لرفضهم فرض رسوم غير القانونية.. إضراب عام للمحامين عن الحضور أمام محاكم الاستئناف ووقفات احتجاجية بالمحافظات    وكيل تعليم القاهرة تجري جولة تفقدية لعدد من مدارس إدارة شبرا التعليمية    التموين تدرس إطلاق مرحلة جديدة من جمعيتي لدعم الشباب وتعزيز الشمول المالي    داليا الباز: العاملون هم الركيزة الأساسية لنجاح هيئة البريد    انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا للفاتيكان    صلاح محسن يسجل هدف المصري الأول في مرمى الأهلي    أموريم: برونو فرنانديز ليس للبيع    محافظ القاهرة يتفقد حريق شركة أدوية بالأزبكية    وزير التعليم يعلن بدء العام الدراسي 2025 / 2026 في المدارس الدولية 7 سبتمبر المقبل    مينا مسعود يزور مدينة الإنتاج الإعلامي ويشيد بإمكانياتها    نانسي عجرم وماجدة الرومي يساندان كارول سماحة في عزاء زوجها وليد مصطفى (فيديو)    شباب المحافظات الحدودية يواصلون جولاتهم التثقيفية بمعالم دمياط ضمن مشروع أهل مصر    حظ برج الحوت في الأسبوع الثاني من مايو 2025.. لقاء عاطفي غير متوقع    طرح الإعلان الرسمي ل فيلم "المشروع X"    طرق التعامل مع خوف الأبناء من اقتراب الامتحانات    الصحة: تنظيم مؤتمر علمي لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    انبعاث دخان أبيض من مدخنة كنيسة سيستين في إشارة لنجاح اختيار بابا الفاتيكان    محافظ المنيا يناقش ملفات التعليم والصحة والطرق.. ويوجه بتقديم المساعدات اللازمة للمواطنين    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    رابط نتيجة الاختبارات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة رياضيات    تشكيل مباراة أفريقيا الوسطى وغانا في أمم أفريقيا للشباب    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    والا: اتفاق محتمل لتولي صندوق إغاثة غزة مهمة إدخال وتوزيع المساعدات بعيدا عن حماس    في عيد الوالدين، قافلة الثقافة الكورية تزور مكتبة مصر العامة ببورسعيد    حرب الإبادة    مصرع شخص دهسته سيارة محملة بأسطوانات البوتاجاز بقنا    الحكومة: أسعار جلسات الغسيل الكلوى ثابتة دون زيادة وتقدم مجانًا للمرضى    وزير الاتصالات: إتاحة 180 خدمة حكومية عبر منصة مصر الرقمية    اختتام فعاليات مؤتمر تنظيم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالقاهرة    في 11 ثانية.. فقط من يتمتع برؤية حادة يعثر على القلم المخفي    أمين الفتوى ينتقد المظاهر الزائفة على مواقع التواصل: أبرز أسباب ضيق الخُلق والإحساس بالدونية    غموض حول اختفاء فتاة ببنها.. والأسرة تناشد الأمن مساعدتها في العودة    أزعجتهم خلال علاقة محرمة.. سيدة وعشيقها يقتلان رضيعة في الهرم    الفنان محمد عبد السيد يعلن وفاة والده    عضو مجلس المحامين بجنوب الجيزة يثبت الإضراب أمام محكمة أكتوبر (صور)    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    مطار مرسى مطروح الدولي يستقبل أولى رحلات الشارتر من التشيك    الهلال السعودي يرصد 160 مليون يورو لضم ثنائي ليفربول    الكرملين: الحوار بين روسيا والولايات المتحدة مستمر    وزير قطاع الأعمال يبحث مع سفير إندونيسيا فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري    بغرض السرقة.. الإعدام شنقًا للمتهمين بقتل شاب في قنا    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    البورصة: تراجع رصيد شهادات الإيداع لمدينة مصر للإسكان إلى 541 مليون شهادة    دمياط تحيي ذكرى انتصارها التاريخي بوضع الزهور على نصب الجندي المجهول    