تشهد كنترولات الكليات التكنولوجية التابع لها 45 معهداً علي مستوي الجمهورية حالة من التخبط والاضطراب أدت إلي تأخر إعلان نتيجة الفرقة الأولي والثانية لأول مرة حتي الآن. علمت "الجمهورية" ان هذا التخبط يعود إلي حدوث أخطاء جسيمة في أسئلة عدد من امتحانات الفرقة الثانية بشعبها المختلفة التي جاءت من خارج المحتوي العلمي المقرر علي الطلاب الأمر الذي أدي إلي انخفاض درجات عدد من الشعب خاصة شعبة العمارة والمدني. كشفت المصادر ل "الجمهورية" ان سبب وقوع أخطاء في أسئلة الامتحانات بل ونماذج الإجابة.. يعود إلي فشل نظام استعانة قطاع التعليم بوزارة التعليم العالي بأساتذة من الجامعات لوضع الامتحانات تحت شعار التطوير رغم عدم درايتهم بالمناهج والدروس التي تم شرحها ومستوي طلاب الدبلومات الفنية.. إضافة إلي تعاملها باستخفاف مع طلاب التعليم الفني رغم حصولهم علي مكافآت مالية باهظة.. وفي نفس الوقت استبعاد الأساتذة العاملين في المعاهد الفنية من وضع أسئلة الامتحانات وهو الأمر الذي أدي إلي إقالة مدير التطوير عن المعاهد. شملت الأخطاء التي تمكنت "الجمهورية" من رصدها أسئلة الامتحان في مادة اعداد الرسومات التنفيذية شعبة الأشغال بقسم مدني والتي جاءت طويلة عن زمن الامتحان وأسئلة مادة انشاء معماري شعبة بناء وتشييد والتي جاءت أيضا صعبة وطويلة عن الزمن المخصص للامتحان وهو ساعتان فقط كذلك الأسئلة في امتحان مادة "دراسات بصرية" المخصص لشعبة ديكور وتنسيق مواقع حيث جاءت أسئلة الامتحان الأربعة بداية من صفحة 205 من الكتاب. كما ان أسئلة الامتحان قاست قدرة الطلاب علي الإجابة بواسطة القلم الرصاص.. وهو ما تكرر في مادة "اسطمبات تشكيل" لتخصص تشكيل معادن التي عاني فيها الطلاب من طريقة تنسيق الورقة الثانية التي ضمت جداول لم تكتب وفقا لطرق ومعايير نظام الامتحانات المتعارف عليها حيث استخدم فيها طريقة تصوير الجداول بدل من كتابتها.. وفي مادة "برامج تنسيق مواقع بالحاسب" لتخصص تطبيقات الحاسب المعمارية طلبت الأسئلة الثلاثة من الطلاب استخدام برامج "الأتوكاد" و"الثري دي ماكس" لحلها علماً بأن الطلاب لم يدرسوا هذه البرامج في هذه المادة وانما درسوا برامج متخصصة في تنسيق المواقع ولم يستوعب الطلاب كيفية استخدام هذه البرامج في الحل بشكل نظري في حين اشتكي طلاب تخصص تكنولوجيا البناء والتشييد من صعوبة أسئلة مادة تصميم وتنفيذ الخرسانة. كما ان الوقت المخصص لها غير كاف علي الاطلاق لحل أسئلة الامتحان.. وكذلك مادة انشاء معماري.. وكذلك مادة تكنولوجيا عمارة وأساليب تنفيذ لتخصص تكنولوجيا عمارة حيث جاء السؤال الثالث ناقص معطي وهو الشكل وبالتالي لم يتمكن الطلاب من حله. بينما شهد امتحان مادة برامج تنسيق لشعبة تطبيقات معمارية فوضي مع غياب مهام لجنة اعداد سير الامتحان عن أداء وظائفها حيث أجاب بعض الطلاب أسئلة المادة في لوحات بينما أجاب البعض الآخر في كراسات إجابة. من ناحية أخري حمل أساتذة المعاهد الفنية المسئولين في وزارة التعليم العالي المسئولية بسبب سياسة الاستعانة بأساتذة من الجامعات واهمال الكفاءات المتواجدة حيث يوجد ما يقرب من 70 استاذا حاصلين علي درجة الدكتوراه و100 علي الماجستير في مختلف المعاهد التكنولوجية.. اضافة إلي سياسة الاقصاء والعقاب غير المبرر التي تمارس تجاه كل من يري رأيا مخالفا لسياسة وكيل أول وزارة التعليم العالي أو يلفت إلي وجود أخطاء في تجربة تطوير المعاهد التي يخوضها والتي كان آخرها عقاب بعض الأساتذة ومديري المعاهد الذين تقدموا بطلب لمقابلة وزير التعليم العالي الدكتور وائل الدجوي لتقديم شكوي تفصيلية له إلا انه أحالهم إلي رئيس قطاع التعليم العام وهو محل الشكوي. أوضح الأساتذة ل "الجمهورية" عن مجموعة من أهل الثقة والحظوة في المعاهد العليا تفعل ما يحلو لها بدون وجه حق وبشكل يخالف القانون من ناحية.. ولعملية التطوير التي تخوضها الوزارة من ناحية أخري.. حيث تم تعيين مدير لمعهد البصريات وهو متخصص في الملابس الجاهزة كما انه منتدب للتدريس في نفس الوقت لكلية الفنون التطبيقية بجامعة 6 أكتوبر لمدة يومين ولمعهد شبرا الصناعي لمدة 3 أيام في الاسبوع وهو أمر يخالف القانون الذي ينص علي عدم جواز الندب لأكثر من 12 ساعة فقط.. كما ان ندبه يحوله دون اشرافه علي معهد البصريات.. وهو ما تكرر في معهد السياحة حيث تم ترشيح مهندسة طباعة منسوجات من أجل رئاسته. كما سادت في نفس الوقت حالة من الاستياء والاستغراب في نفس الوقت من قرار نقل مدير معهد شبرا الصناعي إلي معهد السياحة واعطائه مادة انجليزي تخصص مطاعم من أجل تدريسها رغم انه خريج كلية العلوم وحاصل علي الدكتوراه في علوم النبات.. اضافة إلي نقل مهندسة زراعية في معهد شبرا لتدريس مادة تكنولوجيا خرسانة مسلحة وميكانيكا في معهد مواد بناء بحلوان. أوضح عدد من الطلاب ان الدكتور أحمد فرحات وكيل أول وزارة التعليم العالي والمشرف علي المعاهد الفنية قام بعقد أكثر من اجتماع مع أوائل طلاب المعاهد حمل فيه المدرسون مسئولية التخبط الذي حدث في المعاهد.. كما قام بتنظيم رحلة مجانية إلي الغردقة للطلاب من أجل امتصاص غضبهم وللتأكيد علي انه في صفهم.. إلا ان الأوضاع تشير إلي انه من المتوقع حالة من الرفض لدي غالبية الطلاب بالنسبة لقرار تطبيق امتحان القدرات وعدم مساواتهم بطلاب الثانوية العامة اضافة إلي موضوع الغاء المجموع التراكمي للفرقة الأولي. هذا فضلا عن قلق طلاب الفرقتين الأولي والثانية من تأخر اعلان النتيجة حتي الآن وهو ما ينذر بثورة من الطلاب لا داعي لها الآن في ظل الأوضاع والظروف التي تشهدها البلاد.