وكأن التاريخ يعيد نقسه.. عادت مصر من جديد تتجه شرقاً. لتعيد إلي أذهان المصريين والعالم ما جري في الخمسينيات من القرن الماضي علي يد خالد الذكر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. والاتفاق المعروف بصفقة الأسلحة التشيكية الذي أبرم في 27 سبتمبر 1955 ذلك الاتفاق الذي أرادت به مصر الناصرية كسر احتكار دول بعينها لتسليح الجيش المصري. ورغم أن السلاح الذي شملته الصفقة حينها كان سوفيتياً إلا أن موسكورأت تمرير الضفقة عبر تشيكو سلوفاكيا ولهذا أطلقوا عليها هذا الاسم. صباح الاربعاء الماضي فاجأت مصر العالم من جديد. وكانت الزيارة التاريخية لموسكو التي قام بها المشير عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي ونبيل فهمي وزير الخارجية. وما أن طيرت اجهزة الإعلام النبأ حتي ذهب المحللون السياسيون والمراقبون يضربون اخماساً في اسداس.. ياتري هل هي زيارة تكتيكية جاءت لمجرد إبرام صفقة اسلحة؟ ام انها زيارة استراتيجية ترسم بها مصر خريطة جديدة للمنطقة بعد أن نجح جيشها العظيم في افساد مشروع المخطط الامريكي المعروف بالشرق الاوسط الكبير. وانهالت عشرات التساؤلات تحير الجميع. وبعيداً عن رؤي المحللين وسفسطة المراقبين والنخبة يفهم رجل الشارع البسيط في مصر حقيقة ما يجري. فمصر التي انتفضت ضد نظام مبارك الفاسد الخانع دوماً لإملاءات الإدارة الأمريكية لاكثر من ثلاثين عاماً هي نفسها مصر التي ضد جماعة الإخوان المسلمين تلك الجماعة التي ارادت أن تخطف مصر بعيداً لتنفيذ مخطط امريكي صهيوني أراد تفتيت دول المنطقة العربية إلي دويلات وامارات صغيرة خدمة لاسرائيل.. هاتان الثورتان كانتا علي مدي أقل من 3 سنوات وبهما استعادت مصر قرارها وحررت إرادتها. من الأن لم تعد سياسة مصر الخارجية رهينة للحاكم الفرد يرسمها كيفما يشاء ولكن الشارع المصري هو وحدة صاحب القرار في رسم سياسة بلاده الخارجية يبنيها علي اساس من الندية والاحترام المتبادل ومعهما مصلحة الشعب.