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    رامي ربيعة يوافق على 20 مليون جنيه سنويًا.. ورد الأهلي الأخير بشأن الإعلانات يحسم ملف التجديد    أسقف المنيا للخارجية الأمريكية: الرئيس السيسي يرعى حرية العبادة (صور)    وزير الصحة يستقبل نقيب التمريض لبحث تطوير التدريب المهني وتعميم الأدلة الاسترشادية    أمين الفتوى يكشف عن 3 حالات لا يجوز فيها الزواج: ظلم وحرام شرعًا    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 في مصر    الحماية المدنية تسيطر على حريق نشب بهيش داخل أرض فضاء بالصف.. صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 8-5-2025 في محافظة قنا    الكرملين: محادثات بوتين وشي جين بينج في موسكو ستكون مطولة ومتعددة الصيغ    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



3سنوات علي تنحي مبارك وأحلام الثورة المؤجلة
11 فبراير 2011 يوم تاريخي سقط فيه نظام فاسد ومستبد.. والفلول يعودون للمشهد بعد 30 يونيه
نشر في الجمهورية يوم 11 - 02 - 2014

11 فبراير 2011 سيبقي تلريخاً محفورا في ذاكرة الوطن حتي قيام الساعة ففيه تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك وسلم السلطة الي القوات المسلحة عقب اشتعال ثورة 25 يناير ولم يصمد نظامه الذي حكم مصر بالحديد والنار. والفساد والاستبداد سوي 18 يوما فقط ليتهاوي الرجل الذي حكم مصر 30 عاما ويصغر امام رغبة الشعب الذي رفع شعارا واحداً ¢ الشعب يريد اسقاط النظام¢ وعندما حاول مبارك تقديم المسكنات باقالة الحكومة ثم حل البرلمان وغيرها لم يفلح امام ثورة الشعب الغاضب الذي لم يتردد علي لساناً سوي كلمة ¢ ارحل¢ وتوجه في ذلك اليوم لمحاصرة قصر العروبة مركز حكمه فما كان منه وتحت ضغوط شديدة إلا ان يرحل.
تطورت الاحداث منذ ثورة يناير ونجح المصريون في اسقاط نظامين خلال تلك المدة بداية من نظام مبارك الذي افسد واستبد وصولا بنظام الاخوان المسلمين الذي اراد اختطاف الوطن لكن مازال المصريون يحلمون بتحقيق اهداف يناير من اقامة دولة ديمقراطية حديثة يحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساواة وتحقق شعار الثورة الساحر¢ عيش حرية كرامة انسانية عدالة اجتماعية ¢ واستقلال القرار الوطني واقامة علاقات دولية متوزانة تقوم علي الاحترام المتبادل ويجد فيها المصريون تعليما مناسبا وفرصة عمل حقيقية تناسب مؤهلاتهم وسكناً ادمياً وعلاجا مجانيا.
ان المصريين نجحوا في اسقاط نظام حسني مبارك في 11 فبراير 2011 بعد 30 عاما في الحكم وابهر العالم بثورته السلمية لم يمض ثلاثة اعوام الا واسقط نظام محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين بعد عام واحد فقط ليبهر المصريون العالم من جديد فلاول مرة شعب يستطيع اسقاط نظامين وليس مجرد رئيسين خلال هذه المدة القصيرة اضافة الي محاكمة مرسي ¢المعزول ¢ في اكاديمية الشرطة نفس مكان محاكمة مبارك ¢المخلوع¢ وداخل نفس قفص الاتهام ذات دلالة واضحة تؤكد ان الشعب المصري لن يقبل بأحد ان يكسر ارادته سواء من قال ¢انا او الفوضي ¢ او ¢ انا او الدم¢.
وبعدما كان المصريون يحلمون فقط قبل ثورة يناير ان يعيشوا ليشاهدوا رئيسهم يترك السلطة طواعية دون ان يموت ¢جمال عبدالناصر¢ او يقتل¢ انور السادات¢ ويعيش بينهم حاملا لقب ¢الرئيس السابق¢ اصبحوا يرونه ايضا في قفص الاتهام مثل اي مواطن بسيط توجه له التهم ويرد عليها وتدور في اذهانهم كيف انهم لم يكونوا قبل اعوام قليلة لا يجرؤن علي التفكير في محاكمة وزير من الوزن الثقيل فما بالهم الان وهم يحاكمون رأسي نظامين في اقل من ثلاثة اعوام.
