ما بين "15 25" سنة ولكن بمجرد انتهاء هذا العمر ستنتهي هذه اللغة فوراً. أشارت د. عزيزة السيد بعلم النفس الاجتماعي أن هذه اللغة ظهرت نتيجة التأثر بالثقافة الغربية وعدم وجود مناهج تليق بعقلية وتفكير الشباب الموجود حالياً ومن هنا ننادي بدعم اللغة الأم لنا والاهتمام بها بعرضها بشكل متقدم أي يعني أن المناهج التي درسناها منذ 15 عاما مازالت موجودة فنري تعبيرات الشباب الغريبة عندما يسمعون مثلاً الشعر لعربي ومن هنا يجب احترام عقليتهم وثقافاتهم وفهمها لأنها ستنتهي عاجلاً أم آجلاً بمجرد الخروج لسوق العمل وتحمل مسئوليات الحياة سيتغير الشخص من تلقاء نفسه.