عقد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر امس اجتماعا لتقييم ما وصفه برده الانتقامي علي اتفاق المصالحة الذي ابرم بين حركتي فتح وحماس يوم امس الاول¢ الاربعاء¢. وذكر راديو اسرائيل انه من المحتمل ان يعلن الوزراء عن عقوبات اسرائيلية جديدة تضاف الي قائمة العقوبات المالية التي فرضتها اسرائيل علي الفلسطينيين في اوائل الشهر الحالي بعد انضمامهم الي 15 اتفاقية دولية.غير ان اذاعة اسرائيل قالت انه من غير المتوقع ان تأمر اسرائيل بوقف كامل لمحادثات السلام التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة مع الفلسطينيين علي الرغم من اعلان احد مساعدي نتانياهو الغاء اجتماع كان مقررا امس الاول. ووصف مكتب نتانياهو اتفاق الوحدة بين حماس وفتح بانه بالغ الخطورة لكنه قال انه يتحتم علي الوزراء ان يقرر طبيعة العقوبات علي الفلسطينيين وقال مساعد اخر لنتانياهو ان القيادة الفلسطينية بربط نفسها بحماس انما تدير ظهرها لعملية السلام. وكان نتنياهو قد خير الرئيس الفلسطيني محمود عباس بين السلام أو الاتحاد مع حماس. من جانبه قال زعيم المعارضة رئيس حزب العمل الإسرائيلي اسحق هرتسوج ان اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية ¢جاء نتيجة لعدم وجود مبادرة سياسية عند رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو¢. غير ان هرتسوج اشار وفقا لصحيفة ¢يديعوت احرنوت¢ الاسرائيلية الي ان ¢عبء إثبات النتائج المترتبة علي هذا الاتفاق يقع علي عاتق الرئيس الفلسطيني محمود عباس¢. كانت رئيسة حزب ¢ميرتس¢ الاسرائيلي زفاها جلئون قد انتقدت نتنياهو ايضا وقالت أنه هو الذي ¢دفع عباس إلي أحضان حماس¢. في الوقت ذاته أعلن مسئول كبير في الإدارة الأميركية أن الولاياتالمتحدة ستعيد النظر في مساعدتها للفلسطينيين إذا شكلت منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها حركة فتح حكومة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس". قال المسئول إن ¢أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم بلا غموض وبوضوح بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل. وقبول الاتفاقات السابقة والالتزامات بين الطرفين¢ في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. أضاف ¢إذا شكلت حكومة فلسطينية جديدة فسنقيمها اعتماداً علي التزامها بالشروط الموضحة أعلاه وسياساتها وتصرفاتها. وسنحدد أي انعكاسات علي مساعدتنا حسب القانون الأميركي¢. في وقت سابق. حذرت واشنطن من أن اتفاق المصالحة الجديد الذي وقعه الفلسطينيون في غزة. قد ¢يعقد¢ الجهود الجارية لتحريك عملية السلام. معربة عن ¢خيبة أملها¢. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية. جنيفر بساكي. أن علي أي حكومة فلسطينية أن تلتزم ¢دون لبس بمبادئ اللاعنف ووجود دولة إسرائيل¢. وأضافت أن ¢غياب الالتزام الواضح بهذه المبادئ يمكن أن يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضات¢. وأضافت المتحدثة أن الولاياتالمتحدة تشعر في آن واحد ¢بخيبة أمل وبالقلق¢ إزاء إعلان المصالحة الفلسطينية. في باريس أكدت فرنسا دعمها المتواصل للمصالحة الفلسطينية تحت سلطة الرئيس محمود عباس /أبو مازن/. وقال رومان نادال المتحدث الرسمي باسم وزارة الشئون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية في مؤتمر صحفي امس - ان باريس اخذت علما بالاعلان عن الاتفاق علي تشكيل حكومة فلسطينية تتآلف من شخصيات مستقلة قريبا. وردا علي سؤال حول رد فعل فرنسا إزاء اتفاق المصالحة الفلسطيني-الفلسطيني..أوضح نادال أن بلاده تساند بشكل مستمر المصالحة الفلسطينية تحت سلطة الرئيس عباس وكذلك تنظيم انتخابات في الاراضي الفلسطينية. وأكد الدبلوماسي الفرنسي استعداد بلاده للعمل والتعاون مع حكومة السلطة الفلسطينية "المقبلة" في حالة رفض إستخدام العنف والالتزام بعملية السلام وقبول جميع الاتفاقات بما في ذلك مع إسرائيل. علي صعيد آخر توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح أمس بشكل محدود ببلدة القرارة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. وذكرت مصادر أمنية أن 6 جرافات عسكرية وعدد من العربات توغلت لمسافة 200متر في أراضي المواطنين الفلسطينيين الزراعية انطلاقا من موقع ¢كيسوفيم¢ العسكري. وأشارت إلي أن الآليات شرعت بعمليات تسوية وتجريف في المكان وسط إطلاق نار متقطع وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع. يشار إلي أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تتوغل بشكل شبه يومي في الأراضي القريبة علي الشريط الحدودي شمال وشرق قطاع غزة للبحث عن عبوات ناسفة او انفاق للمقاومة الفلسطينيةوتمنع المزارعين من الوصول إلي أراضيهم في هذه المناطق. كشفت ¢مؤسسة الأقصي للوقف والتراث¢ أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتحويل جزء من طريق باب المغاربة الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصي المبارك الي كنيس يهودي للنساء. وقالت ¢مؤسسة الأقصي¢ - الناشطة في الدفاع عن المقدسات الاسلامية في الاراضي الفلسطينية في بيان صحفي إن الاحتلال بدأ بنصب قطع وأعمدة خشبية كبيرة علي جزء من طريق باب المغاربة الذي يواصل حفرها وتدمير معظم أجزائهاوإنه خلال وقت قصير. تم تغطية الأعمدة والألواح بمسقف خشبي واق من الأشعة ثم تركيب مروحة كهربائية ووضع كراسي وطاولات. وأضافت ان نساء يهوديات بدأن خلال عيد الفصح العبري الأخير بالدخول الي الموقع المسقوف وتأدية صلوات وشعائر دينية وتلمودية مما يعني تحويل هذا الجزء الي كنيس يهودي. وقالت ¢مؤسسة الأقصي¢ إن ¢هذه الجريمة تضاف الي سلسلة جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق طريق باب المغاربة وتشير الي أن الاحتلال يمضي قدما بتهويد كامل الطريق وإن كان بأسلوب التهويد البطيء¢. ودعت كل المعنيين من الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني الي ضرورة التحرك لإيقاف مشاريع الاحتلال الاسرائيلي التهويدية والاستيطانية في القدس وفي محيط المسجد الأقصي التي تشكل خطرا جسيما علي المسجد.