واذا كانت محاكمة مبارك تعني ان النظام سقط بحبس رئيس هذا النظام. فان محاكمة مرسي تعني ان حكم الاخوان قد انتهي بحبس الرئيس المحسوب عليه. فالاول قاد نظاماً فاسداً ومستبداً علي مدار 30 عاما والثاني اراد تمزيق الوطن قطعة قطعة لكن محاكمة الرجلين اشارة سياسية واضحة من الدولة تعكس ادراكها السياسي والقانوني.
ان نظام مبارك ارتكب اخطاء عديدة جعلت الشعب يثور ضده لكنه لم يدخل في صدام مع مؤسسات الدولة. وانتهي الصراع بين رأس النظام والشعب الا فيما يتعلق بالمحاكمات الجنائية التي يواجهها افراد النظام المحبوسون علي ذمة القضايا الموجهة اليهم. رغم ان مبارك كان رجلا عسكريا وقائدا من قادة حرب اكتوبر المجيدة الا ان المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة انحازت للشعب ولم تلجأ الي القوة لفرض استمراره في السلطة.
الواقع ان محاكمة مبارك ومن بعده محمد مرسي تثبت ان الرئيس اي رئيس لابد ان يكون عادلاً ويحترم الارادة الشعبية والا سيكون مصيره السجن فلا فارق بين رئيس ذو خلفية عسكرية او رئيس مدني منتخب كما يردد البعض طالما لا يحترم دولة الدستور والقانون فالفساد لا يواجه الا بالقانون.
وعقب خلع مبارك اتسم الرأي العالم الدولي بحالة كبيرة من الارتياح لرحيله وتخلي عنه من كان البعض يعتبرهم حلفاؤه الاستراتيجيون وفي مقدمتهم امريكا بينما لم يسانده سوي بعض الدول العربية وفي مقدمتها الكويت التي تحفظ دوره في حرب تحرير الكويت الي جانب السعودية والامارات التي كانت تربطه علاقات قوية بقيادتهما لدرجة انهما عرضا دفع ما يقرب من 15 مليار دولار لمصر مقابل العفو عنه في المقابل العرب قدموا مساعدات مالية لمصر بعد رحيل مرسي وامريكا دافعت باستماته عنه ورفضت عزله وايضا عدد من دول الغرب الغرب ومنها النرويج والدنمارك التي اثارت الريبة فكيف لدول تسمح بنشر صور مسيئة لسيدنا محمد ¢صلي الله عليه وسلم¢ وفي نفس الوقت تدافع عن نظام خرج من رحم الجماعات الاسلامية. و يواجه مرسي اتهامات بانه كان عميلا لامريكا وان الاخوان قبلوا ان يكونوا جزءاً من مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي اوقفته الموجه الثانية من ثورة يناير في 30 يونيو الماضي.
الحقيقة اننا نعيش السنوات الاولي للديمقراطية و لا اخشي علي مصر من ابنائها فهم قادرون عليه التوافق مع مرور الزمن. فالشعب لن يعود مرة اخري للوراء. لكن ما اخشاه تلاعب الغرب بنا وفقا لمصالحه وتأليب المصريين بعضهم علي بعض وفق مخطط صهيوامريكي لاشاعة الفوضي في جميع البلدان العربية وصولا الي ¢سايكس بيكو جديدة ¢ تهدف الي خلق حالة لا متناهية من الانقسام الاديولوجي والديني والفكري داخل الدول العربية كبديل مؤقت عن هدفهم الرئيسي بتقسيم الدول العربية الي دويلات حتي تظل تحت السيطرة. وعلينا جميعا افساد هذا المخطط الخبيث فلا يجب ان نجعل حبنا للاخوان اكبر من حبنا للحق ولا كرهنا للاخوان اكبر من كرهنا للباطل.
