اجمع الكثير من الشباب علي رفضه المشروعات الصغيرة بسبب عدم توافر التمويل اللازم لبداية أي نشاط جديد وعدم قدرته علي إدارة هذه المشروعات ومواجهة الروتين والبيروقراطية الحكومية مفضلاً العمل كبائعين متجولين خوفاً من المغامرة. يقول حسين إبراهيم بائع أدرس بالفرقة الثالثة بحقوق القاهرة وأعمل بائع خطوط واكسسوارات المحمول وكروت الشحن لم استطع اقامة مشروع خاص بسبب قله الامكانيات حيث يتطلب اقامة مشروع صغير مبلغ لا يقل عن 10 الاف جنيه رأسمال كبداية وهذا المبلغ غير متوفر حالياً. ويضيف أرفض الحصول علي قرض سواء من البنوك لتمويل مشروع صغير لانها قروض ربوية محرمة دينياً. كما أن شروطها تعجيزية لا استطيع استيفاءها مثل وجود ضامن مقابل القرض كما أن في حالة الخسارة وهو شيء وارد في التجارة وبصفة خاصة في الوقت الحالي حيث الأوضاع غير مستقرة فإن الشباب يكون معرضاً للسجن والغرامة وضياع مستقبلة. محمود حمدي بائع يويده في الرأي قائلاً يتطلب الحصول علي قرض لتمويل مشروع صغير لشاب في مقتبل العمر وجود ضمان عيني ليضمن البنك أمواله في حالة الخسارة وعند الحصول علي قرض من الصندوق الاجتماعي للتنمية فلابد من تقديم دراسة جدوي للمشروع تتكلف أكثر من 2000 جنيه يقوم باعدادها مكتب محاسبة ليحصل الشاب علي 5000 جنيه لاقامة المشروع وهو مبلغ لا يكفي ايجار مكان صغير حيث يصل اقل ايجار الآن اكثر من 1000 جنيه. ويضيف هناك ايضا الكثير من المصاريف مثل شراء بضاعة أو ماكينات في حالة مشروع انتاجي أو صناعي ولهذا يلجأ الكثير من الشباب للعمل كمندوب للمبيعات كوسيلة سريعة للربح وتكوين رأسمال صغير حيث يحصل الشاب علي حوالي 2000 جنيه في الشهر عند العمل فترتين في اليوم بالاضافة إلي عمولة البيع بعيداً عن المخاطرة والسجن في حالة تعثر المشروع. ويقول احمد رشاد بائع متجول يفضل الكثير من الشباب الآن العمل الحر لعدم توفر وظائف لذلك يلجون للعمل كبائعين للملابس والأحذية والشنط حيث لا يسدد أي مصاريف عن التجارة مثل الكهرباء والايجار والضرائب إلي اخر تلك الالتزامات علي اصحاب المشاريع التجارية حيث يلجأ الشباب إلي عمل "جمعيات" بينهم وتكون نواه كرأس المال لمشروع صغير ويقوم بدفع جزء من الاموال كمقدم للبضاعة لتاجر الجملة ثم سدد باقي المبلغ علي اقساط كل يوم من حصيلة البيع. وعندما تقوم شرطة المرافق بمصادرة البضاعة اقوم بسداد الغرامة واستردها مره اخري. ويقول محمود مصطفي كنت أعمل في مجال السياحة ولكن بعد ثورة 25 يناير حدث تراجع كبير في هذا القطاع واستغنت الشركات عن الكثير من العمالة لديها ولم أجد سوي العمل كبائع متجول للملابس. ولم استطع انشاء مشروع صغير لأن اقل مبلغ يمكن البداية به الآن لا يقل عن 30 ألف جنيه ولم أستطع توفير المبلغ حيث أعول اسرة مكونة من 3 ابناء في مراحل التعليم المختلفة فلدي ابنه في الشهادة الثانوية تحتاج آلاف الجنيهات شهرياً للدروس الخصوصية واخري في الشهادة الابتدائية وتحتاج لدروس خصوصية ايضا. وفي ظل هذه الظروف المادية الصعبة لم اجد سوي الحصول علي ملابس من احد التجار بالأجل واقوم بسداد ثمنها علي اقساط يومية من حصيلة البيع. مصطفي حسين يقول امتلأت الشوارع والميادين بالباعه الجائلين لأن الحكومات المتعاقبة وضعت العراقيل امام الشباب لاقامة المشروعات الصغيرة التي يمكنم من خلالها تنمية المجتمع بمنتجات مفيدة والحد من عملية الاستيراد وتوفير العملة الصعبة حيث غزت منتجات الصين الاسواق المصرية في ظل عدم مجرد وجود منافسة من المنتج المصري من ناحية السعر والجودة. ويشير إلي أن بداية العقبات هي الحصول علي الدعم المالي ومواجهة الروتين والبيروطراطية الحكومية التي تعوق عملها مثل الحصول علي تراخيص والموافقات اللازمة لبداية النشاط وكذلك نقص الخبرة للقائمين علي المشروعات الصغيرة من الناحية التسويقية والتي تؤثر سلبياً علي القدرة التنافسية للمشروعات ويجب أن تقوم الدول بتقديم حوافز وتيسيرات وافعاءات جمركية ودعم للصادرات لضمان نجاح هذه المشروعات الصغيرة واستمرارها.