اثارت تصريحات المسئولين عن مشكلة الكهرباء وانقطاعها المستمر وكيفية الترشيد جدلا شديداً بين فئات الشعب المختلفة بين مؤيد لفصل التيار عن مناطق مصر بالتوالي وبين معارض للفكرة خاصة مع الاستخدام الخاطئ للكهرباء وعدم وصول الدعم لمستحقيه. البعض يشير الي الانظمة السابقة وسلبيتها في مواجهة المشكلة مما ادي لتفاقهما مناشدين جميع الاجهزة المعنية ووسائل الاعلام لنشر ثقافة الترشيد واصلاح منظومة الدعم. يقول ياسر حسن اعمال حرة الاستخدام الخاطئ من المواطنين للكهرباء هو السبب الرئيسي في هذه المشكلة التي نعاني منها الان يجب ان نتجه لتخفيض الاستهلاك بفصل التيار عن الغرف المغلقة مع عدم استخدام الستائر المعتمة التي تجبرنا علي الانارة في وضح النهار. وتقترح سلوي مراد ربة منزل ان تطارد الحكومة سارقي التيار الكهربائي وتقطعه عنهم أو تحاسبهم واعدادهم كبيرة جدا مثل الباعة الجائلين والاكشاك غير المرخصة حيث يسرقون التيار من اعمدة الانارة فضلا عن ساكني العشوائيات والغريب ان الحكومة تحاسب الملتزم وتثقل عليه اما من يسرق فلا يجد من يحاسبه. محمد حسانين صاحب مقهي يقول لا استخدم اكثر من 4 لمبات موفرة في المقهي واقوم بغلقه الساعة العاشرة تماما يوميا الا ان الفواتير تصل ل400 جنيه شهريا اضافة الي 34 جنيهاً نظافة بينما نري في محلات الاحياء الراقية رفاهية الاضاءة المبالغ فيها دون رقيب لذا يجب ان يبدأ الترشيد من تلك المناطق أولا. ويضيف حسين صبري موظف الترشيد في الاستهلاك يجب ان يتم اولا من الحكومة باطفاء اعمدة الانارة المضاءة نهارا بدون سبب وترك معظم المصالح الحكومية لاجهزتها ولمباتها مضاءة والاغرب من ذلك انها تقطع التيار عنا يوميا بالساعات رغم اننا مجبرون علي ترشيد الاستهلاك لان الدخل لايحتمل اية زيادة في الفواتير ومع ذلك فالتقدير جزافي فلا اري قارئ العداد بالشهور. ويستنكر جمال جمعه موظف من تقدير قيمة الاستهلاك وفقا للمنطقة قائلا: الكهرباء ترتكب خطأ كبيرا بتقدير قيمة الاستهلاك وفقا للمنطقة بغض النظر عن قراءة العداد مؤكدا ان له اقارب يستهلكون اكثر منه ولكنهم في مناطق مستواها الاجتماعي اقل ويتم محاسبتهم علي شرائح اقل فهل شرائح الكهرباء بالمناطق أم بالاستهلاك؟! محمد عمر موظف يقول نعاني من الانقطاعات المستمرة في الكهرباء لفترات طويلة يوميا من 3 الي 4 ساعات ورغم ذلك يتم المحاسبة بالفواتير بالمزاج والعلاقات فهناك من يحصل منه جنيهات واخر المئات رغم ان الاستهلاك متساو ان لم يكن اقل. تتفق معه ايمان رشدي ربة منزل من احدي قري الجيزة مؤكدة انه لايوجد لدينا تكييفات ولا نحتمل اي زيادات جديدة في اسعار الفواتير فيكفي ما نعانيه من ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية والتموينية فالدخول لاتكفي وليس لدينا فرص عمل مساعدة لتحسين الدخل فمعظم القري سكنية وليست تجارية فالراتب هو الدخل الوحيد. اما رانيا محمود مدرسة لاتمانع في رفع فواتير الكهرباء كي يستمر توصيل التيار للمواطنين ولكنها تتحفظ علي نظام الشرائح والحساب التصاعدي بل يجب توحيد سعر الكيلو وات ويحاسب كل مواطن علي استهلاكه الفعلي وفقا لقراءة العداد. سيد سعيد ومحمود ابوالعلا يقترحان عدم تشغيل السخانات الا للضرورة وكذلك تغيير اللمبات الي موفرة وعدم اضاءة جميع غرف الشقة اضافة لنزع اكباس الاجهزة الكهربائية حفاظا عليها وتعليم الاطفال كيفية الترشيد والمحافظة علي الكهرباء وبالتالي تنخفض معدل الاستهلاك الي النصف. وتنصح سلوي فرج ربة منزل باستخدام الكولمن في الصيف توفيرا للطاقة للحفاظ علي الثلاجة والتخلي عن الستائر المعتمة التي تستوجب انارة المكان باستمرار وهذا ما يحدث في العديد من المؤسسات الحكومية لذا يجب ان تبدأ الحكومة بنفسها اولا. الدكتور اكثم ابوالعلا المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء يقول ان الوزارة تقوم حاليا بعمل دراسة لوصول دعم الكهرباء لمستحقيه فالدولة تتكلف اكثر من 24 مليار جنيه دعماً ومع ذلك لايصل لمستحقيه لذا سيتم التعامل مع المستهلكين عن طريق شرائح معينة يكون الاولوية فيها لمحدودي الدخل والفقراء مطالبا المواطنين بخفض الاستهلاك خاصة في الفترة من 6 حتي 10 مساء حتي لا تحتاج الشركة لتخفيف الاحمال اليومية وعدم تشغيل الاجهزة الكهربائية مثل السخانات والغسالات والتكييفات في هذا التوقيت يوميا. ويشير الدكتور رمضان ابوالعلا خبير طاقة واستاذ في هندسة البترول ان حل مشكلة انقطاع الكهرباء الذي اقترحه المسئولون بقطع التيار لفترات محددة يوميا حل عقيم وتقليدي لذا لابد ان نسارع بايجاد حل غير تقليدي يشارك فيه كل المصريين من خلال حملة الترشيد بالتنسيق والتعاون بين وزارتي الاعلام والكهرباء وتقسيم مصر الي مناطق واحياء سكنية يسهل تحديد معدل استهلاكها بحيث يتم الاعلان عن تلك المعدلات من خلال وسائل الاعلام علي الا يتم قطع التيار عن المناطق التي تستطيع تخفيض معدل استهلاكها عن 25% بينما المناطق التي تستطيع التخفيض بنسبة 10% يتم فصل التيار عنها عند الضرورة القصوي وبمعدل نصف الوقت اما المناطق التي يزيد معدل استهلاكها عن المعتاد فيتم مضاعفة وقت الانقطاع باستثناء المستشفيات والمصانع وجميع المرافق المرتبطة بالامن العام والقومي وبذلك نستطيع توفير اكثر من 20 مليار جنيه سنويا. بينما يري المهندس خالد الوجيه خبير طاقة ان السبب الرئيسي لانقطاع الكهرباء هو عدم توافر الوقود نتيجة لسياسة الحكومات السابقة الخاطئة التي استوردت لنا صناعات كثيفة الطاقة لا تتناسب مع المصادر الموجودة لدينا اضافة الي انبعاث غازات تؤدي الي تلوث الهواء لذا من الضروري ان يتم ترشيد الدعم واصلاح المنظومة بالكامل لكي يصل لمستحقيه وذلك من خلال دراسة وافيه من كافة الجهات المعنية للخروج من هذه الازمة بسلام اضافة الي الاهتمام بدعم مصادر لاستخراج الطاقة مثل الشمسية والنووية وغيرها.