فنحن قمنا بثورة سلمية من اجل اقامة دولة ديمقراطية حديثة يحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساوة. جميع المصريين فيها سواء. والمسئول اي مسئول يجب ان يحاسب علي كل افعاله وعليه ان يعلم ان الشعب اصبح اليوم رقيبا. ولا يجب ان يقسم المصريون بعد ثورة شعبية خالصة وفقا لمنطق ¢اما معنا او ضدنا ¢ في تكرار غريب لما قاله جورج بوش في حربه الصليبية علي الدول الاسلامية بعد احداث سبتمبر 2001.
فقد عاني المصريون بمختلف ايدلوجياتهم وتوجهاتهم الفكرية من بطش وفساد واستبداد نظام مبارك فالجميع بلا استثناء عرفوا طريقهم الي السجون والمعتقلات وذاقوا ويلات التعذيب وتلفيق الاتهامات.. الملايين باتوا جوعي وعراة.. والبطالة دهست احلام شباب مصر فاما ماتوا غرقا في مراكب الهجرة غير الشرعية او تاهوا علي رصيف الحياة.. بينما العنوسة ضربت كل بيت.. والمرض والفقر اصابا اغلب المواطنين. لكن حلم المصريين بعد ثورة يناير السلمية بان الجنة ستكون طوع يمينهم وستجري من تحت اقدامهم انهار الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة وان مصر ستعود قوية. فتية. ابية. وقادرة علي تحقيق مستقبل افضل لكل ابنائها تحول الي كابوسا مزعجا. فالفرحة لم تدم طويلا ولم يفلح تخلصنا من حكم مبارك.. ولم نشاهد جديدا بعد انتخاب اول رئيس مدني في انتخابات ديمقراطية نزيهة عرفتها بلادنا وشهد بها العالم .. فقد تسببت اطماع جماعة الاخوان المسلمين ومحاولتها اختطاف الوطن لصالح الاهل والعشيرة في تمزيق الوطن واوشكت ان تدخله في مستنقع الحرب الاهلية لولا الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو ورغم ذلك مازالت الجماة تعاند وتكابر ولا تريد الاعتراف بالواقع وان مرسي وجماعته واهله وعشيرته اصبحوا من الماضي.
الجميع محتاجون ان يغيروا رؤيتهم فمصر ابقي من مرسي وبديع والشاطر والعريان وعمرو موسي وابواسماعيل والبدوي وصباحي والبرادعي والسيسي وطنطاوي وعنان.. ولن تنفع بديع ورفاقه لجان الاخوان الالكترونية ولا مظاهراتهم التخريبة فلن تعود عقارب الساعة للوراء فقد تجاوز الزمن مرسي ونحن الآن امام استحقاق شعبي جديد متمثل في خريطة الطريق وما تشمله من وضع دستور جديد لابد ان يكون معبرا عن جميع المصريين دون اقصاء ويحافظ علي الهوية المصرية العربية الاسلامية ويؤسس لدولة ديمقراطية حديثة يحكمها الدستور والقانون ثم اجراء انتخابات برلمانية نزيهة تحت اشراف قضائي كامل ورقابة دولية.. وفي الحقيقة انا كنت مع تطبيق العزل السياسي علي رموز نظامي مبارك والاخوان وليس الغاء العزل عنهم فالخطر الحقيقي الذي يواجه الثورة اي ثورة ان تتراخي في مواجهة خصومها ثم اجراء انتخابات رئاسية تنافسية تتقاطع تماما مع الانتخابات سابقة التجهيز والتغليف وتعبر بحق عن مصر الثورة.. ونرفض اي تعديل في خريطة الطريق حتي لا تستغل ذلك اعداء الوطن في اشاعة الفوضي والبلبلة.
ان المصريين يمرون بمرحلة فارقة بعد نحو 3 اعوام علي ثورة 25 يناير 2011. التي قاموا بها ضد دولة ديكتاتورية بوليسية. دولة تحولت فيها مصر الي غابة يأكل فيها القوي الضعيف. وانتشر الفساد والاستبداد علي كافة ارجائها. دولة هرمت وتهاوت قلوعها. وتيبست مفاصلها. دولة لم تعد تحقق طموحات شعبها الفتي فاشعلنا ثورة ضد الظلم والقهر والجهل والقمع.. ثورة ضد الافكار التي انقضي عهدها.. ضد مجموعة من المسئولين الذين استكانوا لحالهم سنينا طويلة ورضوا ان تغرق مصر اول حضارة علي وجه الارض في التخلف والرجعية والفساد. وعندما اتحدوا وتجمعوا ووضعوا مصر قبل مصالحهم الضيقة. استطاعوا خلال 18 يوما فقط ان نوهب الوطن ضوءا في آخر النفق لبناء مصر الديمقراطية الحديثة التي تسع الجميع ويحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساواة. مصر التي تضع الرجل المناسب في المكان المناسب. مصر التي تعتمد علي اهل الخبرة وليس اهل الثقة والحظوة لكن الأمر سار من سيئ الي أسوأ ووصل الي سدة الحكم من اختار ان يكرر نفس اخطاء الماضي ونفس افعال نظام مبارك من استخدام عصي القمع والظلم وتكوين دولة بوليسية اكثر عمقا وخطرا. واهدر الدستور والقانون فكان لابد من الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو ضد حكم الاخوان القمعي وراعي العنف والجماعات الخارجة علي القانون.
المصريون قادرون علي اقامة حياة ديمقراطية. فالشعب المصري بعد ثورتين في اقل من ثلاثة اعوام ان يختار من يحكمه.. وان يراقبه.. لان الحكم لابد ان يكون عقدا اجتماعيا بين المحكوم والحاكم.. يعبر من خلاله الشعب عن ارادته في من يختار بشكل حر. وعلي الحاكم ان يلتزم ويحترم تعهداته لمن انتخبه. فالشعب لن يعود للوراء. فكل انحراف يجب ان يواجه عبر الشعب والمؤسسات الديمقراطية الجديدة وبالصحافة والاعلام الحر وبالاحزاب والنقابات والجمعيات واللجان التي تشكلت في المدن والاحياء فان المشكلة ليست شخص الرئيس لكنها اهم وأعمق. فنريد بناء دولة جديدة ومؤسسات ديمقراطية متماسكة سليمة تحترم ارادة الشعب وتحفظ الحقوق والحريات وتحترم حقوق الانسان وتعمل علي ارساء عدالة اجتماعية بين مختلف الطبقات والجهات المقصاة منذ سنوات طويلة.
الامر غريب
الغريب ان بعد اسقاط نظام الاخوان عاد فلول الحزب الوطني للمشهد السياسي من جديد وهو ما اثار استياء الجميع واصبحت الثورة تواجه نظامين سابقين وليس نظاما واحدا وان الكثيرين يعيبون علي الدستور الجديد عدم تطبيق العزل السياسي علي رموز النظامين بل وان ابناء مبارك عادوا للظهور من جديد لدرجة ان بعضهم كتب اغنية جديدة لمبارك مخصصة لذكري التنحي. أمام أكاديمية الشرطة بالتزامن مع محاكمته في قضية قتل المتظاهرين بمقر أكاديمية الشرطة امس وتقول كلمات الأغنية ¢يا رئيسنا الغالي.. ضاعت كل أملنا بعدك يا طيار..ليه يا حبيبنا تسيبنا وإحنا معاك باستمرار.. إحنا ولادك كلنا.. واوعي تزعل مننا.. مصريين بالملايين بنحبك يا نور العين.. ضربة جوية.. حسني مبارك¢ مما جعل الكثيرون يترحمون علي ارواح الشهداء التي مازالت حتي الآن تنتظر القصاص العادل ممن تسببوا في قتلهم.
واستغلالا للمناسبة دعا ما يسمي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تقوده جماعة الاخوان الارهابية إلي التظاهر اليوم تزامنا مع ذكري تنحي حسني مبارك. مضيفا في بيان له امس ان التظاهر في ذكري التنحي يأتي بعد أن بدا المشير عبد الفتاح السيسي ومبارك كيانا واحدا إن لم يكونا شخصا واحدا. وهدفهما اغتيال ثورة 25 يناير¢. علي حد قولهم. مضيفا أن التظاهرات ستستهدف قلب القاهرة. والنقاط الثورية الرمزية لثورة 25 يناير في المحافظات. مع تكثيف الفعاليات علي مدار اليوم. والوقوف الرمزي أمام سفارات وقنصليات. ولتصنعوا المفاجآت¢.
فيما تضاربت أراء الأحزاب والقوي السياسية حول فكرة إحياء ذكري التنحي وأشار البعض إلي أن عدم إحياء الذكري سيفوت الفرصة علي الإخوان من ارتكاب مجازر جديدة كما حدث في الاحتفال بذكري 25 يناير مطالبا بتفويت الفرصة علي تحالف دعم الإخوان الذي أعلن مشاركته في إحياء الذكري لأهداف ونوايا خبيثة. يريد بها استغلال التجمعات والقيام بأعمال عنف وتخريب ومواجهات مع الشرطة والجيش فيما اكد آخرون انهم سينزلون في جميع ميادين مصر وان التاحتفال بذكري التنحي له دلالة تؤكد أن المصريين الذين تمكنوا من الإطاحة بنظام مبارك ومرسي قادرون علي عزل أي نظام يمارس الديكتاتورية مرة أخري.
فيما ذكرت مصادر بان المشير عبد الفتاح السيسي قد يعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة اليوم والذي سيوافق ذكري تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن الحكم في ال11 من فبراير.
ووفقا لما قاله طلعت ذكريا عن لقائه الاخير بمبارك ان المخلوع لديه مشاعر مختلطة فهو سعيد بنجاح ثورة 30يونيو التي أزاح المصريون خلالها الإخوان. وقال لي: ¢الشعب المصري ذكي¢. فهو سعيد أن الشعب كشف الإخوان بسرعة واسترد البلد من أيديهم.
وعن تقييم مبارك للرئيس المعزول مرسي قال طلعت: إنه كان مجرد أداة في يد الشاطر والمرشد. وكان يأخذ التعليمات من الشاطر الذي كان يقول له: ¢أنت تجلس علي الكرسي ولا تفتح فمك. هذا الكرسي كلفنا 60 مليون جنيه¢.
وأضاف: الرئيس الأسبق مبارك مؤمن بقضاء الله. ولا يعرف الشماتة. بل هو كان يعرف نهاية ما تقوم به هذه الجماعة. وقال لي إن المعزول مرسي كان طباخ خيرت الشاطر في السجن. وكان بمثابة خادمه وكانت مهمته الطبخ للإخوان في الحبس. وطوال عمره كان يتلقي الأوامر منهم. بل علي العكس هو يثق في القضاء المصري عن استياء مبارك من احتجازه ومما حدث له طيلة المدة التي تلت ثورة يناير اضاف طلعت:
قال الحمد لله ربنا أظهر كل شيء. وأنا خدمت هذا البلد ورضيت بكل شيء علي الرغم من كل الإهانات التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة. وأثرت بي جداً. ولكن قبلت وخضعت لقضاء بلدي. لأنني اثق فيه وأحترمه ولم أعترض علي شيء طاب مني من قبل القضاء لثقتي فيه وفي موقفي.
وتابع: الرئيس مبارك قبل 30 يونيو يختلف كثيراً عنه حالياَ في أمور عديدة. كحالته النفسية. وحالته الصحية. وموقعه. وكل شيء.
فهذا الكلام لاجدال فيه. ولكن رغم كل شيء مبارك مازال قوياً وقادراً علي التحليل والتوقع. ويمتلك الرؤية السليمة. فرغم كل ما تعرض له من إهانات وشدائد. إلا أنه مازال يتابع حال البلد ويدرس الوضع. فهو قلق جداً بشأن الاقتصاد. ويطالب الجميع بضرورة العمل لزيادة الإنتاج وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.